دراسات سياسية

الموضة السياسية وبعض مظاهرها في الواقع العربي والدولي

Political Mode and Its Expressions in the Arab and International Reality

إعداد أ. منى أبو رمضان – طالبة ببرنامج الماجستير في العلوم السياسية (جزء من بحث ضمن مساق حلقة بحث في مرحلة البكالوريوس عام 2011)

إشراف الأستاذ الدكتور/ كمال الأسطل

مقدمـة

نما الإحساس بالموضة عبر العصور المختلفة، فتطور استخدام كلمة “موضة” ابتداء من أواخر العصور الوسطى، فالكلمة اللاتينية Modus كانت تعني “الطريقة” وفي سنة 1393 كانت كلمة “الموضة” تعني بالفرنسية Facon أو الطريقة أيضا وهذه هي الكلمة التي تطورت إلى Fashion بالإنجليزية. للموضة أسباب نفسيه تقتضي تغيير الأشكال والقوالب الفنية أو الأدبية أو النظرة السائدة ، وتشمل الموضة كافة المجالات والأنشطة فتكون في السياسة و الاقتصاد العلوم والفنون والآداب والهندسة والترفيه والأزياء والمأكل والمشرب ومختلف مجالات الحياة.  . الشعوب المهزومة في الغالب تمتص ثقافة وطباع الشعوب القوية مع ثيابها وهذا ما لاحظناه من انتشار الجينز في مجتمعنا بعد حرب تحرير الكويت على يد الولايات المتحدة الأمريكي وغزتنا بعد الثقافة الأمريكية ((الجينز، والهمبورجر، والبيبسي كولا.)

الموضة على المستوى السياسي :  كما أن الموضة كما سبق تعرف عموما على مستوى الأزياء و الفنون فهي أيضا تستخدم لوصف أي حدث أو تغير سياسي ينتشر بين الدول سريعا على مستوى الأنظمة السياسة و الأفكار السياسية و الاتجاهات الدولية في السلم و الحرب على حد سواء.  و لا يبدو أوضح مثالا من الثورات العربية في الآونة الاخيرة كموضة تفشت في الوطن العربي ابتداءا من تونس ثم مصر وصولا لليبيا و سوريا و اليمن و غيرهم و ما زالت الموضة تتفشى اكثر في بيئة سياسية متشابهة لحد ما في هذه الدول.

مفهوم الموضة السياسية :

 ترى منى أبو رمضان انه في الحقل السياسي إذا  أردنا أن نقول موضة سياسية ، تلك الأفكار والبرامج السياسية التي يكون لها شهرة في وقت وجيز دون تحقيق الاستمرارية لأسباب عدة ، يقابلها أي ـ موضوع السياسة ـ قوة سياسية ذات أسس قوية ديمقراطية تعكس بشكل أو أخر حاجيات المجتمع.

دورة الموضة: أن دورة الموضة قديما-كما ترى منى أبو رمضان)  كانت تستغرق من 30 إلى 32 عاماً، وأن دورة الموضة حديثا أصبحت لا تستمر أكثر من عشر سنوات، أما مانراه في القرن الواحد والعشرين هي أن الموضة أصبحت اعتياد سنوي او موسمي. وينبغي أن نتذكر أن إيقاع العصر الحديث، وتطور وسائل الإعلام والفضائيات، والتأثير المباشر بين الحضارات،أدى إلى حدوث تغيرات كبيرة وسريعة في عالم الموضة وأوضحت أن التغير من السنن الكونية التي أوجدها الله في الكون، والموضات الحديثة تستقي تصاميمها ومدلولاتها من القديم، ولكن تقوم بتطويره وتحديثه وعمل دمج بين الثقافات والحضارات، مما قد ينتج عنه تصميمات حديثة.

انتشار الموضة السياسية بين الدول بسرعة انتشار كالعدوى

   إن الموضة السياسية تتميز بكونها متحركة و غير استاتيكية و هذا بالتالي ينعكس على انتشارها ما بين الدول حي، وتبدأ في الظهور في دولة معينة ثم ما تلبس أن تنتشر في دول أخرى و في الغالب تكون هذه الدول في نفس المحيط الجغرافي و بطبيعة الحال في فترات زمنية متقاربة.   و في هذا  الجزء من دراسة  نظرية الموضة السياسية  سوف يتم دراسة ظاهرتين من ظواهر الموضة السياسية لتوضيح كيفية وسرعة الانتشار ما بين الدول،  هي ظاهرة الثورات السياسية الشبابية في الوطن العربي كموضة جديدة في سنة 2011، و موضة رشق الساسة بالأحذية كتعبير عن السخط و الاحتجاج. وقد أوردت منى أبو رمضان بعضا من النماذج والموضات السياسية.

أولا : موضة الثورات السياسية الشبابية في الوطن العربي: ثورات 2011 -2013 موضة شباب العرب الجديدة

   كما هو متعارف عليه بين الفينة والأخرى تظهر موضة جديدة ترميها الدول الكبرى للعرب ليتسلوا بها في ظل البذخ والترف عند بعضهم والفراغ والبطالة وقله الوعي عند البعض الآخر..ولكن موضة عام 2011 وعام 2012 هي موضة من نوع آخر موضة الثورة على الظلم والاستبداد السياسي  وإزهاق الأرواح والمطالبة بتغييرات سياسية. إن ظاهرة الثورات و الاحتجاجات العربية التي ظلت تطوف معظم الدول العربية أطاحت بزعيمين عربيين بداية من تونس ومرورا بمصر  و ليبيا  واليمن ثم  اتجهت إلى سوريا  وعدد من الدول العربية التي طالبت بالإصلاح السياسي والإداري في الأردن والبحرين وبعد غد لا نعرف أين ستتجه هذه الموضة.

1- ثورات قادها الشباب العربي خلال الأعوام  2011 – 2013

الشباب العربي يعيش اليوم تجربة إثبات الذات بجدية ، فإما أن يكون سياسيا فاعلا يمارس الفعل السياسي بوعي عميق ، يتحرك في دهاليزها وكأنه يمشي على رؤوس الحراب ، أو أن يشفي غليل الذين يتهمون الشباب دائما بالطيش وأنه سيمارس السياسة اليوم كموضة عابرة .  لا شك أن ما حدث في تونس ومصر وليبيا وسوريا والبحرين وما حدث في اليمن والمغرب  والعراق والجزائر غالبا ما ينسب للشباب …وكثير من المحللين السياسيين يرفضون أن يكون الشباب وحدهم من قام  ويقوم بذلك ،  حيث أن الشعب يريد إسقاط الحاكم وتغيير الأوضاع للأفضل.  لاشك أن هناك أطراف من صنع أمريكي وغير أمريكي وتمول وتوجه وتقود  بعض حملات التغيير، وما وصفوه سابقا في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بضرورة العمل على تغيير الشرق الاوسط ( شرق اوسط جديد ) وبعد الحروب التي انهكت الولايات المتحدة الامريكية أصبح هناك قناعة لدى الامريكان بان الحروب تنزف المزيد من الخسائر البشرية والمالية للولايات المتحدة وتم بدء بتنفيذ خطة الشرق اوسط الجديد والفوضى الخلاقة كما روصفتها كوندلايزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية التي هي اخطر من الحروب .من خلال “نظرية الفوضى الخلاقة”.

2-  موضة  الانتحار والموت حرقا كمقدمة للثورات:بيانات سياسية بالأجساد (محمد البو عزيزي مؤسسا)

     فعلها التونسي محمد البوعزيزى في مطلع 2011، وأضرم النار فى نفسه، بدأت »عدوى« هذا الاسلوب تنتشر خارج تونس شرقاً وغرباً، وأصبحت محاولات » الانتحار حرقاً« خبراً »عادياً« فى نشرات أخبارنا. إن عملاً فردياً و احداً، قام به الشاب الجامعى التونسى محمد البوعزيزى، الذي لم تنفعه شهادته الجامعية بشيء، واضطرته الحاجة إلى أن يبيع الفجل والجرجير على ناصية الطريق، واسودت الدنيا فى وجهه ولم يجد مايفعله عندما  تلقى صفعه من أعوان الحرس البلدى رغم هذا البؤس المروع، فما كان منه إلا أن أشعل النار فى نفسه.  هذا العمل الذي قام به فرد واحد كان بمثابة الشرارة التى أطلقت ثورة الشعب التونسى ضد واحد من أكثر النظم الحاكمة استبداداً وقسوة. ومع أنه لا يمكن القول بأن رد فعل »البوعزيزى« هو »سبب« الثورة الشعبية التي أجبرت الديكتاتور التونسى على الفرار والهرب من البلاد، فإنه بكل تأكيد كان »الشرارة« التي تفاعلت مع الكثير من العوامل الموضوعية، اقتصادية واجتماعية وسياسية، تراكمت علي مدار سنوات، وكانت تنتظر لحظة الانفجار ، و قد جاءت فعلا من الشاب التونسى . 

3-موضة الشعارات الثورية المتشابهة: الشعب يريد إسقاط النظام
   ربما أصبحت أكثر جملة مشهورة في العالم العربي …شقت طريقها كالصاروخ في كل شوارع وافكار ويوميات كل مواطن عربي ، ثم ما لبست ان اصبحت الشعب يريد إنهاء الاحتلال في فلسطين ، و قابلها شعارات مضادة أي مؤازرة للحكومة في ليبيا مرددة : الله و معمر .. ليبيا و بس ، على غرار شعار الثوار في سوريا : : الله و سوريا… حرية و بس !.  شعارات متعددة رفعت في الدول العربية مؤخرا، كلها تتغنَّى ب”الشعب يريد “، مطالب وأحلامُ يقَظةٍ أصدرت قراراً ذا تنفيذ مقدس ،حصدُ نتائجٍ لطالما طمحوا أن يُؤتوا أُكُلها ،عقدةٌ التفت فى طريقٍ لشنق الرقاب ،تكبيل الأيدى ،تكميم الأفواه وإعدام الحريات العامة ،حاولوا قرع كل الأبواب بصرف النظر عن الخضوع للظلم ،الفقر ،البطالة ،الفساد ،الأنظمة المستبدة ،انتهاكات حقوق الانسان وضياع الشعب بين الحاكم والجلّاد ،آخذين بعين الاعتبار أنَّ “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. شعارات اختفى منها اليسار واليمين والدين وسطعت فيها أفكار العدل والحرية والمحاسبة والكرامة والتداول. شعارات فيها النكتة المصرية والذكاء التونسي والدهاء الليبي والعراقة اليمنية وفيها فوق كل ذلك الحلم العربي الباحث عن التغيير من المحيط إلى الخليج.[i]

3- موضة خطابات الرؤساء الرتيبة ليلا

       كما و اعتقد البعض ان القاء الخطابات الرئاسية في الدول التي اندلعت فيها الثورات في وقت متأخر ليلا أصبحت موضة بين الرؤساء و لعل ابرز من يمثلها هم الرئيس المصري حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير-كانون ثاني 2011  والرئيس الليبي معمر القذافي الذي أطاحت به ثورة 17 فبراير-شباط 2011 ، كما أن هذه الخطابات كانت رتيبة جدا ،  ان من أكثر ما يبعث على السآمة من الخطابات فهو «التكرار من دون داع» أو استخدام «مصطلحات منمقة» لحشو الخطاب. و حقا: «إننا نطيل الكلام عندما لا يكون لدينا شيء نقوله»! ولذا، فقد حددت الأمم المتحدة مدة زمنية لبيانات القادة والزعماء في القمة بخمس دقائق، تمدد قليلا.

4-موضة تسمية أيام الأسبوع بأسماء ثورية  (جمعه الصمود، أحد النفير، خميس الرحيل، أربعاء الحماية الدولية، جمعة تحقيق منجزات الثورة، سبت التحدي، إثنين التصدي، ثلاثاء الوحدة..)

     لاحظ الجميع أن الثورات التي اندلعت في الدول العربية و بشكل خاص تونس، مصر، ليبيا، سوريا، اليمن ، كانت قد دعت الى تجمعات مليونية من الشعوب حتى تطالب بإسقاط الأنظمة الحاكمة من خلال تحديد يوم معين للتجمع في ساحة عامة أو ميدان، و تسمية هذا اليوم باسم ثوري ، و من أكثر الأيام التي كانوا يدعون لها الشباب هي: يوم الجمعة، و الذي سمي في كل من مصر و سوريا و اليمن ب”جمعة الكرامة”،  جمعة الرحيل، جمعة الحماية، جمعة التحدي…و هذا كان فيه نوع من التقليد بين الدول المذكورة على التوالي.  وما لبثت موضة يوم الجمعة ان تقلت الى باقي ايام الاسبوع فأصبح كل يوم له اسم خاص مثل : احد الصمود ، وسبت الإصرار  وغير ذلك. و لاحقا قامت مجموعات عديدة بالدعوة الى تحرير فلسطين يوم 15-5-2011 في يوم ذكرى النكبة من خلال التجمع على الحدود الفلسطينية و الهجوم على إسرائيل، و قاموا بالدعوة لذلك من خلال التجمع في : جمعة النفير و سبت الزئير على غرار موضة تسمية الايام.

5 -موضة رشق الساسة بالأحذية: منتظر الزيدي ليس الأول

الواقع أن ما نسميه بدبلوماسية “البذاءة السياسية” ليست  ظاهرة جديدة في القرن الحادي والعشرين فقد اتبع المندوب السوفيتي أسلوب التلويح بالحذاء عام 1956 في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء مناقشة موضوع العدوان الثلاثي على مصر وكان ذلك الأسلوب له الأثر الفعال في انسحاب الدول المعتدية من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ومنطقة السويس في مارس-آذار 1957. وكان يوم 7 مارس-آذار من كل عام يسمى عيد الجلاء في قطاع غزة حيث انتهى العدوان الثلاثي على مصر ورحل الإسرائيليون عن قطاع غزة وسيناء.

سلسلة النماذج المقلدة للموضة التي تتعلق برشق الساسة بالأحذية

  •  العراق : الزيدي .. مؤسساً

إن الكثيرين من ذوي المناصب السياسية الرفيعة تعرضوا لهذا الموقف مؤخرا، وأول ما ظهرت هذه الحادثة كانت على يد الصحفي العراقي منتظر الزيدي نهاية عام2008، حيث فاجأ الجميع برشق حذائه باتجاه الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته ونعته بـ “الكلب” ، قائلا :”هذه قبلة الوداع يا كلب”، ولكن بوش تخطى هذه الضربات بمنتهى المهارة والخفة وكأنه يعلم بأنه مقذوف مقذوف ! بينما صدر الحكم ضد منتظر بالسجن مدة ثلاث سنوات.  وفي مصر :  وفي الشهر التالي لحادث حذاء الزيدي شهد مجلس الشعب المصري مشادات ومشاجرات عنيفة بين نواب الحزب “الوطني” و”الإخوان المسلمين” على خلفية الدور المصري في الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، لعب الحذاء بها دورا هاما، حيث رفعه النائب المعارض أشرف بدرالدين في وجه نواب في الحزب الحاكم خلال جلسة مجلس الشعب، مما دفع رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور إلى إحالته إلى “لجنة القيم. السودان :  قام رجلا برشق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بحذائه خلال مؤتمر عام بالخرطوم 25-1-2010  و لقد كان الرجل قريبا من المنصة وقذف حذاءه لكنه لم يصل اليه (البشير”) وأضاف أن الواقعة صدمت عشرات المسئولين الذين تجمعوا للمشاركة في المؤتمر الخاص بالتخطيط الاستراتيجي لحكم السودان. وفي فلسطين : حذاء طفولي: وللأطفال نصيبا في الاعتراض باستخدام الأحذية، وهو ما قام به صبي فلسطيني حيث رشق سيارة رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض بحذائه.

وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ألقت القبض على ساهر أحمد (15 عاما) من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من بيت لحم بعد رشقه سيارة رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض بحذائه يوم 18 فبراير 2009. وفي إسرائيل تعرّضت رئيس المحكمة الإسرائيلية العليا، دوريت بينيش، للرشق بحذاء أصابها في وجهها أمس، أثناء ترؤسها إحدى الجلسات.

وقال صحافيون في قاعة المحكمة، إن حذاءين ألقيا على القاضية ولكن الحذاء الثاني أخطأها. أما سفير إسرائيل في السويد بني داجان: فكان في انتظاره المزيد من الأحذية وضرباتها المباشرة التي لا تخطيء، حيث ألقاها البعض عليه خلال القاءه محاضرة في جامعة استوكهولم حول الانتخابات الإسرائيلية، اعتراضا على السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وأعلن التيار الشبابي في منظمة اليسار “النقابية” مسئوليته عن الهجوم على داجان وقال :”إن جامعة ستوكهولم دعت متحدثا رسميا لقوة الاحتلال الإسرائيلي ليحاضر حول الانتخابات الإسرائيلية .هذه الخطوة تشرعن الاحتلال الإسرائيلي وحصاره على غزة وتوسيع المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية والمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين”.

وفي تركيا :ضربة خاطئة،  وانتقلت موضة الحذاء من المنطقة العربي شمالا، ففي فبراير 2009 قامت قوات الأمن التركية بإلقاء القبض على مواطن قام بإلقاء حذائه على وزير التربية والتعليم حسين شيليك فى مؤتمر جماهيري فى مدينة فان شرق البلاد، ولكن الحظ حالف الوزير حيث أخطأه الحذاء وأصاب أحد الصحفيين. وفيانجلترا،  كما حالف الحظ رئيس الوزراء الصيني وين جيابا في ختام زيارته إلى.. حيث تلقى ضربة لم تصبه من حذاء رياضي ألقاه متظاهر خلال القاء الأول كلمة في جامعة كامبريدج شمال لندن في الخامس من فبراير 2009. وفي إيران: أحمدي خليفة بوش: أما على المستوى الرئاسي .. فقد تعرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي لحادث مشابه لما حدث للرئيس الأمريكي السابق، حيث ألقى مجهول الحذاء عليه خلال زيارته لمدينة أورومي بشمال غرب إيران.

يذكر أن الرئيس الإيراني تعرض لحادث آخر مماثل في ديسمبر 2006 حيث تم قذفه بحذاء خلال مظاهرة طلابية بجامعة أمير كبير، حينما صدمت سيارة الرئاسة رجلا مسنا حاول تسليم رسالة لنجاد وأصابته بجروح. وشهدت استراليا : رشق رئيس وزراء استراليا السابق بالأحذية: لقد صار رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هوارد احدث ضحية لحوادث الرشق بالأحذية من الساسة، بعدما قذفه أحد معارضي الحرب على العراق بزوج من الأحذية-  اكتوبر 2010 في سيدني. كان ” هوارد” الذي فقد منصبه الحكومي ومقعده البرلماني عام 2007 يدافع في حديثه عن قراره المشاركة في غزو العراق عندما قام فرد من الجمهور الذي يحضر التصوير برشقه بالحذاء ، لم يصب الحذاء هدفه، وجرى إبعاد الرجل. أما في كولومبيا:  تعرض سياسي يطمح في الترشح للرئاسة في كولومبيا للرشق بحذاء في حادث أعاد الى الاذهان احتجاجا ضد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.واستقبل الراغب في الترشيح عن الحزب المحافظ اندريس فيليب ارياس بصيحات استهجان “اخرج من هنا” و “انت فاسد” عندما بدأ في الحديث في مناسبة بمدينة بارانكيلا الواقعة على الساحل الكاريبي لكولومبيا.

رشق الساسة بالأحذية وسيلة و موضة تنتشر وتتوغل : إن ما فعله الزيدي يحمل رسائل كثيرة لرئيس يحظى بكراهية شديدة في المنطقة العربية لارتكابه العديد من المذابح بها، مما أضفى على الموقف هالة من المصداقية والجاذبية وبالتالي خطفت الأضواء وأصبحت وسيلة كل غاضب ومتمرد للاعتراض على ما يلاقيه من ظلم، وهو الشيء الطبيعي والمنطقي وسوف تستمر الوسيلة وتنتشر في كافة أنحاء العالم.  ولأن ظاهرة الصواريخ الحذائية  الموجهة للساسة قد أصبحت واقعا ، فقد مدحها الشاعر محمد نصيف بجانب مؤسسها منتظر الزيدي حيث قال في قصيدة :

              أطــلـــقْ حــــذاءَكَ تــســلـــمْ إنـهُ قــاـــدرُ *** فالـقــولُ يـا قــــومُ مـا قــد قــالَ مـنـتـظرُ

يا ابـــنَ الــعـــراق ِ جـوابٌ قـلـتـَـهُ عـلـنـاً *** على الملا و بـه ِ قولُ العراقيينَ يـُختـَصرُ

أطلـقْ حذاءَكَ ألـجــمْ كــلَّ مِـنْ جـَبـُنـَوا *** وقـامــروا بـمـصـيـر ِ الشـعـب ِ واتـمـروا

 الموضة السياسية كانعكاس للحالة السياسية للمجتمع المحلي والدولي من فترة لأخرى

 تمر المجتمعات بفترات سياسية مختلفة متأثرة بذلك بالتغيرات الدولية،  متأرجح بين الانجذابات السياسية العالمية و كنتيجة ايضا للتغيرات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ايضا داخل هذه المجتمعات .  و هذا بطبيعة الحال ينعكس على حال المجتمع و استقراره السياسي، و توجهاته السياسية و تبني نظم سياسية معينة.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى