دراسات افريقيةدراسات سياسية

الانتخابات..والتحول الديمقراطي في أفريقيا

Elections ... and democratization in Africa

شهدت التطورات السياسية التي مرت بها العديد من دول العالم في نهاية القرن العشرين تفاوة واضحة بين هذه الدول من حيث المسببات ومسارات التغيير وإيقاعه فضلا عن مالاته. لكن بالرغم من تعدد مظاهر التمايز ظهرت سات مشتركة جمعت كل هذه الدول وجعلت من الممكن الحديث عن مسار واحد سلكه الجميع أفضى في النهاية إلى التحول نحو الديموقراطية في مجتمعات سادتها اشكال متعددة من الحكم غير الديموقراطي. وقد مثلت هذه السمات المشتركة الأساس النظري الذي اعتمد

عليه الكثير من الباحثين الغربيين على وجه الخصوص في الحديث عن “موجة ديموقراطية ثالثة”. وزاد على ذلك انخراط العديد من الحكومات حول العالم وكنا المنظمات غير الحكومية في أنشطة كان محورها تسريع وتيرة التحول نحو الديموقراطية وذلك منذ مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وعليه تاكدت الحاجة الإطار تحليلي يفسر هذه الجهود المتنوعة ويضعها في سياقها، رابطة بينها وبين التحولات الكبرى التي شهدها العالم في تلك الفترة وفي مقدمتها إرهاصات انتهاء الحرب الباردة بنصر كبير للمعسكر الغربي

ونظرا لأن الكثير من هذه الجهود لم تكن قد أسفرت عن نتائج واضحة المعالم، اتجهت الدراسات الغربية لتفسيرها في إطار “نموذج التحول” Transition Paradigm أو ما عرف أيضا ب”علم التحول” Transitology. وقد قدم هذا النموذج إسهامات قيمة في مطلع التسعينيات عندما برز وكانه النموذج الوحيد القادر على تفسير كل مظاهر التغيير المتعددة والحادة التي لم يكن أي من أقاليم العالم بمنای عن تأثيراتها. ويفترض هذا النموذج وجود علاقة طردية مباشرة بين عقد الانتخابات التعددية بصورة منتظمة وبين إتمام عملية التحول الديموقراطي.

وعلى الرغم من تمتع مقولات نموذج التحول الديموقراطي بقبول واسع حول العالم بين دارسي السياسة وممارسيها على السواء، ظهرت بمرور الوقت العديد من الشواهد الواقعية التي حتمت إعادة النظر في هذه المقولات. فعلى سبيل المثال بدا أن الكثير من دول العالم “علقت” في العملية الانتقالية بحيث لم يسفر الإجراء المنتظم للانتخابات عن أي تحول ملموس على صعيد التحول الديموقراطي بمعناه الأوسع. وهو ما أكد حقيقة أن الاستجابة السريعة التي أبدتها الكثير من دول العالم الثالث وفي مقدمتها الدول الأفريقية لموجة التغيير اقتصرت على التغييرات الشكلية دون الجوهرية.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى