اصدارات الكتب

القوة الناعمة” في المنطقة العربية.. رؤى واستراتيجيات (عرض كتاب)

إسطنبول / صهيب قلالوة / الأناضول

شارك في إعداد الكتاب الذي يتألف من 319 صفحة، 4 باحثين عرب متخصصين بالشأن الإفريقي والتركي والعربي والإيراني، واستغرق تأليفه نحو 9 أشهر.

تحظى دراسة القوة الناعمة وتأثيرها في السياسة الخارجية للدول، بمكانة خاصة في فهم أدوات النفوذ، وتوجهات السياسات الخارجية.

لهذه الأسباب والدوافع، جاء كتاب “القوة الناعمة في المنطقة العربية”، الصادر عن مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات (عربي تركي مقره في إسطنبول)، الذي يسلط الضوء على الدول المحورية الثلاث، تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران.

تسعى هذه الدراسة، بحسب المركز، إلى الإجابة عن أسئلة تتعلق بالرؤى والاستراتيجيات التي تتبناها كل دولة من هذه الدول الثلاث في توظيف أدواتها الناعمة، ومنها: مصادر القوة الناعمة التي تعتمد عليها السعودية وتركيا وإيران في إدارة مصالحها في مناطق نفوذها؟ وإلى أي مدى استخدمت هذه الدول القوة الناعمة على مستوى السياسة الخارجية؟ وما مساحة التنسيق والتشبيك مع المؤسسات المحلية في مناطق النفوذ؟ وأين تكمن نقاط الضعف والقوة في توظيف الدول الثلاث للقوة الناعمة؟

وبحسب المركز، شارك في إعداد الكتاب الذي يتألف من 319 صفحة، 4 باحثين عرب متخصصين بالشأن الإفريقي والتركي والعربي والإيراني، واستغرق تأليفه نحو 9 أشهر.

دوافع المركز في إعداد الدراسة:

قال مصطفى الحباب رئيس المركز، إن “أهمية الكتاب تكمن في حقل القوى غير التقليدية، مع تطور أدوات التواصل السياسي، وسرعة الوصول إلى المجتمعات وتأثير ذلك على السياسة”.

وأضاف في تصريحات للأناضول، أن “البحث في دور القوة الناعمة للقوى المؤثرة في المنطقة العربية، يعد مجالا جديدا وجديرا بالاهتمام، نظرا لأهمية المنطقة العربية، وما تشهده من تحولات، كذلك التسابق الدولي الواضح على خلق مناطق نفوذ خلاقة، والاقتراب من تأمين مجموعة من المصالح الحيوية للدول الإقليمية الكبرى”.

أهمية الكتاب للقارئ العربي:

تابع الحباب: “الكتاب يؤكد للقارئ العربي أنه جزء من عملية هذا التفاعل التي تحدثها أدوات القوة الناعمة، وهذه الأدوات تستند إلى ممارسة الإقناع بالنموذج السياسي فكرا وممارسة، في الوقت الذي تعيش فيه البلاد العربية أزمة حقيقية في الاستقرار السياسي وبناء الدولة القوية”.

وأوضح أن “الكتاب يقدم وجها آخر للقارئ من أوجه الصراع، وأداة نفوذ باتت محل اهتمام من مختلف الدول والقوى الفاعلة”.

ومضى قائلا: “وإذا أمعنا النظر في واقع المنطقة العربية التي توسعت فيها رقعة الصراع، وتعددت أدوات النفوذ الإقليمية والدولية، تظهر الحاجة لدراسة القوة الناعمة في ثلاث دول محورية بالشرق الأوسط، وهي المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران”.

من جانبه، قال عاتق جار الله، الخبير بالشأن التركي، إن “تركيا تعد اليوم، وخاصة من منظور عربي، قصة نجاح، ونموذجا يحتذى به، بفضل النجاح الاقتصادي والتحولات السياسية التي حققتها، والمشكلات الاجتماعية التي نجحت في مواجهتها”.

وأضاف جار الله في تصريحات للأناضول بمدينة إسطنبول، أن “النجاحات التي حققتها تركيا دفعت عموم الشعوب العربية والكثير من المثقفين لمتابعة التجربة التركية باهتمام، والمطالبة بتحولات في أوطانهم تماثل ما حققته تركيا خلال السنوات الماضية”.

وتابع: “تكمن مصادر قوة تركيا الناعمة في توظيف الإدارة التركية الجديدة لموقع البلاد الجيوستراتيجي (المركزي)، بالإضافة إلى الإرث التاريخي والديموغرافيا المتنوعين، عدا النهضة الاقتصادية والتجربة الديمقراطية التي تشهدها”.

وأشار إلى أن “عوامل النجاح التي حققتها تركيا تعد فرصة وثروة استراتيجية تعزز حضور تركيا في النادي الدولي، لكنها تمثل في ذات الوقت تحديات وعقبات ما لم تتوفر أدوات تدعمها وتحميها”.

بدوره، أكد الباحث في الشأن السعودي سعد القحطاني، أن “تركيا لعبت دور الوسيط في الملفات الدولية الكبرى، مثل الخلاف العربي الإسرائيلي، والملف النووي الإيراني، وحاليا في الملف السوري مع روسيا”.

وأشار إلى أن “تركيا تفوقت في مجال القوة الناعمة، وباتت تزاحم فيه الدول الكبرى، فهي واحدة من أكثر 30 دولة حول العالم استخداما للقوة الناعمة، بحسب الموقع البريطاني (softpower30) المتخصص برصد أداء الدول في توظيف القوة الناعمة”.

وأشار القحطاني إلى أن “تقرير مركز (Free Media In RFE/RL: Unfree Societies) أكد أن الدبلوماسية التركية تأتي في المرتبة الخامسة بعد الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وبريطانيا من حيث التفاعل والتأثير”.

في السياق، قال مطهر الصفاري الباحث في الشأن الإيراني، إن “تأثير القوة الناعمة التركية في المنطقة العربية أكبر بحكم التاريخ والدين، وكذلك المواقف الإنسانية والسياسية كالقضية السورية والفلسطينية، وحتى قضايا المسلمين في بورما والصومال”.

وقال الباحث أحمد حسين الخبير بالشأن الإفريقي، إن “فصول الكتاب تتضمن أربعة فصول رئيسية، خصص الفصل الأول كمدخل نظري تأسيسي تناول مفهوم القوة الناعمة، وأنواع أدواتها، وتأثيراتها في السياسة الخارجية، بالإضافة إلى علاقتها بالقوة الصلبة للدول في ظل التطورات التي يشهدها العالم على مختلف الأصعدة، والتي سهلت وسرعة التواصل والتأثير بين الأمم”.

وعن الفصول الثلاثة المتبقية، أوضح حسين أنها “خصصت لدول الدراسة (السعودية، تركيا، إيران)، فصلا لكل منها، مكونا من ثلاثة مباحث، تضمنت قراءة في رؤية الثلاث الدول للقوة الناعمة واستراتيجيتها، والمصادر الخاصة لكل منها”.

ومضى قائلا: “ركزت الدراسة على أدوات القوة الناعمة لهذه الدول، والكيفية التي تعمل بها الدول في تعزيز نفوذها، وخلصت الفصول إلى تقييم أثر القوة الناعمة من خلال مجموعة من المؤشرات”.

الدول التي سينشر بها:

سينشر الكتاب وفق المركز في أكثر من 32 نقطة بيع عادية وإلكترونية، موزعة في 12 دولة عربية وإسلامية هي: تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية والمغرب وتونس والجزائر وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والأردن والكويت وقطر والعراق.

مصادر الدراسة:

تم الاعتماد على المصادر المكتبية الصادرة عن الدول محل الدراسة، بالإضافة إلى بعض التقارير المحلية والدولية بهذا الشأن، وتحليل ممارسات ومواقف الدول المبحوثة.

وتزداد أهمية القوة الناعمة (Soft Power) باطراد نتيجة ثورة التكنولوجيا، وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي التي عززت دور الفرد في مراقبة السياسات وتقييمها.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى