المُتغيرات الاستراتيجية المؤثرة في الأمن الدولي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001
مجلة السياسية والدولية
2020, المجلد 2, العدد 43, الصفحات 91-142
يُعد الأمن مُصطلحاً عاماً مُجرداً يُستخدم في الكثير مِن الدِراسات الإِنسانية وعلى مُختلف الأصعِدة ابتداءً بأمن الفرد وانتهاءً بالأمن الدولي أو العالمي. ويُعد مطلباً مِن المطالب الرئيسية لِكُل المُجتمعات لتحقيق التنمية البشرية المُستدامة. ولقد حملت بيَئة عالم ما بعد الحَربُ البارِدةَ واحداث11 أيلول2001 معها تغييرات كبيرة أصابت عمق النِظام العالمي واحدثت فيه تغييرات كبيرة قلبت الموازين وغيرت وجه التاريخ وعكست مسار البشرية. فالمُتغيرات الاستراتيجية التي اجتاحت العالم جعلت مِن القوة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والأمنية قوى أكبر وأكثر أهمية مِن القوة العسكرية بكافة عناصرها، فلم تعد عناصر الأمن الدولي ومقومات قوة الدول هي ذاتها التي عرفها العالم تقليدياً بل أصابها التغيير والاختِلاف لاسيما بعد أنَّ برز إلى السطح مفهوم العولمة والتي حولت العالم إِلى قرية كونية صغيرة بثورتها العلمية والتكنولوجية التي شملت كافة مناحي الحياة وكان لها تأثيراً كبيراً ايجابياً وسلبياً على كافة الانساق خصوصاً الدول ومقومتها. بعد أنَّ زادت الهوة والصِراع بين الشِمال والجنوب، واتاحت فرصةٌ مُلائمة أمام الإِجرام المُنظم عبر الوطني لاستِغلال ذلك ليمد أنشطتهُ وأعمالهُ غير المشروعة على الصعيدين الاقليمي والعالمي، لتُجسد تِلك المُتغيرات وغيرها تهديداً للأمن الدولي.