تحليل النزاعات الدولية

عناصر الصراعات المسلحة وطرق تسويتها : دراسة منهجية

د. محسن حساني قضايا سياسية 2019, المجلد , العدد 57, الصفحات 403-428

شهدت فترة ما بعد الحرب الباردة العديد من الصراعات ذات الطابع المسلح بين دول ذات سيادة، او بين دول وجماعات مسلحة ذات مطاليب محددة ، أو بين هذه الجماعات نفسها تحت تاثير عوامل متعددة عرقية – قبلية – على السيادة – على المواد الطبيعية ، وعلى المياه على بناء الدول , على القيم والمعتقدات ، والايدولوجيات كما شهدت هذه الفترة توقيع العديد من الاتفاقيات التسوية وتهدئة هذه الصراعات ، وقد نجح البعض منها في تقليل وتيرة العنف وتحويل الصراعات الى علاقات اكثر ايجابية بين الدول والجماعات المسلحة ، في حين فشل عدد كبير منها فشلاً ذريعاً ، وظلت التسويات مجرد حبر على ورق ، ولذلك هناك حاجة ملحة اليوم لفهم جديد للصراعات المسلحة وطرق تسويتها ، حيث لا تكفي مطالبة المجتمع الدولي للاطراف المتصارعة باللجوء الى المفاوضات والاتصالات ، بل ينبغي تقديم اقتراحات تهدف إلى تحويل الاتفاقات إلى واقع عملي ، و ايجاد السبل التي من شانها المحافظة على ديمومة هذه الاتفاقيات كي تنشأ الأجيال القادمة دون أن تتكرر معها مرارة الحرب . لا تهدف هذه الدراسة تقديم حلول ومعالجات للصراعات المسلحة اذ أن ذلك من اختصاص الدول والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والاقليمية سواء كانت حكومية أو غير حكومية، بمعنى أنها تحتاج إلى قرارات سياسية من جهات مسؤولة ، وان كان رجال الفكر والعلماء يساهمون بآرائهم وطروحاتهم وتوجهاتهم في تقويم تلك القرارات.

آن هدف هذه الدراسة ينحصر هنا في تقديم فهم جديد للصراعات انطلاقا من حقيقة أن نهاية الحرب الباردة لم يرافقها نهاية مماثلة للصراعات خصوصا في مناطق ما يسمى بعالم الجنوب ، وأيضا من حقيقة أن طبيعة الصراعات في هذه المناطق تختلف عن الصراعات التي تنشا بين القوى العظمى والكبرى وبالتالي فهي تحتاج الى تقنيات وأساليب تحليل جديدة ومبتكرة ، ولكن على الجملة فان الصراعات ظاهرة اجتماعية عميقة في التاريخ وليس في وسع المرء تصور نهاية قريبة لها طالما أن هناك فقر وغنى ودول لها موارد واخرى تعاني نقص حاد فيها ، وطالما هناك جماعات في دول ما ترى انها مظلومة ومهمشة ، ولكن في الوقت نفسة فان جميع الصراعات مهما كانت عميقة هي قابلة للتسوية في يوم ما ، فقد تستمر هذه الصراعات 50 عاما أو أكثر ثم يجد أطرافها بعد ذلك حاجة ماسة التسويتها حقنا للدمار والدماء وتوفير الفرص لاعادة الاعمار والبناء دون أن يعني ذلك بالضرورة.

تحميل الدراسة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى