تنامي تيارات اليمين المتطرف في أوروبا ـ المخاطر وسبل المواجهة

تناهض التيارات الشعبوية في أوروبا فكرة الحرية والديمقراطية والمساواة، وغالبا تركز خطابات اليمين المتطرف على التمييز والعنصرية، وكراهية الأجانب ونظريات المؤامرة والتشكيك في سياسات الاتحاد الأوروبي والدعوة إلى تفكيكه. وتعتبر الركيزة الرئيسة التي ينادي بها التيار الشعبوي هي القومية الإقصائية، وطالما كانت القومية سمة من سمات الطيف السياسي في أوروبا، وجذبت تلك الأفكار الكثر من الشباب الأوروبي . كان هناك ازدهاراً مؤخرًا في دعم الناخبين للأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية في جميع أنحاء أوروبا. يمكن رؤيته من خلال ألمانيا، حيث أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا من أكبرالأحزاب المعارضة داخل البرلمان الألماني (البوندستاغ) ، وامتدادا إلى إسبانيا ، حيث أصبح حزب “فوكس” اليميني المتطرف من أكبر القوى المعارضة داخل البرلمان الأسباني. كذلك داخل البرلمان الأوروبي ، شكلت أحزاب يمينية متطرفة كتلة جديدة تعارض سياسات الاتحاد. ازداد نشاط اليمين المتطرف حسب مؤشر الإرهاب العالمي لسنة 2020 بشكل لافت خلال السنوات الـ(5) الماضية في أميركا الشمالية وغرب أوروبا بنسبة (320 %).

بريطانيا

أبرز جماعات اليمين المتطرف
⦁ جماعة “الملائكة التسعة الشيطانية” اليمينية المتطرفة: أسست في ستينيات القرن الماضي أصبحت أكثر نشاطاً وبروزاً على الإنترنت وباتت أدبياتها وأفكارها ظاهرة وجزءاً من أفكار التيارات اليمينية الإرهابية”.
⦁ “ناشيونال أكشن”:أدرجتها لندن ضمن المنظّمات الإرهابية المحظورة.
⦁ “أتوموافن”: تم تأسيسها في الولايات المتحدة وتحمل اسماً ألمانيا بعض الشيء يعني “الأسلحة النووية”، هي جماعة عنصرية بيضاء تشجع على الكراهية وتحتفي باستخدام العنف من أجل قيام دولة فاشية عرقية للبيض، من خلال ” حرب عرقية”.
⦁ جماعة “البديل الوطني” Patriotic Alternative: تدعو صراحةً إلى طرد السكّان غير البيض من المملكة المتّحدة، تشكّلت العام 2019 على يد مدير الدعاية السابق في “الحزب القوميّ البريطاني” مارك كوليت، الذي تمكّن من اجتذاب ناشطين من مختلف أطياف اليمين المتطرّف في المملكة المتّحدة.
⦁ حركة “بريطانيا أولا”: أسسها مجموعة من أعضاء سابقين لحزب “التحالف الوطني” البريطاني في عام 2011 ، عدد أعضاءها نحو (6000 ) عضو باتت في فترة وجيزة أكبر تجمع لليمين المتشدد في البلاد.
⦁ حزب الاستقلال البريطاني: تأسس في عام 1993 من أشد المؤيدين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي . ويعد من أكبر الأحزاب المشككة بالاتحاد الأوروبي ينتقد دوما سياسات الاتحاد ويعترض على توسّعه. بالإضافة إلى جماعات يمينية متطرفة أخرى كـ الحركة الحزبية الوطنية واليد البريطانية.

مخاطر اليمين المتطرف في بريطانيا
⦁ ذكرت وحدة الإحالة المعنيَّة بمكافحة الإرهاب على الإنترنت في بريطانيا: إن الشرطة سجَّلت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الإحالات للمواد التي تبثُّها الجماعات اليمينية المتطرفة عبر الإنترنت خلال أزمة جائحة “كورونا”، وإن نسبة هذا الارتفاع وصل إلى (40%). وأضافت الوحدة في تقرير، أنها تلقَّت (3) آلاف عنصر من العناصر التي صنَّفتها على أنها محتوى إرهابي مشتَبه به حتى شهر ديسمبر 2020، بالمقارنة مع (2796) عنصرًا من نفس المحتوى في عام 2019، وذلك بزيادة بلغت نحو (7%)، مشيرة إلى أن حالات الإحالة للمحتوى الذي يروجه اليمين المتطرف قد ارتفع من (134) حالة في عام 2019 إلى (192) حالة في المدة من مطلع يناير إلى 20 نوفمبر من العام 2020، بزيادة بلغت (43%).
⦁ كانت الشرطة البريطانية قد حذَّرت في2020 من سرعة التهديد المتنامي لليمين المتطرف في المملكة المتحدة؛ وذلك لأن ثلث المؤامرات الإرهابية لعمليات القتل في بريطانيا منذ عام 2017 كانت مدفوعة بأسباب يمينية متطرفة، ويأتي ذلك بعد مقتل البرلماني العمالي «جو كوكس»، في عام 2016على يد إرهابي يميني متطرف.
⦁ حذّر تقرير من أن النازيين الجدد يشجّعون أتباعهم على “تعمد نقل العدوى” بفيروس كورونا إلى اليهود والمسلمين، وذلك في إطار مساعي المتطرفين لاستغلال الجائحة. وأفاد التقرير الذي أعدّته “لجنة مكافحة التطرف” Commission for Countering Extremism في يوليو 2020 بأن مجموعات من كل الأنواع راحت تحاول “زرع الكراهية” ونشر نظريات المؤامرة المغذّية لوجهة نظرهم حول العالم.
⦁ نشرت منظمة “الأمل لا الكراهية”، المناهضة للعنصرية، تقريرا مفاده أن هناك مجموعتين يمينيتين متطرفتين، نشطتين في بريطانيا، وهما “اليد البريطانية” و”الحركة الحزبية الوطنية”، واستخدمت هاتان المنظمتان إنستغرام، وتطبيق المراسلة، تيليغرام، للتجنيد. ويقول “نيك لوليس” الرئيس التنفيذي لمنظمة الأمل لا الكراهية: “على الرغم من أننا نواصل التحذير من المنصات المتخصصة مثل تيليغرام، إلا أن إنستغرام تمثل أرضا خصبة لتجنيد النازيين الجدد الشباب”. ووجد التقرير أن جائحة كورونا، سرعت من انتقال اليمين المتطرف البريطاني من الشوارع إلى الإنترنت. وأضاف “يتم الآن قيادة اليمين البريطاني المتطرف رقميا، وأفسحت الأساليب التقليدية الطريق لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح من السهل جمع التبرعات الصغيرة بقليل من الوقت والجهد”. وتابع “لوليس” : “لقد رأينا عددا كبيرا من المحاكمات بتهم الإرهاب، لليمين المتطرف خلال 2020، وكان (50%) من هؤلاء مراهقين”.

جهود بريطانيا لمكافحة التطرف اليميني
اتخذت وزيرة الداخلية البريطانية”بيري باتيل” في 19 أبريل 2021 خطوات لحظر جماعة أمريكية تدعو إلى تفوق العرق الابيض، حيث طلبت من البرلمان حظر شبكة النازيين الجدد الإرهابية “أتوموافن”، مما يعني أنه سيتم تجريم الانضمام لتلك الجماعة أو الدعوة إلى دعمها في بريطانيا.

اختراق اليمين المتطرف للمؤسسات العسكرية
أدين بنجامين هانام (22 عاماً) في 3 أبريل 2021 بالانتماء إلى جماعة العمل الوطني أو “ناشيونال أكشن” اليمينية المتطرفة المحظورة. كان هانام قد اشترك في منتدى “المسيرة الحديدية” اليميني المتطرف عندما انضم إلى فرع “ناشيونال أكشن” في لندن في مارس 2016. ألقي القبض عليه في وقت لحيازته منشورات إرهابية توضح طريقة القتال بالسكاكين، وكيفية صنع أجهزة متفجرة. وأدين هانام كذلك بالرسم على الجدران بالرش.

المتطرفون اليمنيون داخل السجون
كشفت بيانات وزارة الداخلية البريطانية في مارس 2021 أن (42) من مجموع (209) سجناء إرهابيين تم تصنيفهم العام 2020 على أنهم “يحملون أفكارا يمينية متطرفة”، أي بزيادة قدرها (18% ) مقارنة بالعام الذي قبله. كما أظهرت البيانات ذاتها أن نسبة من تم اعتقالهم بتهمة الإرهاب خلال 2020 والذين يعتبرون أنفسهم “بريطانيين أصليين” بلغت 81%، وهي أعلى نسبة سجلت على الإطلاق.
ويرى الخبراء أن “الارتفاع القياسي” لأعداد السجناء من المتطرفين اليمينيين مرده إلى زيادة عدد المنظمات اليمينية المحظورة في بريطانيا، حيث تم تصنيف جماعة “العمل الوطني” (National Action) جماعة إرهابية في العام 2017، كما تمت إضافة العديد من منظمات النازيين الجديد مثل “وحدة فيوركريغ” (Feuerkrieg Division) إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية في يوليو2020.

فرنسا

أبرز جماعات وأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا
⦁ “تحرك القوات العملانية”: أرادت استهداف مسلمين، وقد فككت في عام 2018.
⦁ مجموعة “لي بارجول”: ينبثق منها عدة مجموعات وهناك مجموعة منبثقة منها مشكلة عبر “فيسبوك” تم تفكيكها في عام 2018 بعد اتهامها بالتخطيط لاغتيال “إيمانويل ماكرون”.الرئيس الفرنسي.
⦁ مجموعة “شرف وأمة”: المجموعة على تواصل مع “ريمي داييه”، الفرنسي المعروف في مجال نظريات المؤامرة والمقيم في ماليزيا.
⦁ مجموعة “جيل الهوية”: تأسست في سبتمبر 2012 وهي تنشط بشكل رئيسي في فرنسا وتوصف بأنها قومية بيضاء، وقد تمّ الإعلان عن تأسيسها عبر شريط فيديو بعنوان “إعلان الحرب.
⦁ “باستيون سوسيال” و”كومبا 18″: تم حلهما من قبل الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في 2019.
⦁ منظمة “الجيش السري”: منظمة فرنسية تهدف إلى تهدف المجموعة إلى إعادة المهاجرين.

حزب التجمع الوطني في فرنسا
تم إجراء استطلاع كانتار العام في الفترة الواقعة من 29 أبريل إلى 4 مايو 2021 وشملت (1015) شخصاً راشداً، أدلوا بآرائهم شخصياً حسب طريقة الحصص. يتراوح هامش الخطأ بين (1.3 و 3.1 ) نقطة. وجاءت نتيجة الاستطلاع كالتالي. يعتبر حوالي (42%) من الفرنسيين أن “التجمع الوطني” لا يمثل “خطراً على الديمقراطية”، أي بزيادة نقطة واحدة عن عام 2020 و6 نقاط عن عام 2017 ، بينما يرى (49%) أنه يمثل “خطراً” أي بأقل من نقطتين بحسب استطلاع للرأي نشر في 10 مايو 2021. وقد ازداد عدد المؤيدين لأفكار “التجمع الوطني” حيث عبر(29 %) من الفرنسيين عن “اتفاقهم” معها، بزيادة 3 نقاط خلال عام واحد، دون بلوغ العدد القياسي لعام 2014 أي (34%). بالمقابل، تقول الأغلبية (62 %) إنها “تختلف” مع أفكار “التجمع الوطني” بأقل من 5 نقاط. كما ارتفعت نسبة الفرنسيين الذين لم يسبق لهم أبدا أن صوتوا لصالح “التجمع الوطني” ولكنهم ينوون القيام بذلك وقد بلغت نسبتهم (12 %) أي بزيادة 4 نقاط. ويرى غالبية الفرنسيين أي (55 %) أن “التجمع الوطني” بإمكانه “الوصول إلى السلطة”، واستقرت النسبة بعد ان ارتفعت بشدة مرتين في عام 2019 بزيادة بـ 7 نقاط وفي عام 2020 بزيادة 9 نقاط. لكن (33 %) فقط يعتبرون أن “التجمع الوطني” لديه القدرة على “المشاركة في الحكومة”، أي بزيادة 3 نقاط .بينما يعتقد (56%) بتراجع بـ 3 نقاط أن التجمع “ليس سوى حزب يمكنه جمع أصوات المعارضة”.
فيما يتعلق بزعيمة “التجمع الوطني” والمرشحة لرئاسة الجمهورية مارين لوبان، فإن غالبية الفرنسيين يعتبرونها “صاحبة إرادة” (67 %)، وبتراجع نقطة واحدة و”قادرة على اتخاذ القرارات” (53 %) بزيادة نقطتين. أما من يقدر أنها “ستصبح رئيسة جمهورية جيدة” فهم لا يمثلون سوى (24 %) بزيادة نقطتين ويأمل (37%) (بزيادة نقطتين) أن تكون مرشحة عن التجمع في عام 2022. ويعتبر (37%) (بزيادة نقطة واحدة) من الفرنسيين أنها “قادرة على جذب من هم خارج معسكرها” ونحو (42%) يعتبرون أنها “تتفهم المشاكل اليومية للفرنسيين” (بزيادة 3 نقاط).

مخاطر اليمين المتطرف في فرنسا
⦁ أصدرت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان بفرنسا (CNCDH) معتمدة في ذلك على بيانات من جهاز المخابرات الإقليمي المركزي، الملحق بالشرطة الوطنية ووزارة الداخلية الفرنسية في 11 يوليو 2021، بيان حالة عن أعمال العنصرية والعداء للأجانب خلال عام 2020، ووفق البيانات الواردة في التقرير السنوي الصادر عن اللجنة، فقد سجلت (1461) حادثة عنصرية خلال عام ٢٠٢٠، مقارنة بـ(1983) حادثة خلال ٢٠١٩. ورغم ارتفاع معدل التسامح تجاه الجاليات بفرنسا خلال عام ٢٠٢٠ مقارنة بالعام 2019، إلا أن الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين التي سجلتها قوات الأمن الفرنسية – ولا سيما التهديدات – ارتفعت بشكل ملحوظ للعام الثاني على التوالي بنسبة (52%). كما أدت جائحة كورونا إلى ارتفاع أعمال العنصرية ضد الآسيويين في فرنسا.
⦁ تم تدنيس جدران مركز ثقافي إسلامي غربي فرنسا بشعارات مناهضة للإسلام في أبريل 2021، ومن بين العبارات التي كتبت على المبنى “الكاثوليكية دين الدولة” و”لا للأسلمة”.
⦁ كان نحو (30) ناشطا من مجموعة جيل الهوية اليمينية المتطرفة انتشروا في سيارات كتب عليها “دفاعا عن أوروبا” بالقرب من الحدود الإسبانية واستخدم بعضهم طائرات مسيرة لمراقبة الحدود. ويقدر “ستيفان فرنسوا” الخبير المتخصص في مكافحة الإرهاب وحركات اليمين المتطرف في 16 فبراير 2021 عدد المرتبطين المتشددين باليمين المتطرف في فرنسا بـ(3000) شخص، من بينهم حوالي (1000) شخص على درجة من التصميم لترجمة تطرفهم إلى أفعال.

جهود فرنسا للتصدي لجماعات اليمين المتطرف
⦁ وجهت تهم في 7 مايو 2021 إلى (3) أعضاء بشرق فرنسا في مجموعة “شرف وأمة” النازية الجديدة، أوقفوا في شرق فرنسا، للاشتباه في مشاركتهم في إعداد مخطط لشن هجوم إرهابي. ووجه قاضٍ باريسي متخصص في مكافحة الإرهاب تهمة “الانتماء إلى عصابة إرهابية وإجرامية” إلى المشتبه فيهم.
⦁ طالبت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب في فرنسا إحالة (9) أعضاء من منظمة “الجيش السري” اليمينية متطرفة لتخطيطهاالاعتداء على سياسيين أو مسلمين.
⦁ تم توجيه اتهامات في 16 يناير 2021 إلى (5) أشخاص يشتبه في تورطهم في عملية واسعة للاتجار بأسلحة في فرنسا تورط فيها عسكريون اثنين يبلغان 31 عاما، أحدهما يعمل في وزارة الدفاع والثاني في قاعدة بشرق البلاد، إلى جانب عسكريين سابقين وهواة لجمع الأسلحة، ما يرفع عدد المشبوهين في هذه القضية إلى (10). ويشتبه في أنهم قاموا بتزويد أنصار لليمين المتطرف بأسلحة عبر بمخزون استثنائي من الأسلحة والذخائر.
⦁ أكد ” جيرار دارمانين” وزير داخلية فرنسا في 3 مارس 2021، إن حكومة بلاده وافقت رسميا على حظر نشاط الحركة اليمينية المتطرفة” Generation Identitaire” جيل الهوية التي تروج هذه المنظمة للتمييز والكراهية والعنف ضد ممثلي بعض الأعراق والمذاهب الدينية.

ألمانيا

أبرز أحزاب وجماعات اليمين المتطرف
حركة “كويردينكن”: حركة ألمانية معارضة لتدابير مكافحة كوفيد، ترتبط ارتباطا وثيقا بحركات قريبة من اليمين المتطرف.
حركة “التفكير الجانبي”: تم وضعها تحت المراقبة في أبريل 2021 تروج لنظريات مؤامرة حول كورونا. سعت لإقامة “صلات” بحركة “مواطني الرايخ ” و”الإداريين الذاتيين” وكذلك المتطرفين اليمينيين، وروجت لتجاهل أوامر السلطات.
حركة بيغيدا: تمنح المتطرفين اليمينيين وسيلة عامة لنشر دعايتهم المناهضة للديمقراطية وسط المجتمع، وتشكل تهديدا خطيرا للنظام الاجتماعي الديمقراطي الليبرالي. تنظم احتجاجات مستمرة مناهضة للهجرة والإسلام في مدينة دريسدن الشرقية عاصمة ولاية سكسونيا، وفي مدن أخرى في أنحاء ألمانيا منذ عام 2014.
لواء العاصفة 44 (بالألمانية Sturmbrigade 44): هذه المجموعة تعرف أيضا باسم “سرية الذئاب” وقد تأسست في عام 2016. وظهر أعضاؤها باللباس العسكري النازي. والرقم 4 يرمز إلى الحرف الرابع من الأبجدية الألمانية (D)، لذا فإن الرقم 44 (DD) هي اختصار لـ”Division Dirlewanger”
نسر الشمال (Nordadler): نسر الشمال تم حظرها في يونيو/ حزيران 2020. ونفذت الشرطة مداهمات في عديد من الولايات الألمانية. وحسب معطيات النيابة العامة خططت المجموعة لتنفيذ اعتداءات وحاولت الحصول عل أسلحة وذخيرة ومتفجرات.
مواطنو الريخ (Reichsbürger): حركة مواطني الرايخ تنكر وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية وتنفي سلطة الحكومة الألمانية. وتعتقد المجموعة أن الإمبراطورية الألمانية، بما في ذلك المناطق التي كانت تتبعها قبل الحرب العالمية الثانية ماتزال قائمة.
كومبات 18 (Combat 18): هذه المجموعة تأسست في 1992 في بريطانيا، وظهرت لها فروع في ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وبلدان أخرى. وكلمة “كومبات” كلمة إنجليزية ولها معان عديدة منها “قتال أو اشتباك”.
عصابة الذئاب البيضاء الإرهابية (Weisse Wölfe Terrorcrew): هذه المجموعة عرضت نفسها لأول مرة عبر الشبكة العنكبوتية في 2011 وكانت ناشطة في عشر ولايات ألمانية. وتفيد وزارة الداخلية بأنها متسمة باستعداد كبير لممارسة العنف ضد المعارضين السياسيين والأشخاص من أصول أجنبية وممثلي الدولة.
ألترميديا (Altermedia): من خلال الحظر المفروض على مجموعة “ألترميديا دويتشلاند” (إعلام ألمانيا القديم) في عام 2016، تكون السلطات الألمانية قد قامت للمرة الأولى بتصنيف الواقفين على تشغيل موقع إلكتروني كمجموعة يمينية متطرفة.
منظمة مساعدة السجناء وذويهم (HNG): اسمها بالكامل يعني “منظمة مساعدة السجناء السياسيين الوطنيين وذويهم”، وتختصر باسم “HNG”، وكانت أكبر ناد نازي في ألمانيا عندما واجهت الحظر في عام 2011. والأعضاء الـ (600) تقريبا قدموا الدعم ليمينيين متطرفين معتقلين.

حزب البديل الألماني
كشفت دراسة حديثة لمؤسسة “بيرتلسمان” الألمانية في 1 فبراير 2021 عن أن العداء للأجانب والميل نحو الاستبداد منتشرة بين ناخبي حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي أكثر من أنصار باقي الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان الألماني (بوندستاغ). ومن أجل قياس التوجهات اليمينية المتطرفة، طُلب من (10) آلاف و(55) شخصا من المستطلع آرائهم تحديد موقفهم من عبارات مثل: “ينبغي أن يكون لنا قائد يحكم ألمانيا بقبضة قوية من أجل مصلحة الجميع”، أو “الاغتراب صار يهيمن على جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى حد خطير بسبب وجود الكثير من الأجانب”. وبحسب نتائج الدراسة، تم رصد مواقف “يمينية متطرفة واضحة” بين (29%) من المشاركين في الاستطلاع الذين يعتزمون التصويت لصالح حزب “البديل من أجل ألمانيا”. ووفقا للدراسة، فإن (7,7 % ) من جميع الناخبين المؤهلين في ألمانيا يتبنون رؤية يمينية متطرفة منغلقة للعالم.
حذّر ” بيتر فرانك ” المدعي العام الاتحادي في ألمانيا في 26 مارس 2021، من أن التطرف اليميني هو أكبر تهديد للنظام الديمقراطي في البلاد. وأكد “فرانك” إنه في السنوات القلائل الماضية حقق التطرف اليميني “قاعدة آيديولوجية أوسع كثيراً، ما بين الآيديولوجية النازية الكلاسيكية ونظريات المؤامرة ومواطني الرايخ”. ولا يعترف مواطنو الرايخ بسلطة الدولة الألمانية الحديثة. وقال فرانك إنه في الوقت نفسه، لا يزال التهديد الذي يشكله “الإرهاب الإسلاموي” مرتفعاً.

مخاطر اليمين المتطرف
أشار ” مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا” في 18 فبراير 2021 إلى تزايد أعداد اليمينيين المتطرفين المُصنَّفين خطرًا حيث تم إحصاء (71) يمينيًا متطرفًا على أنه شديد الخطورة، وذلك مقارنة بحوالي (60) شخصًا عام 2020، وحوالي (43) شخصًا مُتطرفًا عام 2019. سجَّل مكتب “مكافحة الجرائم” ما يقرب من (170) مُتطرفًا يمينيًا آخرين على أنهم “ذوي صلة بالأشخاص الخطرين”.
كشفت “يترا باو” نائبة رئيس البرلمان الألماني في فبراير 2021 أن الشرطة “سجلت (23080 ) جريمة ذات طبيعة يمينية متطرفة العام 2020” نحو أكثر بـ700 جريمة من العام 2019. وأشارت يترا باو إلى أنها “لم تتفاجأ” بالأرقام الحديثة، وأضافت”قبول العنف كبديل للسياسة آخذ في الارتفاع”. وتابعت أن أزمة فيروس كورونا كانت بمثابة “داعم” لجرائم اليمين المتطرف، بنفس الطريقة التي كانت عليها أزمة اللاجئين في عامي 2015 و2016. ويعد عدد هذه الجرائم هو الأعلى منذ العام 2016، وقد يرتفع إلى أعلى مستوى منذ بدء التسجيلات في العام 2001، بحلول وقت إصدار العدد النهائي في وقت لاحق من عام2021، حيث سجلت الشرطة الألمانية “جرائم ذات دوافع سياسية” منذ العام 2001. وتشمل الأرقام المؤقتة للعام 2020، (1054 )جريمة عنف، أدت إلى إصابة (307) أشخاص على الأقل.
استغل اليمن المتطرف ألمانيا فيروس كورونا وقام بنشر منشورات تدعو إلى التحريض على المسلمين، على سبيل المثال منشورات قامت بتوزيعها أحد الجماعات اليمينية المُتطرفة في شوارع مدينة بيليفيلد بألمانيا، مكتوبٌ فيها “اللاجئون والمُهاجرون والمسلمون وأصحاب البشرة السمراء مكانهم الأفران الحارقة”.
يوصف النائب العام الألماني الاتحادي في 24 مارس 2021 اليمين المتطرف بأنه التيار الأشد خطورة على ألمانيا في الوقت الحالي، وأنه يمثل تهديدًا كبيرًا للديموقراطية والنظام الدستوري في ألمانيا، مستشهدًا بجرائمه خلال الفترة الأخيرة، والتي كان أبرزها اغتيال السياسي الألماني فالتر لوبكه، بالإضافة إلى الأحداث الإرهابية في مدينتي “هالة” و “هاناو” الألمانيتين.

اختراق اليمين المتطرف للمؤسسات العسكرية
⦁ تم سحب (30) جنديا ألمانيا من الخدمة في ليتوانيا، بعد اتهامهم بالإدلاء بتصريحات عنصرية  وإظهار سلوك متطرف في 16 يونيو 2021. وبحسب تقرير سنوي صدر عن الاستخبارات العسكرية الألمانية فقد ارتفع عدد المتطرفين اليمينين داخل الجيش العام 2020 إلى (843) جندياً، مقارنة مع (592) جندياً في العام 2019. وللمرة الأولى، فصل التقرير الفئات العمرية والمناطقية للمتطرفين، وتبين أن معظم هؤلاء تتراوح أعمارهم بين (25) عاماً و(35) عاماً. فيما برزت ولايتان من الولايات الألمانية الـ(16) بوصفها معقلاً لهؤلاء المتطرفين؛ الأولى ولاية بافاريا وكبرى مدنها ميونيخ، والثانية ساكسونيا السفلى المجاورة لهامبورغ.
⦁ أعلنت السلطات الألمانية في 10 يونيو 2021 عن حل وحدة الشرطة التكتيكية في مدينة فرانكفورت، عقب تحقيق في مشاركة بعض أعضائها في مجموعة دردشة تم فيها تبادل “رسائل يمينية متطرفة”. وجاء قرار حكومة ولاية هيسن غداة تفتيش منازل وأماكن عمل ستة ضباط من الوحدة.
⦁ كشف تقرير لوزارة الدفاع الألمانية في23 مارس 2021 تم تقديمه إلى لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني عن تعقب جهاز الاستخبارات العسكرية في ألمانيا منذ 2017 قرابة (50 ) جنديا من جنود قيادة القوات الخاصة في الجيش الألماني (ksk) للاشتباه في تورطهم في أنشطة يمينية متطرفة. والتحقيقات انتهت بفصل (5) جنود من الجيش ونقل (16) جنديا آخرين إلى خارج الفرقة. يحقق جهاز (إم ايه دي) في الوقت الراهن في نحو (20) حالة اشتباه تتعلق باليمين المتطرف داخل قيادة القوات الخاصة.

جهود لمكافحة التطرف اليميني
⦁ أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية في ولاية “شمال الراين ويستفاليا” في 31 ديسمبر 2020، إننا نجحنا في إعادة تأهيل نحو (200) شخص من المنتمين لتيار اليمين المتطرف، وجعلناهم يتخلّون عن أفكارهم المتطرفة من خلال برامج مكافحة التطرف. يُذكر أن تلك البرامج بدأ العمل بها قبل نحو عامين، وتهدف إلى مساعدة من يرغب في التخلي عن الأفكار المتطرفة، وقد عملت هذه البرامج على متابعة نحو (425) شخصًا من المشهد اليميني المتطرف، وتتابع في الوقت الحالي نحو (50) شخصًا وفق المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية.
⦁ شنت السلطات الألمانية في فبراير 2021 حملة أمنية موسعة ضد شبكة من النازيين الجدد في ثلاث ولايات ألمانية. وأعلن المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية بولاية تورينغن أن حملة التفتيش والمداهمات شملت ولايات تورينغن وساكسونيا-أنهالت وهيسن للاشتباه في الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال على نطاق واسع.
⦁ وضعت الاستخبارات الداخلية الألمانية حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي بأكمله على أنه حالة اشتباه متعلقة بالتطرف اليميني في مارس 2021، وهو ما سيسمح للمؤسسات الأمنية الألمانية بمراقبة الحزب باستخدام وسائل استخباراتية.
⦁ صنف جهاز استخبارات سكسونيا في مايو 2021 منظمة “بيغيدا” المناهضة للهجرة والإسلام، “حركة متطرفة”. وأكدت استخبارات سكسونيا إن لديها أدلة كافية تظهر أن “بيغيدا” التي تمثل الأوروبيين الوطنيين المناهضين لأسلمة الغرب، قد تحولت إلى حركة مناهضة للدستور في السنوات الأخيرة. والتصنيف يعني أنه يسمح للجهات الأمنية بمراقبة أنشطة وأعضاء الجماعة.
⦁ اعتزمت الحكومة الألمانية في 5 أغسطس 2021 دعم البحث العلمي في موضوع معاداة السامية وكذلك التشدد اليميني والعنصرية بإجمالي (35) مليون يورو، تزامنا مع تحديث ترسانتها القانونية الردعية في مواجهة هذه الجرائم المتنامية التي باتت تؤرق الساسة الألمان كما أجهزة الاستخبارات.

النمسا

مخاطر اليمين المتطرف
اختار اليمين المتشدّد في النمسا في يونيو 2021 وزير الداخلية السابق “هربرت كيكل” الذي كان وراء حملات تستخدم خطابات وصورا مناهضة للإسلام لتولي قيادة حزب الحرية الذي طالته فضيحة فساد في إطار محاولته استعادة دعم الناخبين. إشاد ” هربرت كيكل” بـ”حركة الهوية” وأكد في يونيو 2021 إن “حركة الهوية ونظيراتها السياسية تستحق الدعم. كشفت تقارير أمنية صادرة في يونيو 2021 عن الشرطة النمساوية أن لافتات تحريضية ضد المسلمين عثرعليها أمام عدد من المساجد في العاصمة “فيينا” ومنطقتي “مايدلينج” و”ليبولدشتادت”، يقف وراءها “حركة الهوية” اليمينية المتطرفة بالبلاد. وأتت تلك التجاوزات العنصرية بعد أيام قليلة من إعلان النمسا عن ما أطلقت عليه بـ”خريطة الإسلام”، والتي أثارت استياء المسلمين هناك؛ خوفًا من استغلالها من قبل الجماعات المتطرفة ضدهم.

جهود النمسا في مكافحة التطرف اليميني
صادرت الشرطة النمساوية خلال تحقيقاتها حول التطرف اليميني مزيداً من الأسلحة والذخائر. وأعلنت وزارة الداخلية النمساوية في يوليو 2021 أن (14) شخصاً في النمسا وألمانيا يعدون حالياً مشتبهاً بهم. وعثرت الشرطة النمساوية على أسلحة خلال مداهمة في ديسمبر 2020. أكد ” هارالد زوروس” المتحدث باسم وزارة الداخلية “لم يكن مصدر الأسلحة في الأصل الشرطة أو القوات المسلحة الألمانية أو النمساوية”، مضيفاً أن المشتبه بهم تبادلوا الأفكار في مجموعات الدردشة على الإنترنت حول بناء ما سموه “ميليشيا المحترمين” من أجل “قلب النظام”. وبحسب البيانات، وضعت الشبكة خططاً محددة، ولكن لم يكن لديها عدد كبير من الأنصار بعد. والمشتبه به الرئيسي يقبع حالياً في الحجز وهو نمساوي لديه سلسلة من الإدانات. ويُشتبه بأنه من النازيين الجدد المعروفين، وقام هو وشركاؤه بتمويل مشتريات الأسلحة عن طريق بيع المخدرات.

بلجيكا

أبرز جماعات وأحزاب اليمين المتطرف في بلجيكا
⦁ الحزب القومي الفلامنكي: كان اسمه “الكتلة الفلمنكية” تتصاعد في الحزب نزعات الاستقلال عن الاتحاد الاوروبى وأظهر استطلاع للرأي ارتفاع شعبية حزب المصلحة الفلمنكية من (5.88% ) حصل عليها في انتخابات البرلمان عام 2014 إلى (9.7%)، شهد تراجعا كبيرا مع هجرة ناخبيه إلى معسكر الحزب القومي “التحالف الفلمنكي الجديد”. وتطالب الأحزاب الفلمنكية بإصلاحات دستورية جذرية في هياكل الدولة، بإعطاء صلاحيات أوسع للجهات في ميادين التشغيل والتأمين الاجتماعي والضرائب، ووقف الهجرة وتعديل نظام المعاشات وتوفير الميزانية على حساب الخدمات الاجتماعية، وهو تخوف تخشاه الأحزاب الفرانكفونية خصوصا وأن جزءًا كبيرا من الإعانات الاجتماعية والتأمين الصحي تدفعه المنطقة الفلمكنية ومن أبرزالقيادات:
⦁ حزب “المصلحة الفلمنكية”: حقق حزب “المصلحة الفلمنكية” اليميني المتطرف فى نتائج قوية في انتخابات برلمان الإقليم الفلمنكي ببلجيكا؛ حيث حصل على أصوات تزيد بنحو(3 ) أمثال تلك التي حصل عليها في انتخابات 2014.و حصل حزب المصلحة الفلمنكية على (18.2% ) من الأصوات.ويعد الإقليم الفلمنكي، من أكبر الأقاليم من حيث عدد السكان؛ حيث أن قرابة (60% ) من سكان بلجيكا يعيشون فيه.
⦁ “الدروع والأصدقاء”: جماعة يمينية متطرفة في بلجيكا، تخاطب المجموعة فئات مختلفة في المجتمع بما فيها “اليمين المحافظ” وغير الداعمين للعنف، بالإضافة إلى داعمي العنصرية والنازية.
⦁ “الياقات البيضاء”: مجموعة يمنية متطرفة تدعو إلى حيازة اسلحة بطريقة قانونية او طرق اخرى، والتدرب على استخدامها والرماية بها ضد الأجانب واللاجئين .
⦁ منظمة شيلد آند فريندز: مؤسسها “دريس فانلانجتهوف” وتدرس الاستخبارات البلجيكية دراسة إمكانية إضافة “دريس” إلى لائحة الإرهاب.

جهود لمكافحة اليمين المتطرف
أنهت وزارة الدفاع البلجيكية في يوليو 2021 مهام رئيس جهاز المخابرات العامة والأمن، اللواء “فيليب بوكيه” وعيّنت في منصبه الأدميرال “ويم روبريخت” وكان فشل بوكيه في ملف “يورغن كونينغز” الجندي وهو قناص في صفوف نخبة الرماة، ومعروف بتعاطفه مع اليمين المتطرف وأطلق كونينغ تهديدات وتصريحات عنصرية عبرموقع فيسبوك، ما أدى إلى تعرّضه لعقوبات تأديبية ولكنها لم تمنعه من مواصلة عمله في الجيش وحمل السلاح. حيث تمكن من الفرار بكمية من الأسلحة الثقيلة.

إسبانيا

أعلنت السلطات الإسبانية في فبراير 2021 شروعها في التحقيق مع قيادة حزب “فوكس” القومي المتطرف بتهمة معاداة المسلمين والإسلام في حملته الانتخابية. اعتبر في حملته الانتخابية بإقليم كتالونيا الذي يعيش فيه (2.1 ) مليون مسلم أن “الأسلمة تشكل خطرا على القيم الإسبانية والأوروبية”، وأن “عداء المسلمين أمر واجب”. ووردة في الخطاب الانتخابي للحزب المتطرف الدعوة إلى عداء المسلمين ورفع شعار “لا للأسلمة”. ومؤخرا علقت شركة “تويتر” الحساب الرسمي لحزب “فوكس”، بسبب تغريدة عن المسلمين “انتهكت قواعد خطاب الكراهية”.
طالب مكتب المدعي العام الإسباني في مدينة “بلنسية” محاكمة حزب “إسبانيا 2000″، ‏وهو ‏حزب يميني متطرف في إسبانيا متهم بإثارة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، وذلك بعد أن ‏نفَّذ هذا ‏الحزب وقفة يوم الجمعة 18 ديسمبر 2020 في ساحة “لوس بينازو دي ‏فالينسيا”، تحت ‏شعار “لا للإسلام”.
أكّد الكاتب الإسباني “جيرمو فيرنانديث باثكيث” الباحث في “جامعة كومبلوتنسي” ‏في مدريد – وهو متخصص في دراسة الحركات اليمينية المتطرفة الأوروبية – في 7 يوليو 2021 أن الديمقراطية التي يدعو لها حزب ‏‏”فوكس” اليميني المتطرف في إسبانيا هي ديمقراطية محدودة، على الرغم من ركوبه حصان الحرية. وأشار ‏إلى أن المجموعات الفاشية الجديدة في بلدان مثل: ألمانيا وفرنسا وإيطاليا أقوى بكثير من تلك ‏الموجودة في إسبانيا. ‏كما أكّد أن وجود الجماعات اليمينية المتطرفة يشكل خطرًا على عدد كبير من الفئات ‏الاجتماعية مثل المهاجرين. وألمح “جيرمو” إلى أن خطورة الجماعات اليمينية المتطرفة وصلت إلى التعدي الجسدي المباشر على جماعات من المهاجرين أو المسلمين، أو على أية فئة مجتمعية لا تؤيد أفكارهم وتوجهاتهم، بالإضافة ‏إلى أن هذه الجماعات المتطرفة هاجمت بعض الجداريات الحقوقية والداعية إلى التمسك بحقوق الإنسان، وقامت بتعليق اللافتات في ‏كل مكان، وانتهكت مقرات الأحزاب السياسية وما إلى ذلك، وهو تطور خطير بالنسبة للأحزاب والتيارات ‏اليمينية المتطرفة في إسبانيا، فمثل هذه الأمور لم تكن موجودة تقريبًا قبل (3) سنوات.

هولندا و الدنمارك

“مان إن بلاك” (رجال بالأسود): مجموعة دنماركية يؤكد أفراد المجموعة أن فيروس كورونا “خدعة”.
باتت الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من وضع اللجوء في وقت تصنف معظم مناطق سوريا على أنها غير آمنة من قبل الأمم المتحدة. وألصق اليمين المتطرف إعلانات سفر وهمية في “كوبنهاغن” تخبر اللاجئين السوريين بـ “الأخبار السارة” وأن بإمكانهم “العودة الآن إلى سوريا المشمسة”.تقول “ميشالا بنديكسن” من منظمة “مرحبا باللاجئين في الدنمارك” في 17 أبريل 2021 إن ملصقات اليمين “ساخرة ومتحيزة”. وأضافت أن “الملصقات تأتي ضمن خطاب متطرف ضد اللاجئين تشهده وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم”.
يحاول الحزب الدنماركي المتطرف الدفع بـ14 مقترحاً إلى البرلمان للمصادقة عليها، تحت عنوان “وقف الأسلمة”. إذ طرح رئيس الحزب “كريستيان ثولسن دال” في 27 نوفمبر 2020 “وقف بناء المساجد وحظر ارتداء أغطية الرأس الإسلامية في المؤسسات والمدارس والمستشفيات، وإلغاء ما يسمى بالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”. ومن بين النقاط الأربع عشرة التي اقترحها، يتوعّد الحزب “منع التعبير عن الرأي الديني في المجال العام” و”فرض تعليم الدين المسيحي على أطفال المسلمين، ومنع إعفاء هؤلاء من الحصص في المدارس”، ولأنه فشل سابقاً بمنع الذبح الحلال، بسبب المعارضة اليهودية له، يريد الحزب فرض “ملصقات عن طريقة ذبح اللحوم”.
شن اليمين المتطرف الهولندي في 17 أبريل 2021 حملة على اللاجئين السوريين بعد قرار السلطات في البلاد مراجعة بطاقات الإقامة لمئات السوريين هناك.

البرلمان الأوروبي واليمين المتطرف
أصدرت ” مارين لوبن” زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، و15 من حلفائها في أوروبا، بينهم رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان” في 2 يوليو 2021، “إعلاناً مشتركاً” وصفوه بأنه “الحجر الأساس” لتحالف في البرلمان الأوروبي يهدف إلى “إصلاح أوروبا”. وتقول “لوبن”إن الوثيقة هي “أساس عمل ثقافي وسياسي مشترك يحترم دور المجموعات السياسية الحالية”. وشددت على الحاجة إلى “إصلاح عميق” للاتحاد الأوروبي خشية “إنشاء دولة أوروبية كبرى”. واعتبر الموقعون أن الاتحاد الأوروبي “يواصل السير في المسار الفيدرالي الذي يبعده بشكل محتوم عن الشعوب التي هي القلب النابض لحضارتنا”. وفي هولندا، نجح تنظيم “المنتدى من أجل الديموقراطية” الشعبوي في زيادة عدد مقاعده في البرلمان ب(4) أضعاف بعد حملة انتخابية مبنية على العداء لتدابير مكافحة وباء كوفيد، مع تفادي الخوض في خطاب المؤامرة. وفيما يلي أبرز نتائج التي حصدتاه أحزاب اليمين المتطرف داخلها في الانتخابات لعام 2019.

البلد                         الحزب                                  عدد الأصوات بالنسبة المئوية
ألمانيا      حزب “البديل من أجل ألمانيا                                       11%
فرنسا              التجمع الوطني                                              24.41%
إيطاليا         حزب “الرابطة” اليميني                                         34.33%
بريطانيا              حزب بريكست                                               31.71%
النمسا                حزب الحرية                                                17.2%

نظريات المؤامرة واستغلال كورونا

تزدهر نظريات المؤامرة من “لاهاي إلى شتوتغارت مرورا بباريس”، ويدّعي أتباعها أن فيروس كورنا ماهو إلا “نظرية مؤامرة”. وتكثر المجموعات الأوروبية التابعة لحركة “كيو آنون” اليمينية المتطرفة أو الرديفة لها على شبكات التواصل حيث تجمع أنصاراوالقاسم المشترك بين هذه الفئات المختلفة هو التشكيك في الخطاب الرسمي حول كوفيد-19.. فتحظى مجموعة “ديكودور” في فرنسا بـ(30) ألف منتسب على تطبيق تلغرام، فيما يتابع أكثر من (100) ألف شخص أكبر وجهين من وجوه نظريات المؤامرة في ألمانيا أتيلا هيلدمان وكزافييه نايدو، ويجمع البريطاني تشارلي وارد حوالى (100) ألف متابع. وأوضح “لوران نونيز” المنسق الوطني للاستخبارات الفرنسية في 18 مايو 2021 أن “نظريات كيو آنون تصل إلى فرنسا. نظريات المؤمرة تلقت دفعا كبيرا مع شبكات التواصل الاجتماعي، نرى أنها تنظم صفوفها أيضا في خلايا سرية. هذا يشكل خطرا بالطبع”.
يرى ” إنريكو ليتّا” الامين العام للحزب الديمقراطي الإيطالي في27 مايو 2021، أن وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ساهم في هزيمة الشعبوية والنزعات الوطنية المناهضة للمشروع الأوروبي بفضل إقرار حزمة مالية ضخمة، تعتبر الأكبر في تاريخ التكتل الموحد للتصدي للآثار الناجمة عن تفشي الوباء. وأردف “بعد سنوات أعادت فيها الشعبوية بقوة الأعلام الوطنية وبعد أزمة قوية للغاية للأبعاد الأوروبية، أحيت الاستجابة للوباء المؤسسات الأوروبية. وكانت الاستجابة قوية لدرجة أنه حتى أولئك الذين رفعوا راية السيادة الوطنية المناوئة للوحدة الأوروبية انضموا إلى سيادة أوروبا”.

مادور الحفلات الموسيقية في تمويل اليمين المتطرف

كشف تقرير في يناير 2021 عن تمويل المهرجانات الموسيقية والبضائع لجماعات اليمين المتطرف وأنها تدر ما يصل إلى(1.8) مليون جنيه إسترليني (2.4 مليون دولار) سنويًا من العائدات للمتطرفين اليمينيين عبر البلدان التي تم فحصها – فنلندا وفرنسا وألمانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. يقول التقرير: “تشارك جميع الجهات اليمينية المتطرفة الرئيسية تقريبًا في التحضير للحفلات الموسيقية أو المهرجانات ، والتي توفر لأعضائها فرصة لنشر الدعاية ، وجمع الأموال ، والتواصل ، والتجنيد، غالبًا بطريقة عابرة للحدود الوطنية”. يكشف التقرير أن حوالي (150) مجموعة موسيقية يمينية متطرفة وحوالي (60) من مؤلفي الأغاني والعازفين المنفردين يشاركون في المشهد الموسيقي اليميني العنيف. وغالبًا ما تحدث في ممتلكات خاصة مملوكة لمتطرفين أو أنصار يمينيين ، ويتم تسجيلها كأحداث سياسية ، ويتم الإعلان عن رسوم الدخول كتبرعات.

التقييم

يستمد اليمين المتطرف في أوروبا قوته من المناهضين لسياسات الحكومات الأوروبية وبث فكرة “نظرية المؤامرة” والتي تفتح بابا لزعزعة استقرارالدول الأوروبية. تتبنى بعض الأحزاب الشعبوية الأوروبية خطاب مزدوج عن “نظرية المؤامرة” حول فيروس كورونا. حيث تتفادى تبني خطاب المؤامرة بشكل رسمي، وتفضل اعتماد لغة ملتبسة لجذب أنصار جدد يميلون أكثر من سواهم إلى اعتناق نظريات المؤامرة والتي من شأنها أن تسرع وتيرة أعتناق الفكر اليمني المتطرف ومن ثم ارتكاب أعمال إرهابية.
تساهم دعوات اليمين المتطرف ضد الأجانب واللاجئين والجاليات المسلمة داخل المجتمعات الأوروبية أو اعتبارهم خارج منظومة المجتمع؛ في تأجيج مشاعر الكراهية والتمييز والعنصرية مايؤثر على ترابط المجتمع. من المرجح أن تكثف جماعات اليمين المتطرف من مخططاتها و التحضير لهجمات مستقبلية. لاسيما أن التقديرات تشير إلى استغلال تلك المجموعات مسألة حرية التعبير والحق في ممارسة النشاط السياسي، وشبكات التواصل الاجتماعي خلال عام 2020 للتحريض على أعمال عنف والتواصل مع مجموعات يمنية متطرفة أخرى تتبنى نفس الأسلوب ولتحريض مواطنين آخرين لتبني قضيتهم.
نجد أن هناك تصاعدا ملحوظا في الصلات والروابط بين مجموعات اليمين المتطرف في القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. مع تصاعد التيارات الشعبوية في أوروبا سياسيا وانتخابيا، جعلت الاستخبارات الأوروبية من ملاحقة ومراقبة المنظمات التابعة لها من الأولويات. تعد مراقبة الأجهزة الأمنية الأوروبية لمجموعات اليمين المتطرف مهمة بالغة التعقيد نظرا لتعدد الأيديولوجيات التي تتبناها كل منها والعمل السري.
تتدرب مجموعات اليمين المتطرف بشكل ممنهج ومنظم وشبه عسكري ويميل عناصرها إلى حمل السلاح سواء بطريقة قانونية أو غير قانونية فمنهم عسكريون وشرطيون. ويعكس ازدياد التطرف اليميني داخل المؤسسات العسكرية على مستوى دول أوروبا االتطرف في المجتمعات الأوروبية.

استغلت التيارات الشعبوية في أوروبا قضايا الهجرة واللجوء، والعمليات الإرهابية التي ينفذها المتطرفون الإسلامويون في الترويج لخطابات معادية للأجانب والمسلمين ورفعه شعارات عنصرية كـ”المواطن أولا” ولقت هذه الخطابات قبولا. وذلك انعكس على ارتفاع أسهم التيارات الشعبوية في الاستحقاقات الانتخابية الأوروبية، وتحميل الطبقات السياسية الحاكمة سبب في تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في أوروبا.
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية أرضا خصبة لتجنيد النازيين الجدد، لاسيما خلال جائحة ك كوفيد19. حيث طورت الجماعات اليمينية المتطرفة من استراتيجيتها، لمواكبة جيل الشباب، واستثمرت ولع الشباب الأوروبي للتكنولوجيا للترويج لأيديولوجيتها من خلال المنتديات الألعاب الإلكترونية والمحادثات الصوتية والتعليم عن بعد.
ينبغي دراسة ظاهرة التطرف اليميني وتفسيرها لمعرفة أسبابها ومعالجتها، على الحكومات الأوروبية اتخاذ تدابير إجراءات مشددة تجاه اليمين المتطرف بعدما بات يشكل خطرا داهما يهدِّد الأمن والسلم والاستقرار داخل المجتمعات الأوروبية. اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لنشر الدعاية العدائية على منصات التواصل الاجتماعي. اعتماد الاتحاد الأوروبي سياسات مع شركات التكنولوجيا، للتعامل مع المعلومات المضللة التي ينشرها اليمين المتطرف.

الهوامش

إقالة رئيس المخابرات العامة البلجيكية بعد فشله في ملف “الجندي اليميني المتطرف”
https://bit.ly/2UbaanK
ملصق “سوريا المشمسة” يفتح النار على اليمين المتطرف في الدنمارك
https://arbne.ws/3AHn3Wj
اليمين المتطرف في الدنمارك يدفع بقوانين لـ”وقف الأسلمة”
https://bit.ly/2U6N1Tp
16 حزبا يمينيا تؤسس “تحالفا” في البرلمان الأوروبي لإصلاح الاتحاد
https://bit.ly/3yEoaFi
ازدهار نظريات المؤامرة في أوروبا من أنصار “كيو آنون” إلى معارضي اللقاحات
https://bit.ly/37vsLxF
اليمين المتطرف تهديد عالمي يستوجب ردا متعدد الأطراف
https://bit.ly/3xyN3kv
اليمين المتطرف وأزمة كورونا
https://bit.ly/3s5d3CO
زعيم الحزب الديمقراطي الايطالي: الاستجابة الاوروبية للوباء هزمت الشعبوية
https://bit.ly/3AvcR2M
ارتفاع معدل الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين بفرنسا للعام الثاني على التوالي بنسبة ٥٢% خلال عام ٢٠٢٠
https://bit.ly/3Cxm8Jz
النيابة الفرنسية تطلب محاكمة أعضاء «الجيش السري» المتطرف
https://bit.ly/3xwoUuN
تهمة “الإرهاب” لثلاثة “نازيين” مشتبه فيهم بالتخطيط لهجوم بفرنسا
https://bit.ly/2Xai5md
توقيف 10 مشتبه فيهم في قضية إتجار بالأسلحة في فرنسا
https://bit.ly/2XgxGRm
ماكرون يستهدف “جيل الهوية” اليميني بعد “الفاشية الإخوانية”
https://bit.ly/3lQFeVe
السلطات الفرنسية تحظر حركة يمينية متطرفة
https://bit.ly/3sdQHPS
هل سيتمكن التجمع الوطني اليميني المتطرف من تولي السلطة في فرنسا؟
https://bit.ly/37wfuF5
الحكومة الفرنسية تستنكر الاعتداء على مركز إسلامي غربي البلاد
https://bit.ly/3xLw7HJ
اليمين المتطرف في بلجيكا ـ تنامي المخاطر .بقلم بسمه فايد
https://bit.ly/3xJ9VOb

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button