دراسات سياسيةنظرية العلاقات الدولية

الحساب السياسي وكيفية حساب القوة القومية للدولة

Political Mathematics and National Power Calculation Methods

إعداد الأستاذ الدكتور كمال الأسطل

تقديم حول  مفهوم الحساب السياسي والحسابات السياسية

كتب محمد السيد سعيد في موقع أبناء ليبيا على شبكة الانترنيت حول الحساب السياسي أنه تترد على أسماعنا تعبيرات كثيرة قد لا نعرف المقصود منها بالضبط ولكنها تبدو لنا مستساغة أو على نحو ما مفهومة بذاتها، مثل الحساب السياسي، الجغرافيا السياسية، اللغة السياسية، الفن السياسي ، الاجتماع السياسي  …إلخ. ولكن تعبيرات أخرى قد لا تبدو لنا مفهومة بذاتها عندما تصطك بأسماعنا أو تمر عليها أعيننا مكتوبة في الصحف أو المجلات والكتب ومن هذه التعبيرات (الكيمياء السياسية).

تعكس جميع التعبيرات السابقة تداخل مظاهر الحياة والغزو المتبادل لمجالات المعرفة، وأغلبها مع ذلك يدخل في باب المجاز فالمقصود مثلا بتعبير ا(الحسابات السياسية) ليس تطبيق علم الحساب في مجال السياسية على النحو الذي يطبق به هذا العلم على الكميات المادية، وإنما القصد به القيام بجرد دقيق لجميع العناصر التي تدخل في الإعتبار عند تقدير موقف ما تمهيداً لاتخاذ قرار يلزمه هذا التقدير، هذا الجرد قد يحسم اتخاذ إجراء حسابي لأشياء مادية أو تقريب (جسامة) أو (قيمة) أو (أهمية) عوامل كيفية معينة بوضعها في مقياس ولكنه في نهاية المطاف ينهض على تقديرات تأملية وذاتية، يظهر فيها البلوغ الزعماء السياسيين وخيالهم وقربهم من إدراك الواقع في الوقت نفسه، فقرار الحرب (أو السلام) يقتضي (حساب قوة الخصم) وإمكانية قياسه بمؤشرات عديدة منها ما هو مادي مثل إعداد الجيوش وتنظيم التسلح ومنها ما هو غير مادي مثل الإرادة والروح المعنوية ومنها ما قد يربط بين هذا وذاك … وهكذا.

الحساب السياسي

يرى محمد السيد سعيد  ان تعبيراً مثل (الحساب السياسي) قد يتدرج في العمق بدءاً من مشاهدات ميدانية قد تقبل إجراء عمليات جمع وطرح وقسمة مروراً بتقدير المخارج المحتملة لتفاعل بين فاعلين (سياسيين) وهو ما يساعد علم الاحتمالات فيه، وصولاً إلي أرقى وأصعب عمليات التفكير (الحساب)، وهو ينطوي على استنباط مغزى سلوك ما أو اختبار بعينه يجريه السياسيون بالنسبة للتطور المجتمعي والحضاري لبلادهم ، وهذا المستوى قد يبتعد عن الحسابات وينطوي عليها في الوقت نفسه.

كيفية حساب القوة الشاملة للدولة

National Power Calculation

تحسب قوة الدولة، بتجميع كافة الإمكانات، وتأثيراتها الإيجابية والسلبية. وهو ما تعارف عليه بأنها ناتج تجميع القوى المختلفة للدولة، السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، والجيوبولتكية بكل سماتها وخصائصها (قوتها وضعفها)”، وهو ما ينتج عنه تأثيرات إيجابية للسمات القوية فتحسب بالإضافة، وأخرى سلبية للسمات الضعيفة يتم حسابها بالخصم، ويكون الناتج النهائي هي محصلة كَمْيّة تسمى “قدرة الدولة على تحقيق مصالحها في المجتمع الدولي وفي التأثير على غيرها”.

مقارنة تلك المحصلة أجمالاً، أو مقارنة مفرداتها (القوى الشاملة) مع نظيرها لدولة أخرى، يُمكِّن من قياس قوة الدولة وقدراتها في المجتمع الدولي، أو مقابل خصومها.

ويشترط عند قياس قوة الدولة الشاملة، ثبات معيار القياس المستخدم، حتى تكون نتائج المقارنة صحيحة، وذات دلالة هادفة. وهناك عدة معايير للقياس، والاختلاف بينها، هو اختلاف العناصر الأساسية المستخدمة في القياس، نوعاً وعدداً، باختلاف العلماء المُنَظِّرين. حدد العالم فوكس Fucks متغيرين لحساب قوة الدولة الشاملة من خلال العلاقة بينهما، بينما وضع العالم جيرمان German مصفوفة رياضية من 26 متغيراً، في أربعة عناصر أساسية، هي: السكان، والموارد، والمساحة، وقوة العمل. واعتمد العالم الأمريكي ري كلاين Ray Cline على خمسة متغيرات هي الكتلة الحيوية، والقدرة الاقتصادية، القدرة العسكرية، والهدف الإستراتيجي والإرادة القومية.

ويضيف بعض الأكاديميين العسكريين متغيرين آخرين، هما القدرة الدبلوماسية، وقدرة ممارسة النفوذ، دولياً وإقليمياً. ويتضمن النموذج المصري الأكاديمي سبعة عناصر أساسية

متغيرة يشتمل كل منها على العديد من التفاصيل الدقيقة يمكن قياسه كميا قبل أن توضع القيمة في النموذج الرياضي  التالي:

  1. P. = (C + E + M + I) x (S + W + D)

حيث:

  1. P =      قوة الدولة المدركة (إجمالي القوى الوطنية الشاملة) Total Percieved Power

C   =      الكتلة الحيوية Critical Mass

E   =      القدرة الاقتصادية Economic Capability

M =      القدرة العسكرية Military Capability

I    =      قدرة ممارسة النفوذ دولياً وإقليمياً Image (Influence)

S   =      الهدف الإستراتيجي للدولة Strategic Purpose

W =      الإرادة القومية Will to pursue national strategic

D   =      القدرة الدبلوماسية Diplomacy Capability

ويُدرس كل قدرة من كافة مكوناتها، في منظور إقليمي متكامل.

إنّ العناصر المقاسة قيمياً، والموضوعة في النموذج الرياضي، ما هي إلا متغيرات القوى الوطنية، التي هي أبعاد الأمن الوطني. وهي بذلك تحول الأمن الوطني إلى قيمة حسابية ضمناً. كما تُهيئ مفرداتها التفصيلية، دراسة وافية لأبعاد الأمن الوطني، التي منها تتحدد السياسات المتخصصة (لكل بعد)، والإستراتيجيات المتخصصة النابعة من السياسات. ويصيغ صانعوا القرار، الإستراتيجي الوطنية على أساس حسابهم للقوى الوطنية الشاملة، وسياسات الأمن الوطني لها.

ثانياً: أساليب قياس القومية للدولة

  1. أسلوب فوكس:FYCKS

أ. استخدم المفكر الألماني فوكس معادلة لحساب القوة القومية (الشاملة) للدولة تعتمد على عنصرين فقط من عوامل القوة الشاملة للدولة (الناتج القومي والقوة البشرية) من خلال المعادلة الآتية:

 حيث :

القوة الشاملة للدولة               = ق    Power       

القوة الإنتاجية/ الناتج القومي      = ج     P

القوة البشرية/ تعدد السكان        =  س  B

ب. لقد عظم فوكس من تأثير الناتج القومي للدولة، من منطلق أن الناتج القومي هو المعيار الحقيقي لقوة هذه الدولة، ولكنه خفض من تأثير معامل القوة البشرية من خلال وضعها تحت الجذر التكعيبي.

ج. من الخطأ أخذ هذا الأسلوب في الاعتبار، لأن الإنتاج لا يعبر عن قوة الدولة الاقتصادية، بل هو أحد عناصر تلك القوة، والإنتاج لا يحسم الصراع غير المسلح وقت السلم، بل تحسمه القوى كافة، خاصة القوة الاقتصادية، والتلويح باستخدام القوة العسكرية، وبالاستخدام الذكي للقوة الدبلوماسية، أما الصراع فتحسمه القوات المسلحة بالتعاون مع باقي عناصر القوة. وبمعنى آخر أغفل فوكس عناصر كثيرة أخرى مدركة وغير مدركة، وهي عناصر رئيسية في حساب القوة الشاملة للدولة، كالقوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والمعنوية.

  1. أسلوب كوهينCOHEN S.E

أ. يرى كوهين أن قياس قوة الدولة يرجع إلى خمسة عوامل، وهي العوامل الجغرافية والاقتصادية والسياسية والنفسية والعسكرية.

ب. قام بحصر للعناصر الجغرافية المؤثرة في قوة الدولة، وقسمها إلى خمسة متغيرات كالآتي:

(1) البيئة الطبيعية: السطح والمناخ والتربة والنباتات والمسطحات المائية.. الخ.

(2) الحركة: أي وسائل النقل والمواصلات.

(3) الخامات والمواد نصف المصنعة، والسلع المستغلة والكامنة: في ضوء بعدين هما الزمان والمكان.

(4) السكان: الحجم والخصائص ونوعيتهما وأيديولوجيتهما.

(5) الأسلوب السياسي: أي الأشكال الإدارية والأيديولوجية المختلفة.

ج. قام بتحليل كل عنصر من العناصر السابقة من أجل توضيح مدى مساهمته في بناء قوة الدولة، إذ يمكن بعد ذلك إجراء الدراسات المقارنة، بعد تحويل الأرقام المطلقة إلى أرقام نسبية بين دولة وأخرى أو مع عدة دول.

د. من عيوب هذا الأسلوب، كيفية تحديد وزن العوامل السابقة بالنسبة للعلاقات السياسية الخارجية والداخلية، ومشكلة تعقيد عملية تقويم المعلومات المنتقاة.

  1. أسلوب جيرمانGERMAN

أ. اعتمد جيرمان لقياس قوة الدولة على عدد من (26) عاملاً في دراسة مقارنة، وقسم هذه العوامل إلى عوامل رئيسية وعوامل أخرى فرعية، تؤثر على العوامل الرئيسية بالنقص أو الزيادة، وقام بتطبيق هذه الدراسة على (19) دولة لتحديد ترتيبها طبقاً لقوتها.

ب. يرى جيرمان أن العوامل الرئيسية تتمثل في خمسة عناصر كالآتي:

(1) العامل البشري (السكان)

(أ) ويشمل عدد (6) عنصر، منها عنصر واحد رئيسي وأربعة عناصر مساعدة، وعنصر آخر لإيجاد إجمالي العوامل المؤثرة في السكان.

(ب) اعتبر أن قوة العمل في الدولة هي العامل البشري الرئيسي المؤثر في قوة الدولة.

(ج) أدخل على العامل البشرى عوامل أخرى مساعدة،مثل قوة العمل طبقاً للمستوى التقني وقوة العمالة في الصناعات التحويلية، وحساب قوة العمل بالنسبة لأخلاق الشعب، بالإضافة إلى الاكتفاء الذاتي من الطعام.

(2) العامل الجغرافي

ويشمل عدد (2) عنصر كالآتي:

(أ) مساحة الدولة وعلاقتها بكثافة السكان.

(ب) مساحة الدولة وتأثيرها بكثافة المواصلات، واعتبر أن القياس يعتمد على السكك الحديدية.

(3) العامل الاقتصادي

(أ) ويشمل عدد (13) عنصر منها خمسة عناصر رئيسية، وخمسة عناصر مساعدة تقديرية، وثلاثة عناصر لحساب المجموع والإجماليات.

(ب) وقد تم التركيز في قياس العامل الاقتصادي على مجموع الإنتاج الصناعي باعتباره عاملاً رئيسياً.

(ج) يشمل الإنتاج الصناعي خمسة عناصر رئيسية مثل إنتاج (الصلب، الفحم، المنجنيز، البترول، الكهرباء).

(د) أدخل على العامل الاقتصادي خمسة عوامل أخرى تقديرية، وهي عبارة عن معاملات تقلل أو تزيد من العامل الاقتصادي، مثل معامل التوجه الاقتصادي، وإنتاج الصلب، وإنتاج البترول، وإنتاج المعادن، وإنتاج المعدات الهندسية.

(4) العامل العسكري

اعتمد على عامل رئيسي واحد وهو عدد القوات المسلحة (بالمليون) فرد.

(5) العامل النووي

(أ) الدولة التي تمتلك القوة النووية تزيد القوة العسكرية عشرة أضعاف.

(ب) أضاف العوامل المدنية الأخرى (المساحة والسكان والقدرة الصناعية).

(ج) أضاف جيرمان عنصراً لحساب إجمالي القوة الشاملة، في دراسة واحدة لعدد (19) دولة اعتبرها أقوى دول العالم، ورتبها ترتيباً تنازليّاً وخرج من دراسته بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي أقوى دولة في العالم، يليها الاتحاد السوفييتي السابق، ثم الصين، ولم يتم حساب أي دولة تنتمي إلى القارة الأفريقية أو الوطن العربي.

(د) أغفل جيرمان العديد من العناصر الفرعية التي كان يتعين وضعها في الحسبان، سواء بالنسبة للكتلة الحيوية أو الاقتصادية أو العسكرية كما أنه لم يتناول عناصر السياسة الداخلية والخارجية والمعنوية.

  1. أسلوب مويرRICHARD MUIR

أ. يرى موير أن الناتج القومي الإجمالي هو أفضل مؤشر لقياس قوة الدولة، ولذلك تكون العلاقة بين إجمالي الناتج القومي ومساحة الدولة وتعداد السكان هي مقومات قوة الدولة الشاملة اعتماداً على المعادلة الآتية:

 حيث :

   الدخل القومي للدولة   =      S               

الفرق في  الرتبة لكل دولة        = d     

عدد الحالات              = n  (33 دولة مستقلة طبقاً لتعداد عام 1960م)

ب. وتوصل موير إلى عدد من المعاملات التي توضح الارتباط بين إجمالي الناتج القومي ومساحة الدولة، وعدد السكان كالآتي:

(1) معامل حساب الدخل القومي إلى مساحة الدولة =  0.346

(2) معامل حساب الدخل القومي إلى تعداد السكان  =  0.955

(3) معامل حساب مساحة الدولة إلى تعداد السكان  =  0.879

ج. يعد هذا الأسلوب قريباً من أسلوب فوكس، إذ إن موير اعتمد على ثلاثة عناصر فقط لقياس قوة الدولة (الناتج القومي، السكان، المساحة).

د. والواقع أنه لا يمكن قياس قوة الدولة اعتماداً على ثلاثة عوامل فقط، إذ إن قوة الدولة تتكون من عناصر أخرى، وليس فقط على عدد سكانها ومساحتها والعلاقة بين كل منهما بالناتج القومي الإجمالي. وعلى الرغم من أن الناتج القومي الإجمالي مؤشر قوى على قوة الدولة الاقتصادية، إلا أنه لا يعبر بدقة عن هذه القوة بل هو أحد عناصرها.

هـ. هذا الأسلوب يشوبه الكثير من النقص، ونقاط الضعف،ويتسم بعدم الدقة، ومن الصعب الأخذ به كنمط للقياس الدقيق.

أولاً: المقارنة بين أساليب قياس القوة الشاملة للدولة

بعد دراسة الاتجاهات والأساليب المختلفة لقياس القوة الشاملة يمكننا الخروج بالآتي:

  1. أسلوب فوكس

أ. اعتمد فوكس لقياس قوة الدولة على عاملين فقط، وهما الناتج القومي والسكان، وأغفل كثيراً من العناصر الأخرى التي تؤثر في قوة الدولة، كالقوة العسكرية، والقوة السياسية، والقوة المعنوية، والقوة الدبلوماسية.

ب. من الخطأ أن نأخذ في الاعتبار أن الناتج القومي وحده يعبر عن القوة الاقتصادية للدولة بل توجد عوامل أخرى مثل الموارد الطبيعية للدولة والمواد الخام…. الخ.

ج. قد يكون الناتج القومي للدولة كبيراً، ولكن لأسباب أخرى تتعلق بالعلاقات التجارية والمستوى الاقتصادي السائد في الدولة، تصبح الوفرة في الإنتاج وفرة تضخمية تضعف من سيولة وتدفق رأس المال.

د. خفض فوكس من تأثير معامل القوى البشرية من خلال وضعها تحت الجذر التكعيبي.

هـ. يُعد هذا الأسلوب غير دقيق في ظل المتغيرات العالمية الحالية، لأنه أغفل عناصر كثيرة أخرى مدركة وغير مدركة.

  1. أسلوب كوهين

أ. اعتمد كوهين في قياس قوة الدولة على خمسة عوامل فقط، وهي: العوامل الجغرافية، والاقتصادية، والسياسية، والنفسية، والعسكرية، وأغفل كثيراً من العوامل الأخرى.

ب. يعيب هذا الأسلوب الآتي:

(1) صعوبة تحديد وزن كل عنصر من العوامل السابقة بالنسبة للعلاقات السياسية الخارجية والداخلية.

(2) تعقيد عملية تقييم المعلومات المنتقاة.

  1. أسلوب جيرمان

أ. اعتمد جيرمان على (26) عاملاً اتخذها كمقياس لقوة الدولة، وتم تقسيم هذه العوامل إلى خمسة عوامل رئيسية فقط هي (السكان، والعامل الجغرافي، والعامل الاقتصادي، والعامل العسكري، والعامل النووي). وباقي العناصر (21) عناصر مساعدة/ تقديرية.

ب. أغفل جيرمان تناول بعض العناصر الفرعية سواء بالنسبة للكتلة الحيوية أو الاقتصادية أو العسكرية، بالإضافة إلى أنه تناول عناصر السياسة الداخلية والخارجية أو القدرة المعنوية.

ج. اعتمد في تقييم العامل العسكري على العدد الإجمالي فقط للقوات المسلحة، ولم يأخذ في حساباته العناصر الأخرى للقوة العسكرية، مثل الكفاءة القتالية أو مدى قدرتها على العمل خارج حدود الدولة… إلخ.

د. لم يهمل حساب العامل النووي،ولكنه افترض أن الدولة التي تمتلك القوة النووية تزيد القوة العسكرية عشرة أضعاف، وهذا تقدير ذاتي غير مبني على تقدير موضوعي.

هـ. ركز على إضافة نسبة مئوية عند حساب قوة العمل، وتعديلها على حساب المستوى التكنولوجي لها، وكذلك على حساب أخلاقيات الشعب.

و. تناول العامل الجغرافي من خلال مساحة الدولة فقط، ولم يضع باقي العوامل في الحسبان مثل: الموقع، والشكل، وطبيعة الأرض، إلخ، كما أعطى لطول خطوط السكك الحديدية أهمية كبيرة.

ز. اعتمد جيرمان في منهجه على العوامل الكمية فقط.

ح. لم تشمل دراسته أي دولة من الدول العربية أو الأفريقية.

  1. أسلوب ريتشارد موير

أ. اعتمد موير على ثلاثة عوامل رئيسية فقط لقياس قوة الدولة، واعتبر أن الناتج القومي أهم هذه العوامل، وهذا خطأ كبير، بالإضافة إلى أنه ربط بين الناتج القومي ومساحة الدولة، وتعداد السكان بعوامل غير دقيقة.

ب. أغفل موير الكثير من العوامل الأخرى مثل القوة العسكرية، والقوة الدبلوماسية، والقوة السياسية، والقوة المعنوية.

ج. يشوب هذا الأسلوب الكثير من نقاط الضعف، ويصعب الأخذ به لقياس قوة الدولة.

  1. أسلوب راي كلاين

أ. تُعد معادلة كلاين هي الأساس لمعادلات حساب القوى الشاملة للدولة، وتُعد المعادلات التي استخدمت بعدها تطويراً لهذه المعادلة.

ب. بنى كلاين منهجه في تقييم القدرات الشاملة وحسابها من منظور عالمي إبان عصر الحرب الباردة باعتبار أن الولايات المتحدة هي أحدى القوتين، وأن معظم الأوزان النسبية للعناصر المختلفة للقدرات تكاد تكون هي الأوزان المعيارية التي يقيس على أساسها باقي دول العالم.

ج. وضع كلاين عدداً من المعايير الخاصة بالقوة البشرية والمساحة والقوة العسكرية، الأمر الذي أخرج الكثير من الدول العربية من التقييم بهذا الأسلوب، وقد استخدم في ذلك عدداً من الجداول والمعايير المنطقية توضح كل دولة في إطار النسق العالمي، ووضعها النسبي فيه، وهذا معيار لا يعنينا، وكان من الأفضل أن يكون المعيار نسبياً مع دول المنطقة.

د. لم يتطرق كلاين عند حساب القدرة العسكرية إلى القدرات فوق التقليدية (كيماوية ـ بيولوجية).

هـ. أغفل كلاين بعض القدرات المؤثرة في قوة الدولة مثل القدرة التكنولوجية والإعلامية والمعلومات، والتي لها تأثير كبير على قوة الدولة.

  1. أسلوب أحمد فخر

أ. استخدم معادلة كلاين، وأضاف عليها عنصرين جديدين، وهما القدرة الدبلوماسية والتي تعد إحدى القدرات غير الملموسة، إلا أنه أضاف القدرة على النفوذ إقليمياً وعالمياً.

ب. الأوزان المستخدمة التي حددها للقدرات المختلفة للدولة غير مناسبة.

  1. أسلوب جمال زهران

أ. تميز أسلوب جمال زهران عن كلاين، بأن المنظور الذي أخذ به هو منظور يمكن تطبيقه على المستوى الإقليمي، وكذلك على المستوى العالمي، إذ تسبب أوزان الدول طبقاً لقيمها الفعلية غير المرتبطة بالقوى العظمى، ومن ثم يمكن ترتيبها بعد ذلك طبقاً لمحصلة قدرتها.

ب. استخدم جمال زهران معادلة الانحراف المعياري المعروفة في القياسات الإحصائية بأنها أكثر دقة وأقرب إلى الواقع، بينما استخدم كلاين الأوزان النسبية طبقاً للمعايير التي وضعها بتقديره الشخصي دون معيار محدد، وهو القوى العظمى.

ج. أضاف الكثير من العناصر التفصيلية في الحساب بما يؤدي إلى تقدير أدق للقوة الشاملة للدولة.

د. تم إغفال فاعلية الأسلحة والمعدات عند حساب القدرة العسكرية، كما تم إغفال القدرة النووية للدولة.

  1. تعديلات نبيل فؤاد

أ. تتفق التعديلات مع الإطار العام لمعادلة كلاين، وأحمد فخر، وجمال زهران.

ب. تختلف معهم في تحديدها ما هي العناصر الملموسة والعناصر غير الملموسة، إذ أضاف أبعاداً أخرى للعناصر غير الملموسة مثل القدرة التكنولوجية، وقدرة الإعلام والمعلومات.

ج. أضافت التعديلات الكثير من مكونات العناصر الفرعية لكل قدرة بما يؤدى إلى تقدير أدق للقوة الشاملة للدولة.

د. لم يغفل عند حساب القدرة العسكرية الأسلحة فوق التقليدية: (كيماوية – بيولوجية)

هـ. توصل إلى طريقتين لحساب القوة الشاملة للدولة، إحدهما سريعة، والأخرى دقيقة تعتمد على الأساليب الإحصائية والانحراف المعياري المأخوذة عن جمال زهران.

و. تتميز هذه التعديلات بالقياس الدقيق للقدرة العسكرية، إذ أضاف أوزاناً جديدة، واستخدم معاملات دقيقة تعطى مصداقية للحساب.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى