التعاون الأفريقي في مجال مكافحة الارهاب: دراسة حالة اقليم غرب افريقيا
د مادي إبراهيم كانتي باحث في الشئون الأفريقية – دولة مالي
يعتبر الإرهاب ظاهرة عالمية لكون العمليات الإرهابية ضد مصالح الجميع داخليا أو خارجيا، ومن ثم وضعت آليات واستراتيجيات متنوعة لمحاربة الإرهاب العالمي، بعضها أخذ طابعا وطنيا، وبعضها الآخر أخذ الطابع الإقليمي أو الدولي، فلذلك لا تمضي فترة من الزمن إلا وتظهر مبادرات جديدة تهدف إلى تطوير الآليات والاستراتيجيات الموجودة، آخذة في الاعتبار التطورات الجديدة على الساحتين الإقليمية والدولية
وتقتضي معالجة الظاهرة الإرهابية التي تواجهها القارة الإفريقية منذ عام ۲۰۰۰ معالجة الأسباب المؤدية إلى انتشارها، وكما تتطلب سياسات قوية وفعالة لمعالجة العوامل الاقتصادية الكامنة، والقضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى أعمال إرهابية، ومنها المظاهر الأخيرة للأنشطة الإرهابية في دول الساحل والصحراء لا سيما التفجيرات والهجمات الانتحارية وعمليات الاختطاف وأخذ الرهائن… وما إلى ذلك.
ومن ثم يصبح التعاون ضد الإرهاب ضرورة للأمن الإقليمي مما سيعزز التكامل بين الدول التي تتقاسم نفس المساحة الجغرافية، وتحقيقا لهذه الغاية اتخذت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس) التدابير اللازمة لتعزيز وتوطيد التعاون بين الدول الأعضاء فيها في المسائل الجنائية، في تصميم واضح للقضاء على الإرهاب، وطرده من المنطقة لتجنيبها ويلاته، وخلق بيئة مواتية للتكامل الإقليمي الفعال.