دراسات سياسية

الدولة القومية كفكرة – أفيل روشفالد

 تأليف: أفيل روشفالد – ترجمة: عاطف معتمد وعزت زيان

ملتقى الباحثين السياسيين العرب

يضم العرض التالي أهم الأفكار التي جاءت في الفصل الأول من كتاب “القومية العرقية وسقوط الإمبراطوريات” الصادر عن المركز القومي للترجمة

تعتبر القومية وفكرة الدولة القومية من بين أكثر الظواهر انتشارًا في عصرنا، ومع هذا فإنهما من أقل الظواهر فهما ووضوحًا، فهما شديدا التشابك مع المؤسسات الاجتماعية والثقافية، والاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية المعاصرة، كما أن لهما جذورا عميقة في علم النفس السياسي، ولهما تأثير بالغ على تشكيل الهوية الإنسانية، والسلوك الاجتماعي السياسي، لدرجة يستحيل معها تقريبًا دراسة أي منهما كشيء مستقل بذاته أو فصل القومية عن العناصر المتعددة التي تتفاعل معها، أو التي تشكل جزء منها. فهل القومية أيديولوجية أم ظاهرة أنثروبولوجية؟ وهل هي من بنات الديمقراطية الليبرالية أم بطبيعتها لا تعرف التسامح وتكرس الاستبداد؟ ثم هل هي معلم من الحداثة أم أنها ظاهرة ضد حداثية؟ ومع أن هذه الأسئلة محفزة وبناءة، لكننا نفتقر إلى إجابات واضحة عنها؛ لأن أي من هذه الأسئلة تحتمل إجابات بالنفي والإيجاب، بحسب السياق التاريخي ومظاهر وأشكال القومية التي يحتفظ بها ذهن المرء.

ولا يتناول الكتاب الذي بين أيدينا القومية مفترضا اتساقها مع أي إطار تحليلي أو فئة نمطية بسيطة، لكنه يهتم باستكشاف كيفية تتطور القومية عبر الزمن، وكيف يعاد تعريف وتبديل توجهاتها الأيديولوجية ومظاهرها المؤسسية بفعل القوى التاريخية. وبالأحرى فإننا نركز في كتابنا هذا على تمييز الخط النقدي الفاصل في تطور عدد مهم من القوميات المعاصرة، ونقصد تلك الحالة التي تفككت فيها إمبراطوريات متعددة القوميات إلى دول مستقلة، مستمدة شرعيتها المحلية والدولية من مبدأ حق تقرير المصير القومي.

وفي المقابل، استغرق كثير من الدراسات السابقة عن القومية في تحليل الأثر التكويني الذي تعرضت له القومية جراء القوى التاريخية الكلية ذات النزعة غير الشخصية. وأهم هذه القوى التقدم الصناعي ونمو الدولة وانتشار التعليم والاتصال الجماهيري. وقد أدت مثل هذه المناهج إلى رؤى ثاقبة على مستوى عال جدًّا من التعميم، لكنها بقيت مع ذلك محدودة بطبيعتها أخذا في الاعتبار نزوعها إلى التعاطي مع تطور القومية كما لو أن هذا التطور كان يسير بإيقاع متزايد ومستقر نسبيًا، وكما لو أن مظهره الكامل (وهو مفهوم مثالي مثير للمشاكل في حد ذاته) يعتمد على اكتمال تغيرات مادية معينة تحدث تحولا في الأعمال الداخلية للمجتمع وتنتج أشكالاً قومية للهوية السياسية. وعلى سبيل المثال، فإن الدراسة الشهيرة التي قدمها ميروسلاف هروتشMiroslav Hroch  عن قومية الأمم الصغيرة في أوروبا تقدم تقسيمًا تطوريًا نموذجيًا. في هذا التقسيم يمثل ظهور الوعي القومي الكامل ذروة اكتمال عملية من ثلاث مراحل من النضج الفكري والإثارة البطولية والحشد الجماهيري، وهي المراحل التي ترتبط بتسلسل زمني دقيق للنمو الرأسمالي والتصنيع. أما الحالات التي تحيد عن هذا النموذج المعرفي فقد تنتج قوميات قزمية، بل قد تغيب معها أية هوية قومية واضحة، وهي فرصة بدونها لا يمكن استعادة هذا الوعي القومي من جديد.

ميروسلاف هروتشMiroslav Hroch

ولست أجادل في الدور العميق الذي تلعبه القوى التاريخية في تشكيل الوعي القومي والدولة القومية الحديثة، كما لا أرفض بعض النماذج المعرفية لتطور القومية، وإن كنت أتعامل معها بقدر من الحذر. فحين يستعين الباحث بهذه المناهج التي تركز بصورة غير تناسبية على دور القوى التاريخية قد يقع في في شرك الحتمية التاريخية، ويجد نفسه إلى حد ما قريبا من العقلية الغائية التي تهيمن على العديد من الأيديولوجيات القومية. وفي أسطورة القومية، تحقق الهوية القومية ظهورها الكامل عندما تنجح حركة، لم تكن بدايتها قد تعدت مجموعة صغيرة من النشطاء، في حشد الجماهير حول مفهوم مشترك واحد للقومية. وحين تحقق الدولة استقلالها فإن ذلك يعد قمة عملية التكوين، أو على الأقل خطوة حاسمة في طريق تحققها. ومع ذلك، وكما تبرهن الأحداث الأخيرة في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي، فإن حيل السيادة السياسية غالبًا ما تصل إلى أيدي القوميين فجأة وبصورة غير متوقعة في ظل ظروف استثنائية قصيرة الأجل، تنتج عن أزمة إقليمية أو عالمية، أكثر منها عن تطورات داخلية بحتة. وإذا لم يتم على عجل اهتبال فرصة تكوين كيان سياسي مستقل فإن ذلك قد لا يتكرر لأجيال متتالية. غير أن تحقيق الاستقلال السياسي في ظل مثل هذه الظروف لا يمكن اعتباره جزء من مسار حتمي للتاريخ، ولا يمكن اعتبار الأشكال المؤسسية والإقليمية المحددة التي يأخذها الاستقلال نتيجة حتمية لعملية تراكمية من التطور الاجتماعي والسياسي.

وبعبارة أخرى، فإن البداية المفاجئة للاستقلال غالبًا ما تأتي نتيجة عوامل خارجية قصيرة الأجل، فبمجرد أن تتكون دولة قومية ذات سيادة في ظل مثل هذه الظروف، فإنها سرعان ما قد تواجه انقسامات داخلية حادة حول كيفية توزيع الثروة والسلطة وحول اختيار القيم السياسية التي بوسعها تحريك الحكومة والمجتمع. وفي أعقاب “التحرير” قد تجد النخبة القومية الليبرالية نفسها فجأة مهمشة في نظام سياسي لا يتقبل جمهوره العريض أفكارها. وحين يقع تحول مفاجئ في أدوار القادة القوميين من مقاومة سلطة الدول الإمبريالية إلى ممارسة السلطة على دول قومية، فقد يفضي ذلك التحل إلى تناقضات عميقة بين بلاغة الخطابة الأيديولوجية والممارسات السياسية العملية.  وفي خضم أجواء التحول قد تحاول النخب الاجتماعية السياسية القديمة مغازلة الأطروحات والرموز القومية من أجل إضفاء الشرعية على إمساكها بالسلطة. وفي هذه الظروف قد يتوقف فجأة تدفق الموارد والسلع والخدمات بسبب مد حدود جديدة بين الأقاليم التي كانت تمثل أسواقًا متكاملة من قبل، الأمر الذي بوسعه أن يخلق مشاكل اقتصادية تفاقم من التوترات السياسية بين الدول حديثة التكوين. أما المجموعات العرقية التي تجد نفسها فجأة وقد تقلصت مكانتها إلى مجرد مجتمعات أقليات، فقد تقوم بردة فعل عكسية بتكوين حركات انفصالية مناهضة. واختصارًا، فقد تترك الظروف الخاصة بتكوين دولة قومية تأثير الجوهري على التطور اللاحق لتلك الدولة، بما قد يغلق مسارات التطور المحتملة أمام الحركات القومية، ويخلق مجالاً راديكاليًا جديدًا لبلورة الهويات القومية، وهذه نقطة تعتبرها معظم الدراسات التاريخية أمرًا مسلمًا به، وتتجاهلها معظم الأعمال النظرية.

ورغم النقد الذي سجلته على بعض النماذج المعرفية التطورية التي تأسست عليها نظرية القومية، يجب أن أعترف بأنني لم أكن قادرًا على العمل بدونها. وتأتي البنية التنظيمية لهذا الكتاب انطلاقا من أن معظم الحركات القومية تبدأ كاتجاهات فكرية، وتتطور إلى منظمات سياسية تحاول توسيع قاعدتها الجماهيرية من خلال الدعاية والإثارة، وفي بعض الحالات تنجح في البقاء وتأسس دول قومية مستقلة. غير أن خصوصية الحالات المعروضة هنا تتمثل في أن الحرب العالمية الأولى اختزلت بعض مراحل تطورها في فترة زمنية قصيرة جدًّا. حيث قدمت الحرب فرصًا نادرة، وفرضت ضغوطًا هائلة ساعدت على تفجير فكرة تقرير المصير القومي وترجمتها إلى واقع مفاجئ في عدد كبير من المجتمعات. وإذا أردنا الدقة، فإن الأوضاع الثقافية والاقتصادية والسياسية في تلك الأقاليم المختلفة كانت متنوعة للغاية، وأن الشيء الوحيد المشترك بين هذه الحالات، هو أن انتقالها إلى نظم سياسية تقوم على فكرة تقرير المصير القومي كان مفاجئًا، ولم يكن ناتجا عن عملية متواصلة متسقة الإيقاع، وأن تلك الأوضاع حدثت في إطار ظرف خارجي مشترك تجسد في حرب عالمية بدلت من شكل السياسة العالمية. وبالتالي يركز كل فصل من فصول هذا الكتاب على مرحلة تطورية تجمع بين هذه الحالات المتنوعة، ويولي في نفس الوقت عنايته بالاختلافات في البيئات المادية والثقافية لتلك الحالات، بالإضافة إلى اعتناءه بدرجة كبيرة بالتباين في ردود أفعال الحركات القومية على المستوى الاجتماعي والسياسي على بعض الضغوط المفاجئة والمعضلات المشتركة التي واجهت شعوب تلك الأقاليم.

وبصفة عامة، أولينا عناية أساسية هنا بالقوميات الخاضعة للإمبراطوريات الثلاث ـ أي تلك الشعوب التي كانت لغاتها وأديانها وهوياتها التاريخية والثقافية تميزها عن ثقافات الإمبراطورية المسيطرة (الثقافات الألمانية والمجرية التي سادت في إمبراطورية الهابسبرج، والروسية التي سيطرت على إمبراطورية رومانوف، والتركية التي هيمنت على الإمبراطورية العثمانية). فقد نزعت القوميات التي خضعت للإمبراطوريات الثلاث إلى البحث عن شكل أو آخر من أشكال الحكم الذاتي أو الاستقلال داخل حدود إقليمية جديدة. وبنفس الطريقة فإننا لا نستطيع تجاهل الحركات السياسية التي نشأت بين القوميات المسيطرة مثل الوحدة (الجامعة) التركية، أو الوحدة السلافية الروسية. فقد كان لهذه الحركات تأثير كبير على الشعوب الخاضعة، أو بالأحرى تجسد تأثيرها في تعريف المجموعات الأخرى كشعوب خاضعة.

وأخيرًا، فإنه بينما كنت أحاول أن أمنح اهتمامًا متساويًّا للإمبراطوريات الثلاث، سيبدو في بعض الأماكن أن بعض الإمبراطوريات حظيت باهتمام ومعالجة أكثر من غيرها. ويرجع هذا جزئيًا إلى أنه ليس كل موضوع أو قضية أو جانب تطوري يفرض نفسه في إقليم بنفس القوة أو الوضوح التي يبدو عليها في إقليم آخر. ويعكس هذا أيضًا حقيقة أن الكتابات المونوجرافية عن أية فترة ـ خاصة لسنوات الحرب ذاتها ـ لا تكون شاملة في بعض المناطق (كما في حالة العالم العربي والإمبراطورية الروسية، 1914م ـ 1917م) مقارنة بالمناطق الأخرى.

وتتمثل واحدة من مشكلات الدراسة في كيفية دمج الجماهير في الحركات التي عادة ما تكونها وتقودها النخبة الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية. وهذا يثير التساؤل الكبير عن كيفية تفاعل استجابة الجماهير للأيديولوجيات التي تروج لها النخبة من أجل بلورة (أو بالأحرى تجزئة) الهويات القومية.

وهناك قضية شائكة أخرى تتضمن ذلك التوتر بين أصل الدولة القومية الحديثة ككيان أيديولوجي ومؤسسي أوروبي غربي أو أوروبي أطلسي، فضلا عن غموض الدور الذي يفترض أن تلعبه هذه الدولة كمجسد لملامح الأصالة وحارس للثقافة الخاصة بكل قومية. فمن ناحية، وضعت الحركات القومية حول العالم نفسها في القوالب السياسية الغربية، وتطلعت لقيادة دولها على الطريق إلى التحديث، ومن ناحية أخرى، حبست هذه الحركات نفسها في زاوية استخدام الدولة القومية كأداة لترسيخ تراث الشعوب بها وحماية هذه الشعوب من تآكل هوياتها التاريخية. وكان التوفيق بين هذين الدورين المتناقضين ظاهريًا يمثل مشكلة لعديد من الحركات التي نناقشها في هذا الكتاب.

ويدفعنا هذا إلى التمييز بين الأشكال المدنية والعرقية للقومية. فهذه الأشكال عبارة عن فئات نمطية استخدمتها كثير من الكتابات المعاصرة. حيث يشير مصطلح القومية المدنية إلى تأكيد الشعب لهويته الجماعية وحقه في السيادة السياسية الإقليمية القائمة على تمسكه بمجموعة مشتركة من القيم السياسية، وعلى ولائه المشترك لدولة محددة المعالم الإقليمية، قائمة بالفعل أو ينتظر قيامها. وتعود الجذور التاريخية لمصطلح الدولة القومية المدنية إلى المرحلة التي تطورت فيها دول أوروبا الغربية مثل بريطانيا أو فرنسا، والتي ظهرت فيها في العصور قبل الحديثة نظم ملكية مركزية قوية نسبيًا، مكونة قوالب سياسية ثقافية راسخة، وتشكلت فيها هويات قومية كبيرة، تحت تأثير أنواع من القوى خلقت مناخا من التجانس في التنمية الاقتصادية، والتكامل التجاري، والبناء البيروقراطي للدولة، ونمو التعليم العام، وتطور الإعلام المطبوع، والسياسة الانتخابية، والاتصال الجماهيري. ومن حيث المبدأ، فإنه نظرًا لأن القومية المدنية تشمل كل من يختار المشاركة في الثقافة السياسية المشتركة، بغض النظر عن لغته الأم، نجد أن معظم الكُتاب يربطونها بقيم التسامح الليبرالية واحترام حقوق الإنسان.

أما القومية العرقية فمصطلح يشير استخدامه إلى التأكيد على الهوية الجماعية التي تدور حول أسطورة أصل عضوي (بيولوجي) مشترك ـ وهو امتداد لمبدأ القرابة بالمجتمع الكبير ـ يترتب عليه الادعاء بالسيادة الإقليمية. ويمكن أن يشير هذا المصطلح أيضًا إلى أية حركة تركز على خصائص ثقافية موضوعية مشتركة (لغوية، دينية، فولكلورية، أو أية توليفة مما سبق) كأساس للقومية السياسية. وقد نشأت القومية العرقية الحديثة بين النخب الفكرية في وسط وشرق أوروبا في القرن التاسع عشر، تلك النخب التي عانت من حالة الاغتراب في الدول الإمبريالية (أو في المناطق القومية الفرعية، كما في ألمانيا وإيطاليا) والتي تأخرت عن ركب التحديث السياسي والاقتصادي الذي سارت فيه أوربا الغربية. كما أن هذه الإمبراطوريات الثلاث لم تكن لديها الاستطاعة أو الرغبة في استيعاب تطلعات النخب الجديدة في الوصول إلى السلطة السياسية. ففي الإمبراطوريات متعددة الأعراق، يتنوع السكان ثقافيًا ولغويًا لدرجة أن أي تأكيد على التصور الحديث للسيادة الشعبية (في مقابل الملكية) يمكن أن يطلق قوى تفكيك لا قوى تكامل (ولكن ألمانيا وإيطاليا المجزأتين تمثلان عكس هذا النمط). ونظرًا لأن القومية العرقية مفتونة بفكرة الوحدة العضوية للأمة، المتجذرة في أصل مشترك يعبر عن نفسه بعدة أشكال ثقافية، فإن هذا النوع من القومية ينظر إليه كبيئة حاضنة لظهور أشكال حكم متعصبة شوفينية واستبدادية.

وهناك ملاحظة أخرى تتعلق بالمصطلحات: فسوف استخدم في هذا الكتاب مصطلح “مجموعة عرقية Ethnic Group” و”قومية Nationality” بصورة تبادلية للإشارة إلى سكان لديهم خصائص ثقافية مشتركة ويعتبرون أنفسهم ذوي أصل مشترك، أو تجمعهم تجربة تاريخية مشتركة. وسوف يشير مصطلح “الأمة Nation” إلى أية مجموعة تفكر في هويتها المشتركة (مهما كان تعريفها) كأساس للمطالبة ببعض أشكال تقرير المصير الجماعي السياسي الإقليمي، وسأستخدمه أيضا للإشارة إلى أي شعب تمثله مجموعة تعلن هذه المطالب نيابة عنه. وتشير “القومية Nationalism” إلى أية أيديولوجية تقوم على صياغة مثل هذه المطالب، التي تعتبر إطارًا لعمل سياسي يسعى إلى ترجمة تلك المطالب. وتشير “الدولة القومية Nation-state” إلى النظام الذي يؤسس شرعيته على تحقيق مطالب تمثيل هوية أمة ذات سيادة (مهما كانت هذه المطالب مثيرة للجدل). ومن المتوقع أن يكون هناك مجالاً كبيرًا للتداخل بين مختلف هذه الأفكار والمفاهيم.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى