الأبعاد التكنولوجية والعلمية للأمن القومي العربي

أ.د. كمال الأسطل  By Prof.Dr. Kamal AlAstal

 مقدمة

دخل الإنسان القرن الحادي و العشرين وهو مزود بكم هائل من المعارف العلمية والتكنولوجية ، والتي أصبحت جزءاً مهماً من حياته اليومية. وقد تميز القرن السابق وبصفة خاصة  النصف الثاني من القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين بإنجازات علمية وتكنولوجية غير المسبوقة في كل المجالات ، وها هي الإنسانية وهي تدخل القرن الحادي والعشرين تشهد تحولات جذرية ، وتغيرات أساسية ، فأشعة الشمس هي نفط الغد … والماء فحم المستقبل..وأمواج البحار والمحيطات هي محطات الطاقة..وقوة الرياح  محرك الإنتاج .

جاءت لنا تكنولوجيا المعلومات بالروبوت الذي يدير المصانع ، ويتحكم في حركة المرور ويساعدنا على الأعمال المنزلية ويقوم بالأعمال الخطرة ، ويسير الدوريات العسكرية في إسرائيل، ويعمل سائق في اليابان وبعض الدول المتقدمة.، وها هو “الدكتور روبوت” يقوم حالياً بأدق العمليات الجراحية في العين والقلب . ونعتقد بأن روبوت المستقبل لن يكتفي بتقديم الخدمات ، بل سيتجاوز ذلك ليصبح كائناً مبدعاً ونداً للإنسان . وقد جاءت لنا التكنولوجيا أيضاً بالسواتل Satelites   والأقمار الصناعية  التي تجوب المئات منها الأجواء لتيسر لنا الاتصال بكل بقعة من بقاع الأرض ، وتنقل لنا الأخبار كل ما يجري في أي ركن من أركان المعمورة ، ولتغير بذلك مفهوم الزمان والمكان ، وتقارب بين الشعوب وتمزج الحضارات والثقافات ، وقد أصبح الكون على رحابته قرية كونية ، وجاءت الحواسيب والانترنت ، وبرامج التواصل المختلفة من فايبر وواتس أب وتانجو وتوك ري ولاين وإيمو وفيس بوك وميسنجر …وغيرها لتجعل العالم بيتا واحدا. و لتسهل عملية الاتصال بمراكز المعلومات ، ومراكز المال والأعمال ، وتيسر إمكانية العلاج والدراسة عن بعد ، ومزاولة العمل من المنزل من دون الحاجة للذهاب إلى موقع العمل ، أو التوقيع في كشوف الدوام ، وهكذا تحولت منازلنا بفضل التكنولوجيا إلى أكواخ إلكترونية .

هذا قليل من كثير مما حققه التقدم العلمي والتكنولوجي في كل المجالات . وهكذا أصبح الإنسان مديناً لهذا التقدم في غذائه ، ودوائه ، وانتقاله ، وكسائه ، وعمله ، وراحته ، بل وكل مناحي حياته ، وأصبح كل فرد في هذا العالم على صله بالانجازات والابتكارات التكنولوجية المختلفة يتعايش معها ، وينعم بفوائدها ، أو يعني من بعض سلبياتها . ولم يعد بإمكان أحد أن يبقى بعيداً عن تأثيرها ، أو معزولاً عن تسارع خطاها .

وإذا كانت الشعوب في العالم المتقدم أكثر التصاقاً ومعايشة لأدوات التكنولوجيا الحديثة ، فإن شعوب الدول النامية ليست بمعزل عن هذه الأدوات ، والتي نجدها متاحة لكل من يريد الاستفادة منها شريطة أن يملك القدرة المادية على امتلاكها ، وتغطية كلفتها .

وإذا كانت التكنولوجيا قد أضفت سماتها الخاصة على الإستراتيجية وفن الحرب ، والعلاقات الدولية وكل شكل من أشكال علاقات التفاعل فإنها طبعت مفاهيم إدارة الصراع ، وإدارة الأزمة ، والأمن القومي ، وغيرها من المفاهيم بسمات خاصة حتى أصبح التطور في هذه المفاهيم يسير بخط متواز مع التطور التكنولوجي .

وفي هذا السياق يرى (هربرت شيلر) مؤلف كتاب “وسائل الإعلام والإمبراطورية الأمريكية” :”أن صناع القرار السياسي الغربيين انشغلوا بالبحث عن بدائل تضمن استمرار السيطرة الغربية ، وعلى وجه التحديد الأمريكية ، على الأوضاع الثقافية والاقتصادية الدولية ، فاستمر رأيهم على التكنولوجيا كبديل ، وتضمن هذه التكنولوجيا شبكات الحاسوب” ، بل وينذر بعض الباحثين بحر معلومات كونية ، وأن العالم الآن يشهد فصلاً آخر من فصول التاريخ الاستعماري ، تحاول فيه الدول الكبرى السيطرة على الدول الصغرى ، فبدلاً من السيطرة بالطائرات والمدافع وإنتاج المصانع ، ستكون السيطرة بالمعلومات وبنوك البيانات وبالكمبيوتر والانترنت (محمد غنيم ، 2003 ، ص13) .

تأسيساً على ما تقدم يمكن القول إن الثورة الثالثة بشكل عام وثورة المعلومات باعتبارها أهم مرتكزات هذه الثورة بشكل خاص أضفت على الأمن القومي أبعاداً حركية جديدة تحمل مركب القوة والضعف على حد سواء .

ما أثر الأبعاد التكنولوجية على الأمن القومي العربي ؟

كيف نتعرف على أثر التكنولوجيا على الأمن القومي العربي في مجال التعليم والبحث العلمي. وأثر التكنولوجيا على الأمن القومي العربي في مجال الصناعة

مصطلحات الدراسة :

التكنولوجيا : ترتبط الاستخدامات المبكرة لمصطلح تكنولوجيا في بداية القرن الثامن عشر كلها تقريباً بالتعريف الذي ورد في قاموس أكسفورد الذي أشار إلى كتاب بعنوان التكنولوجيا (1706) وفيه وصف للفنون وبخاصة الفنون الميكانيكية . لكن الاستخدامات الحديثة للمصطلح تشير إلى أن التكنولوجيا لا تعني فقط بوصف العمليات الصناعية ولكنها تتبع تطورها ، ومعني ذلك أن التكنولوجيا تكشف عن أسلوب الإنسان في التعامل مع الطبيعة والذي من خلاله يدعم استمرار حياته (محمد عاطف ، 1979 ، ص484) .

أو هي : الوسائل الديناميكية المتطورة لتحقيق الأهداف والغايات ، سواء كان ذلك بآلات وأدوات بسيطة ، أو متطورة ، أو بطرق أو مجموعة من الطرق والمعارف التي يفترض فيها القدرة على حل مشكلات الإنسان المعقدة المتداخلة والتي تشكل الإطار الحياتي الطبيعي للإنسان (جامعة القدس المفتوحة ، 1996 ، ص371) .

 هي التطبيق المنظم للمعرفة القائمة على أسس عملية في مواقف علمية (جامعة القدس المفتوحة ،1997 ، ص80) .

التكنولوجيا مفاهيمها وأبعادها

قد يكون اصطلاح التكنولوجيا من أكثر الاصطلاحات شيوعاً في هذه الأيام . ويبدو أن من أسباب هذا الشيوع اعتقاد الناس بالصلة بين التكنولوجيا والتقدم . والتكنولوجيا مشتقة من الكلمة اليونانية ( Techne ) ومعناها فن أو صناعة ، ولكن ليس بالمعنى الذي يفهم من كلمة ( Industry ) ، فالتكنولوجيا تعني تطبيق قانون علمي في مجال ما . ويتبين من دراسة تاريخ الإنسان والتكنولوجيا أن هناك نوعاً من الارتباط بين التغيرات الكبرى في حياة الإنسان والتغيرات التكنولوجية فيه . فاختراع الفأس الحجرية والكتابة واكتشاف النار وصنع الحربة والسهم والسيف وأدوات الحرب والمواصلات … الخ أثرت في حياة الإنسان طوال تاريخه ( حسني عايش ، وعيسى أبو شيخة ، 1998 ، ص45 ) .

أطلق اصطلاح التكنولوجيا عل تسخير العلم لإيجاد الأساليب لاستغلال الموارد الطبيعية والبشرية في إنتاج وتطوير السلع والخدمات .

كما يمكن تعريف التكنولوجيا بأنها فن الإنتاج أو وسيلة الإنتاج أي الوسيلة والأساليب التي تستخدم في عملي الإنتاج

أما التقدم التكنولوجي فهو تطوير هذه الوسائل والأساليب مما يؤدي إلى تحسين نوعية المنتجات وزيادة حجمها وتخفيض تكلفتها .

وتعتبر مشكلة نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى الدول النامية والتي منها الدول العربية هي التي تقف حائلاً أمام الدول النامية في محاولتها للخروج من دائرة التخلف واللحاق بالدول المتقدمة أو على الأقل تضيق الفجوة بينهما . وتكمن خطورة المشكلة في العلاقة التبادلية بين التكنولوجيا والإنتاج فالتأخر التكنولوجي يلازمه تأخر إنتاجي ( وبالتالي تأخر اقتصادي ) وهما الفجوتان اللتان تفصلان بين الدول المتقدمة والدول النامية . واستمرار هذه العلاقة سيؤدي مع الزمن إلى اتساع الفجوتين وإلى المزيد من التخلف .

ويتميز التطور المعاصر لتكنولوجيا الإنتاج بالخصائص الآتية .

–  الثورة التكنولوجية في أدوات العمل التي تتمثل في اختراع المعدات والآلات الإنتاجية والكفاءة العالية ( جامعة القدس المفتوحة ، 1996 ، ص141) .

–  تنوع مصادر الطاقة من بترول وغاز وفحم وطاقة المياه والرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية ، والتوسع في البحث عن مصادر هذه الطاقة .

–  توسيع وتحسين أدوات العمل والمواد الأولية والخامات على أساس إنتاج الخامات والمواد البديلة والمواد التركيبية المختلفة

–  ظهور أساليب ووسائل جديدة للحصول على المعلومات ومعالجتها وخاصة الحاسب الإلكتروني ، مما يوفر قاعدة مثلى لحل مهام التخطيط والمحاسبة والتكلفة والاقتصاد .

واقع التعليم والبحث العلمي في الوطن العربي :

أولاً – التعليم في الوطن العربي :

يشكل التعليم العالي أعلى حلقات التعليم الذي يستهدف إحداث تغيير وتطوير كمي ونوعي في المجتمع ، ويوفر الأفراد العلميين اللازمين لحل مشكلات التقدم وقضاياها ، وقد بدأ التعليم العالي مبكراً في عدد من الدول العربية مثل ( مصر وسريا ولبنان ) وتأسست العديد من الجامعات العربية في أعقاب الحرب العالمية الثانية وحتى أواخر السبعينات من القرن العشرين ، ولم يبقى قطر عربي حالياً إلا وفيه جامعة واحدة على الأقل .

ويعتبر الإنفاق على مؤسسات التعليم العالي مؤشراً مهماً لمدى اهتمام الأقطار العربية بهذه المؤسسات . وقد بلغ مجموع الإنفاق على التعليم العالي العربي ( 3956) مليون دولار عام 1992 . هذا ويلاحظ أن حجم الإنفاق على التعليم العالي يختلف من قطر عربي إلى آخر ، إذ يتراوح بين 3 – 3.5% ) من الناتج المحلي الإجمالي في كل من لبنان والأردن ، في حين يتراوح بين (0.3-0.4%) من الناتج المحلي الإجمالي في كل من اليمن والإمارات العربية المتحدة .

وهذا يبين مدى تدني معدل الإنفاق على التعليم العالي في الوطن العربي بشكل عام مقارنة بالإنفاق على التعليم في الدول المتقدمة ( جامعة القدس المفتوحة ، 1996 ، ص137،138 ) .

ثانياً – التطوير والبحث العلمي :

يلاحظ زيادة الاهتمام بالبحث والتطوير في الأقطار العربية فقد بلغ عدد المعاهد الخاصة بالبحث والتطوير حوالي (295) معهداً . كان منها (82%) خارج إطار الجامعات . وفي عام 1993 أصبح ثلث الجامعات العربية البالغ عددها (132) جامعة قادراً على القيام بالأبحاث المختلفة . لكن المؤسف أن مخصصات البحث والتطوير في جميع الأقطار العربية كانت أقل من (1%) من الناتج المحلي الإجمالي ، وهذه النسبة تشكل الحد الأدنى المطلوب لقيام أنشطة بحثية ذات معنى ، وإضافة لذلك فإن هذه المخصصات القليلة جرى توزيعها على عدد كبير من المجالات مما زاد الأمر سوءاً ، ولوحظ كذلك أن مخصصات البحث والتطوير كانت تتعرض للإلغاء أو الاستقطاع كلما جرى تخفيض في الميزانية العامة ( جامعة القدس المفتوحة ، 1998 ، ص125) .

أما فيما يتعلق بتبعية أنشطة البحث والتطوير فيلاحظ أنها تخضع بشكل عام لإشراف الدولة ، إذ أن (71%) من مؤسسات البحث والتطوير ترتبط بوزارات الدولة المختلفة ، ويوجد (18%) منها في الجامعات ، في حين أن (11%) هي مؤسسات مستقلة ( حسني عايش ، وعيسى أبو شيخة ، 1998 ، ص46 ) .

أما فيما يتعلق بالإنفاق على البحث والتطوير فبالرجوع إلى الإحصائيات المتوفرة حول مخصصات البحث والتطوير في جميع الدول العربية يدهشنا قلة هذه المخصصات ، كما أننا سنلاحظ أنها نقصت في حقبة التسعينات عنها في الثمانينيات . ففي عام 1992 كان مجموع الميزانيات التي خصصت للبحث والتطوير في سائر الأقطار العربية حوالي (458) مليون دولار ، وهذا يعادل (0.1%) من مجل الإنتاج القومي العربي آنذاك . فإذا علمنا أن الحد الأدنى المقبول دولياً لمثل هذه المخصصات هو (1%) من الناتج المحلي الإجمالي للدولة المعنية ، أتضح لنا أن ما هو مخصص لهذه الأنشطة في الوطن العربي يعادل عشر الحد الأدنى المتعارف عليه دولياً .

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً أنفقت في عام 1992 حوالي (160) بليون دولار على البحث والتطوير مقارنة بأقل من نصف بليون دولار أنفقتها الدول العربية مجتمعة ( جامعة القدس المفتوحة ، 1996 ، ص143،144 ) .

واقع التكنولوجيا في الوطن العربي :

من المناسب أن نورد بعض الملاحظات عن واقع التكنولوجيا في الوطن العربي وهي :

  1. لا تزال البلدان العربية بعيدة عن مرحلة الثورة الصناعية الأولى . ونعتقد أن الدول العربية بمعدل نموها الحالي ستعجز عن بلوغ هذه المرحلة في في الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين. بينما تكون الدول المتقدمة قد دخلت في عصر ما بعد الصناعة وقطعت أشواطاً فيه ، صانعة حضارة جديدة توفر للفرد دخلاً قد يصل إلى يصل إلى ملايين الدولارات في العام ، بالعمل ثلاث إلى أربع أيام في الأسبوع ، دون أن يزيد ما يعمله طيلة حياته عن 40 ألف ساعة . فضلاً عن أنواع الرخاء المادي والمعنوي التي ستغير هذه المجتمعات .
  2. ولتجنب هذه النهاية يصبح لزوماً على الأقطار العربية دخول عصر الثورة التكنولوجية وذلك ممكن دون الحاجة إلى مرورها بالثورة الصناعية الأولى .
  3. غير أن محاولة القفز هذه خطرة جداً وقد تؤدي إلى الضياع إذا لم يعد المجتمع العربي لها الإعداد الاجتماعي والتربوي والنفسي اللازمين .
  4. ضعف الإلتزام العقائدي والسياسي تجاه العلم والتكنولوجيا من حيث كونهما وسيلة إلى القوة وإلى التنمية . ويتجلى ذلك في ضعف المنطق العقلي والعملي وروح المبادرة والإبداع والاكتشاف عند كثير من القطاعات .
  5. رغم ذلك كله فالخميرة موجودة في الطاقات البشرية الكبيرة والطاقات والإمكانيات الطبيعية الهائلة الموجودة في الوطن العربي ، فالأقطار العربية رغم حداثة استقلال أكثرها خطت خطوات إلى الأمام في ميدان التنمية البشرية والصناعية والتكنولوجية ( إلياس زين ، 1975 ، ص45،44 ) .
  6. ولعل أخطر محركات التخلف في الوطن العربي الاعتماد على أساليب ألقاء الخطب البلاغية والمهرجانات والاحتفالات وعبادة الزعماء والأحزاب والدكاكين السياسية والشعارات الجوفاء وكذب القيادات على الجماهير وتضليلها وخداعها  وإتباع سياسات إفقار الشعوب وسياسة “فرق تسد”.

استخدام الموارد الطبيعية :

     إن التكنولوجيا التي تلاءم  الوطن العربي الدول النامية هي التكنولوجيا التي تعتمد على استخدام الموارد المحلية .

استخدام البيئة الحضارية :

     إن التكنولوجيا الملائمة هي تلك التي تأخذ في الاعتبار الحضاري والخصوصية الحضرية والقيم و العادات السلوكية لدى أفراد المجتمع لتستفيد منها . وهناك شعوبا عديدة استوردت التكنولوجيا ولكنها طورتها بما يتلائم مع حضارتها.

التنمية :

     يشكل الإنتاج أحد ركائز التنمية والتكنولوجيا هي وسيلة الإنتاج لذلك فإن التكنولوجيا ركيزة من ركائز التنمية . لذلك يجب تقرير أي السلع التي يجب إنتاجها وأي الخدمات التي يجب تأديتها . وذلك في ضوء الإمكانيات المتوفرة والبحث عن التكنولوجيا الملائمة لتحقيق ذلك (نبيل رمزي وآخرون ، 1996 ، ص25،26 ) .

وتظهر أثار العلم والتكنولوجيا في التنمية في الأمور الآتية :

–       زيادة القدرة على استغلال الطاقات الإنتاجية الحالية  .

–  الاستغلال الأمثل للموارد مما يؤدي إلى تقليل تكلفة المنتجات ، وقد ظهرت عملية الاستغلال للموارد في تقليل حجم الهدر في الغاز المصـاحب للنفط واستغلاله في الصناعات البتروكيماوية (محمد شفيق طنيب وآخرون ، 1996 ، ص19 ) .

–       رفع معدلات الإنتاجية للقدرة البشرية .

–  تنمية الموارد الزراعية والمعدنية والطاقة لمواجهة التحدي الكبير المتمثل في زيادة عدد السكان وكذلك المساعدة في التغلب على قلة التغذية وسوء التغذية .

–       تحسين مستوى الجودة للسلع والخدمات .

–  تحسين الحالة الصحية والمعالجة الطبية والسيطرة على المسائل الخاصة بالمجتمع مثل شدة الزحام وسوء الخدمات العامة إلى غير ذلك من (محمد شفيق طنيب وآخرون ، 1996 ، ص19 ) .

 

دور الجامعات في نشر العلم والتكنولوجيا و تطوير مهارات القوى البشرية

تعتبر القوى البشرية الركن المكمل للتقدم العلمي والتكنولوجي ، وذلك أن الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجيا ما كانت لو لم يتوفر الباحثون النابهون الذين يكتشفون القواعد العلمية والتي تثمير عن الاختراعات التكنولوجية .

ويجب أن لا ننسى أن الجامعات ومراكز الأبحاث هي المسئولة عن إعداد القوى البشرية المؤهلة للتطور العلمي ، والابتكار التكنولوجي ، وهكذا فإن من أهم عناصر التنمية في مجال العلم والتكنولوجيا وتطويعا لمنتجات زراعية وصناعية وخدمية هو تنمية الإنسان وإعداده نوعاً وكماً ليقوم بدفع عجلة التنمية في شتى مجالات الحياة .

إن خصوصيات الوطن العربي تتطلب عدداً كبيراً من الفنيين في مختلف المجالات ، وإذا كان من الممكن استيراد الخبرة العلمية والتكنولوجية والمواد والمعدات من الخارج فإن استيراد الكوادر والخبرات بشكل دائم غير ممكن لأن تصنيع الاقتصاد بصورة مستقلة لا يمكن تكوينه وتشغيله بأيدٍ عاملة مستورة وبواسطة مهندسين وفنيين وعاملين وإداريين أجانب .

بعض مقدرات الوطن العربي

أن الدول العربية في الوطن العربي غنية جداً بعناصر الإنتاج ( الأرض ، القوى العاملة ، رؤوس الأموال ) ولكنها موزعة بشكل غير متساوي وذلك لحكمة لا يعلمها إلا موزع تلك العناصر ( الله  عز وجل) فلو تكاتفت تلك الدول وتوحدت وتبادلت تلك العناصر مع بعضها البعض بشكل جيد لأصبحت قوة إنتاجية لا يستهان بها ولعمل لها العالم المتقدم ألف حساب …. ولكن لله في خلقة شؤون .

إن الدول العربية تمتلك مصادر لا يستهان بها نورد بعضها على سبيل المثال لا الحصر

يمتلك الوطن العربي من مخزون النفط العالمي حوالي 52% .

يمتلك الوطن العربي من مخزون الغاز الطبيعي العالمي حوالي 37% .

يمتلك الوطن العربي من مخزون الطاقة الشمسية حوالي 70% .

يمتلك الوطن العربي من مخزون القوة البشرية العالمية 200 مليون نسمة .

يعتبر الوطن العربي القوة الثالثة في العالم إنتاجاً للفوسفات .

ينتج الوطن العربي من المغنيسيوم 10% من الإنتاج العالمي .

ينتج العالم العربي من الحديد حوالي 7% من الإنتاج العالمي .

ينتج الوطن العربي من الرصاص حوالي 6% من الإنتاج العالمي .

فلو استغلت تلك الخـامات الاستغلال الأمثل لاستطاع الوطن العربي أن يساير الدول المتقدمة (نبيل رمزي وآخرون ، 1996 ، ص26 ) .

معيقات التقدم التكنولوجي في الوطن العربي :

  1. هجرة الكفاءات العربية من الأقطار العربية : من أهم معيقات التقدم في الوطن العربي الطرد السكاني المتمثل في مغادرة أصحاب الكفاءات ، والأدمغة المتعلمة ، والأيدي الماهرة ، من العلماء والأطباء والمهندسين والفنيين لبلادهم إلى الخارج . حيث يقدر عدد الكفاءات العربية الموجودة خارج الوطن العربي بأكثر من مائتي (200000) ألف كفاءة ، كما أن ثلثي حملة شهادات الدكتوراه في العلوم الطبيعية والهندسية من العرب قد غادروا بلادهم ، ويضاف إلى ذلك كله تخلف آلاف من الطلبة العرب (20-50%) الذين يدرسون في الخارج عن العودة إلى أوطانهم . ومن الجدير بالذكر أن معظم المتخلفين منهم هم من طلبة العلوم الطبيعية والهندسية والطبية .
  2. سوء استخدام أو توظيف ، أو معاملة أصحاب الكفاءات : قد يكون سبب ذلك عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، فكثير من أصحاب الكفاءات لا يعملون في تخصصاتهم أو لا يعطون التقدير المناسب لحجم مسئوليتهم . فقد تجد مهندساً زراعياً يعلم اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس ، أو مهندساً كهربائياً يعلم الفيزياء في مدرسة أخرى ، أو كاتباً في مكتب ينقب بين الملفات والأضابير . أو مجموعة من المهندسين محشورين في مشروع صغير بينما يشكو مشروع مجاور قلة عدد المهندسين .
  3. عجز أو ضعف تمويل المشاريع الإنمائية والعلمية : واتجاه المسئولين في أكثر من بلد عربي إلى الاهتمام بمشاريع التنمية التظاهرية غير المنتجة أو مشاريع الخدمات قبل تنمية مشاريع الإنتاج ز
  4. تخلف الإنتاج العلمي العربي : تبين من إحصاءات اليونسكو لتسع دول عربية هي ( لبنان ، سوريا ، الأردن ، العراق ، الكويت ، مصر ، ليبيا ، تونس ، الجزائر ) أن نسبة مجموع الكتب العلمية التي نشرة فيها إلى مجموع الكتب جميعها هي (16%) بينما بلغت في الاتحاد السوفيتي (51%) وفي بولندة (46%) وتشيكوسلوفاكيا (34%) وفي سويسرا (26%) وفي اليابان (26%) وفي انجلترا (25%) وفي فرنسا (25%) .

أما بالنسبة لعدد العلماء الناشرين الذين يقومون بأبحاث ودراسات وينشرونها في المجلات العلمية فنجد أن العدد ضئيل جداً . وكذلك الإنتاج . وعلى سبيل المثال نجد أن هناك (581) عالماً ناشراً في (13) قطراً عربياً لسنة 1969 مقابل (1543) عالماً ناشراً في إسرائيل في نفس العام . منهم (544) يعملون في الجامعة العبرية وحدها (إلياس زين ، 1975 ، ص47 ) .

  1. الفجوة الكبيرة في بنية أصحاب الكفاءات العلمية والتكنولوجية العربية والنقص الكبير في فئة الفنيين وبخاصة في المهن الهندسية والطبية وهم حلقة الوصل بين المهن العليا كالهندسة والطب وبين الماهر . ولهذا فموقعهم حساس في سلم العمل الفني . ومما يساهم في هذا النقص قلة المعاهد التي يتخرج منها الفنيون من جهة ، وهجرة قسم من الموجودين منهم من جهة أخرى ( حسني عايش ، و عيسى أبو شيخة ، 1998 ، ص56 ) .

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button