تحليل النزاعات الدوليةدراسات استشرافية

توترات تايوان وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط

ملخص تنفيذي

أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الثلاثاء  الماضي الموافق 2  أغسطس، تايوان غضب الصين وعدَّتها خرقاً خطِراً للسيادة ومغامرة غير محسوبة وحذرت من عواقب وخيمة لها، بينما أكدت الولايات المتحدة مجدداً على لسان كبار مسؤوليها بمن فيهم الرئيس بايدن وبيلوسي نفسها، أنه لا يوجد تغيير على موقفها من سياسة الصين واحدة، وأن الزيارة جاءت لإظهار تأييد ديمقراطيتها ودعمها، وتعزيز التعاون المشترك معها؛ الأمر الذي لم تقبل به الصين، وعدَّته مجردَ ذرٍّ للرماد في العيون، وأطلقت على الفور تدريبات عسكرية عِدَّة في محيط تايوان؛ الأمر الذي يُنذر بتصعيدٍ غير محسوب العواقب ليس في العلاقات بين واشنطن وبكين فقط، وإنما في منطقة شرق آسيا برمتها أيضاً.(1)

والسؤال المثار الآن: هل ستتخذ الصين ما اعتبرته- لعباً بالنار- ذريعة لغزو تايوان أو التحرك عسكرياً ضدها؟ وماذا سيكون رد الفعل الأمريكي إذا ما أقدمت بكين على مثل هذه الخطوة التي من شأنها أن تنسف الاستقرار الهش في تلك المنطقة الحيوية من العالم وما تداعيات هذا التصعيد على أطراف الأزمة وعلى منطقة الشرق الأوسط؟

فيما يلي نبحث في خلفيات الأزمة تاريخياً وأهداف هذه الزيارة بالنسبة للإدارة الأمريكية ورد الفعل الصيني، والتداعيات المحتملة على أطرافها وعلى منطقة الشرق الأوسط.

نقطة توتر جيوسياسية

الانفصال بين الصين وجزيرة تايوان وقع مع نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وأصبح المضيق الذي يفصل نقطة توتر جيوسياسية مستمرة. هذا المضيق الذي لا يتعدى عرضه 130 كلم في أضيق نقاطه، ويعد بمثابة قناة شحن دولية رئيسية. وليس بين الجانبين الآن علاقات رسمية وطيدة ولكنهما مرتبطان بمليارات الدولارات من التجارة والاستثمارات، قد يتماهى الجانبان حول فكرة أنهما دولة واحدة، لكنهما يختلفان حول هوية الحكومة التي يحق لها قيادة الجزيرة التايوانية.

ويكمن جوهر الصراع بين الصين وتايوان في حقيقة أن بكين ترى تايوان مقاطعة منشقة سيعاد ضمها إلى البر الصيني في نهاية المطاف، فيما يختلف الكثير من التايوانيين مع وجهة نظر بكين، إذ أنهم يرون أن لديهم أمة منفصلة، سواء تم إعلان استقلالها رسميا أم لا.

أزمات المضيق المستمرة 

تاريخيا ليست هذه الأزمة الأولى سياسيا على هذا المضيق دوليًا حيث وقعت الأزمة الأولى في نهاية الحرب الأهلية الصينية، إذ تمكنت قوات ماو تسي تونغ الشيوعية من طرد قوميي تشيانغ كاي تشك الذين انتقلوا إلى تايوان المدعومة من الولايات المتحدة، واستقر الطرفان المتنافسان على جانبي المضيق: جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي، وجمهورية الصين (كما كانت تدعى في وقتها) في تايوان. (2)

الأزمة الأولى:

اندلعت أزمة المضيق الأولى في أغسطس/آب 1954، عندما أرسل القوميون آلاف الجنود إلى جزيرتي كينمين وماتسو الصغيرتين الخاضعتين لحكم تايوان، على بعد كيلومترات قليلة من البر الرئيسي.

ردت الصين بقصف مدفعي للجزيرتين، ونجحت في الاستيلاء على جزر يي جيانغ شان، على بعد 400 كلم شمال تايبيه، وأُخمدت شرارة الأزمة في نهاية المطاف، لكنها كادت أن تضع الصين والولايات المتحدة على شفير نزاع مباشر.

الأزمة الثانية:

اندلع القتال مجددا عام 1958، لتقع الأزمة الثانية عندما قصفت قوات ماو بكثافة جزيرتي كينمين وماتسو في مسعى جديد لطرد القوات القومية المتمركزة هناك. وخشية من أن تؤدي خسارة الجزيرتين إلى انهيار القوميين وبالتالي سيطرة بكين على تايوان، أمر الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور قواته بمواكبة حلفائهم التايوانيين وتزويدهم بالإمدادات، وهو ما دفع الولايات المتحدة للتفكير في نشر أسلحة نووية ضد الصين، لتعلن بعدها بكين وقفا لإطلاق النار بسبب عجزها عن الاستيلاء على الجزر، وفشل عمليات القصف في إخضاع القوميين. ومع ذلك استمرت الصين في قصف جزيرة كينمين بشكل متقطع حتى عام 1979.

الأزمة الثالثة:

بعد 37 سنة على الأزمة الثانية جاءت الأزمة الثالثة، حيث تغيرت كل من الصين وتايوان بشكل كبير بعد وفاة ماو تسي تونغ، فقد بقيت الصين تحت سيطرة الحزب الشيوعي لكنها باشرت فترة إصلاح وانفتاح على العالم، فيما بدأت تايوان التخلص من سنوات حكم تشاينغ كاي تشيك الاستبدادية والتحول إلى النظام الديمقراطي، واعتنق كثيرون من سكان الجزيرة هوية تايوانية مميزة غير صينية.

اشتعل التوتر مجددا عام 1995، عندما بدأت الصين تجارب إطلاق صواريخ في المياه المحيطة بتايوان احتجاجا على زيارة الرئيس التايواني لي تين هوي -الذي كان يرغب بإعلان تايوان دولة مستقلة- إلى الجامعة التي تخرج منها في الولايات المتحدة.

أجريت مزيد من التجارب الصاروخية بعد عام، بينما نظمت تايوان أول انتخابات رئاسية مباشرة، وأرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات لدفع الصين للتراجع عن تجاربها، وفاز لي في الانتخابات بهامش كبير.

بعد عام، أصبح نيوت غينغريتش أول رئيس لمجلس النواب الأميركي يزور تايوان في خطوة غير مسبوقة، وتبعته بيلوسي بعد 25 عاما.

ضغوط بكين على تايوان

العام الماضي سجّلت تايوان 969 عملية توغل لطائرات حربية صينية في منطقتها لتحديد الدفاع الجوي، وفقاً لقاعدة بيانات وكالة فرانس برس، أي أكثر من ضعف العدد البالغ 380 توغلاً في عام 2020. توغلت غالبية هذه الطائرات في الجهة الجنوبية الغربية لمنطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان.

أكبر عدد من الطائرات أرسلته الصين في يوم واحد هو 56 طائرة في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

لكن عمليات التوغل اليومية لا تقل أهمية. قبل المناورات العسكرية هذا الأسبوع، أبلغت تايوان عن 626 عملية توغل حتى الآن هذا العام، بزيادة تُقدَّر بـ70 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وضع العدد الكبير من الطلعات الجوية لسلاح الجو التايواني تحت ضغط هائل، وتعرض لسلسلة حوادث قاتلة في السنوات الأخيرة. (3)

رد الفعل الصيني

بالعودة إلى زيارة “نانسي بيلوسي” إلى تايوان قامت الصين بهجمات سيبرانية واسعة على تايوان، وفرضت سلسلة من العقوبات على استيراد وتصدير بعض البضائع من وإلى تايوان. وبالإضافة إلى ذلك، عقد الجيش الصيني حاليًا تمرينًا عسكريًا واسع النطاق في حزام ضيق حول الجزيرة. وبالفعل، اخترقت السفن الصينية المياه الإقليمية لتايوان كما اخترقت الطائرات المقاتلة الصينية أجواء تايوان، فيما أطلقت بكين عدة صواريخ مرت من فوق الجزيرة. (4)

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن البيت الأبيض استدعى السفير الصيني تشين قانغ للتنديد بتصعيد الإجراءات ضد تايوان والتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تريد أزمة في المنطقة.

وأعلن مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الصين لا تستطيع منع واشنطن من العمل في البحار والأجواء. وأضاف «مستعدون للرد على أي تصعيد صيني». بدورها، أكدت بيلوسي من طوكيو المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية، أن بلادها «لن تسمح للصين بعزل تايوان».

كما نددت أستراليا بإطلاق الصين صواريخ بالستية باتّجاه المياه المحيطة بتايوان ووصفت المناورات العسكرية في محيط الجزيرة بأنها “مبالغ فيها ومزعزعة للاستقرار” ودعت إلى ضبط النفس وخفص التصعيد.

وتشعر طوكيو، أحد أقرب حلفاء واشنطن، بقلق متزايد إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي وإمكانية إقدام بكين على عمل عسكري ضد تايوان. (5)

وانتهى التوتر ظاهريًا وسجلت الولايات المتحدة إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا من خلال عدم التراجع أمام تهديدات الصين، لكن من المتوقع أن يبقى التوتر حول تايوان لفترة طويلة وسيؤثر ذلك على بعض دول الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل وسيكون لهذا التوتر تداعياته في المستقبل.

التداعيات المحتملة على أطراف الأزمة

  • لابد أن نقرر أولًا أن أي هجوم صيني على تايوان، التي تقع على بعد 100 ميل فقط من ساحل البر الرئيسي للصين، سيتطلب قدرات عسكرية ساحقة، وحتى لو سيطرت القوات الصينية على الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، فإن الحرب ستهز اقتصاد الصين وعلاقاتها الدولية بشدة.
  • نتيجة للأوضاع الداخلية في الصين غير المستقرة، حيث يسعى الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى توطيد حكمه بعد المؤتمر العشرين للحزب الذي سينعقد هذا العام، ويكتسب أهمية كبيرة بوصفه محطة مهمة يسعى الرئيس عبرها إلى إعادة انتخابه وتكريس النهج والممارسة التي يتبعها في قيادة الصين، في وقت تواجه فيه إدارته تحديات كبيرة في الداخل والخارج، حيث تسببت سياسة “صفر كوفيد” التي أصرت عليها الحكومة الصينية في ظل حدوث تباطؤ اقتصادي واستياء شعبي، ترافق مع استمرار الخلافات التجارية الحادة مع واشنطن. في ظل هذه الظروف سيكون من الصعب على الصين القيام بخطوة من شأنها أن تقلب الأوضاع رأساً على عقب، داخلياً وخارجياً.
  • سيكون خيار الغزو أو الحرب هو السيناريو الأسوأ على الإطلاق للأطراف كلها، ويبدو أن أياً من الأطراف وفي مقدمتها الصين -برغم تهديداتها المتكررة-لا ترغب فيه لأن الغزو سيضر بالمصالح الاقتصادية للأطراف كلها دون استثناء. فأي حرب سوف تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية للصين وتايوان والدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة، فضلاً عن أنها ستهدد التجارة والملاحة العالميتين، بالنظر إلى حجم التجارة البحرية التي تمر عبر مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، ولذلك سيحرص الجميع على عدم التصعيد.
  • بالرغم من أن الولايات المتحدة تعترف بسياسة “الصين الواحدة”، في إشارة إلى أن البر الرئيسي للصين وتايوان دولة واحدة، ورغم تأكيدات إدارة بايدن المتكررة بأن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان عن الصين، فإن واشنطن تقيم علاقات تجارية واسعة وعلاقات سياسية غير رسمية مع تايبيه، ومن فترة لأخرى يذهب بعض المسؤولين إلى هناك في زيارات تصفها بكين دائما بالاستفزازية، وهو ما سيجعل العلاقات في توتر مستمر .فعلى المدى القصير، من المحتمل أن يستمر النشاط العسكري الواسع في الأيام المقبلة، وقد يتسبب ذلك في إعادة تعريف الوضع الراهن بين الطرفين. أما على المدى الطويل، فستواصل تايوان دفع التكلفة الاقتصادية والأمنية لفترة طويلة (في الجولة السابقة من التصعيد، استمر النشاط لمدة 9 أشهر). (6)
  • من المتوقع كذلك أن تشهد العلاقات المتوترة أساسًا بين الصين والولايات المتحدة مرحلة جديدة من عدم الثقة وهو ما سينعكس سلبا على التعاون بينهما في الكثير من الملفات والمجالات يؤكد ذلك رفض الصين الانخراط في محادثات ثلاثية مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأسلحة النووية. بالإضافة إلى ذلك، رفض وزير الخارجية الصيني “وانج يي” الاجتماع مع نظيره الأمريكي “أنتوني بلينكن” خلال اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا هذا الأسبوع. (7)
  • تأتي زيارة نانسي بيلوسي قبيل أشهر من الانتخابات النصفية، ومن ثم فإن لها بُعداً داخلياً مهماً. وبرغم أن الزيارة حظيت بدعم من الحزبين في الكونغرس، خاصة أن الهدف منها كما أعلنت بيلوسي هو إظهار الدعم لتايوان وتأكيد التزام أمريكا الثابت بدعم ما سمته “الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان”؛ فإن مثل هذه الخطوة قد تخدم الديمقراطيين الذين يعانون تراجع شعبيتهم وسط توقعات بخسارتهم في الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل، وقد تخدم بيلوسي نفسها إذ تسعى إلى إعادة انتخابها بينما تواجه تحديات في هذا السياق.
  • تأتي الزيارة كذلك ضمن جولة مهمة تقوم بها نانسي إلى المنطقة لتعزيز علاقات واشنطن بحلفائها في شرق آسيا وجنوب شرقها، وتأكيد التزاماتها التحالفية معها. وقد شملت المحطة الأولى في الرحلة لقاءات مع القادة في سنغافورة ومن ثم ماليزيا التي انطلقت منها بيلوسي إلى محطتها الثالثة، تايوان، وسط ترقب كبير خاصة أنها أبقت على احتمال توقفها بتايبيه لغزاً حتى اللحظة الأخيرة. وتشمل الجولة زيارتين مهمتين لأهم حلفائها في شرق آسيا وهم اليابان وكوريا الجنوبية.
  • قد تعمد واشنطن إلى تسهيل دخول الصين في منظمة التجارة العالمية مقابل بعض التنازلات. ما يمكن استخلاصه هو ان الصين لا تزال بحاجة إلى الوقت لتحديث وإعادة بناء قواتها وقطاعاتها المختلفة الاقتصادية والعسكرية والسياسية. (8)

التداعيات المحتملة على منطقة الشرق الأوسط

  • صحيح أن هناك بونا شاسًعا من الناحية الجيوسياسية بين تايوان والشرق الأوسط لكن من المتوقع أن تجد بعض دول الشرق الأوسط، مثل الإمارات نفسها في وضع مرتبك بين شريك تجاري مهم (الصين) وحليف استراتيجي مقرب (الولايات المتحدة).
  • من المتوقع ومع زيادة التوتر في مضيق تايوان، أن تضغط واشنطن على حلفائها من أجل تقليص العلاقات مع الصين وتطالب حلفاءها بالانحياز لها. وفي هذه الحالة، سيتوجب على هذه الدول أن تحاول أن تمسك بالعصا من المنتصف للحفاظ على شريكها التجاري (الصين) وحليفها الاستراتيجي (أمريكا) بشكل براغماتي.

المصادر:

  1. رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تصل تايوان والصين تتوعد بعمليات عسكرية “محددة”، الفرنسية، https://bit.ly/3Q3KUXX
  2. مضيق تايوان شرارة التوتر الدائم وهذا ما نعرفه عن أزماته الثلاث، الجزيرة نت نقلا عن الفرنسية، https://bit.ly/3bDDcoD
  3. مفاهيم أساسية عن أزمة تايوان.. ما هو الخط الأوسط ومنطقة تحديد الدفاع الجوي؟ العربي الجديد، نقلاً عن فرانس برس، https://bit.ly/3bExVgr
  4. كيف تنظر الصين إلى زيارة بيلوسي لتايوان؟ الفرنسية، https://bit.ly/3QaO1xt
  5. أزمة تايوان محور خلاف جديد بين الإمارات وواشنطن، https://bit.ly/3QnyCJL
  6. هل تشعل تايوان حربًا بين أمريكا والصين؟ https://bit.ly/3OZjAZT
  7. لمحة عن سياسة أميركا تجاه تايوان القائمة على الغموض الإستراتيجي، الجزيرة نت، https://bit.ly/3byC6KK
  8. تايوان بين الاستراتيجيتين الصينيّة والأميركيّة، مجلة الدفاع الوطني اللبناني،  https://bit.ly/2DEOfd4

كتب: د. محمود المنير

رئيس قسم الاعلام والعلاقات العامة – الجامعة الإسلامية

ولاية مينيسوتا – الولايات المتحدة الأمريكية

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى