دور الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين: فحص لأهم المقتربات النظرية
دور الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين- فحص لأهم المقتربات النظرية
مقدمة
يعتبر التنظيم الدولي من الظواهر المعاصرة التي سعت كل من الدول والشعوب الإرساء دعائمها و الاستفادة من مزاياها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، و تمثل هيئة الأمم المتحدة أهم و أبرز إنجاز في هذا الصدد، إذ شكل حفظ السلم الدولي أحد الأهداف التي أنشأت من أجلها هذه المنظمة. ولقد أثار البناء المؤسسي للأمم المتحدة، منذ إنشائها، العديد من التساؤلات في الأوساط الأكاديمية حول مجال عمل المنظمة وطبيعة الوظائف التي تقوم بها وقدرتها على خلق وسائل تمكنها من القيام بالمهام المنوطة بها. وكما لم تتفق نظريات العلاقات الدولية في تفسير الكثير من الظواهر السياسية فإنها أيضا اختلفت في تفسير مكانة منظمة الأمم المتحدة كفاعل في العلاقات الدولية، كما اختلفت في تحديد ما إذا كانت تلعب دورا في تحقيق السلم والأمن الدوليين. وعلى هذا الأساس انقسمت المقتربات النظرية في العلاقات الدولية إلى اتجاهين: اتجاه ينفي أي دور لهيئة الأمم المتحدة في العلاقات الدولية بصفة عامة وحفظ السلم والأمن الدوليين بصفة خاصة، وينيطه بالدول، واتجاه ثان يؤكد دورها إلى جانب الدول في حفظ السلم والأمن الدوليين. إذن، يتمحور تحليلنا في هذه الورقة حول مكانة حفظ السلم والأمن الدوليين ومقوماتهما ضمن نظريات العلاقات الدولية ومحاولة استقراء مكانة الأمم المتحدة كمنظمة في العلاقات الدولية ودورها في تحقيق السلم والأمن الدوليين من خلال هذه النظريات. لكن قبل ذلك سنسلط الضوء على مفهوم السلم والأمن في إطار الأمم المتحدة، لنتطرق إلى دور الأمم المتحدة في تحقيق السلم والأمن الدوليين وفقا لما جاء في میثاقها خاصة الفصل السادس والسابع منه.
