التحضير لشهادة البكالورياقضايا فلسفية

مقالة فلسفية: السؤال بين المشكلة والإشكالية

قراءة في موضوع المشكلة و الإشكالية

مقدمة : تعتبر الفلسفة نمط متميز من التفكير وهي تعتني بالسؤال اكثر من اعتنائها بالجواب بل ان كل جواب في النهاية يتحول الى سؤال واذا كان السؤال هو استكشاف المجهول فهو يطرح احيانا قضية معقدة تعرف بالاشكالية و احيانا يطرح قضية اقل تعقيدا تسمى المشكلة . فاذا كان بين المشكلة و الاشكالية اختلاف ظاهري فهل هذا يعني عدم وجود نقاط تشابه و قواسم مشتركة ؟ وبالتالي فما طبيعة العلاقة بينهما ؟ 

 

أوجه التشابه : اذا تأملنا في طبيعة المشكلة و الاشكالية ادركنا مدى التشابه بين المفهومين من عدة جوانب . 

فنلاحظ ان للمفهومين نفس الاشتقاق اللغوي فهما يرجعان الى الفعل ( أشكل ) أي التبس عليه الأمر و أصبح غامضا و فعلا فإن المشكلة و الإشكالية تعبران عن قضية يكتنفها الكثير من الغموض و اللبس . 

من جهة أخرى يلاحظ أن كل منهما نعبر عنه بسؤال اشكالي استفهامي مثلا : هل الإنسان حر ام مقيد ؟ 

كما يلاحظ أن المشكلة و الاشكالية كلاهما قضية تثير الذهن و تدفع صاحبها الى التفكير بحثا عن الحل 

أوجه الإختلاف : لكن هل القول بوجود نقاط تشابه و قواسم مشتركة يمنع من القول انهما مختلفان ؟ 

لا شك أن بين المشكلة و الاشكالية -رغم التشابه الموجود بينهما – نقاط تقاطع و تباين كثيرة نذكر بعضا منها على سبيل المثال . 

تعبر المشكلة عن قضية أقل تعقيدا مقارنة بالاشكالية التي تعبر عن قضية فلسفية عميقة معقدة و متداخلة . 

و اذا كانت المشكلة تعبر عن قضية يمكن حلها بطريقة او بأخرى فان الحل بالنسبة للاشكالية يبدو صعبا ان لم يكن مستحيلا فمثلا أيهما سابق في الوجود البيضة ام الدجاجة ؟. 

من جهة اخرى اذا كان للمشكلة حل واحد فان الاشكالية لا تنتهي عند حل او عند جواب واحد . 

و لعل ابرز نقطة اختلاف بين المفهومين أن الاشكالية تعبر عن قضية كلية بينما المشكلة تعبر عن قضية جزية مثلا : اشكالية الحرية تتضمن مشكلات جزئية منها مشكلة التحرر مشكلة الحتمية مشكلة 

الجبر . 

كما أن الاشكالية تمتاز بطابع العالمي العام بينما المشكلة تمتاز بطابعها الخاص مثلا : اشكالية الاحتباس الحراري و مشكلة معالجة النفايات في الجزائر . 

طبيعة العلاقة بين المشكلة و الاشكالية : و اذا كان بين المشكلة و الاشكالية من جهة نقاط تشابه و من جهة نقاط اختلاف اذا فما طبيعة العلاقة بينهما ؟ 

من خلال عرضنا لأوجه التشابه و نقاط التباين و الاختلاف يتبين لنا ان بينهما علاقة تبرز و تتضح اكثر في علاقة الكل بالجزء حيث تمثل الاشكالية قضية كلية تضم تحتها قضايا جزئية هي عبارة عن 

مشكلات و هكذا فكل اشكالية هي مجموعة المشكلات التي تتكون منها و منه فالعلاقة هي علاقة التداخل حيث لا يمكن فهم الاشكالية الا من خلال فهمنا لمشكلاتها . 

الخاتمة : هكذا ننتهي الى القول اذا كان بين المشكلة و الاشكالية نقاط تشابه وقواسم مشتركة فهذا لا يمنع من احتمال وجود نقاط تباين و اختلاف مما يعني ان العلاقة بينهما هي علاقة في ظاهرها تقابل 

و تعارض و في باطنها تقارب و تداخل

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى