الإرهاب في دول آسيا الوسطى: الحرکة الإسلامية في أوزبکستان نموذجًا

Terrorism in Central Asian Countries: The Islamic Movement in Uzbekistan as a Model

تحظى منطقة آسيا الوسطى بأهميةٍ استراتيجيةٍ کبرى؛ إذ تعدُّ إحدى ساحات التنافس الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وبخاصة أنها تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية. وعلى الرغم من تزايد أهميتها الاستراتيجية   إلا أن مناخها السياسي هيَّأ البيئة المثالية لنمو الحرکات الإسلامية الراديکالية المتشددة، خاصةً في ظل غياب الاستقرار السياسي، وتجذُّر الفساد، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي. فاستشرى الإرهاب، وتفشت تجارة الأسلحة، وتزايد غسيل الأموال.
مرَّ الإسلام الراديکالي في آسيا الوسطى بالعديد من التغيرات؛ فقد تحولت الجماعات المحلية في المنطقة إلى منظمات دولية إرهابية، تقوم بعملياتٍ على المستوى العالمي. ويُمکن تقسيم نشاط جماعات الإسلام الراديکالي في دول آسيا الوسطى إلى مرحلتين رئيسيتين: من بداية الحرکات الإسلامية الراديکالية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي حتى أحداث 11سبتمبر، ومنذ تلک الأحداث والحرب الأمريکية على الإرهاب وأفغانستان.
تضافرت العوامل التي أدت إلى صعود الأصولية الإسلامية في دول آسيا الوسطى، والتي طالت تداعياتها الأمن والاستقرار في المنطقة. فقد تعددت العوامل التي ساهمت في صعود الإسلام الراديکالي في المنطقة، وبخاصة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي بالنظر إلى طبيعة الأنظمة السياسية وسياساتها تجاه المسلمين، ناهيک عن تکرار محاولات استئصال شأفة المعارضة السياسية.
وبتسليط الضوء على أوزبکستان کحالة من بين حالات دول آسيا الوسطى، يمکن القول: بأن الحرکة الإسلامية في أوزبکستان تعدّ إحدى الحرکات الإسلامية المسلحة التي سعت إلى إنشاء دولة إسلامية في مواجهة النظام العلماني الديکتاتوري في أوزبکستان، غير أنها مرت بعديد من المراحل بدءًا بصعود الأصولية الإسلامية ووصولًا لاعتبار الحرکة الإسلامية في أوزبکستان منظمة إرهابية، وانتهاءً بانتقالها إلى باکستان وتحديدًا إلى وزيرستان.
وبالنظر إلى أبرز خصائص الحرکة الإسلامية من خلال ترکيبتها الإثنية وقيادتها وطرق تمويلها، تستخلص الدراسة أن نشاط الحرکات الإسلامية في وسط آسيا عرضة للعديد من التغيرات الديناميکية، مما يجعل من الصعوبة بمکان التنبؤ بأنشطتها المستقبلية. فقد تنجح في إقامة دولة موازية في شمال أفغانستان، أو قد تعود إلى وسط آسيا؛ غير أن عودتها هناک کقوة قتالية منظمة أمر مستبعد ولا يتوقع حدوثه، والسيناريو الأقرب هو تدخل الحرکة في الأزمات المستقبلية لدول آسيا الوسطي، وأکثر الدول المرشحة لذلک هي أوزبکستان.
ففي تلک الحالة، قد يتزايد دور الحرکة الإسلامية من خلال تدريب بعض العناصر الإسلامية أو تقديم أسلحة، وذلک بهدف الاستيلاء على السلطة، إن لم يکن على الدولة ککل. فإذا حدث ذلک فمن المتوقع أن تُقدم روسيا – وأيضًا الصين – دعمًا ومساندة عسکرية مباشرة. وقد يصل الأمر إلى انتشار القوات الروسية على الحدود الأفغانية الطاجيکية، وقد تنشأ قواعد عسکرية في أوزبکستان أو کازاخستان، وهو أمر قد تُرحب به السلطات المحلية في سبيل مواجهة تفشي الإرهاب في المنطقة.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button