تطور الجماعات الجهادية في سوريا والقضية الفلسطينية

مقدمة : 

تطورت الأزمة السورية على مر السنوات الماضية لتصبح صراعًا، يرى فيه الكثيرون من صانعي السياسات أنه يتمحور حول مكافحة الجماعات الجهادية؛  حتى أن الجهات المتنافسة على النفوذ في المنطقة بررت تدخلها بمواجهة تلك الجماعات، وهي كانت إحدى القضايا القليلة المرتبطة بسوريا التي تمكن مجلس الأمن أن يصدر قرارًا بشأنها ويكون مقبولاً من جميع أعضائه.

لكن على الرغم من التدخل الدولي تحت بند مكافحة الإرهاب في سوريا شكل أمرًا هامًا بسبب الخطر الذي فرضته تلك الجماعات على كثير من الدول. إلا أن انعِكاس تأثير ذلك التدخل، لم يقتصر على سوريا بعينها بعدما غُذّى الصراع أكثر وأكثر وساهم في الاستقطاب الطائفي في المنطقة؛ بل امتد ليشمل المنطقة كله، وأحدث أثرًا ملموسًا في صراعات أخرى… حتى فرضت خطراً على القضية الفلسطينية بعد أن استثمرت اسرائيل تلك الفرصة وعظمت من خطر الجماعات الجهادية على استقرارها، حيث وظفت ذلك الصراع والتجاذبات السياسية الدولية والإقليمية، والمشاريع المطروحة لحل الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب في المنطقة، للتخلص من عبء استحقاقات القضية الفلسطينية، والتهرب من الالتزامات الدولية تجاه الفلسطينيين، وكذلك مراوغة الضغوط العربية التي اشترطت التطبيع معها مقابل حل القضية الفلسطينية بناء على قرارات الشرعية الدولية.

عملت إسرائيل على تشويه النضال الفلسطيني وخلطه بمفهوم الإرهاب الذي اجتاح المنطقة، ناهيك عن تراجع القضية الفلسطينية عن سلم الأولويات على المستوى الدولي والرأي العام، كنتيجة للحالة السورية بعد تطور الجهاديين فيها، بالإضافة إلى محاولات تمرير حلول وصفقات إقليمية مشبوهة لإعادة الاستقرار بالمنطقة على حساب القضية الفلسطينية.

تحميل نسخة pdf –

تطور الجماعات الجهادية في سوريا والقضية الفلسطينية