نظرية العلاقات الدولية

النظرية الماركسية في العلاقات الدولية

اولا_ النظرية الماركسية:

_ تمهيد:  ﺘﻌﺩ ﺍﻟﻤﺎﺭكسية ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﺓ ﻟـﺒﻌﺽ ﺍﻟﻅـﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ  كاﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ Imperialism ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ International conflits ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﻤـﻥ ﺒﻴﻥ ﺯﻋﻤﺎﺌﻬﺎ ﻨﺠﺩ: كاﺭل ﻤﺎﺭكس  Karl Marx، ﻓﺭﻴﺩﺭﻴﻙ ﺃﻨﺠﻠﺯ Frederick angles  ﻭﺠﻭﻥ ﻫﻭﺒﺴﻭ  John a-Hobson  ﻭﺭﻭﺯﺍ ﻟﻭكسبورغ  rosa Luxembourg، ﻟﻴﻨـــﻴﻥ ﻓﻼﺩﻴﻤﻴـــﺭ ،  Vladimir Léni …… ﺍلخ.  

01_ مفهوم النظرية الماركسية:

          وهي المذهب الذي نادى به ماركس وانجلز وتروتسكي وكذلك ستالين وتعني الدعوة الى التفكير والفهم لكل ما يدور حولنا في المجتمع وهي تركز على الصراع بين الطبقات المكونة للمجتمع البشري، فهي تركز على البعد الصراعي في العلاقات الدولية اعتمادا على العوامل الاقتصادية.     

         ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ كما  ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻟﺠﻬﺎ، ﺤﻴﺙ ﺃﺩﺨﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻤﺎﻀـﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل، ﻭﻗﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭكسية ﺍﻟﺤﻘل ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻲ ﺤﻴـث ﺍﻋﺘﺭﻑ ﻋﺩﺩ كبير ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ، ﻭﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺃﻤﺎﻡ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍﺕ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ﻭﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.

           ﻭﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺭكسية ﻭﺍﻟﻠﻴﻨﻴﻨﻴﺔ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﻤﻘﺎﺭﺒﺎﺕ ﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻔﻬﻭﻤﻲ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﺘﺭكز ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤـل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻌﺘﺒﺭﺓ ﺃﻨﻪ ﺍﻷﺴﺎﺱ، ﻭﺃﻨﻪ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺘﻔﺴـﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺭكزت عليه ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻘـﺎﺕ ﺒـﺭﺯﺕ أﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ كان ﻟﻬﺎ ﺃﺜﺭ كبير ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻭﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﻤﺸﺎكل ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﺡ ﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﻟـﻰ ﺒﻠﻭﺭﺓ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩل ﻭﺤﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻨﺠﺤﺕ ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﻤﺎﺭكسية ﻋﻘﻴﺩﺓ ﻭﺇﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺃﺩﺍﺓ ﺘﺤﻠﻴل ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ. [1]

 ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ يمكن ﻁﺭﺡ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺎﺭكسية ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ:

        ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺎﺭكسية ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺘﻨﻅﻴﺭﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ، ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ  ﻨﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:

1- ﺘﺭكيز ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺭكسينﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ  ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ .

2-ﻻ ﻴﻔﺼل ﺍﻟﻤﺎﺭكسيون ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺩﺭﺴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﻜل ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻪ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺘﺠﺎﻫﻠﻬﻡ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻓﻲ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺼـﺩﺩ ﻴﻘﻭل ﻓﻼﺩﻴﻤﻴﺭ ﻟﻴﻨﻴﻥ : ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻜﺒﺭ ﺨﻁﺄ ﻭﺃﺸﺩ ﻀﺭﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﺼـل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ .

3-ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻤﺤﻭﺭ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﻴﻥ ﻟﻠﻅﻭﺍﻫﺭ .

4-ﻋﺩﻡ ﺇﻟﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺭكسيين ﺒﻜل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻅﺎﻫﺭﺘﻲ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼـﺭﺍﻉ ﺍﻟﻁﺒﻘﻲ ﻭﺠﻌﻠﻬﻤﺎ كمتغيرين ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﻡ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﻜﻔﺎﻋل ( actor) ﻭﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ كقوة ﻤﺤﻔﺯﺓ (motive) .

5-ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺩﻭل، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﻴﻥ ﻴﻨﻜﺭﻭﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﺒل ﻴﺫﻫﺒﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺩﻋﻭﺘﻬﻡ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺯﻭﺍل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﺘﺒﺭﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻟﻴﺱ ﺼﺭﺍﻋﺎ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﺃﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺼـﺭ ﺍﻉ ﻁﺒﻘﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺒﺭﺠﻭﺍﺯﻴﺔ ﻭﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺒﺭﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻴﺎ، ﻭﻫﻭ ﺼﺭﺍﻉ ﺇﻴـﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ، ﻓﻬـﻭ ﺼـﺭﺍﻉ ﺇﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﻷﻨﻪ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺘﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ: ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ، ﻭﻫﻭ ﺼﺭﺍﻉ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻷﻨـﻪ ﻴﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﺃﺴﻠﻭﺒﻴﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻥ ﺒﺸﺄﻥ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ . ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﺘﻨﻅﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻜـل ﻤﻥ ﻫﻭﺒﺴﻭﻥ ﻭﻟﻴﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﻤﺎ ﻟﻺﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻭﺘﺭﻜﻴﺯﻫﻤـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤﺒـﺩﺌﻲ ﺍﻷﻤﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ.[2]

تكتسي المقاربة الماركسية أهميتها العلمية في تفسير العلاقات الدولية، من خلال الدور الذي لعبته في مرحلة الحرب الباردة التي شكلت فيها الماركسية، إيديولوجية مواجهة للغرب الرأسمالي، حيث اعتمدت مجموعة من الدول، وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي والصين والدول المنضوية تحت ما سمي بالمعسكر الاشتراكي، المقاربة الماركسية في سياساتها الدولية وفي تعاملها مع الغرب الرأسمالي، وخلقت بذلك توازنا حقيقيا في المنتظم الدولي. إذ تنظر المقاربة الماركسية إلى العلاقات الدولية على أنها علاقات هيمنة واستغلال ناتجة عن السياسات الامبريالية التوسعية للرأسمالية التوسعية. 

02_ أشكال من العلاقات الدولية وفق المقاربة الماركسية:

01- علاقات تربط بين المراكز الرأسمالية القائمة على التقسيم الاقتصادي للعالم، وهي الاحتكارات.
02- نظرا لحاجتها إلى توسيع نطاق استغلالها، وتصريف الرأسمال المتراكم لديها، تقوم الدول الرأسمالية بتقسيم العالم فيما بينها، لكن هذا التقسيم لا يصمد أمام تضخم الرأسمالية وحاجتها لتوسيع نطاق استغلالها، مما يؤدي إلى تضارب مصالح هذه الدول التي تقوم إلى الحرب والسلاح لحسم المصالح، وهو ما حدث في الحرب العالمية الأولى.

             كما نجد إلى جانب هذين النموذجين، نموذج العلاقات الدولية الناجمة عن مواجهةالامبريالية، والتي تحدث بين الدول الرأسمالية، التي تزحف على باقي الدول والشعوب من أجل استغلالها، وبين حركات التحرر الوطني، التي تقاوم الاستغلال والهيمنة والتعسف، وبالتالي فان هذه الحروب حروب عادلة تشنها الدول المستعمرة والمستغلة ضد الدول الرأسمالية، وفي هذا السياق يقول لنين:” إذا أعلن المغرب الحرب على فرنسا، وإذا أعلنت الهند الحرب على انجلترا… فان هذه الحروب هي حروب عادلة ودفاعية” .

_ تطور الماركسية:      

       وعرفت المقاربة الماركسية تطورا في قراءتها للعلاقات الدولية، انسجاما مع التحولات التي يعرفها النظام الدولي، حيث أن توسع علاقات الإنتاج الرأسمالية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أصبحت الرأسمالية النظام الاقتصادي السائد في العالم، وتوزع الرأسمال العالمي بين مركز مهيمن،ومتقدم، ومحيط متخلف وفقير، يرتبطان بعلاقات تبعية ناتجة عن امتلاك المركز (الدول المتقدمة) للرأسمال والقوة الاقتصادية، في حين أن دول المحيط الرأسمالي (الدول المتخلفة) فقيرة ولا تتوفر على اقتصاد قوي مستقل، مما يجعلها مرتبطة بالمركز وخاضعة له، بحكم أن المركز هو النواة الأساسية في النظام الرأسمالي، تتحكم فيه مصالح الدول الصناعية الكبرى والشركات المتعددة الجنسية. [3]

          وإذا كانت الماركسية الكلاسيكية، مع ماركس وانجلس ولينين، أو ما يعرف بالماركسية

الأرتوذكسية، لم تهتم كثيرا بالعلاقات الدولية، حيث أولت الأهمية الكبرى إلى الصراع الطبقي، والانكباب على تحليل علاقات الإنتاج وإفرازاتها وآليات التغيير داخل كل مجتمع على حدا، فإن هذا لا يلغي البعد العالمي والأممي في التحليل الماركسي، وذلك يمكن ملامسته من خلال النداء الذي افتتح به ماركس وانجلس البيان الشيوعي عام 1848، وهو نداء ” يا عمال العالم اتحدوا”، وفي هذا الإعلان يتبين إدراك ماركس للبعد العالمي للصراع بين البرجوازية البروليتارية. 

03_ الانتقادات الموجهة للنظرية الماركسية:

          لقد اغفلت الماركسية العديد من العوامل التي تعمل على تسيير وتوجيه حركة التاريخ البشري، وتحدد طبيعة وشكل العلاقات الدولية فيه. فلم يكن الدافع المادي الاقتصادي هو المحرك الوحيد لسلوك الدول وتصرفاتها. بل هناك دوافع  اساسية اخرى من المنافسة والاحساس، بتحقيق الذات  وغيرها من الدوافع السيكولوجية والاجتماعية والدينية.التي لاتتصل بالضرورة بالعوامل المادية الاقتصادية. كذلك  ما يدل على تراجع الماركسية وضعفها على الساحة الدولية ، انه بعد مرور ما يقارب مئة عام على الثورة الروسية. ان الاتحاد السوفياتي لم يصل الى مصاف الدول الغربية المتقدمة.[4]

ثانيا_ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻟﻨﻴﻭﻤﺎﺭكسي ( ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ )

01_مفهوم نظرية التبعية:  

          ﺒﺩﺃ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺒﻠﻭﺭ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻟﺩﻯ ﺒﻌﺽ ﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ، ﻤﻥ ﺃﻤﺜﺎل ﻓﺭﺍﻨﻙ،  ﻭﺩﻭﺭ ﺴﺎﻨﺘﻭﺱ، ﻭكاﺭﺩﻭﺯﻭ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ، ﺜـﻡ ﻤـﺎ ﻟﺒثت ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻫﺅلاء ﺃﻥ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﻭﺘﻁﻭﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻤﻥ ﺒﻠـﺩﺍﻥ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺼﺎﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑﺨﻼل ﻋﻘـﺩﻱ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ” Dependency school”، ﻭﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺴﻤﻴﺭ ﺃﻤﻴﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﺒﺭﺯ ﻤﻨﻅﺭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ. [5]

02التبعية النشأة والتطور:

         ﻟﻘﺩ ﺸﻜﻠﺕ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ، ﻭﻗـﺩ ﻜـﺎﻥ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻌﺠﺯ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ، ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ كاﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻤﻨﺫ ﻅﻬﻭﺭﻩ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ، ﻭﻗـﺩ ﺸﻜﻠﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺠﺯﻫﺎ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﻤﻥ ﺩﻭل ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻨﻅﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴـﺔ، ﻭكاﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺸﻬﺩﻩ ﺩﻭل ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴـﺔ، ﻭﻗـﺩ ﺘـﻡ ﺘﻁـﻭﻴﺭ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭكانت ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ﻗﺩ ﺘﻘﺩﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻜﻨﺯﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺭﺒﻁﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺒﺎﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ، ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﻤﺎﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺃﺒﺤﺎﺙ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺃﺒﺤﺎﺙ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ.[6]

         ﻟﻘﺩ جاءت ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ اﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻜﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ modernizations ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻑ ( ﺩﻭل ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ) ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ( ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ )، ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻴﺘﻡ ﺒﺎﻟﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺴـﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻭﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ.[7]

          ﻓﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻅﻬﺭﺕ كحاﻟﺔ ﻗﺒل ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ كنظﺭﻴﺔ وكمدرسة ﺤﻴﺙ  كاﻨﺕ ﻤـﻥ ﺇﻓـﺭﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠـﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻟﺩﻭل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺁﺴﻴﺎ ﻭﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺨﺭﺠﺕ ﻤـﺩﻤﺭﺓ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ .

         لقد ﻅﻬﺭﺕ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺨﻀﻡ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻭﻤﺴﺘﺠﺩﺍﺕ ﻭﺤﻘﺎﺌﻕ ﻋﺩﻴﺩﺓ، ﻨﺫﻜﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺃﻫﻤﻬﺎ: ﺘﺭﺍﺠﻊ ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻁﺭﺡ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻜﺭﺩ ﻓﻌل ﻋﻠـﻰ ﺃﻓﻜـﺎﺭ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺍﻟﻁﺒﻘـﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤـﺔ ، ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻭﺨﻁﻭﺭﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ.

         وﺘﻌﺩ ﻁﺭﻭﺤﺎﺕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺘﺠﺴﻴﺩﺍ ﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ، كوﻨﻬﺎ ﺘﺩﺭﺱ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺘﺸﺠﻊ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻭﺘﻜﺎﻤﻠﻬﺎ. ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﻭﻫﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻨﺠﻡ ﻋﻨﻪ ﻟﺠﻭﺀ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺘﻤﺎﺸﻰ ﻭﻁﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺘﺨﻠﻔﻬﺎ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴـﻑ ﻤﻥ ﺘﺒﻌﻴﺘﻬﺎ، ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ، ﺍﻟﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻼﻤﺘﻜﺎﻓﺊ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ، ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭﺘﺼﺩﻴﺭ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻤﻭﺍل.

03_ التيارات الفكرية لنظرية التبعية :

      تنطوي مدرسة التبعية على اتجاهات متعددة يمكن ذكر منها ما يلي:

أ_ تيار التخلف:  يمثل هذا الاتجاه أندريه قوندر فرانك الذي توصل إلى استنتاجاته انطلاقا من تحليل التاريخ الاقتصادي لبلدان العالم الثالث، حيث يركز الباحث على فكرة تنمية التخلف في النظام العالمي، وقد توصل إلى وجود علاقة سببية بين بلدان المركز وبلدان المحيط، أي أن العلاقة بين الطرفين تتضمن تباين البنيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدول المحيط مما يزيد من ارتباطها ببنيات دول المركز وبالتالي بقدر ما تتطور العلاقة بين المركز والتوابع بقدر ما تزداد وتيرة التخلف .وقد ظهرت أعراض التخلف كنتيجة طبيعية لهذا الوضع الذي يصفه البعض بالإقتصاد الثنائي.[8]

ب_ تيار الإمبريالية: يجد هذا التيار أصوله التاريخية في النظرية اللينينية –الهوبسونية للإمبريالية،  أما عن الدراسات المعاصرة للإمبريالية نجد دراسة بول باران، و سويزي الأمريكيين اللذين اعتبرا أن القرن العشرين يتميز بالهيمنة التدريجية لشمال أمريكا مكان الإمبراطورية الأوروبية الاستعمارية، ومدافعين عن مركز دول العالم الثالث معتبرين أن أفضل وسيلة لهذه الدول من أجل تحقيق التنمية هي في الخروج من هذا النظام. [9]

ج_ تيار المركز والمحيط :

يمثل هذا التيار كل من المفكرين العربيين سعد زهران وسمير أمين، حيث يشير سمير أمين إلى أن التراكم البدائي القائم على التبادل اللامتكافئ سيتعزز ويساهم في تمثيل التبعية التجارية والمالية والتقنية وبالتالي السياسية والثقافية لدول الأطراف، حيث يقول: ” في المراكز تحكم القوى الاجتماعية الداخلية بصفة أساسية تراكم رأس المال، ثم تخضع العلاقات الخارجية [10]

د_ تقييم المدرسة التبعية:

         لقد استطاعت التبعية تحرير الطبقة العاملة من ايدي البرجوازية وكذلك القضاء ولو تدريجيا على الاستغلال الدولي. تسليط الضوء على القضايا المهمشة. قدمت تفسير منطقي للحروب والنزاعات الدولية.لكن هذا لايمنع من تقديم انتقادات منها ان التبعية لم ترقى ان تكون نظرية قوية . كذلك تركيزها على الجانب الاقتصادي واهمال العوامل الاخرى.[11]


[1] _ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺠﻨﺩﻟﻲ، ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻨﻴﺔ،( ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ: ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﺩﻭﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،2007) . ص. 191 192_ .

[2] _المرجع نفسه، ص.192.

 [3] _ عماد شقيري، مقاربة ماركسية للعلاقات الدولية، المحور العولمة وتطورات العالم المعاصر،الحوار المتمدن، 1723،

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=79853

[4] _ محمود علي، حنان خمش، العلاقات الدولية والإيديولوجيا، مقاربة ماركسية، مجلة المفكر: ع. 10. ص 83.

[5] _ ﺠﻬﻴﻨﺔ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﺴﻰ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ، ﻋﻠﻡ ﺇﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ، ﺩﻤﺸﻕ : ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ، 1999 ، ﺹ 127 .

[6] _ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺩﺒﻠﺔ ، ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺭﺅﻴﺔ ﺴﻭﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ: ﺩاﺭ ﺍﻟﻔﺠﺭ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، 2004، ﺹ. 208 .  

[7]  ﺠﻬﻴﻨﺔ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﺴﻰ وآخرون، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ 127 .

 [8]_  نور الدین زمام ، القوى السیاسیة والتنمیة ، دراسة في علم الإجتماع السیاسي ، الجزائر : دیوان المطبوعات الجامعیة ، 2007 ، ص .81.

[9] _ إسماعيل شعباني، مقدمة في اقتصاد التنمية ( الجزائر: دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ، ط3، د.ت.ن) ص 35  147-

[10]  _ أماني عزت طولون ، القریة بین التقلیدیة والحداثة ( الإسكندریة : دار المعارف الجامعیة) ، ص.62.

[11] _ النظرية البنيوية في تحليل العلاقات الدولية، تاريخ الاطلاع:13/03/2017.                                30dz.justgoo.com/t1656-topic 

2.6/5 - (12 صوت)

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى