تحليل السياسة الخارجيةدراسات افريقية

التحديات التي تواجه السياسة الخارجية المصرية في أفريقيا

توفيق نوفل باحث سياسي 

تلعب السياسات الخارجية للدول دورة أساسية وهامة في تحقيق تقدمها ونهضتها وتنمية عناصر قوتها، ويشهد الواقع تفاوت كبيرة بين الدول من حيث مدى قدرتها على تخطيط وتطوير وتكييف وتنفيذ وتقييم تلك السياسات، والتعامل المرن والمدروس مع التحديات التي تواجهها، سواء كانت تلك التحديات نابعة من داخل الدولة نفسها، أو نتيجة تفاعلها مع غيرها من الدول الأخرى في إطار بنية ونسق النظام الدولى بما قد يوفرانه من فرص أو يفرضانه من قيود وتحديات.

وقد شهدت سياسة مصر الخارجية في الفترة الأخيرة تراجعا ملحوظا، وإهمالا لعدد من دوائر حركتها الخارجية، الأمر الذي أدى إلى تراجع دور مصر عربية وإقليميا ودوليا، وصعود قيادات وقوى إقليمية منافسة لها، وبروز تحديات وتهديدات عديدة للأمن القومي المصري، لعل أخطرها تلك التحديات ذات الصلة بالدائرة الأفريقية، حيث تحولت أفريقيا خلال الثلاثة عقود الماضية إلى مصدر للتهديد بسبب تراجع الدور المصري فيها، وتعامل النظام السابق معها بمنطق الاستعلاء والتجاهل، وعدم الوعي الأهمية ودور التعاون والتنسيق المصري الأفريقي على كل المستويات، وما يمكن أن يثمرانه من تعزيز الأوضاع مصر الاقتصادية والسياسية والأمنية، خاصة مع تصاعد الصراع والتنافس الدولي على موارد القارة الأفريقية.

ورغم أن مراجعة تطورات السياسة المصرية تجاه أفريقيا تبدو من الأمور الأساسية والمنطقية والهامة للوقوف على ما اقترن بها من ظروف وعوامل وتحديات ومشكلات أثرت عليها سلبا أو إيجابا، فإن الأهم من ذلك الآن هو البحث في كيفية عودة مصر مرة أخرى إلى عمقها الإستراتيجي في أفريقيا، بعد أن قدمت ثورة الخامس والعشرين من يناير عام ۲۰۱۱ فرصة تاريخية لإعادة إحياء الدور المصري الرائد في محيطه الأفريقي، كما أنه من الضروري معرفة ما إذا كانت الدولة المصرية قادرة في هذه المرحلة على التفكير الجاد والتحرك الفعلي والإيجابي للاستثمار وللتوظيف المناسب لطاقاتها ولقدراتها الذاتية، من أجل التواجد داخل القارة للاستفادة من الفرص المتنوعة والمتاحة فيها، ولدرء التهديدات المنبعثة منها أو بسببها؟.

: أولا : أهمية أفريقيا بالنسبة لمصر تمثل القارة الأفريقية عمقا إستراتيجيا وأمنيا لمصر زادت أهميته مع تزايد أهمية البعد المائي للأمن القومي المصري، وتنامي النفوذ الصهيوني في دول القرن..

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى