حميد فارس حسن – مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية 2021, المجلد 10, العدد 36 / part2, الصفحات 150-188
العنف سلوك مرفوض إنسانيا، وغالباً ما تتداعى الدول والمنظمات الدولية لشجبه واستنكاره، ابتداءً، ثم الشروع تدريجيا باتخاذ الإجراءات العقابية، سياسيا واقتصاديا، وصولا إلى الإجراءات القسرية (العسكرية) في إطار التدخل الإنساني الدولي لحماية الجهات المستهدفة من العنف. غير أن هذا المستهجن يغدو مرغوبا، او مسكوتا عنه، حينما يكون وسيلة لتغيير او لتثبيت أوضاع جيوسياسية او ديموغرافية مرغوب فيها. هذا ما يبدو جليا في حالة العنف الطاغي الذي يعانيه مسلمي الروهينجا، اذ كان الصمت او الاكتفاء بالتعبير عن الأسف والقلق سمة المواقف الدولية. لكن تصاعد أعمال العنف شدةً أجبرت المجتمع الدولي على التحرك، ولو بمستويات لا تزال بحدودها الدنيا, يسعى هذا البحث لتبيان حقيقة مواقف الدول، وتحديدا الفاعلة منها عالميا وإقليما، إزاء هذه المأساة الإنسانية، واستجلاء الأسباب الكامنة وراء الوهن والقصور الذي انتاب المواقف الدولية.
تحميل الدراسة