الأمن الوطني والقومي والوضع الجيبوليتيكي للدولة: شكل إقليم الدولة وأثره على تنظيم مرفق الأمن الوطني والقومي

The National Security and The State Geopolitics

الأستاذ الدكتور كمال محمد محمد الأسطل

يتأثر الأمن القومي/ الوطني بعدد كبير من العوامل التي تتعلق بموقع وشكل ومساحة وجغرافية الدولة/ الأمة نذكر منها ما يلي:

أولا: الموقع أو الملامح المكانية للدولة /الأمة  Locational features

يساعد موقع الدولة Location  في التعرف على مدى الأهمية الإستراتيجية للدولة، كما يمكن إرجاع الكثير من سياسات الدول ونشاطها وخصائصها للموقع الجغرافي. ولذلك فمن الضروري تحليل الموقع السياسي للوحدة السياسية من الوجهتين الإستراتيجية والجيوبوليتيكية. وينبغي أن ندرك أن هناك نوعين من المواقع هما:

أولا: الموقع المطلق: أي الموقع الفلكي لخطط العرض والطول التي يقع عليها إقليم الدولة.

ثانيا: الموقع النسبي: أي بالنسبة للدول المجاورة وبالنسبة لليابسة والماء.

وهذان الموقعان يختلفان في قوة تأثيرهما على الدولة وأمنها القومي/الوطني وفي علاقاتها جغرافيا وسياسيا وتاريخيا. ويدرس الموقع الجغرافي لأية دولة من خمسة زوايا هي:

1- الموقع الفلكي (المطلق) بالنسبة لخطوط الطول والعرض.

2- الموقع النسبي فيما يتعلق بالدول المجاورة.

3- الموقع بالنسبة للبحار والمحيطات المجاورة.

4- سهولة الاتصال Accessibility أي المواقع المركزية والهامشية.

5- وكذلك أهمية الموقع من الناحية الإستراتيجية.

(عمر أحمد قدور، شكل الدولة وأثره على تنظيم مرفق الأمن، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1997، ص109-110).

ثانيا: الموقع البحري للدولة/الأمة

لاشك أن النفاذ إلى البحر هو أحد المزايا الهامة لموقع الدولة، إذ أن الدولة التي لها واجهة ساحلية ذات أفضلية من الناحية التجارية والعسكرية والإستراتيجية. فالبحر يقدم تسهيلات اقتصادية بثمن بخس، ويؤمن علاقات دائمة ومستقرة وقوية مع الخارج.

  وتبرز أهمية البحر عندما أعلنت السويد عام 1658 سياستها المعروفة باسم (البحر لنا Mere nostrum)، وما فعله اليابانيون  في كوريا سنة 1894، ثم في منطقة فيلادفوستوك في عام 1918، 1919، وما أعلنته إيطاليا الفاشية على لسان الدوتشيDouche بنيتو موسوليني من أن البحر المتوسط بحر إيطالي، وما قامت به روسيا القيصرية عندما حولت بسط سيطرتها على بلغاريا عام 1879، و 1887 هادفة إلى بسط نفوذها على البحر الأسود كله. وقد يؤدي الموقع الساحلي للدولة أو الأمة إلى أمرين هامين هما:

1-    دعم اقتصادي

2-    احتكاك حضاري.

ثالثا: الدولالأمم الحبيسة والأمن القومي

يوجد في العالم أكثر من 30 دولة حبيسة لا ساحل لها على المحيطات والبحار وتسمى هذه الدول بالدول الحبيسة أو الحاجزة  ويقع حوالي نصف هذه الدول في القارة الأفريقية، مما جعل كثيرا من هذه الدول ضعيفة تنقصها عناصر القوة والتماسك.

ورغم ذلك قد توجد دول حبيسة مثل النمسا إلا أنها كانت إمبراطورية برية قوية.

ويرى البعض أنه عند دراسة الدول الحبيسة وعلاقاتها بالدول المجاورة لها يمكن لإستدلال على الفئات الآتية:

1-    دول أفريقية حبيسة تحيط بمعظمها أقطار أخرى ضعيفة.

2-    دول نشأت أساسا كدول حاجزة مثل لاووس ونيبال وأفغانستان.

3-    دول حبيسة تجاورها دول قوية وتدور الأولى في فلك الثانية كما كان الوضع بالنسبة إلى لكسمبورج وبلجيكا، ودولة ليسوتو وجنوب أفريقيا.

4-    دول حبيسة بين جيران أقوياء، ومن ثم ضعفت وظيفة الحاجزية فيها مثل سويسرا في أوروبا وبوليفيا وبارجواي في أمريكا اللاتينية.

5-    دول الجيوب في أوروبا، وهي من بقايا الإقطاع في العصور الوسطى مثل سان ما رينو وليختنشتاين.

رابعا: الشكل الجغرافي لحجم الدولة/الأمة والأمن الوطني/ القومي

ليست هناك دولتان متشابهتان من حيث الشكل. ولكن من الممكن تجميع الدول في ثلاث مجموعات كبرى من حيث الشكل العام وهي:

1-   الدول المندمجة Compact States

كلما كانت الدولة مندمجة ومنتظمة الشكل كلما كان ذلك أفضل من الناحية السياسية والمنية، ويعتبر الشكل الدائري البيضاوي أو القريب من هذا الشكل مثاليا بالنسبة للدولة.

2-   الدول المستطيلة أو المسحوبة Attentinated States

يعتبر شكل الدولة مستطيلا إذا بلغ طولها ستة أمثل عرضها في المتوسط. وقد يؤدي ذلك إلى التنوع الحضاري بين السكان وقد يشج التنوع الحضاري الاختلاف السياسي، مما يؤدي إلى إثارة القلاقل ق والصراعات داخل إقليم الدولة. الشكل المتطاول أو المسحوب يتطلب عادة نطاقا طوليا للنقل، كما يؤثر الشكل المستطيل في مهام حفظ المن والدفاع عن الأماكن النائية والبعيدة عن المركز، خاصة إذا كانت الدولة تدار بشكل مركزي موحد. وتتركز فيها السلطات في المركز.

3-   الدول المقطعة أو المجزأة Fragmented States

الدول المتقطعة فهي الدول الأرخبيلية التي تتكون من الجزر مثل أندونيسيا واليابان، أو الدول التي تتكون من جزأين أو أكثر كما كان الحال بالنسبة للباكستان قبل أن تنفصل عنها باكستان الشرقية عام 1971 بعد الحرب الهندية الباكستانية . إن هذه التجزئة أدت إلى تفتيت كيان الباكستان. ويمكن أن نلاحظ ذلك في تجربة انفصال قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية بعد سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2007.

 وتعتبر تجزئة الدولة Fragmentation ضعفا استراتيجيا تتصف به ويصعب التحكم فيه لعدم قوة سيطرتها على كافة أجوائها وأقاليمها في وقت السلم ، كما يصعب مهامها وقت الحرب.

(راجع على سبيل المثال: عمر أحمد قدور،  شكل الدولة وأثره في تنظيم مرفق الأمن، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1997، ص 127-129)

خامسا: عاصمة الدولة والأمن القومي (الوضع الجيبوليتيكي للعاصمة)

 عاصمة الدولة تعتبر أهم موقع في الدولة. حيث توجد فيها مؤسسات الدولة والسفارات وتهديد العاصمة أو سقوطها قد يؤدي إلى سقوط الدولة. ومن ثم كان تأمين العاصمة من أهم الوجبات التي تقوم بها سلطات الدولة. سواء أكان ذلك فيما يتعلق بتأمينها واستقرارها الداخلي، أو تحصينها وتأمينها ضد أي عدوان خارجي. وقد تقوم الدولة في بعض الأحيان بتغيير مكان العاصمة لأسباب أمنية وإستراتيجية ومثال ذلك ما حدث بالنسبة لجمهورية نيجيريا الاتحادية Federal Republic of Nigeria عندما نقلت عاصمتها من لاجوس Lagos  في الوسط إلى أبوجا على ساحل المحيط. وذلك عندما وجدت أن الموقع الجديد أكثر أمانا للسلطة المركزية، وللحفاظ على أمن الدولة وسلامتها لأسباب إستراتيجية، وسهولة اقتحام الموقع الأول وكثرة القلاقل والخلافات العرقية والعنصرية حوله من مختلف ولايات الإتحاد النيجيري.

سادسا: خصائص إقليم الدولة/الأمة والأمن الوطني/ القومي

 لا يمكن وضع نظام أمثل لحفظ لمن القومي والوطني دون دراسة خصائص إقليم الدولة من حيث التضاريس. وعن أهمية التضاريس يقول راتزل Ratzel إن الإلمام، بالدولة لا ينفصل عن الإلمام بالأرض، إذ إن المعطيات الجغرافية هي التي تعمل على زيادة قوة الدولة أو إنقاصها، وهي التي تقدر على زيادة سلطة الدولة أو إنقاصها ضمن إطارها الإقليمي.

مما لا شك فيه أن شكل الدولة من حيث الحجم والمساحة يؤثر على بنيتها الأمنية، ومرتكزات أمنها القومي، وكذلك في تحديد نوع البنى الأمنية فيها وفي أسلوب توزيعها وانتشارها، بل وفي أساليب تدريبها وتسليحها.

 ويتجلى أثر التضاريس في أربعة عناصر هي:

1-    الموارد الغذائية والاقتصادية

2-    كثافة السكان

3-    اختلاف الشعوب والمجموعات السكانية

4-    تخطيط وترسيم الحدود.

5-    التركيب الجيولوجي ودراسة البناء الطبيعي للدولة وسطح إقليمها كالسهول والجبال والمؤثرات المناخية، ما يوجد تحت السطح من ثروات ومعادن أو غاز أو بترول مما يؤثر في قوة الدولة.

6-    المناخ، يؤثر المناخ على السلوك الإنساني وعل عملية التنمية والنشاط الاقتصادي والعطاء الحضاري ، فالمناخات الباردة والمعدلة تساعد على علميات الإنتاج وتمس كافة شئون الحياة. وهناك من يرى أن العروض المناخية الحارة تقلل من إنتاجية المجتمع وهذا سر تقدم دول أوروبا والولايات لمتحدة مقارنة بالمناطق الحارة والاستوائية في قارة أفريقيا مثلا.

سابعا: حدود الدولة/ الأمة والمجال الحيوي والأمن القومي

الحدود بقدر ما هي ظاهرة سياسية وإستراتيجية وقانونية، فهي ظاهرة أمنية ودفاعية في المقام الأول. ولذلك ارتبط مفهوم الحدود بالدفع عن الدولة وتأمينها. ولذلك نسمع بتعبيرات “سلاح الحدود” وحماية الحدود ولا نقول مصلحة الحدود أو تطوير الحدود أو تحديث الحدود. وقد تتكون الحدود مصدر قوة أو ضعف للدولة،  وظلت مشكلات الحدود مظهرا من مظاهر التوتر والصراع بين كثير من دول العالم.

ثامنا: نظريات الحدود والأمن الوطني- القومي

لما كانت الحدود بطبيعتها محل صراع دولي وإقليمي فقد نشأت في الماضي نظريات تبريرية ومنها:

1-    نظريات الحدود الطبيعية  Natural Frontiers Theories

 كانت هذه النظرية بارزة منذ القرن السابع عشر وإن كانت قديمة منذ الحضارة الفرعونية، وقد ابتدعها الكاردينال الفرنسي المشهور دي ريشيليو De Richelieu هادفا إلى تحقيق حلم فرنسي قديم بجعل نهر الراين حدا طبيعيا بين وطنه فرنسا وبين الدولة الألمانية شرقا. وسار على نفس النهج إمبراطور فرنسا لويس الرابع عشر، ونابليون بونابرت. كما تبنت روسيا القيصرية نظرية الحدود الطبيعية عندما جعلت حدودها الطبيعية لا تتوقف إلا عند بحر اليابان. وتنطلق هذه النظرية من المنظور الجيبوليتيكي الذي كان سائدا آنذاك حول أهمية الأنهار والجبار ولبحار في الأعراض الدفاعية والجيوبوليتيكية. (عمر أحمد قدور، ص 139)

2-    نظرية الحدود الإستراتيجية والمجال الحيوي Strategic  and Vital Space Frontiers .

 وقد قال من صاغوا هذه النظرية أن الغرض منها هو حماية الدولة من العدوان الخارجي، بإقامة منطقة واسعة من حولها سواء كان ذلك بالهيمنة والنفوذ أو بقوة الضغوط والتأثير على سياسات حكمها.( محمد محمود إبراهيم الديب، الجغرافيا السياسية من منظور معاصر، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1989، ص 128 وما بعدها.

من الدول التي أخذت بنظرية الحدود الإستراتيجية والمجال الحيوي كل من ألمانيا النازية وإسرائيل على سبيل المثال لا الحصر.

3-نظرية الحدود القومية, National Frontiers Theories

 تقول نظرية الحدود القومية أن حدود الدولة يجب أن تتطابق مع حدود الأمة.

مثل الأمة لألمانية والأمة الفرنسية والأمة العربية التي يجب أن تقيم دولتها على كمل مساحة الوطن العربي.

الوضع الجيبوليتيكي للدولة والأمن القومي-الوطني

يرتبط الأمن القومي بالدولة وهناك جوانب عديدة لدراسة الدولة من مختلف الجوانب والتعرف على مصادر القوة والضعف وعلاقة التأثير والناثر بالأمن القومي/الوطني للدول. من الدراسات الجغرافية السياسية وفي إطار عناصر قوة الدولة وقد حصرها رودلف كلين Rudolf Kjellen في العناصر الخمسة التالية:

عناصر قوة الدولة من منظور الجغرافيا السياسية كما حصرها “كيلين”.

1-     الجيوبوليتيكا Geopolitics أي الجغرافيا السياسية للدولة

2-     الديموبوليتيكا Demopolitika أي السكان والدولة

3-     الإيكوبوليتيكا Eckopolitika  أي الموارد الإقتصادية والدولة

4-     السوسيوبوليتيكا Sociopolitika  أي التركيب الإجتماعي والدولة

5-     الكراتوبوليتيكا Kratopolitika أي حكومة الدولة

ويلاحظ أن “كلين” قد وضع الجغرافيا السياسية في المقدمة، باعتبارها العلم الأم، وأن هذه الدراسات التي عددها، إنما هي عناصر تكميلية تدخل ضمن الإطار الشامل لمفهوم الجغرافيا السياسية.

وقد حدد  العالم الألماني هاوسهوفر Haushofer الفرق بين الجغرافيا السياسية الجيوبوليتكس من وجهة النظر الألمانية بقوله : “إن الجغرافيا السياسية تبحث في الدولة من وجهة نظر المجال The Space، بينما الجيوبوليتيكا Geopolitics تبحث في المجال من وجهة نظر الدولة”

( محمود أمين عبد الله، دراسات في الجغرافيا السياسية للعالم المعاصر، القاهرة، 1968، ص 17).

مفهوم الجيوبوليتيكا والجغرافيا السياسية والأمن القومي

مفهوم الجيوبوليتكس Geopolitics  ومفهوم الجغرافيا السياسية Political Geography– الفرق بين المفهومين

الجغرافيا السياسية Political Geography والأمن القومي

 الجغرافيا السياسية هي ى أحد فروع الجغرافيا البشرية Human Geography   وهي الفرع الذي يعنى بدراسة الوحدات السياسية  Political Units    (أي الدول وغيرها) وذلك من حيث نشأتها وتكوينها ومن حيث مقوماتها الطبيعية والبشرية ، ومن حيث مواردها ومشكلاتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية وأثر العوامل الجغرافية في ذلك كله.

التعريف  بالجيوبوليتيكا وبالجيوبوليتكس Geopolitics

الجيوبوليتكس تنتمي إلى الميدان الواسع لعلم السياسة والعلاقات الدولية  وسياسات القوة Power politics  وقد حدد هاوسهوفر  ما يقصده بالجيوبوليتيكا  من وجهة النظر الألمانية بقوله “إن الجغرافيا السياسية تبحث في الدولة من وجهة نظر المجال The space   بينما الجيوبوليتيكا Geopolitics  تبحث في المجال من وجهة نظر الدولة”.

“Political Geography views the state from the standpoint of space, while geopolitics views space from the standpoint of the state”

,وقد حدد كل من العالم السويدي كيلين Kjellen والألماني هاوسهوفر Haushofer أربعة مصادر لدراسات الجيوبوليتكس هي:

1-     الدراسات الأكاديمية لكل من الجغرافيا السياسية والتاريخ

2-     الدراسات التخصصية في موضوعات الإمبريالية والتسلط الاستعماري

3-     الإستراتيجية العسكرية

4-     الإستراتيجية البحرية والجوية

الجغرافيا السياسية تعنى بتحليل الدولة من حيث بنيتها الطبيعية والبشرية.

ما الفرق بين الجيوبوليتكس والجغرافيا السياسية؟

وقد يخلط الكثيرون بين الجيوبوليتيكا Geopolitics  وبين الجغرافيا السياسية Political Geography  على الرغم من الاختلاف في النشأة بين العلمين:

الرقمالجيوبوليتكسالجغرافيا السياسية
1ترسم خطة لما يجب أن تكون عليه الدولةتدرس كيان الدولة كما هو في الواقع
2ترسم حالة الدولة في المستقبلرسم صورة الدولة في الماضي والحاضر
3متطورة متحركة Dynamic أميل إلى أن تكون ثابتة
4تجعل الجغرافيا في خدمة الدولةمرآة الدولة تعكس صورتها
5تدرس العلاقة بين الأرض والدولة، كما تدرس السياسة العالمية من وجهة نظر محلية قومية ضيقة ومغرضةعلم حكيم وحذر وتقوم دراسته على أساس موضوعي
6تعتنق فلسفة القوة وترسم الخطط السياسية التي تحقق سياسة السيطرةتدرس مقومات القوة دراسة متجردة غير متأثرة بدوافع قوية معينة
7متصلة منذ نشأتها بالعلوم العسكرية وبالتوسع الإمبريالي أكثر من اتصالها بمعطيات الأمن الداخلي للدولة ولذلك تجد مجالها في العلوم العسكرية والإستراتيجيةمتصلة بعلم الجغرافيا
8ساهمت فيها مدارس ألمانية وسويدية وفرنسية وإنجليزية وبولندية وانحسرت مع انحسار المد الاستعماريساهم فيها علم الجغرافيا

نظريات السيطرة  على العالم من الناحية الجيوبوليتيكية

1-النظرية الإنجليزية والسيطرة البرية : نظرية قوى البرنظرية قلب الأرض -نظرية هالفورد ماكينيدر Halford Mackinder   في الجغرافيا السياسية وأفكار عالم الجغرافيا السياسية الألماني  فردريك راتزل Freedrich Ratzel  والعالم السويدي رودلف كيلين Rudolf Kjellen  في كتابه Geopolitik ، وأفكار   الألماني هاوسهوفر Haushofer-

 النظرية البرية  تقوم على تصور أن من يسيطر على جزيزة العالم وقلب العالم يسيطر على العالم. و صاحبها الجغرافي الإنجليزي ماكندر وهو الذي أطلق مفهوم الجزيرة العالمية علي قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا  ولقد اعتبر في نظرياته أن من يسيطر علي منطقة شرقي أوروبا برياً و التي أطلق عليها اسم القلب القاري ومنطقة الشرق الأوسط فإنه يسيطر علي الجزيرة العالمية وبالتالي فإنه يسيطر علي العالم كله .
– وركزت هذه النظرية علي أهمية القوات البرية في حسم المعركة والسيطرة .

2- النظرية الأمريكية والسيطرة البحرية:  نظرية القوة البحرية-نظرية الفرد ماهان والقوة البحرية والأمن

ألفريد ثاير ماهان (1840-1914 Alfred Thayer Mahan (

– ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر علي يد الأميرال الأمريكي الفرد ماهان .
– 
وهي أن القوة الحقيقة للدولة تكمن في القوة البحرية وتحقيقها يتطلب ما يأتي :

المقومات التي تقوم عليها النظرية البحرية
1- أن تشرف الدولة علي ساحل البحار .
2- أن تكون السواحل متعرجة وعميقة للتلاؤم إقامة الموانئ .
3- أن تكون مساحة الدولة كبيرة وغنية بالموارد الاقتصادية والبشرية. .
4- ويتم إنشاء الأساطيل الضخمة للسيطرة علي المواقع الإستراتيجية في البحار ، ولقد جاءت نظريته بعد أن أدرك قوة بريطانيا وأسبانيا والبرتغال وبسط هذه الدول نفوذها وسيطرتها علي العالم .
– ولقد استفادت الولايات المتحدة من هذه النظرية وكذلك روسيا .
المجد للقوة البحرية …عودة نظرية الفرد ماهان

تضمنت نظرية ماهان عن تأثير القوة البحرية في التاريخ The influence of sea power upon history  مجموعة هامة من الآراء والتحليلات الخاصة بالنموذج البريطاني ودعا ماهان الولايات المتحدة لن تتبنى الإستراتيجية البحرية  البريطانية

المجد للقوة البحرية ‘ كان هو ملخص نظرية الأدميرال الأميركي الفرد ماهان، والتي تدرس في كليات القيادة والأركان في العالم دون استثناء ، حيث ركز في كتابه ‘أثر القوة البحرية في التاريخ’على إن الأحداث التاريخية ما هي إلا مظهر من مظاهر النشاط الجغرافي، وقد أشار على الحكومة الأميركية آنذاك بإضافة علم الجغرافيا السياسية إلى مناهج المدارس الثانوية ومن نتائج ذلك بسط واشنطن نفوذها في أميركا اللاتينية والمحيط الهادي والقسم الشمالي من المحيط الأطلسي معتمدة على قوتها البحرية.

3-   المدرسة السوفيتية والسيطرة الجوية: نظرية القوة الجوية Air Power والأمن

– ظهرت هذه النظرية في القرن العشرين علي يد العالمين  “سفرسكي و رينر”) بعد استخدام الطيران في الحرب العالمية الثانية.
– تنص هذه النظرية علي أن من يمتلك القوة الجوية ويسيطر علي منطقة النفوذ الأمريكي والروسي في المحيط المتجمد الشمالي يسيطر علي العالم من خلال سلاح الجو.
   وأهم الآراء التي جاءت في هذا الصدد، ما جاء به ألكسندر سفرسكي في بحث باسم “القوة الجوية مفتاح البقاء Air Power Key to survivall” 1950 والذي نظر إلى الوضع الجيبوليتيكي في العالم في ضوء القوات الجوية، حيث رسم سفرسكي خريطة ذات مسقط قطبي “القطب الشمالي” ووضع فيها الأمريكيين جنوب القطب وأوراسيا وإفريقيا في شمال القطب، وعلى هذا فإن تقسيم سفرسكي هو التقسيم المتعارف عليه: العالم القديم والعالم الجديد، وفي هذه الخريطة يتضح أن السيادة الجوية الأمريكية تشتمل على كل الأمريكيتين بينما منطقة السيادة الجوية السوفيتية تغطي جنوب وجنوب شرق آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

   لكن منطقتي النفوذ الجوي تتلاقى وتتصادم في مناطق أخرى هي أوروبا الغربية وشمال إفريقيا والشرق فضلا عن أن نفوذ القوة الجوية الروسية يغطي أمريكا الشمالية، وبالمثل تغطي القوة الجوية الأمريكية الهرتلاند الأوراسياوي، Euro-Asia Heartland ومنطقة تداخل السيادتين الجويتين البرية والبحرية تسمى في عرف سفرسكي “بمنطقة المصير” “Area of  decision فهي منطقة الحسم في أي معركة بين القوتين كما أنها المناطق الجيواستراتيجية الأهم في العالم وقد عبر سفرسكي عن ذلك بمبدئه القائل:

 –  من يملك السيادة الجوية يستطيع أن يسيطر على مناطق تداخل النفوذ الجوي.

 –   ومن يسيطر على مناطق تداخل النفوذ الجوي يصبح بيده مصير العالم.

 بالرغم من الإضافة الجديدة التي جاء بها سفرسكي على اللوحة الجيوبوليتيكية للعالم إلا أن عمله هذا لم يسلم من النقد.

4– الإستراتيجية الذرية  والنووية , والسيطرة التكنولوجية والالكترونية
– 
التقدم العلمي والتكنولوجي في المجال العسكري قلل من أهمية النظريات السابقة خاصة بعد دخول السلاح النووي والصواريخ بعيدة المدى .

– لذلك تقوم الدول التي تمتلك هذا السلاح بمراقبة الأنشطة والأبحاث النووية من خلال الوكالة الدولية للطاقة النووية لمنع ومعاقبة الدول التي تحاول امتلاكه:-
الدول التي تمتلك السلاح النووي تمنع وتعاقب الدول التي تحاول الحصول عليه.
وذلك بسبب الميزات التي يتمتع بها السلاح النووي والتي من أهمها:
-1– قوته التدميرية الهائلة.
2– سهولة وسرعة استخداماته لكافة الأهداف زفي أي مكان.
3– يعطي الدولة قوة رادعة ومكانة دولية تنافس غيرها من الدول.
*تعريف الإستراتيجية: كلمة ذات أصل يوناني تعني مكتب القائد، ويقصد به حديثا العلم أو الفن الذي من خلاله يتم توظيف كل إمكانات الدولة لتحقيق أهدافها على المدى القريب والبعيد.

(كمال الأسطل، الشامل في أصول العلوم السياسية، مكتبة الطالب، غزة، 2013، و2016).

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button