منهجية التحليل السياسي

بحث حول مناهج البحث العلمي 2020

مقدمة.
المبحث الأول: مـــــاهية البحث العلمي.
المطلب الأول: مفهوم البحث العلمي.
المطلب الثاني: خصائص البحث العلمي.
المطلب الثالث: أنواع البحث العلمي.
المطلب الرابع: أهميته.
المبحث الثاني: ماهية مناهج البحث العلمي.
المطلب الأول: مفهوم المنهج العلمي.
المطلب الثاني: تطور الفكر وظهور المنهج العلمي.
المطلب الثالث: تنوع البحث العلمي.
المطلب الرابع: علاقته بالعلوم الاجتماعية بصفة عامة والعلوم القانونية خاصة.
خــــاتـــمة.
مـقـدمـــة:
تعتبر عملية دراسة مناهج البحث العلمي الصحيحة أمر ضروري على كل باحث أو طالب حيث يتزود كل منهما ويتسلح منذ البداية بطرق ومناهج البحث العلمية الصحيحة الأمر الذي يقوى ويعمق لديهم القدرة على الاكتشاف والتفسير والفهم والتنظيم واستعمال المعلومات والمعارف بطرق سليمة لذا يجب على الباحث أو العالم العلمي المتخصص أن يلتزم بها ويسير على هديها خلال القيام ببحوثه العلمية في ميدان تخصصه كما تبرز أهمية المنهج في الأبحاث العلمية بل وليس هناك بحث دون منهج دقيق يتناول دراسة المشكلة ويحدد أبعادها وجوانبها ومسبباتها وتأثرها بما يحيط بها من ظواهر وذلك وفقا للقواعد والأحكام التي تتم بها دراسة المشكلة أو الظاهرة على ضوئها ويتم التحكم في حركتها أو توجيهها توجيها سليما يتماشى ودراسة المشكلة سواء بتعديلها أو إضافة شيء جديد لها أو بإضافة دراسة تحليلية بغرض القضية محل البحث والدراسة.
ومن هنا نطرح التساؤل الآتي: ماهو البحث العلمي؟ وما مفهوم مناهج البحث العلمي؟
وتعتبر مقومات وأجزاء موضوع مناهج البحث العلمي قضية علمية ومنهجية أولية وأصيلة لأية دراسة أو بحث، ومن المقومات والعناصر الأساسية لمناهج البحث العلمي وخصائصه وأنواعه وكذا أهميته وهذا ما سنتناوله في بحثنا هذا ثم نتطرق إلى مفهوم مناهج البحث العلمي وتطوره مع الفكر الإنساني وتنوعه وعلاقته بالعلوم الاجتماعية والقانونية.
المبحث الأول/ البحث العلمي.
المطلب الأول: ماهية البحث العلمي.
لتحديد مفهوم البحث العلمي يجب التطرق إلى تحديد مفهوم العلم أولا ثم تحديد مفهوم البحث العلمي.
-العلم لغة: معناه إدراك الشيء بحقيقته أي كما هو دون زيادة أو نقصان.
-اصطلاحا: هو جملة الحقائق أو الوقائع والنظريات التي تزخر بها المؤلفات العلمية أو هو المعرفة المنسقة التي تنشأ
عن الملاحظة والدراسة والتجربة لاكتشاف الحقيقة بصورة قاطعة ويقينية.
وهناك بعض المفاهيم والمصطلحات التي تقترب من مفهوم واصطلاح العلم وتكاد تختلط به مثل المعرفة.
والثقافة والفن ويستحسن الاطلاع عليها ومحاولة معرفة التمييز والتفريق بينها وبين مفهوم العلم حتى يتم تعريف وتحديد مفهوم العلم تحديدا جامعا مانعا واضحا.. وللعلم أهداف ووظائف يمكن حصرها فيما يلي:
– الاكتشاف والتفسير مثل اكتشاف القوانين العلمية للظواهر الطبيعية عن طريق الملاحظة وإجراء التجارب لتفسير هذه الظواهر والواقع.
– التنبؤ أي التوقع العلمي لتطور وسير الأحداث والظواهر الطبيعية كالطقس.
– التحكم والضبط عن طريق السيطرة على النتائج وتوجيهها إلى الواجهة المرغوب فيها كالتحكم في مسار الأنهار ومياه البحار والتحكم في الأمراض وضبط السلوك الإنساني وتوجيهه إلى الخير والأفضل.
مفهوم البحث العلمي:وردت له عدة تعريفات منها:
– هو وسيلة للإستعمال والإستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة..على أن يُتبع في هذا الفحص والإستعلام الدقيق خطوات المنهج العلمي. واختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات .
– البحث هو استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف حقائق وقواعد يمكن التحقق منها مستقبلا.
المطلب الثاني/خصائص البحث العلمي: للبحث العلمي خصائص عدة تستخلص من التعريفات السابقة أهمها:
– البحث العلمي بحث منظم ومضبوط بعيد عن الصدفة بل هو نشاط عقلي دقيق ومخطط وموثوق النتائج.
– بحث نظري لأنه يستخدم النظر لإدراك النسب والعلاقات بين الأشياء ويخضع للتجريب والاختبار.
– بحث تجريبي يقوم على أساس إجراءات والتجارب على الفرضيات لأنه بدون هذا لا يعد بحثا علميا فالبحث العلمي يؤمن ويغترف بالتجارب.
– البحث العلمي بحث تفسيري لأنه يستخدم المعرفة العلمية لتفسير الظواهر والأمور والأشياء عن طريق مفاهيم مترابطة تسمى النظريات.
– البحث العلمي بحث حركي وتجديدي ينطوي دائما على تجديد وإضافات في المعرفة عن طريق استبدال متواصل ومستمر للمعرفة القديمة بمعارف أحدث وأدق.
– البحث العلمي يمتاز بالعمومية لأن المعلومات والمعارف لا تكتسب صفتها العلمية إلا إذا كانت بحوثا معممة وفي متناول أي شخص مثل الاكتشافات الطبية .
المطلب الثالث/ أنواع البحث العلمي.
تنقسم وتتنوع البحوث والدراسات العلمية إلى عدة أنواع على أساس كيفية معالجتها للحقائق والظواهر وعلى أساس النتائج العلمية التي تتوصل إليها البحوث والدراسات العلمية وكذلك على أساس مدى وقدر المعلومات المحصلة والمتوفرة حول الموضوع محل البحث والدراسة العلمية ونذكر منها:
أولا: البحث العلمي التنقيبي الاكتشافي: يتركز على جميع المعلومات والحقائق التي تساعد الإنسان على معرفة جوهر القضية والباحث فيه ليس ملزما فيه بالوصول إلى نتائج يمكن تعميمها وإنما هو مطالب بالتأكيد عن دقة المعلومات وصحتها وترتيبها وتصنيفها، مثل: البحث التنقيبي الذي يقوم به الطالب لاكتشاف مجموعة مراجع والمصادر المتعلقة بموضوع أو فكرة معينة والبحث الذي يقوم به المؤرخ للبحث عن سيرة إنسانية لشخصية تاريخية، مثل: العلامة، بن رشد، وهذا النوع من البحوث يستعمل بصفة خاصة في معالجة المشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية. لأن هذه المشاكل مثل الأمراض التي يعالجها الطبيب فلا يمكن وصف أي دواء ناجح يشفي المريض إلا إذا قام الطبيب بفحص المريض ومعاينته والتأكد من أن حقيقة المرض معروفة لديه، والشرطي مثلا يبحث عن كل ماله علاقة بالقضية حتى تتجمع لديه جميع الأدلة والشواهد التي تثبت له ماذا جرى فعلا.
ثانيا: البحث التفسيري النقدي:
وهذا النوع مكمل للنوع الأول فإذا كانت الحقائق هي الهدف الأساسي للباحث في النمط الأول، فإن الهدف الأساسي للباحث في النمط الثاني هو الوصول إلى نتيجة معينة عن طريق استعمال المنطق والأفكار المتجمعة لدى الباحث وبصريح العبارة فإن الباحث يهتم بترتيب المعلومات وتحليلها، وتوضيح نقاط القوة والضعف التي تتوافر في أية قضية يدرسها الباحث أو يقوم ببحثها، كما أن الباحث يسعى لإبراز الطريقة المثلى، لمعالجة المشكلة لحل معين على آخر، ويتعلق هذا النوع من البحوث عادة بتفسير الحقائق لا الظواهر، للوصول إلى نتائج مثل: البحث عن النظرية السلبية والرابحة لتفسير القاعدة القانونية.
ثالثا: البحث الكامل:
وهذا النوع الثالث من هذه الأبحاث الذي يجمع بين النوعين السابقين بالإضافة إلى كونه يعتمد على الحقائق والطرق التي تساهم في حل المشكل المطروح ثم اختبار النتائج ويشترط فيه:
– وجود مشكلة تتطلب حل.
– وجود الدليل الذي يتضمن آراء الخبراء في الموضوع.
– التحليل العلمي الدقيق للدليل لتقدير مدى ملاءمته للحل وترتيبه من أجل الوصول إلى حقائق وحجج ثابتة وقاطعة.
– الحل القاطع والمحدد والمشكلة.
4-البحث العلمي الاستطلاعي: البحث الاستطلاعي أو الدراسة العلمية الكشفية الصياغية الاستطلاعية، وهو يهدف إلى التعرف على المشكلة فقط، وتقوم الحاجة إلى هذا النوع من البحوث عندما تكون المشكلة أو موضوع البحث جديد لم يسبق اكتشافه من قبل أو عندما تكون المعلومات أو المعارف المتحصل عليها حول المشكلة أو الموضوع قليلة وضعيفة.
5-البحث الوصفي والتشخيص:
هو بحث يهدف إلى تحديد سماحة وصفات وخصائص ومقومات ظاهرة معينة تحديدا كميا وكيفيا.
6-البحث التجريبي: يتحدد مفهوم هذا النوع من البحوث العلمية وهو البحث التجريبي عن طريق التعرف على المنهج التجريبي وهو بحث يقوم أساسا على الملاحظة والتجارب الدقيقة لإثبات صحة فروض وذلك باستخدام قوانين عامة لتفسير وضبط وحل المشكلات والظواهر علميا.
هذه هي أهم أنوا ع البحوث بصفة نسبية ومرنة ويمكن القول أن جل أنواع البحوث العلمية تتكامل وتتساند للوصول إلى أبحاث علمية كاملة وشاملة وقوية.
المطلب الرابع/أهميته.
إن الحاجة إلى الدراسات والبحوث والتعلم لهي اليوم أشد منها في أي وقت مضي فالعلم والعالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق على غيره، وإذ كانت الدول المتقدمة تولي أهمية كبيرة للبحث العلمي هذا لأنها تعتبر البحوث دعامة أساسية لاقتصادها وتطورها وحضارتها الذاتية وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها والمحافظة على مكانتها الدولية وأمنها القومي.
ويعتبر البحث العلمي بمناهجه وإجراءاته من أمور الضرورية لأي حقل من حقول المعرفة فقد أصبح الإلمام بهذه المناهج المختلفة والقواعد الواجب اتباعها بدءا من تحديد مشكلة البحث ووضعها بشكل إجرائي ومرورا باختبار منهج وأسلوب لجمع المعلومات وانتهاءا بتحليل المعلومات واستخلاص النتائج من الأمور الأساسية في العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانية.
لذلك أصبحت منهجية البحث العلمي من الأمور المسلم بها في المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث وذلك لمالها من فضل في تطوير وتقدم جميع ميادين العلوم.
المبحث الثاني/ منـــاهج البحث العلمي.
المطلب الأول/ مفهوم مناهج البحث العلمي.
ابتداء من عصر النهضة الأوربية أصبح للمنهج معنى مفاده أنه طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم وهو وسيلة لتحقيق هدف وطريقة محددة لتنظيم النشاط ومن التعاريف التي قبلت فيه.
المناهج: جمع منهج والمنهج لغة يعني طريقة أو نظام كما يعني كيفية او فعل أو تعليم شيء معين وفقا لبعض المباديء بصورة مرتبة ومنسقة ومنظمة وبمعناها الاصطلاحي يقصد به الطريق الأقصر والأسلم للوصول إلى الهدف المنشود.
ويعني أيضا أنه الطريق المؤدي للكشف على الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة .
هو الطريقة أو الكيفية العقلانية المتبعة لتقصي الحقائق وإدراك المعارف أو هو الصيغة أو الأسلوب المتبع في ترتيب الأفكار وعقلنة الفرضيات وإخضاعها للإمتحان والتحليل بما يضمن التوصل إلى نتائج معرفية جديدة او هو فن التنظيم الصحيح للأفكار من أجل الكشف على الحقيقة حينما نكون بها جاهلين أو البرهنة عليها حين نكون بها عاملين كما عرفه «توماس كون» أنه الطريقة العقلانية المنضبطة لتلقي المعارف وشرح مراحل الدورة العلمية وحصرها في محطات أربع.
1- محطة الافتراض: التي تشكل انطلاق البحث العلمي.
2- محطة الملاحظة والتأمل: التي تدخل فيها افترضات الساحة العلمية.
3- محطة الدراسة والتمحيص: وهي صلب البحث العلمي.
4- محطة التحقيق: وهي التي تختم بها الدورة العلمية وتقوِّي نتائجها ويستقر فيها المنظور العلمي الجديد.
المطلب الثاني/ مراحل التطور الفكري ومناهج البحث العلمي.
أغلب الدارسين والمحللين الاجتماعيين يميلون إلى تقسيم مراحل تطور الفكر الإنساني إلى ثلاث مراحل كبرى:
1- مرحلة التفكير البدائي: تعتبر هذه المرحلة أول عهد يدخل فيه الإنسان بتجمعات بشرية ويمارس فيه الحياة الاجتماعية بدافع الفطرة والغريزة للدفاع عن النفس والتصدي لتحديات الطبيعة.
وللكتاب والدارسين تطورات مختلفة حول هذه المرحلة فمنهم من يصورها أجمل المراحل الإنسانية التي تمتاز بالمساواة والبساطة والهدوء والتعاون مع الآخرين وعلى عكس هذا يصورها البعض على أنها أبشع مراحل الإنسانية أفراد متوحشون لا يجتمعون إلاَّ للاقتتال والفتك ببعضهم القوي يهلك الضعيف وبين هاتين الصورتين تغلب الإنسان البدائي وواجه الطبيعة بفكره الغرائزي الذي لا يعرف للعيش سيرا فلجأ إلى السحر والكهنة تارة وإلى عبادة الأوثان تارة أخرى.
2-مرحلة التفكير الديني: عندما عجزت غرائز الإنسان على قيادته في سبيل الرشاد تطلع إلى السماء فتلقى بشائر الرحمة ونزلت عليه الرسل بالديانات فبينت له سبل النجاح وفتحت أمامه آفاق التطور والرقي فأدرك قوانين الطبيعة واكتشف عللها وأسبابها وفرق بين الفضيلة والرذيلة وغاص في بحور العلم فأيقن الحساب والمنطق والطب والحكمة وبرع في فنون الشعر والأدب والخطابة فأقام المراكز العمرانية الضخمة وشيد المباني والمدن والقصور باسم القادر المقتدر«الذي خلق فسوَّى والذي قدَّر فهدى».
ويعتبر ابن خلدون مؤسس المنهج العلمي بحيث اقترن اسمه بالمنهج العلمي للبحث في العلوم الانسانية لعدة قرون قبل بروز علماء الغرب مثل إميل دوركايم، أوغست كونت، فهو يعد بحق أبو المنهجية العلمية في حقول العلوم الإنسانية وواضع أركانها وقواعدها فالتاريخ الذي كان قبله أدبا وأساطيرا، أصبح مع ابن خلدون علم مشيع ينير ربوع الفكر الإنساني ويرتقي إلى مرتبة سيد العلوم زيادة على أنه هو مؤسس علم العمران البشري أو ما يعرف اليوم بعلم الإجتماع…
3-المرحلة الوضعية: هي المرحلة العلمية المعاصرة التي كرست الثورة العلمية لها في أوربا وهي تستند إلى المنهج التجريبي الذي أرسى قواعده العالم البريطاني “فرنسين بيكون” في كتابه القانون الجديد وتولى الفيلسوف الفرنسي “أوغست كونت”، صياغة هذه النظرية وهي تتجه إلى إقرار قواعد التجربة العلمية وتستبعد من مجال دراستها العلل والأسباب التي تكمن وراء الظواهر وندرس الأشياء المادية الموجودة وتستفيد منها القواعد والقوانين وقد جاءت هذه النظرية كرد فعل مباشرة لاستبداد الكنيسة فحررت العقل من جميع القيود الدينية، وإقصاء العامل الديني نهائيا من مجال الفكر والعلم ولقد طغت هذه النظرية على جميع أوجه الحياة الاجتماعية وتفرعت منها اتجاهات تنظر حقول المعرفة في نطاق العلوم الإنسانية ومنها النظرية الوضعية القانونية.
المطلب الثالث/ تنوع مناهج البحث العلمي.
لمناهج البحث العلمي أنواع كثيرة ومتنوعة ليس متفق على حصر عددها حيث تطول وتضيق قائمة تصنيف مناهج البحث العلمي من عالم إلى آخر فالبعض يركز على أنواع المناهج الرئيسية والأصلية والبعض الآخر يوسع في عدد المناهج لذا يجب علينا التعرض لكافة التقسيمات والتصنيفات المختلفة.
أولا: التقسيمات والتصنيفات التقليدية لمناهج البحث العلمي.
1-المنهج التحليلي والمنهج التركيبي والمنهج التحليلي الاكتشافي أو منهج الاختراع يستهدف إلى الكشف عن الحقيقة أما المنهج التركيبي أو التأليفي الذي يقوم بتركيب وتأليف الحقائق التي تم اكتشافها أو اختراع بواسطة المنهج التحليلي وذلك بهدف تعليمها ونشرها للآخرين:
2-المنهج التلقائي والمنهج العقلي التأملي:
والمنهج التلقائي هو ذلك الذي يسير فيه العقل سيرا طبيعيا نحو المعرفة أو الحقيقة دون تحديد سابق لأساليب وأصول وقواعد منظمة ومقصودة.
ثانيا: التقسيمات الحديثة لمناهج البحث العلمي.
1-تقسيم هويني:
إن أنواع مناهج البحث العلمي عند هويني هي:
أ-المنهج الوصفي.
ب-المنهج التاريخي.
ج- المنهج التجريبي
د- المنهج الفلسفي.
هـ- المنهج التنبؤي.
و- المنهج الاجتماعي.
ي- المنهج الإبداعي.
2- تقسيم ماركيز وهي:
أ- المنهج الأنتروبولوجي.
ب- المنهج الفلسفي.
ج- منهج دراسة حالة.
د- المنهج التاريخي.
هـ– منهج المسح.
و- المنهج التجريبي.
3-تقسيم جرد وسكيتش:
وتصنف أنواع المناهج عند كل من جود وسكتس إلى الأنواع التالية:
أ-منهج التاريخي.
ب- المنهج الوصفي.
ج-منهج المسح الوصفي.
د- المنهج التجريبي.
هـ-منهج دراسة الحالة والدراسات الإكلينية.
و-منهج دراسات النمو والتطور والوراثة.
ومن هنا نصل إلى مناهج البحث العلمي الكبرى والأصلية هي:
1- المنهج الاستدلالي.
2- المنهج التجريبي.
3- المنهج الجدلي (الديالكتيكي).
4- المنهج التاريخي.
المطلب الرابع/ علاقة علم المناهج بالعلوم الإدارية (الاجتماعية والقانونية).
تعتبر العلوم الاجتماعية (علم الاجتماع –علم السياسة-علم النفس-علم الاقتصاد-علم التنظيم) تعتبر هذه العلوم السابقة ميدان أصيلا وأساس في ميدان مناهج البحث العلمي مثل بقية العلوم الأخرى الطبيعية والرياضية والطبية ولكن تختلف طرق وأساليب استخدام طرق المناهج العلمية في العلوم الاجتماعية وبدأ تطبيق المناهج العلمية في البحث عليها حيث عارض بعض العلماء والفلاسفة استخدام المناهج العلمية في هذه العلوم وحصرها في العلوم التجريبية وأهم الفوراق التي من اجلها استبعد العلوم الاجتماعية عن طريق المناهج العلمية هي:
• عدم وضوح ودقة المصطلحات المستعملة في العلوم الاجتماعية فهي مطاطية مرنة في حين نجد السمة المستعملة في العلوم الطبيعية أن مصطلحاتها ثابتة وجامدة الأمر الذي يكسبها الدقة والوضوح.
• تعقد الظواهر الاجتماعية وتشابكها لأن الظاهرة ترتبط بكثير من العوامل الجانبية وكله متشابهة ومتداخلة ويصعب فك أجزاءها وبالتالي لا نصل إلى نتائج مضبوطة.
• صعوبة إجراء التجارب على الظواهر الاجتماعية وصعوبة الوصول إلى قوانين اجتماعية ثابتة نظرا لشدة تغير الظواهر الاجتماعية المستمرة.
• صعوبة حذف العامل النفسي الذاتي في الدراسات الاجتماعية لكون الإنسان هو عنصر من عناصر الظاهرة المدروسة فهو الخصم والحكم في نفس القضية مما يجعل البحوث لا تتسم بالحياد والموضوعية.
• بينما يجري أنصار استخدام المناهج العلمية في بحث علوم الاجتماعية غير ذلك وعلى رأسهم الفرنسي إميل دوركايم حيث أكدوا أن للظاهرة الاجتماعية وجود حقيقي ويمكن دراستها على أنها شيء من أشياء وأنه يمكن استبعاد العامل النفسي والذاتي في هذه الدراسات، فالظاهرة لا تقهر الفرد بل يمكنه الاستقلال في قراراته غير أن ذلك لا يزال يثير جدلا لوجود عوامل ثلاثة مؤثرة في الباحث وهي (عامل المجتمع، عامل مركز البحث العلمي، الذي ينتمي إليه الباحث، عامل يتعلق بالباحث نفسه والوسط الثقافي، والديني.
إن الاستفادة من معطيات العلوم الاجتماعية في دراسة القانون من أجل اكتشاف الظواهر وتفسيرها والتنبؤ بها ومن ثمة فإن علم القانون يخضع إلى مناهج البحث العلمي التي تطبق على باقي العلوم الاجتماعية مع نوع من التخصص والتكيف والملاءمة وما يتناسب وخصوصيات العلوم القانونية كما أن مناهج البحث العلمي تختلف قائمتها من علم لآخر في عددها وأنواعها وعلى العموم يمكن حصر مناهج البحث العلمي في العلوم القانونية في :
– المنهج الاستدلالي.
– المنهج التجريبي.
– المنهج التاريخي.
– المنهج الجدلي.
خـاتـمة:
من خلال ما سبق ذكره نستنتج أن البحث العلمي بمختلف أساليبه وطرقه يقوم على منهج منظم للتفكير العقلي لمعالجة الظواهر محل البحث والدراسة بل أن التقدم العلمي الراهن يرجع الفضل فيه لاستخدام منهج البحث العلمي كوسيلة للتفكير، كما أن الاكتشافات الباهرة منذ عصر النهضة إلى يومنا هذا إنما هي مرتبطة بالتحولات في مناهج البحث، وإن ما زاد في الاضطراب في حياتنا اليومية هو غياب الاعتناء بمناهج البحث إذ أصبحت جل الدراسات والبحوث مجرد معلومات يتم تدوينها دون الاعتماد على منهج واضح للتفكير والتحليل، ومن ثم كانت النتيجة غياب الإبداع العلمي والابتعاد عن تأثيراته الإيجابية على جوانب الحياة الخاصة بمجتمعنا.
المراجع المعتمد عليها:
1-مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية والإدارية، الدكتور: عمار عوابدي، ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة المركزية، بن عكنون، الجزائر، الطبعة الثالثة 1999.
2-مناهج البحث العلمي، الدكتور محمد محمود الذنيات، ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة المركزية، بن عكنون، الجزائر، الطبعة الثانية 1999.
3-ملخص محاضرات المنهجية وفلسفة القانون، الدكتور فاضلي إدريس، معهد الحقوق والعلوم الإدارية، بن عكنون، الجزائر، 13-11/1997.
4-المنهجية القانونية، الدكتور: عكاشة محمد عبد العال، الدار الجامعية للطباعة والنشر، طبعة 2000.
5- الوجيز في المنهجية والبحث العلمي، الدكتور فاضلي إدريس أستاذ كلية الحقوق جامعة الجزائر، طبعة 2002-2003.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى