دراسات مغاربيةقضايا بيئية

التساقطات المطرية الاستثنائية وأثارها على فيضانات فاس (المملكة المغربية)

مـقدمــة عامـــة

تعتبر الفيضانات من أكبر المشاكل والإكراهات التي يواجهها العالم عامة والمغرب خاصة، ولقد استرعى هذا الإشكال اهتمام العديد من المنظمات العالمية والباحثين والمسئولين الذين يسهرون على تدبير مثل هذه الأخطار الطبيعية. وترتبط إشكالية الفيضانات بعد عوامل منها ما هو بشري نتيجة استيطان المجالات المهددة بخطر الفيضانات نظرا للنموالديموغرافي السريع والتطور السوسيو-اقتصادي، والتوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية والمناطق الهشة مما أدى على اصطدام قوي من طرف الطبيعة على شكل أنواع متعددة من الأخطار والظواهر الطبيعية[1].

لقد أصبحت التغيرات المناخية ظاهرة لا يمكن تجاهلها أو التنكر لها، فهي تعتبر مسؤولة عن زعزعة استقرار الأنظمة البيئية بحيث ازدادت وتيرة الفيضانات وتفاقم حجمها لتجتاح مناطق مختلفة من البلاد وتخلف خسائر في الأرواح وأضرار مادية كبيرة في الاقتصاد الوطني.

ويعتبر المغرب من بين الدول بحر الأبيض المتوسط التي تعرف تغيرات مناخية، حيث أصبح يتميز بعدم الانتظام في كميات التساقطات المطرية بفعل تعاقب فترات الجفاف، وهذا ما يؤكد على أن المغرب كان يعرف جفافا مناخيا وذلك من خلال تردد سنوات الجفاف.فلقد عرف المغرب خلال العشرية الأخيرة، سنوات تعرف تساقطات ضعيفة توحي إلى الجفاف،وأخرى عرفت تساقطات مطرية مهمة، وكانت استثنائية في بعض السنوات نظرا لكميات الأمطار المسجلة وتركزها الزمني والمكاني، نتجت عنها كوارث طبيعية بمختلف أرجاء البلاد،فقد خلفت أضرار جسيمة على المستوى المادي والبشري، وتعتبر مدينة فاس نموذج للمدن المغربية التي تعاني بشكل كبير من خطر الفيضان التي تخلفها التساقطات المطرية الاستثنائية.

فمن خلال الدراسة البيبليوغرافية التي تهم كرونلوجية الفيضانات بمدينة فاس، نجد أن المدينة عرفتعدة فيضانات أهمها:فيضان 1950-1989-2008-2009-2010-2013-2015-2018 والتي عرفت بدورها تساقطات مطرية استثنائية، كانت وراء حدوثهذه الفيضانات والتي خلفت آثارا بالغة على المدينة في فترات زمنية قصيرة تميزت بتساقطات قياسية لم تشهدها المدينة منذ مدة طويلة، سواء من حيث الكمية المسجلة وتركزها الزمني والآثار التي خلفتها.

تعدد أسباب اختيار الموضوعلعدة اعتبارات من بينها أن هذا الموضوع يندرج ضمن ظاهرة التغيرات المناخية بالإضافة إلى كون أغلبية البحوث التي تصب في نفس الموضوع والمجالتظل قليلة وكذا غياب توثيق الفيضانات الأخيرة التي عرفتها مدينة فاس سنة 2015 و 2018فأخر الدراسات الدقيقة كانت في سنة2014 لمحمد العسري،وكون التساقطات المطرية الاستثنائية من المواضيع التي أصبحت تثير اهتمام الباحثين في مجال علم المناخ،أما فيما يخص سبب اختيار مجال الدراسة كوني انتمي جغرافيا لمدينة فاس بل.

وتكمن أهمية البحث في كونه يعد من البحوث التي تناولت إشكالية التساقطات المطرية الاستثنائية وعلاقتها بالحالات الجوية، والتي أصبحت تحظى باهتمام كبير من طرف الباحثين في علم المناخ فاعتبار خطر الفيضانات وعلاقته بالتساقطات الاستثنائية من الإكراهات المهمة التي تعرقل سياسة التخطيط  وإعداد التراب الوطني وذلك بالنظر إلى فجائية حالات الفيضان و ما يترتب عنه من خسائر وأضرار مادية وبشرية غير متوقعة،ومن جهة أخرى الرغبة في المساهمة ولو بشكل بسيط من خلال هذا البحث في إبراز وتحليل الميكانيزمات المسؤولة عن هذه التساقطات المطرية الاستثنائية،والعوامل الطبيعية التي تزيد من حدتها.

سنعمل من خلال هذا البحث الذي يعالج إشكالية “التساقطات المطرية الاستثنائية وأثارها على فيضانات مدينة فاس” ، كموضوع رئيسي لهذه الدراسة. وذلك بمحاولة الإجابة على التساؤلات التالية:

  • ماهي أهم العوامل المتحكمة في ظاهرة الفيضانات ؟
  • ماهي علاقة الإنسان بالفيضانات ؟
  • ماهي الآليات التي كانت وراء التساقطات المطرية الاستثنائية بمدينة فاس ؟
  • ما هي أهم الفيضانات التي عرفتها مدينة فاس ؟
  • ماهي النتائج المترتبة عنها ؟
  • ثم ماهي علاقة التساقطات الاستثنائية بالحالات الجوية ؟

ولإعطاء إجابة مرضية اعتمدنا على منهجية علمية مترابطة و متسلسلة تراعي شروط البحث العلمي و يمكن إجمالها في العمل البيبليوغرافية وذلك من خلال الاطلاع على مجموعة من البحوث،الكتب،المقالات التي تهم الموضوع وربطها بالعمل الميداني وأخيرا الجمع والتركيب، عن طريق إنجاز الخرائط، الجداول، البيانات، الأشكال التوضيحية باعتبارها أدوات أساسية للتعبير في البحث الجغرافي، هذه المنهجية أتاحت لنا التطرق إلى المحاور التالية :

  • في الفصل الأول: سنتطرق لإبراز العوامل الطبيعية والبشرية ودورها في حدوث الفيضانات بمدينة فاس .
  • في الفصل الثاني :سنخصصه لإظهار مميزات المناخ المتوسطي بالإضافة إلى دور التساقطات  المطرية اليومية في نشأة الفيضانات بمدينة فاس وكذا دراسة احتمال رجوعها من خلال محطات مختلفة .
  • في الفصل الثالث : سنتحدث تأريخ لأهم الفيضانات التي عرفتها فاس وكذا الحلول المقترحة من خلال العمل الميداني أي تشخيص بالاستمارة.

إن إنجاز بحث بشكل عام لابد أن يجد الباحث صعوبات و من بينصعوبات البحثالتي واجهتها هي مشكل مع المصالح الإدارية بكونها لا تتعامل بالشكل المطلوب و كذا عدم الإدلاء بالمعطيات هذا من جهة،و من جهة أخرى شساعة المجال بكون البحث يضم أربع محطات تنتمي لكوص الأطلس المتوسط كمحطة فاس سايس، محطة ايموزار كندر، محطة صفرو،محطة إفران .

تحميل الدراسة pdf

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى