تعد البيئة الأمنية لمنطقة شمال شرق آسيا من الأهمية بمكان، كونها تضم معظم القوى الفاعلة دولياً (الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا الإتحادية واليابان)، وهو ما يضفي على طبيعة تفاعلات هذه القوى ميزة خاصة للمنطقة، وبسبب من تعدد السياسات والإهتمامات للقوى الفاعلة، فلقد كانت النتيجة بيئة إقليمية غير مستقرة، إذ كثيراً ما تصطدم مصالح القوى الكبرى بشكل متكرر في العديد من القضايا ذات الصلة، وهو ما يقترن مع تنامي الجهود للعديد منها في تبني سياسات تختلف عما أدته في السابق، ما أفرز أنماطاً مختلفة من العلاقات سمتها الأساس التنافس والزعامة الإقليمية وشيوع التوترات المختلفة بينها وزيادة التحالفات المختلفة القائمة على مركزية الدورين الأمريكي والصيني، الأمر الذي وجد صداه في سياسات محاور ثلاثية وثنائية في تفاعلات البيئة الأمنية لعموم المنطقة.