ملخص: على إثر الفوضى الأمنية في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحالة فقدان الدولة لقدرتها على مراقبة حدودها، خصوصا في المناطق التي تعرف العنف بين الجماعات المسلحة للسيطرة على السلطة، استغلت الجماعات الإرهابية العابرة للحدود ذلك لتتمدد في المجالات الحيوية ذات الأهمية، حيث ترتبط تجارة الأسلحة التي تتغذى من جراء تصاعد الإرهاب العابر للحدود والتطرف العنيف، مما جعل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تزايدا لهذا النشاط الذي يعد جريمة منظمة والتي انعكست سلبا على أمنها الوطني، ونسعى في هذه الدراسة إلى تبيان انعكاس عودة المقاتلين الأجانب من بؤر التوتر على انتشار التطرف العنيف في منطقة شمال إفريقيا، من خلال تقصي امتدادات الجماعات الإرهابية إلى داخل تلك الدول وانعكاسه على الأمن الوطني فيها، والبحث في الأسباب والدوافع المحفزة على تطرف الشباب في المنطقة، وتبيان مستوجبات التنسيق الأمني الإقليمي في ظل عودة هؤلاء المقاتلين من بؤر التوتر إلى بلدانهم بما يسهم في نشرهم للتطرف العنيف، وسنعتمد في هذه الدراسة على العناصر والمحاور التالية: 1. مفاهيم كل من: الجماعات الإرهابية، تجنيد الشباب، التطرف. 2. الأسباب والدوافع المحفزة على تطرف الشباب في المنطقة. 3. الامتدادات الإرهابية وعودة المقاتلين من “داعش” إلى دول شمال إفريقيا وانعكاسه على الأمن الوطني فيها.