دراسات تاريخيةدراسات سياسيةدراسات سيكولوجيةدراسات شرق أوسطية

البعد الديني في الحرب الأمريكية لاحتلال العراق

 م. مثنى فائق مرعي العبيدي – قسم العلوم السياسية/ كلية القانون                                    

المقدمة

     تشكل الحرب الأمريكية على العراق عام 2003م ، التي أدت إلى الاحتلال الأمريكي الكامل للعراق، متغيراً ذا أهمية كبيرة بالنسبة لمختلف الأطراف سواء الإقليمية منها أو الدولية ، كون هذه الحرب تحتوي بين جنباتها على أبعاد مختلفة ومتنوعة بقدر الأهداف التي يراد تحقيقها من وراءها ، وتتمثل هذه الأبعاد بالاقتصادية منها والعسكرية والأمنية والإستراتيجية بالإضافة إلى البعد الديني الذي يعد أبرزها لاسيما في ظل أجواء التوجه الديني الذي سيطر على أعضاء إدارة بوش الابن بصورة خاصة ، ويعم المجتمع الأمريكي بصورة عامة .

      يتميز البعد الديني في الحرب الأمريكية على العراق دون غيره من الأبعاد كونه يستند على مرتكزات نابعة من المجتمع الأمريكي وطبيعته وتراثه الديني ويشكل جزءاً مهماً من الاعتقاد الديني والفكري لدى التيارات والحركات السياسية والدينية أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية , وكذلك فان هذا البعد أضفى شرعية أكثر على قرار الإدارة الأمريكية لشن الحرب على العراق في الوسط الشعبي الأمريكي .    وإذا كانت الأبعاد الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية للحرب الامريكية لاحتلال العراق تهدف إلى تحقيق هدف واحد أو اثنان فإنها في بعدها الديني ترمي إلى تحقيق مجموعة أهداف متكاملة وتحقق مزايا متعددة , وبالرغم من كل ذلك فانه لا يعني ان الأبعاد الأخرى ليست ذات أهمية , ولكن جاء هذا البحث ليتناول البعد الأبرز بينها المتمثل بالبعد الديني الذي سيتم تناوله بالبحث والتقصي من خلال الآتي :-

      أولاً :- الأسس التي ارتكزت عليها الحرب في بعدها الديني.

      ثانياً :- الأهداف الدينية التي ترمي الحرب على العراق إلى تحقيقها.

المبحث الأول : أسس البعد الديني لشن الحرب

    ارتكزت الحرب الامريكية – البريطانية على العراق عام 2003م في بعدها الديني التي أدت إلى الاحتلال الكامل للعراق من قبل القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها على مجموعة من الأسس كوّنت بمجملها دوافعاً قوية ومشجعة للولايات المتحدة الامريكية من اجل خوض هذه الحرب ، ولعل أهم هذه الأسس :-

أولاً :- الأسس الاجتماعية :

     يشكل الدين طابعاً متميزاً في الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من تعدد الآراء والاتجاهات حول تأثير الدين في المجتمع الامريكي([i])  ، بحيث تعد قضية الدين واحدة من أهم القضايا في حياة هذا المجتمع عبر مراحل تطوره المختلفة ، وبالرغم من تأكيد الدستور الامريكي على العلمانية وفصل الدين عن الدولة ، إلا إن الدين يمثل عنصراً أساسياً من عناصر خصوصية المجتمع الامريكي ، فحياة هذا المجتمع تخضع لنظام من القيم تتفاعل بينها مسافات اجتماعية واتجاهات مذهبية وفكرية تؤكد على هذه التعددية([ii]) ، حتى ان الإحصائيات تشير إلى ان نسبة المتدينين من الأمريكيين تصل إلى 90% ، 40% منهم مرتادون للكنائس بصورة منتظمة ، والمثير في الأمر هو ذلك الإيمان المتأصل لدى الأمريكيين بأن بلدهم محفوظ بقدرةٍ إلهيةٍ خاصة ، وان 50% منهم يقولون بأن الولايات المتحدة الامريكية تتمتع بحمايةٍ إلهيةٍ ، لأنها وطن الخلاص للبشرية ، باعتبارها (ارض الله) التي سيعرف الإنسان فيها واجبه وحريته وسيعرف بالتأكيد إنسانيته ([iii]) .

   لم يكن البعد الديني بصورة عامة في الولايات المتحدة الامريكية وليد الوقت الحاضر بل لأنه بدأ مع الوثائق التأسيسية للأمة ، وتم تعزيزه من خلال الخطب الرئاسية والمظاهر السياسية وما شابه ذلك من أقوال أكدت النظرة الرسمية للأمة نفسها ، وقد انعكس وجود البعد الديني في حياة الأمريكيين انطلاقاً من إعلان واشنطن يوم السادس والعشرين من تشرين الثاني عيداً قومياً (لعيد الشكر) ، مروراً بإعلان جورج بوش يوم الثالث من شباط 1991م عيداً قومياً للصلاة ، وكان ذلك خلال حرب الخليج الثانية ، كما وابتهل بيل كلينتون إلى الرب مراراً في خطبه ليسبغ نعمته على الولايات المتحدة الامريكية ([iv]) ، ويضاف إلى ذلك ان جلسات الكونغرس الامريكي بجناحيه (الشيوخ والنواب) تفتتح بدعاء ديني ، يفتتحه في الأغلب راهب نصراني ، وأحياناً احد زعماء الدين من ديانات أخرى ، بل حتى لو عقدت جلستان في يوم واحد فان كلتا الجلستين تفتتحان بدعاء ديني([v]).

   يمثل البعد الديني للحياة الدينية والقومية للمجتمع الامريكي مجموعة رموز مثل العلم الامريكي ونصب الحرية ، كما ان له طقوسه المتمثلة بالأعياد القومية التي غالباً ما يتم فيها استحضار المشاعر والعادات الدينية مثل استهلال الجلسات الحكومية بالصلاة([vi]) ، ورموز أخرى يذكر نوت كينغريتش – الرئيس الأسبق لمجلس النواب الامريكي- بأنها تتجلى بنصب جيفرسون التذكاري ، ونصب محاربي فيتنام والبيت الأبيض , ومقبرة ارلنغتون الوطنية , وغيرها من الرموز ذات الدلالة الدينية مضيفاً ان تاريخ الأمة الامريكية قائم على إيمان هذا الشعب بالله ، وان الدين قام ويقوم بدور محوري في صناعة سياسة الحكومات الامريكية المتوالية([vii]) ، كما ذهبت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية في إدارة كلينتون إلى وصف الدين وأثره في الحياة السياسية الأمريكية بقولها :- ” غالباً ما اسأل نفسي لماذا لا نستطيع إبقاء الدين بعيداً عن السياسة الخارجية؟ وجوابي : هو أننا لا نستطيع ولا ينبغي لنا ذلك ، فالدين جزء كبير مما يحفز الناس ويشكل آرائهم في السلوك العادل والصحيح ، ويجب أن يحسب له حساب ، لا يمكننا أن نتوقع من قادتنا اتخاذ القرارات بمعزل عن المعتقدات الدينية”([viii]) .

    واحتل الدين موقعاً متميزاً ومتزايد الأهمية في حياة الأمريكيين حتى ان المواطن الامريكي أصبح يشارك في الحياة السياسية والاجتماعية لا بصفته مواطناً أمريكياً علمانياً ، بل بصفته بروتستانتياً أو كاثوليكياً ، أو يهودياً أو مسلماً ، بحيث تؤدي الدوافع الدينية دوراً رئيساً في تحريك الأمريكيين في الكثير من مواقفهم([ix]) ، كقضية دعم إسرائيل والحرب على ما يسمى بـ “الإرهاب” والحرب على العراق ، حتى وصل الحد إلى ذكر نماذج التدين الشائع بين الأمريكيين العاديين وربط تدينهم بمواقفهم المؤيدة للحرب على العراق ، كونها -بحسب معتقداتهم- حرباً مقدسة لابد ان يحالفهم النصر فيها([x]) ، وبذلك حظيت الحرب الامريكية على العراق بتأييد شعبي كبير وبشكل خاص من قبل معتنقي المذاهب البروتستانتية والكاثوليكية التي تشكل القطاع الأوسع من المجتمع الامريكي([xi]) ، فاستطلاعات الرأي تشير إلى إن نسبة 50% من الأمريكيين أيّدوا قرار الحرب على العراق وازدادت تلك النسبة إلى حوالي 60% بعد الاحتلال الامريكي له([xii]) .

    بذلك يمكن القول بأن الدعم والتأييد الشعبيين في الولايات المتحدة الامريكية شكل اساساً اجتماعياً مؤيداً للحرب الامريكية لاحتلال العراق كون احد أبعاد هذه الحرب بعداً دينياً يحظى بأهمية كبيرة لدى الشعب الامريكي .

ثانياً :- التحالف السياسي الديني

       يأتي التحالف بين التيارات السياسية الدينية أو رموز التيارات السياسية المتدينين والتحالف مع الحركات والمنظمات الدينية والكنائس من أهم الأسس التي ارتكزت عليها إدارة بوش الابن في شنها الحرب على العراق عام 2003م تخطيطاً واعداداً وتنفيذاً لما تمثله هذه التيارات بمعتقداتها ومنطلقاتها الدينية من أهمية كبيرة من حيث توليها زمام الأمور في الولايات المتحدة الامريكية وتسلمها مقاليد الإدارة الامريكية –آنذاك- في البيت الأبيض .

      وإذا كان الدين يحتل الأهمية الكبيرة في الولايات المتحدة الامريكية منذ نشأتها والى يومها هذا وعلى مختلف الأصعدة اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً فان العقود الأخيرة شهدت تنامي اكبر لأهمية الجانب الديني في السياسة الامريكية ومدى تداعياتها على العالم ، فعبر تاريخ الإدارات الامريكية المتعاقبة لم يحدث ان وصل اليمين الامريكي ببعديه السياسي والديني –مدعوماً بالحركات والمنظمات الدينية- إلى المشاركة في السلطة في آن واحد([xiii])، ومنذ ان استأثر اليمين الامريكي والمحافظون الجدد بإدارة السياسة الامريكية تبنوا حالة الصدام ، وبعد ان كان الاقتصاد والجغرافية والسياسة هي محور إستراتيجية السياسة الامريكية التي تنبثق عنها الحركة السياسية والاقتصادية صارت الرؤية الدينية هي الأساس لهذه السياسة([xiv]).

    ويعد العشرين من كانون الثاني 2001م البداية الرسمية لتولي إدارة الرئيس بوش الابن وكان واضحاً إن تلك الإدارة تعبير حي عن نجاح اليمين الامريكي بشقيه السياسي المعروف اصطلاحاً باليمين المحافظ الجديد ((Neo-conservatives ، والديني المعروف باليمين المسيحي الجديد ((New Christian Right ، في الوصول إلى أعلى مؤسسات السلطة والحكم في الولايات المتحدة الامريكية ، وكلاهما معروف بتطرفه ونظرته الأيديولوجية للقضايا المختلفة بما في ذلك ما يرونه الدور الواجب للولايات المتحدة الامريكية عالمياً([xv]) ، ونظراً لأن بوش الابن من الأتباع المخلصين لليمين الامريكي (بشقيه) الذي كان يترأس الإدارة الامريكية فان إدارته كانت معنية بتطبيق آيديولوجية اليمين الأمريكي ومواصلة التوسع الإمبراطوري وذلك باحتكار الثروات ، وبالحملات العسكرية الرادعة ، وبالتبشير الديني([xvi]) (التنصير) ، كما موضح بالشكل رقم (1) .

وتمتع اليمين الامريكي (المحافظون الجدد واليمين المسيحي) بتأثير كبير في القرارات والمواقف الامريكية بل السياسة الامريكية بمجملها ، وقبل ان نبين دفع التيارات والتحالفات السياسية الدينية باتجاه خوض الحرب على العراق يقتضي الأمر ان نتعرف على اليمين الامريكي بشقيه السياسي والديني ورموزهما بصورة مقتضبة :-

1-اليمين الديني أو اليمين المسيحي :- خرج اليمين الديني كحركة سياسية دينية من عباءة الأصولية البروتستانتية التي ظهرت مطلع القرن العشرين ويشتركان معاً في الأساس النظري من حيث النظرة إلى العالم والمجتمع والإنسان ، ويأتي اليمين المسيحي ليأخذ طبيعة سياسية تحمل القيم الأصولية الأولى دون تغيير ، وينضوي تحت لواءه العديد من المنظمات والجمعيات الأصولية ولعل أبرزها الرابطة الوطنية للإنجيليين ومنظمة الائتلاف المسيحي ومنظمة الأغلبية الأخلاقية ومجلس بحوث الأسرة([xviii]) .

       يأتي الأصوليون الإنجيليون وتيار المسيحية الصهيونية كأهم دعامتين في اليمين الديني المتصاعد النفوذ بين صفوف الحزب الجمهوري ، والأصوليون الإنجيليون يتوجهون إلى الأصول الدينية النصرانية، فهم متدينون عقديون ، والأصوليون الإنجيليون أو قوى اليمين الديني أو تيار الصهيونية المسيحية هم جناح بوش الابن من المعمدانيين الجنوبيين ، وقد سيطر اتجاههم على الحزب الجمهوري منذ انتخابات عام 2000م وهم الذين أوصلوا بوش إلى السلطة ، ويمثلون عصب القوى المتنفذة في الولايات المتحدة الامريكية ([xix]) .

2-اليمين السياسي أو المحافظون الجدد:-

     تعد المحافظة مدرسة فكرية ذات أطياف عديدة في السياسة الامريكية ، بعضها معتدل ، وبعضها الآخر متطرف ، والمحافظون الجدد يقفون الى أقصى يمين الحركة المحافظة ويرون ان المنطق هو الشكل الصحيح والوحيد للتفكير ، والتيار المحافظ بدأ منذ زمن وحكم امريكا بالفعل وكان يطلق عليه (تيار ولسن) نسبة إلى الرئيس الامريكي الأسبق ودرو ولسن ، وبرز هذا التيار بقوة في عهد الرئيس الجمهوري الأسبق رونالد ريغان (1981-1989م) ، وكان ظهور ملامح توجهات المحافظة الجديدة في هذه المرحلة([xx]) ، إلا ان مرحلة إدارة بوش الابن تعد بحق مرحلة ازدهار للمحافظين الجدد حينما سيطروا على مقاليد الحكم في البيت الأبيض.

    ويجتمع المحافظون الجدد حول موضوعات ثلاث لعل أهمها :- إيمان نابع من اعتقاد ديني بأن الوضع الإنساني يعرف بأنه اختيار بين الخير والشر ، وان المقياس الحقيقي للشخصية السياسية يوجد في استعداد الخيرين أنفسهم لمواجهة الأشرار ، والتأكيد بان المحدد الجوهري للعلاقة بين الدول هو القوة العسكرية والرغبة في استخدامها مع تركيز أساسي على منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بوصفهما يمثلان أهم تهديد للمصالح الامريكية في الخارج([xxi]) .

   هذا إذا تعلق الأمر بالمحافظين الجدد وحدهم ولكن فيما يتعلق الأمر بالتحالف السياسي الديني تصبح المسالة أكثر تشدداً في السياسة الامريكية وتصبح الوجهة الدينية أكثر وضوحاً وتظهر تصرفات الساسة الأمريكان ببعد رباني والأكثر من ذلك يرون بان القادة العسكريين في الجيش الامريكي يقومون بأداء الواجبات الإلهية في الأرض ، وصار للكنيسة الامريكية سلطة بالغة التأثير في رسم السياسة لدى الجمهوريين([xxii]) .

      استناداً على هذه الأسس سنحاول ان نبين الموقف الديني لرموز التحالف السياسي الديني اتجاه الحرب الامريكية البريطانية على العراق وابتداءاً من بوش الابن الذي يعد الرئيس (المتدين الورع) والذي تطغى النزعة الدينية على اغلب مواقفه السياسية وخطبه في أكثر المناسبات أهمية فهو الذي يرى بان السيد المسيح هو أفضل فيلسوف سياسي لديه لكونه أنقذه من طريق الضلال ودله على الصراط المستقيم .

    فمنذ الوهلة الأولى لدى وقوع أحداث 11 أيلول 2001م أضفى بوش الابن على مايجري صفة النزاع الكوني والأبدي ، وقال عقب ساعات قليلة من وقوع الأحداث ان تلك الهجمات تمثل:-“انطلاقة الحرب الكونية ضد الشر”([xxiii]) ، أما في سياق وصفه للحرب على العراق فقد ذكر ان العناية الإلهية اختارته لمحاربة الإرهابيين ، وانه يشن حرباً باسم السماء ، وان الله اختار الشعب الامريكي للقيام بهذا الدور ، حتى وصل به التمادي إلى انه ادعى بأن الله زاره في بيته والهمه شن الحرب على العراق([xxiv]) ، وفي السياق نفسه يذكر المعلق السياسي الأمريكي نيكولاس كريستوف في مقالةٍ له نشرتها صحيفة هيرالد تربيون الأمريكية ، إن :- “اليمين الديني الإنجيلي يلعب دوراً مؤثراً في عملية اتخاذ القرار السياسي للرئيس بوش وان قرار الرئيس بالحرب على العراق يعكس إلى حدٍ بعيد مدى هذا التأثير وبالتالي فان للحرب على العراق بعداً دينياً واضحاً”([xxv]) .

        ولعل أهم رموز وشخصيات المحافظون الجدد (اليمين السياسي) التي كان لها ابلغ الأثر في شن الحرب على العراق يتمثلون بالآتي :-

1- وليام كريستول :- مرشح زعامة المحافظين الجدد ، ويترأس تحرير مجلة (ويكلي ستاندرد) ، التي تعد الناطق الرسمي باسم المحافظين الجدد ، وهو من كبار المحرضين على الحرب ضد العراق ، وبعد الحرب كتب مقالاً بعنوان (نهاية البداية) إذ اعتبر إن الانتهاء من الحرب على العراق هو البداية التي ينبغي الاستعداد بعدها للمرحلة الثانية التي أكد ان ايران هي المرشح الرئيس للتغيير فيها ، اذ ستدخل خطة إعادة رسم الشرق الأوسط حيز التنفيذ بتحرير ايران مثلما (تحرر) العراق([xxvi]).

2- ريتشارد بيرل :- من كبار المحافظين الجدد ويعمل من ثلاثة عقود على توجيه السياسة الامريكية اتجاه إسرائيل بالترتيب مع بول وولفيتز ودونالد رامسفيلد وهو يحمل شهادة الماجستير في العلوم السياسية وقد ترأس (مجلس سياسة الدفاع) غير انه استقال من رئاسته في مارس 2003م ، وريتشارد بيرل هو مهندس احتلال العراق فقد وضع خطة الحرب في العراق ، بحيث طبق في تلك الخطة أهداف ووسائل المحافظين الجدد في المحطة الأولى من (مشروع القرن الامريكي الجديد) الذي يتبناه هؤلاء المحافظين([xxvii]) .

3- بول وولفيتز :- يشغل منصب نائب وزير الدفاع سابقاً وقد استغل منصبه وعمله مع دونالد رامسفيلد في توجيه امريكا نحو شن الحرب على العراق([xxviii]) ، وهو من الأعضاء القدامى في ركب المحافظين الجدد .

      يضاف إلى هؤلاء أسماء وشخصيات أخرى لعل أبرزها :- ايرفنغ كريستول (زعيم المحافظون الجدد) ، نورمان بود هورتز ، ايليوت أبرامز، ديفيد وورمز،  دانيال بايبس ، جاي كارنر(الحاكم العسكري للعراق سابقاً) وغيرهم الكثير من أعضاء إدارة بوش الابن ، وهؤلاء هم أعضاء تيار المحافظون الجدد([xxix]) .

      أما أهم شخصيات اليمين المسيحي الجديد (اليمين الديني) الذين لهم ابلغ الدور في إضفاء الشرعية الدينية على الحرب ضد العراق فقد كانوا:-

  1. جيري فالويل :- زعيم منظمة الأغلبية الأخلاقية المسيحية وهو من ابرز الإنجيليين اليوم في الولايات المتحدة الامريكية ومن مجموعة القساوسة القلائل المقربين –حينها- من إدارة بوش الابن كما انه رئيس كنيسة طريق توماس المعمدانية في لينش بورغ بولاية فرجينيا ، ومؤسس بعثات فالويل المسيحية ولديه برنامج تلفزيوني وآخر إذاعي.

         عمل فالويل بجد ومثابرة من اجل التهيئة الدينية لشن الحرب على العراق وفي الوقت الذي كانت فيه إدارة بوش الابن تدق طبول الحرب المرتقبة على العراق كان فالويل يشدد خلال عظات الأحد على ضرورة تأييد قرار الحرب لأنها حرب مقدسة ، ويذكر بأن :- “الله يوجب على المؤمنين معاقبة الكافرين” وقد اصدر مقالاً مثيراً للجدل أطلق عليه عنوان “ان الله مؤيداً للحرب” يبرر فيه سبب وضرورة غزو العراق([xxx]) .

  1. تيم لاهاي :- يعد لاهاي ابرز الإنجيليين المقربين –وقتها- من بوش الابن كما يُعد الزعيم الإنجيلي الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة الامريكية على مدى السنوات الخمس والعشرين الأخيرة من القرن الماضي .

    بالإضافة إلى ان لاهاي هو من اشد المحرضين على شن الحرب ضد العراق حتى انه ظهر مرات عديدة على شاشات التلفاز والبرامج الحوارية والإذاعية يحرض على شن هذه الحرب باعتبارها حرباً دينية ، إضافة إلى سلسلة مقالات وتصريحات صحفية ذكر فيها انه “بعد غزو العراق وتخليصه من حكم الطاغية وإعتاق شعبه وإعادة اعماره سيصبح العراق الدولة العربية الوحيدة التي لن تدخل في حرب ضد إسرائيل وضد جيش الرب خلال الحرب الأخيرة”([xxxi]) .

3- ريتشارد لاند :- القس ريتشارد لاند هو رئيس لجنة الأخلاق والحرية الدينية في مجمع الكنيسة المعمدانية الجنوبية التي يبلغ عدد أتباعها أكثر من 16 مليون شخص ولديها أكثر من 42 ألف كنيسة عبر الولايات المتحدة الامريكية ، ويعد من ابرز الزعماء الإنجيليين المقربين من بوش الابن ، أثناء حكمه ، والمدافعين عن سياساته خلال ظهوره بشكل مستمر في البرامج التلفزيونية على شاشات Fox News ، CBS ، CNN ، NBC ، بالإضافة إلى ان برامج لاند الحوارية كانت بوقاً لتسويق قرار بوش الابن لشن الحرب ضد أفغانستان والعراق ، وحشد التأييد الشعبي لها ومنحها التبريرات الدينية .

    كما وجه لاند ، قبيل شن الحرب على العراق ، رسالة نيابةً عن خمسة قساوسة إلى بوش الابن ، تناقلتها وسائل الإعلام الامريكية ، يؤكد فيها ان شن الحرب الاستباقية ضد العراق حرب مشروعة كونها تتوفر فيها جميع شروط الحرب العادلة([xxxii]) التي تنص عليها المعتقدات المسيحية .

   4- تشارلز ستانلي :- القس بالكنيسة المعمودية الأولى بأتلانتا ، من الزعماء الإنجيليين البارزين ، قال خلال إحدى عظات الأحد التي يتابعها ملايين المشاهدين عبر شاشات التلفزة الأمريكية :- “يتعين علينا ان نقدم المساعدة في شن هذه الحرب بأي شكل من الأشكال” ، وأضاف قائلاً :- “ان الرب يقاتل ضد الذين يعارضونه ويقاتلون ضده وضد أتباعه” ، مضفياً بذلك الشرعية الدينية الكاملة على الحرب الامريكية لاحتلال العراق ، وبالنتيجة فان تأييد ومباركة الحرب هو واجب ديني ومعارضتها هي معصية لمشيئة الرب([xxxiii]) .

    لم يقتصر الأمر على هؤلاء القساوسة فحسب ولكن هنالك الكثير من الزعماء الإنجيليين وأتباعهم الذين قد أيدوا الحرب على العراق وأضفوا عليها طابعاً دينياً ويأتي في مقدمتهم دعاة العقيدة الألفية وأبرزهم :- بيل جراهام ، جاك فان ايمب ، تشارلز تايلور ، بول كراوش ، اورال روبرتسون ، وبات روبرتسون([xxxiv]) .

   بالإضافة إلى ذلك يُدرج في سياق التأييد والتحضير للحرب على العراق ترويج وتأييد الحركات والمنظمات الدينية والتبشيرية التي تقودها الكنائس الإنجيلية التي كانت ترى في الحرب على العراق مهمة إلهية ، وقد أظهرت استطلاعات الرأي العام الامريكي ، التي أجراها معهد بيو لاستطلاعات الرأي في آذار 2003م قبيل شن الحرب ضد العراق ، إن 77% من الإنجيليين البيض يؤيدون استخدام القوة العسكرية ضد العراق ، وما تجدر الإشارة إليه ان مجموع الإنجيليين بلغ أكثر من 60 مليون شخص في ذلك الوقت وهو في تصاعد مستمر([xxxv]) ، ناهيك عن التأييد الملح للمنظمات الصهيونية واليهودية في التيارات الصهيونية المسيحية والإنجيلية الذي حظيت به الإدارة الامريكية في حربها ضد العراق .

     وبذلك يمكن القول ان الحرب على العراق ارتكزت على أهم أسسها والمتمثل بالتحالف السياسي الديني الذي أضفى عليها الشرعية الدينية أكثر من سواه نتيجة لوجود عناصر التوسع الإمبراطوري في هذه الحرب والمتمثلة بـ :- الثروة (نفط العراق وموارده الاقتصادية) ، القوة (الانفراد بتدمير العراق واحتلاله) ، التبشير (نشر المسيحية في المنطقة انطلاقاً من بغداد) وكما سيتم تبيانه في المبحث الثاني بإذن الله تعالى .

ثالثاً :- النبوءات التوراتية والإنجيلية

   تأتي النبوءات التوراتية والإنجيلية (المزعومة) ونصوص الكتب المقدسة التي تتحدث عن العراق باعتباره ارض السبي البابلي في مقدمة الأسس الدينية التي تم الارتكاز عليها من اجل التهيئة لشن الحرب على العراق ابتداءاً ، ووصولاً إلى تنفيذ وتطبيق هذه النصوص والنبوءات بعد شن هذه الحرب .

     النبوءات التوراتية والإنجيلية تحتل أهمية كبيرة لدى التيارات البروتستانتية والحركة المسيحية الصهيونية والإنجيليون الأصوليون وأتباعهم والمؤمنين بأفكارهم ، فالفهم البروتستانتي يقوم على إلغاء دور الكنيسة في علاقة الإنسان بربه ، وانه لا يمكن فهم المسيحية إلا بالعودة إلى التوراة ، مما يدل على ان الفكر الديني البروتستانتي قائم على الإيمان العميق بنبوءات التوراة([xxxvi]) ، كما يتضمن هذا الفكر وجوب رؤية الماضي كالحاضر والذي بدوره يشبه المستقبل ، وانه ثمة استمرارية صلبة تؤدي إلى التفسيرات الحرفية ، وهذه التفسيرات الحرفية بدورها تقوم بتحويل نصوص العهد القديم وقصصه الدينية إلى حوادث ووقائع (تاريخية)([xxxvii]) يجب تطبيقها على ارض الواقع فيما لو وجد ما يشابهها ، وهذا الأمر ما كان ليتمتع بصدقية مقدسة وبالتزام شديد في الدوائر السياسية الأمريكية ، لو لم يعمل لاهوتيو الحركة الصهيونية المسيحية على ربط الوقائع السياسية بالنبوءات التوراتية ، وهذا أمر برع القس هول ليندسي في أدائه بفاعلية كبيرة ، فهو يقول مثلاً :- “إنني اعرف من دراستي للإنجيل إن الحرب النهائية الكبرى سوف تشمل تركيا والعراق ومصر وليبيا كجزء من العالم الإسلامي”([xxxviii]) .

     والإدارة اليمينية الامريكية السابقة التي كان يتزعمها بوش الابن والتيار المحافظ لم تكن سوى من صميم المؤمنين بالنبوءات التوراتية والإنجيلية ، فهي إدارة تجمع بين التعصب القومي والفكر الإنجيلي والنبوءات التوراتية والإيمان بأمركة العالم ، والأخطر من هذا إيمان عناصر هذه الإدارة بوجود نبوءات في الإنجيل كانت تسير بالولايات المتحدة الامريكية والعالم الآخر نحو معركة حتمية فاصلة ، وهذه النبوءات تأتي بشكل شفرات إنجيلية أو نصوص توراتية يثبتها الزمن ووقائع الأحداث([xxxix]) حسب معتقداتهم .

      في الحقيقة إن الحرب على العراق لا يمكن النظر إليها بأنها تتعلق بقضايا اقتصادية وأهداف جيوبوليتيكية فقط ، بل ان هذه الحرب قد جاءت استناداً الى السياسات التي تنطلق من الأفكار والنبوءات التوراتية والإنجيلية في المقام الأول([xl]) إذ دخلت هذه الحرب ضمن تأويلات قساوسة الحركة الصهيونية المسيحية للنبوءات التوراتية ، وتم النظر إلى العراق باعتباره بابل “ارض السبي البابلي”* ، فالقس ديفيد بركيز ذكر ان تدمير بابل الذي ورد في الإصحاح (18) يعني تدمير العراق([xli]) ، وانه من الضروري تحقيق هذه النبوءات التوراتية وذلك بالإعداد لشن الحرب على العراق وتدميره والانتقام من مضطهدي اليهود الذين سبوهم وجاءوا بهم إلى بابل القديمة التي يصر الكثير من الساسة والقساوسة الأمريكيون على الربط بين العراق الآن وبابل القديمة في القرن الخامس (ق . م) ، باعتبار العراق وريث بابل والعراقيون هم الذين اضطهدوا اليهود ولابد من الانتقام منهم([xlii]) .

       واستناداً إلى النبوءات التوراتية كان لابد من إجراء يقوم به اليمين الامريكي –وقتها- متمثلاً بإدارة بوش الابن من اجل تحقيق هذه النبوءات في رؤية دماء أحفاد البابليين وهي تسيل قرب ضفتي دجلة والفرات ، فثأر اليهود والنصارى مع العراق قديم قدم التوراة المحرفة وواسع اتساع ارض السبي البابلي([xliii]) ، فهذا بوش الابن كان يواصل استخدامه للتعبيرات الدينية والاستشهاد بفقرات من الإنجيل للتأكيد على الوجوب الديني لشن الحرب على العراق ، وكان قد شدد بان النصر مؤكد فيها لان الله يقف إلى جانب قوى الخير التي تمثلها الولايات المتحدة الامريكية ، وردد حينها خلال خطاب له بثته وسائل الإعلام المزمور التوراتي (رقم 23) الذي يقول :- “تقدم إلى الأمام ودافع عن الحرية وعن كل ما هو خير وعادل في عالمنا”([xliv]) .

      أما القس بات روبرتسون فقد ربط بين العراقيين في الوقت الحاضر والبابليين الذين قاموا بقيادة نبوخذ نصر بغزو القدس واحرقوا هيكل سليمان واخرجوا اليهود وهجروهم في السبي البابلي الذي نصت عليه التوراة في رؤيا دانيال (إصحاح 4:4-18) ، وقد خصص روبرتسون حيزاً واسعاً من برنامجه التلفزيوني (نادي السبعمائة) وخطبه لتوضيح موقع العراق وأهمية الحرب عليه مشدداً على الإشارة إلى العراق باسمه القديم ومثلما ورد في الإنجيل وهو بلاد الرافدين([xlv]) ، وقد ذهب العديد من زعماء الحركة الصهيونية المسيحية صوب التشديد على هذا المنحى وهذا ما ذكره القس دافيد بريكنر David Brinkner بقوله:- “إننا نعرف إن تدمير بابل الذي ورد في الإصحاح 18 ، يعني تدمير العراق”([xlvi]) .

     وهنالك العديد من النبوءات والنصوص التوراتية (المزعومة) التي كانت دافعاً قوياً وأساساً متيناً تم الارتكاز عليه في شن الولايات المتحدة الامريكية لحربها العدوانية والتدميرية ضد العراق تتمثل بالآتي:-

    1- رؤيا اشعياء (1:13-18) :- “انصبوا راية فوق جبل اجرد ، اصرخوا فيهم ، ليدخلوا أبواب العتاة … لان الرب القدير يستعرض جنود القتال ، يقبلون من ارض بعيدة ، من أقصى السموات ، هم جنود الرب وأسلحة سخطه لتدمير الأرض كلها” .

  2- رؤيا اشعياء (9:13-16) :- “ها هو يوم الرب قادم مفعم بالقسوة والسخط والغضب الشديد ، ليجعل الأرض خراباً … وأعاقب العالم على شره … واضع حداً لصلف المتغطرسين ، وأذل كبرياء العتاة … وأزلزل السماوات فتتزعزع الأرض في موضعها ، وتولي جيوش بابل حتى ينهكها التعب إلى أرضهم … ويمزق أطفالهم على مرأى منهم وتنهب بيوتهم ، وتغتصب نسائهم”([xlvii]) .

   3- الكتاب المقدس : (ارميا 51: 29-30) :”فترتجف الأرض وتتوجع ، لان أفكار الرب تقوم على بابل ، ليجعل ارض بابل خراباً بلا ساكن ، كف جبابرة بابل عن الحرب ، وجلسوا في الحصون ، نضبت شجاعتهم وصاروا نساءاً ، حرقوا مساكنها ، تحطمت عوارضها” .

     هكذا يؤكد العهد القديم ، الذي يؤمن به الإنجيليون الأصوليون والحركة الصهيونية المسيحية وفي مقدمتهم اليمين الامريكي الذي انبثقت منه الإدارة الامريكية السابقة ، على وجوب الحرب ضد العراق وتركه خراباً بلا ساكن وذلك من اجل ان تكون هذه الحرب انتقاماً تاريخياً ، تنبأ بها العهد القديم ، من الآشوريين والكلدانيين الذين دمروا مملكتا إسرائيل ويهوذا وكان من قدر العراق ان الآشوريين والكلدانيين قد خرجوا منه([xlviii]) .

     ليست هذه النصوص التي تمت قراءتها للتحضير للحرب أو إضفاء الدافع الديني عليها فقط ، بل ان كل المسيحيين الصهيونيين بما فيهم القساوسة وحتى بوش الابن يقرأ في صلاته ما جاء في (الكتاب المقدس: المزامير 27: 6-9) :- “ان نسيتك يا أورشليم تنسى يميني ليلتصق لساني بحنكي ان لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي ، اذكر يا رب لأعدائنا يوم أورشليم القائلين هدوا هدوا حتى أساسها ، يا بابل المخربة ، طوبى لمن يجازيك جزائك الذي جازيتنا ، طوبى لمن يمسك أطفالك ويهشم على الصخرة رؤوسهم”([xlix]).

     يمكن القول من ذلك ان الحرب الامريكية على العراق عام 2003م جاءت بالاستناد الى مجموعة من الأسس المختلفة ذات الأهمية الكبيرة التي كانت دافعاً رئيساًَ لشن هذه الحرب من جهة ، وشكلت هذه الأسس طابعاً دينياً لحرب احتلال العراق مثلما أضفت عليها صفة الشرعية الدينية الواجبة لإيقاد نار الحرب والعدوان على العراق من جهة أخرى .

المبحث الثاني: الأهداف الدينية للحرب على العراق

     يشكل تحقيق الأهداف في مختلف القضايا ومنها الحروب مسألة بالغة الأهمية فكل سياسة تُنفذ وكل موقف يُتخذ من البديهي ان يكمن هدفاً وراء هذه السياسة أو ذلك الموقف والحرب الأمريكية على العراق عام 2003م في بعدها الديني لم تخرج من سياق هذا الأمر ، ويكمن خلف هذه الحرب مجموعة مهمة من الأهداف الدينية تتجلى بـ :-

 أولاً :- نشر المسيحية (التنصير) والنشاط التبشيري

   يعد نشر المسيحية ومزاولة النشاط التبشيري** في الساحة العراقية وانطلاقاً من بغداد من الأهداف الدينية المهمة التي تبتغي الولايات المتحدة الامريكية تحقيقها في العراق بعد احتلاله ، ولم تكن الحرب ضد العراق هي الأولى من نوعها في مجال النشاط التبشيري الذي تهدف إليه الولايات المتحدة الامريكية ، بل المعروف انه كان لها قبل منتصف القرن التاسع عشر –وباعتراف مجلس البعثات التبشيرية- 60 بعثة تبشيرية ، وكانت خارطة انتشارها من اليونان إلى ايران ومن القسطنطينية إلى سوريا ، وتمتد إلى مختلف البلدان الاسلامية وغير الاسلامية ، وقد عمل المبشرون على تأمين الغزو الامريكي للمناطق الاسلامية بأشكاله وتفرعاته جميعها ، وفي مقدمتها نهب الثروات والتمركز في المواقع الإستراتيجية بالإضافة إلى غزو الإنسان نفسه وتفريغه من عقيدته([l]) ودينه .

      والتنصير ونشر المسيحية كان ولا يزال أداة مهمة لدى الولايات المتحدة الامريكية في سياستها الاستعمارية وفي تمهيد سيطرتها على البلدان المحتلة أو ترسيخ نفوذها فيها ، وفي سبيل هذا الهدف العسكري السياسي الاقتصادي ثم الديني وفر المحتل الامريكي الدعم الدائم للحركات التنصيرية ، كما وفر له مختلف الوسائل ، وان وصلت إلى إشاعة الفاحشة والترويج للفجور ، وقد ظهرت الإدارة الامريكية بقيادة بوش الابن صادقةً تماماً في دعم التنصير([li]) والمنظمات التبشيرية في سياق حربها على العراق كأحد أهم الأهداف الدينية لهذه الحرب .

       وادعت الإدارة الامريكية بالمسؤولية الروحية عن أبناء الشعب العراقي ، وبالحماسة نفسها التي تُمزق بها بلادهم تسعى لإنقاذهم الروحي المزعوم([lii]) ، وتدعيم وترسيخ الحرية لديهم ، فغالباً ما كان بوش الابن يستخدم كلمة الحرية في خطاباته بشأن العراق وما لهذه الكلمة من مدلول مهم في المسيحية التبشيرية إذ تعني حرية عبادة الرب بحسب الديانة النصرانية ، وبذلك فان احتلال العراق عدّه بوش الابن ومؤيدوه من الإنجيليين بداية لنشر المسيحية في أنحاء العالم الإسلامي بعد القضاء على الإسلام ، حتى ان مجلة نيوزويك الامريكية نشرت في عددها الصادر بتاريخ 15 آذار 2003م مقالاً جاء فيه :- “ان أنصار بوش من الإنجيليين يأملون ان تكون الحرب القادمة على العراق فاتحة لنشر المسيحية”([liii]) ، كما أكد بوش ذلك بقوله :- ” إن الديمقراطية ستنتشر من العراق إلى البلدان المجاورة ، وسيسمح لنا العراق الحر بأن ننشر تعاليم المسيح في البلدان التي تصدنا قوانينها”([liv]) .

       وما أن أوشك وقوع الحرب الامريكية – البريطانية على العراق حتى حشد المنصرون جيوشهم لتنفيذ خططهم الهادفة إلى تنصير الشعب العراقي فكانت الانطلاقة من قوات المارينز الامريكي التي تعتمد على البعد الديني التبشيري بحيث يرافقهم المرشد الديني (قداس ديني) ويوعظهم بعبارات للموعظة :- “اله الحقيقة والأب والابن وروح القدس ، اجعلوا صلواتنا للذين لايعرفونكم كي تُسبّح كل شعوب الأرض باسمكم، ساعدوا وألهموا عبادكم حملة الإنجيل احيوا الإيمان الضعيف ، ادعوا إيماننا عندما يكون هشاً جددوا حمية مبشرينا اجعلوا منا شهود لطيبتكم وزيدوا حبكم وقوتكم وإيمانكم لمجدكم ولإخلاص العالم“([lv]).

      لكن الأمر لم يتوقف عند الجيش الامريكي فقط بل ان البيت الأبيض قد أعطى الضوء الأخضر للمنظمات التبشيرية والكنائس على مختلف مذاهبها من اجل الدخول إلى العراق لنشر المسيحية وذلك عندما أعلن البيت الأبيض قبيل شن الحرب على العراق ، انه لن يمنع ما اسماه “الجمعيات الخيرية المسيحية” من ممارسة مهامها التنصيرية داخل العراق([lvi]) ، الأمر الذي رأت فيه الكنائس والمنظمات التبشيرية فرصةً ثمينةً ووسيلةً فاعلةً من اجل نشر المسيحية وتنصير الشعوب ولاسيما في البلدان الاسلامية وفي مقدمتها العراق ، الدافع الذي حداها على العمل لشن هجوم تنصيري مرتقب وصلت أولى حشوده بالفعل إلى الحدود العراقية الأردنية مطلع شهر آذار 2003م استعداداً لحمل العون المادي و(الروحي) لسكان العراق ، عندما يتم (تحريرهم)([lvii]) من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، فكانت الأردن بحق محطة انطلاق المنظمات التنصيرية إلى العراق .

     وبدأت المنظمات التبشيرية وتحت مختلف التسميات التوافد إلى العراق بمساعدة القوات الامريكية الغازية حتى وصل عدد هذه المنظمات التي دخلت إلى العراق إلى أكثر من مئة منظمة تنصيرية([lviii]) , تختلف في وسائلها ومسمياتها ومذاهبها ومواردها وتتفق في هدفها الأساس المتمثل بنشر المسيحية في المنطقة انطلاقاً من العراق المحتل , ولعل أهم المنظمات التنصيرية العاملة في العراق تتمثل بما يأتي :-

  • مؤسسة ساماريتانس بيرس :- التي تعد من اكبر التنظيمات الإنجيلية في العالم ومن أهم المنظمات التنصيرية التي دخلت العراق , ومديرها القس الامريكي الشهير فرانكلين جراهام , تأسست هذه المنظمة عام 1970 ، ومقرها في مدينة بوون بولاية كارولينا الشمالية ولها ميزانية تصل إلى 200 مليون دولار ، وتعلن أنها تقدم ما أسمته “يد المساعدة” لأكثر من مئة بلد في العالم ، وتشترط هذه المنظمة على ان يكون الراغبون في تلقي مساعداتها “مؤمنين بملتها” وان يؤمنوا بان “الإنجيل هو كتاب الله الوحيد الموحى به الذي لا يأتيه الباطل” ، وفي إطار نشاط هذه المؤسسة في العراق حصلت على تمويل من الوكالة الامريكية للتنمية يقدر بـ (4200000) دولار لتنمية أنشطتها التبشيرية في العراق([lix]) .

     كان فراكلين جراهام قد أدلى بتصريح خاص لموقع (believe net) يوم الثلاثاء 25/3/2003م ذكر فيه ان أعضاء منظمته توجهوا إلى العراق لتولي مهمة التنصير ، وانه يفعل ذلك باسم المسيح ، بالتنسيق الكامل مع وكالات الإدارة الامريكية في العاصمة الأردنية عمان([lx]) .

    ويذكر الواعظ جوش ليانون احد أعضاء مؤسسة ساماريتانس بيرس العاملين في العراق انه في معسكر (بوشماستر) في محافظة النجف ، استغل ندرة الماء الضروري لدورة المياه بالنسبة للرجال في تعامله مع المعتقلين العراقيين لدى القوات الامريكية باشتراطه التعميد والتحول عن الإسلام إلى المسيحية الإنجيلية للوصول إلى خزانات الماء المخصصة لهم في المعسكر ، حتى انه قال لأحد الصحافيين دون حياء ولا تردد :- “الأمر بسيط للغاية ، المسلمون يريدون الماء ، أنا املك هذا الماء وهو لهم اذا قبلوا تعميدهم”([lxi]) .

 2- المؤتمر المعمداني الجنوبي :- اكبر تجمع بروتستانتي أمريكي ، قام بإرسال آلاف المنصرين من أوكلاهوما وجورجيا وتكساس إلى بلاد الرافدين ، تحت شعار (الحرية الحقيقية مع يسوع المسيح) ، حتى ان رئيس المنظمة القس جاك جراهام ذكر في بداية الحرب على العراق إنهم سيوفرون الغذاء والمأوى للعراقيين وسيركزون انتشارهم على مناطق الجنوب .

3- منظمة مجمع التوراة العالمي :- التي أعدت طبعة للعهد الجديد خاصة لتوزع على اللاجئين العراقيين كما قامت بحملة تبرعات واسعة لحث كل أمريكي على دفع أربعين سنتاً لطبع كتيب تنصيري وشحنه إلى العراق .

4– منظمة الإغاثة العالمية :- وهي الذراع الإنساني للرابطة الوطنية الإنجيلية التي أعلنت أنها في انتداب توراتي إلى العراق لتعريف اليائسين بيسوع المسيح([lxii]) .

5- منظمة القوافل الطبية الدولية :- مركزها الرئيس مدينة بورتلاند الامريكية وجاءت إلى العراق برفقة الجيش الامريكي في حرب الخليج الثانية ، وتعمل بدعم مباشر من مكتب مساعدة الكوارث الخارجية (O.F.D.A) التابع لوزارة الخارجية الامريكية وتحت إشراف مكتب التنسيق العسكري الامريكي (M.C.C) ولها أربعة مكاتب في العراق ويديرها فريق منظمة (Global) وجميع مكاتبها كانت منحة من النظام السابق استجابة لشروط الأمم المتحدة من خلال برنامج (النفط مقابل الغذاء)([lxiii]) .

6- مجلس التنصير العالمي :- وهو احد فروع الكنيسة المعمدانية الجنوبية ويقود عمليات التنصير في العراق ، بحيث يتم إدخال المنصرين تحت ذريعة العمل في مؤسسات الإغاثة الدولية ، وذُكر أن مدير المجلس وجه “نداءاً حاراً لأتباع الكنيسة البالغ عددهم 16 مليون شخص للسفر إلى العراق أو دعم جهود التنصير هناك” وقد جاء في النداء :- “إن المعمدانية الجنوبية صلت كثيراً ان يفتح الرب باب العراق لرسالة الإنجيل … وان المعمدانية الجنوبية وأعضاءها يجب ان يعلموا ان هناك حرباً على الروح في العراق وتنافساً مسيحياً إسلامياً على عقول العراقيين”([lxiv]) .

      لم يقتصر الأمر على هذه المنظمات فحسب بل هنالك الكثير من المنظمات الأخرى التي يأتي في مقدمتها :- هيئة الإرساليات الدولية ، مجلس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، مجموعة من المعمدانيين الجنوبيين من ولاية كارولينا الشمالية ، هيئة المعونة الامريكية ، منظمة كريستيان شاريتي وورلد نيشون انترناشينال ، منظمة المجتمع الدولي للإنجيل ، منظمة تعليم امة كاملة التي تعرف اختصاراً (داون) ، منظمة المنصرين البروتستانت([lxv]) ، جمعية الكتاب المقدس ، منظمة تطوير خدمات الشرق الأوسط التنصيرية البريطانية (ولها نفوذ واسع جداً في شمال العراق) ، منظمة ينبوع الحياة الامريكية (وتحصل على التمويل من مكتب مساعدة الكوارث الخارجية (O.F.D.A) وتعمل تحت ستار حفر الآبار الارتوازية) ، الكنيسة الكلدانية الامريكية (وكانت تمارس نشاطها قبل الاحتلال الامريكي للعراق) ، منظمة المصادر (بريطانية الجنسية) ، منظمة كاريتاس([lxvi]) ، وغيرها الكثير من المنظمات والجماعات الصغيرة والأشخاص الذين توافدوا إلى العراق المحتل بهدف نشر التنصير بين أبناء شعبه .

    تعتمد هذه المنظمات وسائل وسبل متعددة ومتنوعة لممارسة نشاطاتها في العراق ومنها من يعمل تحت تسميات مسيحية تنصيرية والجزء الأكبر منها يتخفى تحت تسميات وعناوين ومنظمات إنسانية ومدنية واغاثية ، ويضاف إلى ذلك ان لهذه المنظمات طرق مختلفة تستغلها في تحقيق أهدافها واهم هذه الطرق والوسائل يتمثل بما يأتي :-

1- التنصير الطبي وتقديم الخدمات :- أدت الظروف القاسية التي مر بها العراق إلى تزايد الحاجة الملحة للمعونة الطبية التي تأتي في مقدمة متطلبات العراقيين ، فاستغلت المنظمات التبشيرية هذه الحاجة فقدمت ملايين الدولارات لتوفير الامدادت الطبية باسم الصليب , ويأتي هنا اسم خدمة الكنيسة العالمية (c.w.s) المؤلفة من 36 مجموعة إنجيلية وأرثوذكسية وتعمل في العراق منذ عام 1991 حتى وصل تمويلها بعد غزو العراق إلى مبلغ 1,2 مليون دولار([lxvii]).

   2-تقديم الإغاثة الإنسانية والمواد الغذائية :- تدخل العديد من المنظمات التنصيرية إلى العراق تحت مظلة المنظمات الاغاثية وإلانسانية ، ويعترف مسؤلون أمريكان بوجود هؤلاء المنصرين , ويؤكدون أنهم يقدمون العون للناس , والعراقيين يفرحون بذلك , وان العراقيين يفهموا ان الذي يمنحهم المواد الغذائية مسيحيون أمريكيون وان عمال الإغاثة يوزعون نسخاً من إنجيل العهد الجديد إلى جانب المواد الغذائية([lxviii]) .

3- إلقاء الأناجيل على المسلمين بالطائرات العسكرية :- هذه الطريقة تكفلت بها قوات الاحتلال الامريكي بحيث قامت المقاتلات الامريكية بإلقاء المنشورات والكتب الدينية على الشعب العراقي في مختلف المناطق([lxix]) , منها ما قامت به مروحيات أمريكية نوع أباتشي في كانون الأول عام 2004م بإلقاء آلاف النسخ من المنشورات التنصيرية والأناجيل على مناطق الحلابسة والصقلاوية وعامرية البو العيسى وكانت تلك الأناجيل صغيرة الحجم جداً وكتبت فيها مقتطفات من إنجيل بطرس ولوقا([lxx]) .

4- توزيع الكتب والأفلام والمنشورات التنصيرية على المسلمين :- تقوم مراكز التبشير بالنصرانية والمكتبات النصرانية الكبيرة التي تم إنشائها في العراق وعن طريق المنظمات التنصيرية بتوزيع آلاف الكتب التنصيرية المجانية ، والنشرات والأناجيل وشرائط الكاسيت والفيديو([lxxi]) .

     ويأتي في مقدمتها فيلم (يسوع) الذي أنتجته السينما العالمية يتحدث عن القصص المحرف لنبي الله عيسى (عليه السلام) الذي تم دبلجته إلى أكثر من 70 لغة وأكثر من 200 لهجة محلية وبطبيعة الحال يوزع الفيلم في العراق باللهجة العراقية المحلية ، بالإضافة إلى ذلك يتم توزيع القصص ذات الطابع التبشيري على الأطفال في العديد من المدن والقرى العراقية .

5-تدشين محطات إذاعة وتلفزة تنصيرية :- تمكن المنصرون من تدشين عدد من محطات الإذاعة والتلفزة التي تهدف إلى زعزعة عقيدة الشعوب ومن بينها العراق ومنها على سبيل المثال إذاعة صوت المحبة وغيرها .

6- مسجد يسوع :- إحدى الطرق الشائعة لدى المنصرين لتمويه عقيدتهم ودعوة الناس إلى “مسجد يسوع” ويدعي هؤلاء المنصرون أنهم يشهدون ان (لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله) ، ويقنعون الناس أنهم نوع من الصوفية ويتسللون إلى الناس عن طريق دعوتهم إلى تلك السبيل([lxxii]) .

       وهكذا يتضح إن نشر المسيحية في العراق والعمل على تنصير الشعب العراقي يُعد جزءاً هاماً من الأهداف الدينية الكامنة وراء الحرب الامريكية لاحتلال العراق عام 2003م ، وكذلك فإن لقوات الاحتلال الامريكي مطالب واضحة من المنصرين هي تبديل عقيدة المسلمين في العراق ، وإذا فشلوا في تحقيق هذا المطلب فليس اقل من السعي إلى تبديل أنماط حياة المسلمين وزعزعة ثقتهم بالإسلام الذي يشكل قوة مادية ومعنوية تعرقل مخططات المحتلين وتنسفها .

ثانياً :- حماية امن إسرائيل وإقامة (إسرائيل الكبرى)

    تأتي حماية امن إسرائيل والمحافظة عليها والعمل من اجل إقامة (دولة إسرائيل الكبرى) كأحد أهم أهداف ومطالب الحرب الامريكية البريطانية لاحتلال العراق وما تمثله إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية من مصلحة عسكرية وسياسية من جهة ومصلحة دينية وأخلاقية وقيمية من جهة أخرى ولما شكله العراق من خطر مستمر على إسرائيل منذ نشأتها عام 1948م والى ان وقع العراق تحت الاحتلال الامريكي عام 2003م .

     يعد الاحتلال الأمريكي للعراق خطوة كبيرة لحماية امن إسرائيل وترسيخ وجودها في المنطقة وصولاً إلى الهدف الديني المهم والمتمثل بإقامة (دولة إسرائيل الكبرى) ، وهذا الهدف الديني لم يكن نابعاً من فراغ ولكن ينطلق من مسألتين الأولى متأتية من الدعم الامريكي لإسرائيل كواجب ديني ، والمسألة الثانية كون الحرب على العراق تساهم في الحفاظ على امن إسرائيل هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فالاحتلال الامريكي للعراق يساهم في إقامة مشروع (دولة إسرائيل الكبرى) كون العراق يشكل جزءاً منها ، فالولايات المتحدة الامريكية بالاستناد إلى موروثها الديني القائم على العقيدة البروتستانتية([lxxiii]) ترى في دعم إسرائيل واجب ديني لا يمكن التخلي عنه ويتجلى ذلك واضحاً في المواقف المتكررة للرؤساء الأمريكان في الإدارات الامريكية المتعاقبة منذ نشأة إسرائيل ، إذ إن الكاتبة الأمريكية غريس هالس تذكر بان الرئيس الامريكي الأسبق ترومان الذي كان من أوائل الذين اعترفوا (بالدولة اليهودية) قد اسعد باعترافه بإسرائيل الصهيونيين المتفانين ، إضافة إلى أكثرية من المسيحيين الأمريكيين([lxxiv]) .

       استمر الدعم الامريكي لإسرائيل من إدارة إلى أخرى فهذا جيمي كارتر –الرئيس الامريكي الأسبق- يخطب في الكنيست الإسرائيلي في آذار 1979م مؤكداً على الإيمان الديني بإسرائيل بقوله :- “ان علاقة امريكا بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة ، كانت تلك العلاقة ولا تزال ، علاقة فريدة لا يمكن تقويضها لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الامريكي” ، وأيضاً قوله :- “لقد أقام الرواد وأقوام تجمعوا في كلا الشعبين من دول شتى إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، فشعبي كذلك امة لاجئين ومهاجرين .. إننا نتقاسم معاً ميراث التوراة”([lxxv]) .

      وإذا وصل الأمر إلى بوش الابن وإدارته التي تؤمن بعقيدة الإنجيليين الأصوليين –الذي يعد بوش الابن واحداً منهم- فإن الموقف من إسرائيل يمكن تلخيصه بان :- “احترام إسرائيل وتقديسها واجب ديني ، ويجب مساعدتها على بسط سلطانها على كل فلسطين وتشجيع قيام المستوطنات وتهويد الضفة الغربية (السامرا) ، والقدس جزء من (الأرض الموعودة) لا تنفصل عنها وإلا اعتبر تحدياً لإرادة الرب”([lxxvi]) .

      وبما ان العراق يشكل خطراً على إسرائيل التي تلتزم الولايات المتحدة الامريكية دينياً بحمايتها ، كان من الضروري ان تشن الحرب الامريكية على العراق فجاءت هذه الحرب كنقطة التقاء مصلحية بين الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل فإذا كانت قضية احتلال العراق تمثل مصلحة أمريكية فإنها مثلت أيضاً مطلباً إسرائيلياً مستمراً([lxxvii]) ، يساهم في إبعاد شبح الخطر العراقي عنها ، ولم تكن الحرب الامريكية ضد العراق في الجانب الديني منها سوى حرباً من اجل إسرائيل وحمايتها ، الذي يُعد احد الأسباب الأساسية للغزو الامريكي للعراق كما يعترف بذلك بوش الابن في سياق حديثه عن المنافع المتخيلة من الاحتلال الامريكي للعراق التي تحققها الولايات المتحدة الامريكية والعالم ، وان أهم هذه المنافع يتمثل بتأمين سلامة إسرائيل فقال بالحرف الواحد :- “ان إقامة عراق حر سوف يساعد على ضمان أمن إسرائيل”([lxxviii]) ، كما عبر ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي –آنذاك- في زيارته لمنطقة الشرق الأوسط في آذار 2002م عن الهدف الاستراتيجي من الحرب على العراق بأنه لمصلحة إسرائيل ، وذلك عبر قوله لشارون رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها:- “ان هجوم الولايات المتحدة على العراق من أول طليعته هو لأجل إسرائيل”([lxxix]) .

    أما إسرائيل فلم تكن بمعزل عن الحرب ضد العراق فهي في صميم هذه الحرب حتى ان إتيان هابر المحلل السياسي لصحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية قد وصف علاقة إسرائيل بالحرب الامريكية ضد العراق في مقال له بتاريخ 19 آذار 2003م ذكر بان :- “الحرب الامريكية المحتملة على العراق ستكون الحرب السابعة في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948م ، ويمكننا استنتاج ان الحرب السابعة لإسرائيل ستكون حرباً بلا ضحايا ، وسيبدأ منها الانقلاب المأمول في الشرق الأوسط” ، وكانت بحق هذه الحرب قد خدمت في مجملها إسرائيل في المقام الأول التي حصدت المكاسب العديدة منها والتي تتمثل بالمكاسب الدينية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والإستراتيجية([lxxx]) .

    إذا كان تحقيق أمن إسرائيل وترسيخ وجودها مصلحة أمريكية تتطلب الدعم كضرورة دينية فإنه انطلاقاً من هذه الضرورة ترى الولايات المتحدة الامريكية ان تستغل حربها على العراق ليس فقط لضمان امن إسرائيل في وضعها الحالي وإنما لتحقيق إقامة (دولة إسرائيل الكبرى) ، ودعم مشروعها المستند في الأسباب الدينية إلى تفسير حرفي للتوراة ، بحيث يؤكد المسيحيون الصهاينة إنهم بدعمهم لهذا المشروع لا يفعلون سوى تلبية نداء الرب مثلما ورد في العهد القديم([lxxxi]) .

     ومشروع إقامة (دولة إسرائيل الكبرى) قديم الجذور ويتم التخطيط له منذ زمن بعيد وقد أخذت عناصر اليمين الامريكي متمثلةً بإدارة بوش الابن على عاتقها البدء بوضع هذا المشروع على ارض الواقع ، وكشفت مصادر سياسية أمريكية النقاب في 5/5/2002م عن تفاصيل مخطط أمريكي – إسرائيلي يقضي بإقامة (دولة إسرائيل الكبرى) في المنطقة خلال المرحلة المقبلة ، مؤكدةً في الوقت نفسه ان بوش الابن تبنى هذا المخطط واقتنع بان تنفيذه لن يتم إلا عبر القوة العسكرية ، وتم الاتفاق بين الطرفين الامريكي والإسرائيلي على ان تحقيق ذلك المخطط يستوجب القيام بعملين مهمين:-

1- ضرب العراق عسكرياً ، وهذا العمل تقوم به الولايات المتحدة الامريكية .

2- ان تمهد إسرائيل لذلك بالقضاء على عناصر ما تسميه (بالجماعات الإرهابية) سواء كانت فلسطينية أو غيرها ، وهذا هو سيناريو المرحلة الأولى ، بينما تبدأ المرحلة الثانية التي يطلق عليها اسم (الطوق الأمني الاستراتيجي) على الدول العربية والمنطقة كلها بعد احتلال العراق وإسقاط بعض (الأنظمة المعادية)([lxxxii]) .

      وتمتد (إسرائيل الكبرى) بحسب حدودها التوراتية من النيل إلى الفرات بحسب الاعتقاد التوراتي الذي يؤمن به رموز اليمين الامريكي ، الذي غالباً ما ترددت على ألسنتهم في إطار حملتهم في شن الحرب على العراق عبارة : “إن الله كلف الولايات المتحدة بمهمة تخليص العالم من الأشرار وإقامة مملكة الرب” وذلك يعني ان تدمير العراق خطوة واثبة في طريق (إسرائيل الكبرى) لكنها ليست بالضرورة الخطوة الأخيرة وحال استكمالها تكون قد دنت كثيراً من هدفها([lxxxiii]) .

      وذهب جيري فالويل إلى إن الحدود الجغرافية لإسرائيل لاتقتصر على وضعها الحالي بل طالب بامتداد أراضيها من الفرات إلى النيل تحقيقاً للنبوءات التوراتية التي تقول في (الكتاب المقدس / تثنية 11-24-25 ) :- “كل مكان تدوسه بطون أقدامكم لكم من البرية ولبنان ، من النهر ، نهر الفرات ، إلى البحر العربي يكون تخمكم ، لا يقف إنسان في وجهكم ، الرب إلهكم يجعل خشيتكم ورعبكم على كل الأرض التي تدوسونها كما كلمكم”([lxxxiv]) .

     نخلص من ذلك ان الاحتلال الامريكي للعراق في بعده الديني قد حقق لإسرائيل جزءاً من أحلامها في إقامة ( دولة إسرائيل الكبرى) بعد ان ضمنت لها هذه الحرب استقراراً لأمنها وترسيخاً لوجودها وتوسيعاً لحدودها كون وجود عدد كبير من الجنود الإسرائيليين يخدمون في الجيش الامريكي المحتل للعراق بالإضافة إلى ان السيطرة الامريكية على العراق هي الوجه الآخر للسيطرة الإسرائيلية عليه .

ثالثاً:- تهيئة المنطقة دينياً

     تحتل منطقة الشرق الأوسط أهمية دينية كبيرة لدى البروتستانت والإنجيليون الأصوليون والحركة المسيحية الصهيونية بالإضافة إلى اليهود والحركة الصهيونية ، كونها المنطقة التي -بحسب اعتقادهم- ستشكل مسرحاً لأحداث دينية مهمة في المستقبل ويتطلب الأمر التهيوء لها وهذه الإحداث تتركز في المذهب البروتستانتي والعقيدة الاسترجاعية (الألفية)** * .

     أصبحت الإستراتيجية الأمريكية في ظل حكم اليمين الامريكي والتيارات المسيحية الصهيونية تقوم على تحقيق الرؤى التوراتية بأسرع وقت ممكن ، كما ان عملية العقل الغربي قد انتقلت بالنبوءة من جبرية الانتظار إلى تأثير الإرادة الإنسانية ، فبدلاً من انتظار النبوءة تحولوا إلى تهيئة الظروف لها([lxxxv]) ولا تخرج الحرب الامريكية على العراق من هذا الأمر كونها عنصراً هاماً في تهيئة منطقة الشرق الأوسط دينياً، تمهيداً لوقوع معركة (الهرمجدون) وعودة المسيح.

    والحرب الأمريكية على العراق في جانبها الديني تعتمد في الأساس على العقيدة البروتستانتية المتشددة في هدفها نحو السيطرة على ارض الأديان في الشرق الأوسط ومعاداة العقيدة الاسلامية والاعتماد على تثبيت اليهودية في فلسطين إلى حين ان تتم معركة (الهرمجدون) الفاصلة لمصلحة المسيحية الصهيونية بانتصارها على جميع الأديان والعقائد([lxxxvi]) الأخرى .

     وبالنظر لأهمية منطقة الشرق الأوسط دينياً يتم التركيز عليها من قبل اغلب الساسة والقساوسة من أمريكيين وغيرهم إذ إن القس بيل جراهام ظل منذ العام 1970 يحذر من ان العالم يسير بسرعة كبيرة نحو معركة الهرمجدون ، ويقول :- “يتساءل الكثيرون : أين تقع هرمجدون؟ وما مدى قربنا منها؟” ، وفي محاولته الإجابة يقول :- “حسناً انها تقع إلى الغرب من نهر الأردن بين الجليل والسامرة في سهل يزرعيل” ، ويضيف ايضاً :- “ان الكتاب المقدس يعلمنا بأن آخر حرب عظيمة في التاريخ ، سوف تخاض في ذلك الجزء من العالم : الشرق الأوسط”([lxxxvii]).

      كما يتم النظر إلى منطقة الشرق الأوسط -من وجهة نظر اليمين الامريكي– على أنها ستكون قبل العودة الثانية للمسيح مسرحاً للحروب أو الكوارث الطبيعية والانهيار الاقتصادي والفوضى الاجتماعية ، ويعتقد رموز أتباع المسيحية الصهيونية بأن هذه الأحداث مسجلة بوضوح في الكتاب المقدس ، وان المسيحيين المخلصين سوف يُرفعون مادياً من فوق الأرض ويجتمعون بالمسيح في الهواء ، ومن هذه النقطة سوف يراقبون بسلام وهدوء الحروب النووية والمشاكل الاقتصادية ، وفي نهاية المحنة سيعود هؤلاء المسيحيون المولودون ثانية مع المسيح كقائد عسكري لخوض معركة الهرمجدون ، ولتدمير أعداء الله ، ومن ثم ليحكم الأرض لمدة ألف سنة([lxxxviii]) ، وذلك كله في منطقة الشرق الأوسط التي اعتبر ريغان –الرئيس الامريكي الأسبق- في عام 1986م الاهتمام بها وإقرار السلام فيها التزاماً دينياً وذلك بقوله:- “إننا معنيون بالبحث عن السلام في الشرق الأوسط ، ليس كخيار وإنما كالتزام ديني”([lxxxix]) .

      أما في إدارة بوش الابن-السابقة- الملتزم بتطبيق مبادئ اليمين الامريكي فان تهيئة الشرق الأوسط أخذت حيزاً من الاهتمام أكثر من أي وقت سبق وذك من خلال شنه الحرب على العراق وقبيل هذه الحرب نجد أن بوش الابن في صدد الحديث عنها يقول :- “منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة تاريخية ومفصلية يتوجب على شعوبها الاختيار بين الديمقراطية والحرية والاستبداد والتطرف” ، الأمر الذي يبرز التزام بوش الابن بتطبيق الرؤية التوراتية التي نص عليها الإنجيل والعهد القديم ، أي تخليص منطقة الشرق الأوسط من قوى الشر (محور الشر) الذي يعد العراق أبرزها ، وهو شرط أساس لعودة المسيح الثانية وجزء من تهيئة وتحضير المنطقة لخوض المعركة التي سينتصر فيها الخير على الشيطان([xc]) .

      ولعل الكثير من الأحداث الحالية أو التي حصلت في منطقة الشرق الأوسط يرى فيها أتباع المذهب البروتستانتي والعقيدة الاسترجاعية ، تطبيقاً للنبوءات الإنجيلية واجزاءاً يكمل بعضها البعض ، تُنبئ بقرب العودة الثانية للمسيح ، وان العالم بدأ يسير نحو نهايته وفقاً للأحداث التالية :-

  • قيام (دولة اليهود) في فلسطين تمهيداً لهدايتهم على يد المسيح عند نزوله للمرة الثانية.
  • تشكل محور للشر من دول كافرة وملحدة ضد الشعوب المسيحية الغربية و”(محور الشر) مصطلح يستخدم اليوم بكثرة في السياسة الامريكية لوصف عدد من الدول المسماة بـالدول المارقة (العراق قبل احتلاله ، ايران ، كوريا الشمالية)” .
  • ثم تبدأ إرهاصات المعركة باحتلال ارض بابل (وهي ارض العراق التي تم احتلالها من قبل الولايات المتحدة الامريكية) .
  • ثم تنشب معركة هرمجدون الفاصلة([xci]) .

     بذلك تكون الحرب الامريكية على العراق جزءاً من عملية تهيئة منطقة الشرق الأوسط دينياً الأمر الذي أكده بوش الابن بقوله :- “ان الحرب على العراق هي مهمة إلهية” وانه يقوم بها من اجل عالم أفضل ، ويضيف :- “سوف استغل الفرصة لتحقيق أهداف كبرى ولا شئ أهم من تحقيق سلام عالمي والحرب على العراق أمر أساسي في هذا السلام”([xcii]) ، وتم اعتبار الحرب الامريكية على العراق مهمة إلهية ليس فقط من قبل بوش الابن وحده ولكن الكثير يراها بنفس المنظار فقد نشرت صحيفة دير شبيغل الألمانية في عددها الصادر بتاريخ 27/2/2003م بان الحرب على العراق ما هي إلا :- “تكليف الهي … للقضاء على الأشرار (وهم المسلمون) … والإعداد لمعركة هرمجدون”([xciii]) . ، وحتى سارة بايلن – المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس (المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية في الانتخابات الأخيرة جون ماكين)- هي الأخرى قد ذكرت ان :- “الجيش الامريكي في العراق هو في مهمة من اجل الرب”([xciv]) .

      أما قساوسة اليمين المسيحي فقد حشدوا حملاتهم لهذه الحرب واعتبروها فرصتهم الثمينة لتهيئة الشرق الأوسط دينياً فهذا تيم لاهاي يقول:-“ان العراق يشكل نقطة محورية خلال أحداث نهاية العالم” مؤكداً بأن العراق سيؤدي دوراً اساسياً في معركة الهرمجدون ، ويؤازره جيري فالويل بالقول ” إننا عندما نشن الحرب في العراق سنقوم بذلك لإعادة المسيح إلى الأرض لكي تقوم الحرب الأخيرة التي ستخلص العالم من جميع الكافرين”، وإذا كان هذا خطاب القساوسة فان رجال السياسة الأمريكيين مشوا في ركبهم بحيث يردد النائب توم ديلي-عندما كان يتولى منصب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب-انه يتعين دعم الحرب ضد العراق لأنها “البشير الذي يسبق عودة المسيح إلى الأرض ويفسح المجال لحدوثها “([xcv]) .

       وخلاصة القول إن الحرب الامريكية على العراق ما هي إلا وسيلة فاعلة لتحضير وتهيئة منطقة الشرق الأوسط الهدف الديني الذي تعمل الولايات المتحدة الامريكية جاهدةً لتحقيقه ، وترى فيه ضرورة دينية يجب الالتزام بها .

     وختاماً يتضح مما سبق ان شن الحرب الامريكية البريطانية ضد العراق في بعدها الديني ترمي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الدينية تتمثل ابتدءاً بنشر المسيحية وتنصير الشعب العراقي كخطوة أولى نحو تنصير شعوب المنطقة والعالم الإسلامي ككل ومروراً بحماية امن إسرائيل والحفاظ عليها وترسيخها من اجل إقامة (دولة إسرائيل الكبرى) الذي يعد العراق جزءاً منها ، وصولاً إلى تهيئة منطقة الشرق الأوسط دينياً واستخدام الحرب على العراق وسيلة لذلك من اجل تحضير المنطقة لوقوع معركة الهرمجدون وعودة المسيح الثانية.

الخاتمة

      لقد تناول هذا البحث الموسوم :- (البعد الديني في الحرب الامريكية لاحتلال العراق) أهمية الجانب الديني في الحرب الامريكية ضد العراق من خلال دراسة الأسس التي استندت عليها والمتمثلة بالأسس الاجتماعية التي حظيت الإدارة الامريكية من خلالها على التأييد الشعبي ، والتحالف السياسي الديني الذي اخذ على عاتقه التخطيط والإعداد والتنفيذ لشن الحرب الامريكية على العراق ، بالإضافة إلى الأساس الآخر الذي تمثل باستناد شن الحرب على نبوءات ونصوص توراتية وإنجيلية أوجبت شنها لتحقيق هذه النبوءات التي أضفت على الحرب واجباً دينياً.

    كما تناول هذا البحث الأهداف الدينية للحرب الامريكية على العراق التي أبرزها نشر التنصير في المنطقة انطلاقاً من بغداد عاصمة العراق المحتل وحماية امن إسرائيل والحفاظ عليها ترسيخاً لإقامة (دولة إسرائيل الكبرى المزعومة) ويضاف لها الهدف الآخر المتمثل بتهيئة منطقة الشرق الأوسط دينياً .

   وتم من خلال البحث التوصل إلى النتائج التالية:-

  • على الرغم من اتسام المجتمع الامريكي والولايات المتحدة الامريكية بوجود العامل الديني كأحد محركات السياسة الامريكية إلا إن مرحلة وصول إدارة بوش الابن إلى سدة الحكم ووقوع أحداث 11 أيلول 2001م جعلت من العامل الديني ابرز هذه المحركات وأهمها لاسيما في حربي أفغانستان والعراق .
  • استندت الحرب الامريكية على العراق في بعدها الديني على مجموعة من الأسس التي بدورها أضفت الشرعية على الحرب كونها واجب ديني و”مهمة إلهية” لابد من تنفيذها طبقاً للمعتقدات المسيحية واليهودية .
  • أظهرت الحرب الكثير من المظاهر الدالة على كونها حرباً دينيةً , ولم تشأ قوات الاحتلال ان تخفي تلك المظاهر عن العيان , فما باتت تخشى شيئاً في ظل الصمت الرهيب اتجاه هذه المظاهر سواء في داخل العراق أو في العالم الإسلامي .
  • يؤدي الهدف من نشر المسيحية والتنصير في العراق إلى تحقيق العديد من المكاسب فيما لو تم إيجاد مراكز مسيحية فاعلة في العراق ولعل أهم هذه المكاسب تتمثل بترسيخ الاحتلال ، وان كان بصور مختلفة عن الاحتلال المباشر ، وإيجاد مراكز تجسسية ومراكز نفوذ وتأثير في العراق كدولة وكمجتمع إسلامي .
  • على الرغم من كون حماية إسرائيل والحفاظ على أمنها احد الأهداف الدينية للحرب على العراق إلا ان حماية امن إسرائيل يشكل مصلحة أمريكية إستراتيجية وعسكرية واقتصادية وبذلك يكون ذي طبيعة مركبة ومتميزة .
  • ان للأهداف الامريكية خطورة كبيرة وإفرازات فادحة فيما لو تم تطبيقها وتحققها على ارض الواقع من تحكم في مصير المنطقة واستغلال إمكاناتها ومن ثم تعطيلها ونهب ثرواتها .
  • تشكل الأهداف الدينية للحرب الامريكية على العراق خطراً لا يستهان به على المجتمع الإسلامي الأمر الذي يجب الانتباه له والعمل من اجل الحد منه ابتدءاً ووصولاً إلى القضاء عليه ، باستخدام الوسائل الفاعلة لذلك , من اعتماد إستراتيجية محكمة تفضي إلى نشر الوعي الإسلامي والعمل على تربية الأجيال على أسس إسلامية وتنمية روح الإسلام في أنفسهم والعمل على استغلال وسائل الإعلام المختلفة والمتنوعة من اجل التنبيه لمخاطر الأهداف الدينية الامريكية في العراق من جهة , والى ضرورة التصدي لها , ومن جهة أخرى عرض البرامج الدينية وتفعيل العمل الإسلامي المنظم لمواجهة الأخطار الاستعمارية الصليبية التي تواجهها البلدان الاسلامية وفي مقدمتها العراق.

[i] – للمزيد من الاطلاع ينظر : محمد فايز فرحات ، امريكا حمراء أم زرقاء .. الدين والسياسة في امريكا ، تقرير واشنطن ، العدد 80 ، 14 أكتوبر 2006 ، ص 1-4 ، منشور على الموقع الالكتروني :                          www.taqrir.org

[ii] – محمد بوبوش ، البعد الديني في السياسة الخارجية الامريكية ، ص 2 ، بحث منشور على الموقع الالكتروني :www.alsharqalarbi.org.uk

 وللمزيد من التفاصيل ينظر : برهان الدين المراشحي ، تأثير الصهيونية على السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الأوسط ، ص 1 ، بحث منشور على الموقع الالكتروني : www.fursah.net

[iii]  – الصقور الامريكية المحافظة والمتدينة .. تعاليم التوراة بوصفها مالاً ومآلاً ، ص 1 ، مقال منشور في موقع الإعلام العربي على شبكة الانترنت ، الموقع الالكتروني :    www.amin.org/news/index.html

[iv] – مايكل كوربت وجوليا ميتشل كوربت ، الدين والسياسة في الولايات المتحدة الامريكية ، الجزء الأول ، ترجمة عصام فايز و ناهد وصفي ، مكتبة الشروق ، الطبعة الأولى ، القاهرة ، 2001 ، ص 32 .

[v] –  عارف المشهداني ، عراق المستقبل والبعد الديني للحرب ، ص 3 ، مقال منشور على الموقع الالكتروني :  www.albayan-magazine.com/iraq-file.index.html

[vi] –  المصدر نفسه ، ص 2-3 .

[vii] –  يحيى عبد المبدي ، إعادة اكتشاف الرب في امريكا ، تقرير واشنطن ، العدد 110 ، 26 مايو 2007 ، ص 1-3 ، منشور على الموقع الالكتروني : www.taqrir.org

[viii] –  مادلين اولبرايت ، الجبروت والجبار – تأملات في السلطة والدين والشؤون الدولية ، ترجمة عمر الأيوبي ، الدار العربية للعلوم – ناشرون ، الطبعة الأولى ، بيروت ، 2007 ، ص 242-243 .

[ix] – محمد بوبوش ، مصدر سبق ذكره ، ص 3-4 .

[x] – ميساء شجاع الدين ، فليبارك الرب امريكا وليذهب العالم إلى الجحيم ، مقال منشور على الموقع الالكتروني:    www.islamonline.net

[xi] – مثنى فائق العبيدي ، البعد الديني في احتلال العراق ، دورية شؤون سياسية ، العدد الأول ، قسم العلوم السياسية ، كلية القانون ، جامعة تكريت ، 2007 ، ص 8 .

[xii] – منار الشوربجي ، صنع قرار الحرب ضد العراق : الولايات المتحدة الامريكية من الداخل ، بحث في كتاب : العدوان على العراق .. خريطة أزمة ومستقبل امة ، قسم العلوم السياسية ومركز البحوث والدراسات السياسية ، جامعة القاهرة ، 2003 ، ص 277 .

[xiii] – زياد حلبي ، البعد الديني للسياسة الامريكية ، ص 1 ، مقال منشور على الموقع الالكتروني : www.zaidal.com

[xiv] – إبراهيم العسعس ، أحداث سبتمبر : النتائج والرؤى ، مجلة العصر ، العدد الصادر بتاريخ 11/9/2006 ، ص 1 .

[xv] –  التقرير الاستراتيجي العربي 2002/2003 ، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ، القاهرة ، 2003 ، ص 135 .

[xvi] – سمير مرقس ، الإمبراطورية الامريكية .. ثلاثية الثروة والدين والقوة (الموقف من الشرق الأوسط – العراق) ، بحث في كتاب : العدوان على العراق .. خريطة أزمة ومستقبل امة ، قسم العلوم السياسية ومركز البحوث والدراسات السياسية ، جامعة القاهرة ، 2003 ، ص 29 ، وكذلك ينظر : عصام عبد الشافي ، دور الدين في السياسة الخارجية الامريكية : الأزمة العراقية نموذجاً ، مجلة السياسة الدولية ، العدد 153 ، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ، القاهرة ، يوليو 2003 ، ص 134 .

[xvii] – المصدر نفسه ، ص 30 ، كذلك ينظر :- التقرير الاستراتيجي العربي 2002/2003 ، مصدر سبق ذكره ، ص 136 .

[xviii] – التقرير الاستراتيجي العربي 2002/2003 ، مصدر سبق ذكره ، ص 137-140 .

[xix] – عبد العزيز كامل ، المحافظون الجدد والمستقبل الامريكي ، التقرير ألارتيادي السنوي : (مستقبل العالم الإسلامي .. تحديات في عالم متغير) ، مؤسسة البيان ، الإصدار الثاني ، الطبعة الأولى ، الرياض ، 2004 ، ص 232-233 ، وللمزيد ينظر :- زياد أبو الريش ، تأثير المسيحية الصهيونية في السياسة الامريكية ، تقرير واشنطن ، العدد 110 ، 26 مايو 2007 ، ص 1-4 ، على الموقع الالكتروني : www.taqrir.org

[xx] –  عبد العزيز كامل ، مصدر سبق ذكره ، ص 329-330 .

[xxi] – هناء صالح الترك ، البعد الديني يحكم اغلب أعضاء إدارة بوش ، صحيفة الراية القطرية ، العدد الصادر بتاريخ 11 سبتمبر 2006 ، ص 1 ، الموقع الالكتروني :   www.raya.com/site/topics/articl.asp

[xxii] – زيرفان سليمان البرواري ، مأزق الصقور الأمريكان ، صحيفة الأفق الجديد ، العدد الصادر بتأريخ 11 ديسمبر 2006، ص 1 ، على الموقع الالكتروني :- www.newufuq.com

[xxiii] – عادل الدقاق ، الدين كمبرر للسياسة الامريكية في الشرق الأوسط ، تقرير واشنطن ، العدد 108، 12 مايو 2007، ص 1 ،  على الموقع الالكتروني : www.taqrir.org

[xxiv] – احمد الرمح ، الفلسفة السياسية للمحافظين الجدد وآثارها العالمية ، بحث منشور على الموقع الالكتروني :-                                                                                                                                                                                  www.furat.alwehda.gov.sy

[xxv]- Nicolas Kristoff , Herald Tribune , 5-3-2003 .

[xxvi] – عبد العزيز كامل ، مصدر سبق ذكره ، ص 342.

[xxvii] – المصدر نفسه ، ص 342-243.

[xxviii] – للمزيد عن دور بول وولفيتز في شن الحرب على العراق ينظر :- منار الشوربجي ، مصدر سبق ذكره ، ص 270-271 .

 – [xxix]للمزيد من التفاصيل عنهم ينظر : – د. عبد العزيز كامل ، مصدر سبق ذكره ، ص 341- 348 ، كذلك ينظر :- ياسر الزعاترة ، أسئلة ما بعد احتلال العراق ، ص 2 -3 ، بحث على الموقع الالكتروني :- www.aljazeera.net/knowlegh.Gate

[xxx] – عادل الدقاق ، مصدر سبق ذكره ، ص 3 .

– To more about Jerry Falwell  look at :- James Price and William Goodman , Jerry Falwell  , An Unauthorized Profile , (West Post , connectiant ,Lawrence Hill , 1986) p-p. 72-73 .

[xxxi]- عادل الدقاق ، مصدر سبق ذكره ، ص2 .

[xxxii]- المصدر نفسه ، ص3 .

[xxxiii]- المصدر نفسه ، ص 3 – 4 .

[xxxiv]- للمزيد من التفاصيل ينظر :- توفيق المديني ، التوتاليتارية الليبرالية الجديدة والحرب على الإرهاب (دراسة) ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، ط 1 ، دمشق ، 2003 ، ص 344-345.

[xxxv]- عادل الدقاق ، مصدر سبق ذكره ، ص 2.

[xxxvi]- احمد الرمح ، مصدر سبق ذكره ، ص 1 .

[xxxvii]- عبد الوهاب المسيري ، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (الطبعة الالكترونية) ، المجلد الثالث ، الجزء الأول ، الباب الأول ، مدخل البروتستانتية (القرنان السادس عشر السابع عشر) ، 1999 ، ص 20

[xxxviii]- H. Lindsay , The Final Battle , (Palosverdes , California , Western Front , 1995) p83 .

[xxxix]- فهد عامر الأحمدي ، هل يشعل بوش معركة هرمجدون !، جريدة الرياض ، العدد 13373 ، بتأريخ الخميس 3 فبراير 2005 ، ص 1 .

[xl]- محمد بوبوش ، مصدر سبق ذكره ، ص 5 .

* تعني كلمة بابل من العبارة الاكدية :- (باب ايلي) أي (بوابة الإله) وتطلق كلمة ( بابل ) على عاصمة إمبراطورية بابل القديمة ، وتقع أنقاضها على مقربة من مدينة الحلة وسط العراق ، وتعرف في العهد القديم باسم (ارض شنعار) ، وتعد بابل رمزاً للوثنية بالنسبة إلى اليهود ، وتستخدم بعض الكتابات الصهيونية مصطلح بابل للإشارة إلى العراق والى بلاد الرافدين ، كما ان بابل تعد ارض السبي البابلي ، الذي يرغب اليهود والمسيحية الصهيونية بالانتقام منهم للمزيد ينظر :- عبد الوهاب ألمسيري ، موسوعة اليهود واليهودية الصهيونية (الطبعة الالكترونية) ، المجلد الرابع ، الجزء الأول ، الباب الرابع ، مدخل بابل ، وكذلك انظر الباب الخامس عشر ، مدخل السبي الآشوري البابلي .

[xli]- فهمي هويدي ، الغضب صار فرض عين ، مقال على شبكة الانترنت ، ص 4 ، على الموقع الالكتروني:-                                                                 www.RadioIslam.com

[xlii]- مثنى فائق العبيدي ، البعد الديني في احتلال العراق ، مصدر سبق ذكره ، ص 8 .

[xliii]- عبد العزيز بن مصطفى كامل ، امريكا وإسرائيل وعقدة الدم ، مكتبة صيد الفوائد الالكترونية ،  ص 11 .

[xliv]- عادل الدقاق ، مصدر سبق ذكره ، ص 1.

[xlv]- المصدر نفسه ، ص 2 .

[xlvi]- C. Dyer , The Rise  of  Babylon (wheaton . Illinois , Tyndale House , 1991) p 198.

[xlvii]- للمزيد ينظر :- أمير سعيد ، هكذا تحكم الرؤية التوراتية الحرب مع العراق ، بحث منشور ، ص6 على موقع مجلة البيان الالكتروني :-        www.albayan-magazine.com/iraq-file.index.html

[xlviii]- تقرير عن سيناريو إبادة شعوب المنطقة العربية :- كارثة استخدام اليورانيوم المنضب ، ص11 ، التقرير منشور على الموقع :-                                               www.trutheye.com

[xlix]- للمزيد ينظر :- مثنى فائق العبيدي ، البعد الديني في احتلال العراق ، مصدر سبق ذكره ، ص 8 .

**  التبشير بالمعنى الاصطلاحي يطلق على دعوة النصارى للآخرين إلى النصرانية ، ويزعم النصارى ان  هذا الأمر صدر لهم من المسيح حين قال :- “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس” ( متى 28/20) فيزعم النصارى انه بموجب هذا الأمر كان لابد لهم ان يسيروا لتبليغ النصرانية إلى الأمم ، وبعد ظهور الإسلام وانتشاره في البلاد النصرانية وطوال قرون عديدة تواصلت الحروب الصليبية تروم العودة إلى البلاد المباركة وذلك باستخدامها للحروب والتبشير ولكن من دون جدوى ، للمزيد من التفاصيل ينظر :- منقذ بن محمود الشعار ، الاستعمار الحديث ودوافعه الدينية ، مكة المكرمة ، 1427هـ ، ص 14-23 .

[l]- محمود حلا ، الحروب الاستباقية لأمركة العالم ، بحث في كتاب :- العرب والعالم اليوم ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، 2005 ، ص 75 .

[li]- نجاح شوشة ، كيف نقاوم التنصير في العراق ، موقع مفكرة الإسلام ، ص 1 ، الموقع الالكتروني :-                                                                                                              www.islammemo.cc

[lii]- المصدر نفسه ، ص 2 .

[liii]- مثنى فائق العبيدي ، النشاط التبشيري في العراق بعد الاحتلال الامريكي ، دورية شؤون سياسية ، العدد 3 ، قسم العلوم السياسية ، كلية القانون ، جامعة تكريت ، تشرين الثاني ، 2007 ، ص 7 .

[liv] – مادلين اولبرايت ، مصدر سبق ذكره ، ص 168 .

[lv]- مهند العزاوي ، القتل الوحشي للمدنيين العزل في العراق مجد المارينز الامريكي ، مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية ، ص 3-4 ، على الموقع الالكتروني :-        www.dctcrs.org

[lvi]- نبيل الكرخي ، المسيحيون والتنصير ، صحيفة كتابات ، العدد الصادر بتاريخ 8 مارس 2005م ، ص8 .

[lvii]- أبو إسلام احمد عبد الله ، جيوش الكنائس الصهيونية الصليبية الامريكية تحط رحالها في العراق ،  ص 1 ، على الموقع الالكتروني :-      www.baladynet.net/Balady/abuislam/essgyes/index.htm

[lviii]- احمد أبو زيد ، التنصير في الشرق الأوسط ، ص 8 ، الموقع الالكتروني :-  www.alalukah.net

[lix]- للمزيد من التفاصيل ينظر :- حسن السرات ، ثالوث الإنجيلية الامريكية :- التنصير والتجسس والاحتلال ، شبكة المعلومات الدولية الانترنت ، ص 1-2.

[lx]- أبو إسلام احمد عبد الله ، مصدر سبق ذكره ، ص 2 .

[lxi]- حسن السرات ، مصدر سبق ذكره ، ص 3.

[lxii]- نجاح شوشة ، مصدر سبق ذكره ، ص 2-3 .

[lxiii] – أبو إسلام احمد عبد الله ، مصدر سبق ذكره ، ص 4.

[lxiv]- غادة الكاتب ، الغرب يشن “حروباً روحية” على الشرق المسلم ، ص 4 ، على موقع الإسلام اليوم الالكتروني :-                                                                  www.islamtoday.net

[lxv]- احمد أبو زيد ، مصدر سبق ذكره ، ص 8 .

[lxvi]- للمزيد من التفاصيل عن هذه المنظمات ينظر :- أبو إسلام احمد عبد الله ، مصدر سبق ذكره ،  ص 4-5 .

[lxvii]- نجاح شوشة ، مصدر سبق ذكره ، ص 4.

[lxviii]- احمد أبو زيد ، مصدر سبق ذكره ، ص 8-9، كذلك ينظر:- نبيل الكرخي ، مصدر سبق ذكره ، ص9.

[lxix]- المصدر نفسه ، ص 8.

[lxx] – نجاح شوشة ، مصدر سبق ذكره ، ص 4.

[lxxi]- احمد عبدالله أبو إسلام ، مصدر سبق ذكره ، ص3.

[lxxii]- نجاح شوشة , مصدر سبق ذكره ، ص 4-5.

[lxxiii]- للمزيد من التفاصيل عن علاقة البروتستانتية بالدعم الامريكي لإسرائيل ينظر:- حسن الرشيدي ، الشرق الأوسط الكبير والنيات الخفية ، التقرير ألارتيادي السنوي : (مستقبل العالم الإسلامي .. تحديات في عالم متغير) ، مؤسسة البيان ، الإصدار الثاني ، الطبعة الأولى ، الرياض ، 2004 ، ص307-310

-[lxxiv] غريس هالس ، يد الله … لماذا تضحي الولايات المتحدة الامريكية بمصالحها من اجل إسرائيل ،  ترجمة محمد السماك ، دار الشروق ، القاهرة ، 2003 ، ص 85 .

[lxxv]- عبد الرحمن بن عبد العزيز العثمان ، عندما يتحدث كارتر عن القيم الامريكية ، ص 1، مقال منشور على الموقع الالكتروني:-                                                       www.okaz.com.sa

للمزيد من التفاصيل ينظر:- حسن الرشيدي ، مصدر سبق ذكره ، ص 310.

[lxxvi]- فهمي هويدي , مصدر سبق ذكره ، ص 4.

[lxxvii]- للمزيد ينظر:- د.عماد جاد ، العامل الإسرائيلي في الأزمة العراقية , بحث في كتاب العدوان على العراق…خريطة أزمة ومستقبل امة ، قسم العلوم السياسية ومركز البحوث والدراسات السياسية ، جامعة القاهرة ، 2003م ، ص173-175.

[lxxviii]- بيل كريستيسون ، وكاثلين كريستيسون ، فيل في حجرة الإمبراطورية …”إسرائيل مشهد ثانوي” ,  ص 2 ، على الموقع الالكتروني :-      www.alkhaleej.ae/articles/show-article.cfm?via=116920

[lxxix]- احمد سليم البرصان ، اللوبي الصهيوني والإستراتيجية الامريكية في الشرق الأوسط ، مجلة السياسة الدولية , العدد 150 ، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام , القاهرة , 2002 ، ص 64 .

[lxxx]- للمزيد من التفاصيل عن مكاسب إسرائيل من الحرب على العراق ينظر :- محمد زيادة ، مكاسب إسرائيل من الاحتلال الامريكي للعراق ، مجلة العصر , العدد الصادر بتاريخ ، 21/2/2004 ، ص1-4 ، وكذلك ينظر:-  مثنى فائق العبيدي ، دور إسرائيل في حرب احتلال العراق الواقع وآفاق المستقبل ، مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية ، العدد 9 ، المجلد 14 ، جامعة تكريت ، ت1 2007 ، ص 323-326  .

[lxxxi]- اريك لوران , عالم جورج بوش السري (الدين – التجارة – الشبكات الخفية) ، (الطبعة الالكترونية) ، مكتبة صيد الفوائد الالكترونية ، 2005، ص 42.

-[lxxxii] أمير سعيد ، مصدر سبق ذكره ، ص 4.

[lxxxiii] – المصدر نفسه ، ص 4-5 ، كذلك ينظر :- برهان الدين المراشحي , مصدر سبق ذكره ، ص 5.

[lxxxiv]- تقرير سيناريو إبادة شعوب المنطقة العربية ، مصدر سبق ذكره , ص 9 ، وللمزيد من التفاصيل عن الحدود التوراتية (لدولة إسرائيل الكبرى) والنصوص التوراتية التي تدل عليها ينظر :- حامد عوض ، إسرائيل الكبرى … حلم اليهود ، ص 1-2 ، على الموقع الالكتروني :-     www.lailatalqadr.com

** * العقيدة الاسترجاعية (الألفية) :- وهي الفكرة الدينية التي تذهب إلى عودة المسيح والذي سيحكم لألف عام (الألف السعيدة) ولكنها كيما يتحقق هذا العصر لابد ان يتم استرجاع اليهود إلى فلسطين تمهيداً لمجئ المسيح ، للمزيد من التفاصيل ينظر: د.عبد الوهاب ألمسيري ، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (الطبعة الالكترونية) ، المجلد السادس ، الجزء الثاني ، الباب الثالث ، مدخل العقيدة الاسترجاعية ، ص1-3.

[lxxxv]-  إبراهيم العسعس ، مصدر سبق ذكره ، ص 2 .

[lxxxvi]- مفيد الصواف ، الربح والخسارة في مشروع الشرق الأوسط الكبير ، صحيفة القبس الكويتية ، العدد الصادر بتاريخ  30 أكتوبر 2007 ، ص 1 .

[lxxxvii]- توفيق المديني ، مصدر سبق ذكره ، ص 344 ، وللمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى :- غريس هالس ، النبوءة والسياسة .. الإنجيليون العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية ، ترجمة محمد السماك ، دار النفائس ، الطبعة السابعة ، بيروت ، 2008 ، ص 60-65 .

[lxxxviii]- د.محمد عطوي ، هدم المسجد الأقصى ومعركة هرمجدون ، ص 4 ، بحث منشور على الموقع الالكتروني:-                                                     www.alyahood.com/main.htm

[lxxxix]- محمد حسن يوسف ، الكذب الامريكي في حرب احتلال العراق ، بحث منشور على شبكة الانترنت ، ص 4 ، الموقع الالكتروني:-                                 www.grenc.com/articiles-main.cfm

[xc]- عادل الدقاق ، مصدر سبق ذكره ، ص1.

[xci]- فهد عامر الأحمدي ، مصدر سبق ذكره ، ص2.

[xcii]- هناء صالح الترك ، مصدر سبق ذكره ، ص1.

[xciii]- فاضل بشناق ، حرب العراق صليبية تبشيرية … وسلاحنا صواريخ سوبر ستار ، ص1 ، مقال منشور على الموقع الالكتروني :-                    www.chihab.net/www.chihab.net/modules.php?

-[xciv] قناة الشرقية الفضائية ، يوم 2/9/2008م .

[xcv] عادل الدقاق ، مصدر سبق ذكره ، ص3-4.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى