أخبار ومعلومات

الجزائر – فرنسا: صعوبة بناء الثقة

انتقل التعاطي مع الملف الجزائري من اختصاص الدبلوماسيين والإعلاميين إلى طبقة المؤرخين، وآخرهم المؤرخ بنجامين ستورا المعروف لدى الجزائريين بسبب انشغاله واشتغاله بكل صغيرة وكبيرة في ملفات التاريخ والذاكرة والدبلوماسية بين البلدين.

ورغم تعددها، لم تأت الزيارات التي قام بها المسؤولون الفرنسيون، وأبرزهم وزير الخارجية جان إيف لودريان، بأي جديد يستطيع تحريك المياه الراكدة في العلاقات بين البلدين.

والجميع في فرنسا مقتنع بأن الجزائر تشكل محورا أساسيا في السياسة الخارجية الفرنسية.. غير أنه ومنذ مجيء إيمانويل ماكرون إلى قصر الإيليزي، تم تعطيل محور باريس – الجزائر، لصالح الرباط التي تراجعت مكانتها في فترة حكم فرانسوا هولاند، بعدما كانت الشريك المفضل في عهد نيكولا ساركوزي.

والجزائر دولة مهمة، وهي تعيش تغييرات داخلية متسارعة لا تروق لباريس التي تسعى لإيجاد الطريقة المثلى التي تمكنها من التعرف عن قرب على مجريات الأمور ومستقبل هذه التغييرات وآثارها على مصالحها في الجزائر والمنطقة قاطبة، ذلك أن فرنسا كانت أقرب وأعلم الدول بما يجري في الجزائر، وبتغييرات سياستها الداخلية. بل إن الرئاسة الفرنسية تعلم وتستشار في كل ما يتعلق بهذا الجانب، لذا هي تسعى لفهم ماذا يريد صناع القرار الجدد في البلاد من أجل بناء علاقات وتوثيقها خدمة لاستمرار مصالحها الاقتصادية والتجارية والنفوذ السياسي في باقي الدول الإفريقية، على اعتبار أنه عامل قوة مهم بالنسبة إلى باريس، إلى جانب قوتها العسكرية.

مسألة الذاكرة

الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لم يكن يعتبر الذاكرة والاعتراف بجرائم فرنسا في الجزائر إبان حقبة الاحتلال شرطا لتطوير العلاقات.. وقد تمت معاقبة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، برنار كوشنير، بعد تصريحه الذي قال فيه إن العلاقات مع الجزائر لن تتحسن إلا بعد رحيل جيل الثورة من السلطة، وتولي الجيل الجديد زمام الأمور فيها.

ثم إن ملف الذاكرة كان محتكرا من طرف رئاسة الجمهورية، وعلى هذا الأساس كل ما كان يقال عنه لم يكن ليتجاوز حدود التصريحات الخالية من أي تأثير، وإن وجدت مراهنة على رحيل جيل الثورة من الحكم، فإنها ترمي إلى تمرير مشاريع أخرى.

رغبات باريس

لا تزال باريس تريد صانع قرار في الجزائر يخدم مصالحها، ولا يهمها تحديد هوية الشخص الذي سيحكم بقدر ما يهمها سلوكه الخارجي وسياسته الدبلوماسية.. وبخاصة تجاه مسار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتصفية الاستعمار في إفريقيا ولاسيما قضية الصحراء الغربية.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى