أخبار ومعلومات

قبل الموت بالعطش والجوع.. يموت التائهون في الصحراء رعبا

بقلم محمد بن أحمد – جريدة الخبر

كما تقول الأشرطة الوثائقية، أخطاء ساهمت في الكارثة، فإن وفاة أغلب التائهين في الصحراء كانت بسبب أخطاء بعضها بسيط جدا، فقصص التائهين في الصحراء المبكية، وصورهم المؤلمة، تخفي وراءها أخطاء بسيطة جدا. وعند البحث والغوص فيها، نجد أن تلك الحوادث متكررة، وربما متنوعة، ولكن، السيناريو يكاد يكون واحداً لجميع القصص.. وقبل الموت بالعطش والجوع، يموت التائهون رعبا.

عندما تخرج بسيارتك إلى الصحراء الواسعة، حتى ولو كنت في رحلة عادية، فأنت مهدّد بالموت عطشا، حتى في حالات التنقل شتاء. هذه حقيقة واقعة، فقد بيّنت التجارب العديدة وفاة أشخاص عطشا، حتى في شهري ديسمبر وجانفي، كما وقع في غرداية عام 2004، عندما فقد مهندس ومرافقه في موقع غير بعيد عن قاعدة حياة شركة نفط واد نومر.

تنتهي رحلات التنقل في الصحراء، في كثير من الأحيان، بمآس ليس فقط لأشخاص تنقلوا لأول مرة في الصحراء، بل لأشخاص عاشوا وقضوا في الصحراء أغلب سنوات حياتهم. هذه المآسي المرعبة التي يمكن لأي منها أن تتحول إلى أحداث فيلم مثير، انتهت كلها بنهايات غير سارة، والسبب لا يتعلق بالصحراء في حد ذاتها، بل بأخطاء قاتلة وقع فيها الضحايا.

 الاستسلام السريع للموت

الحقيقة الثابتة التي أكدتها تحقيقات حول حوادث التيه في الصحراء، هي أن 90 بالمائة من الذين ماتوا عطشا هلكوا قبل الأوان. يقول العلم الحديث إن الإنسان العادي يمكنه البقاء حيا 72 ساعة دون ماء، الخبراء يقولون أيضا إن الإنسان العادي يمكنه الصمود بـ5 لتر ماء مدة أسبوع كامل، وبـ2 لتر لمدة 3 أيام، تضاف إليها طبعا مدة العطش التي تتراوح بين 48 و72 ساعة، وهي فترة أكثر من كافية، إما لوصول الباحثين عن الشخص المفقود، أو لوصول الشخص المفقود إلى أقرب نقطة مأهولة. ففي الظروف العادية، يمكن للشخص الراجل السير لمسافة 30 كلم يوميا، فإذا توفرت للشخص المفقود كمية مياه تتعدى 5 لتر، فإن النجاة تبدو مؤكدة، إذا تحرك الشخص في الاتجاه الصحيح، لكن المشكلة لا تتعلق بكمية الماء، لأن أغلب المفقودين تكون معهم كمية كافية نسبيا من الماء، تتعدى 5 لتر، وقد لا تقل عن 3 لتر للشخص في حالة وجود مجموعة. المشكلة هي الاستسلام للرعب والخوف وفقدان القدرة على اتخاذ القرار الصحيح والسليم مع مجموعة من الأخطاء، ليس أبرزها كمية الماء القليلة التي يحملها المفقودون معهم قبل.

هل يأكل التائهون لحوم بعضهم البعض؟

وقعت الكثير من الحوادث في التاريخ التي تؤكد أن الإنسان أكل لحم الإنسان، بسبب الجوع الشديد، ورغم عدم توفر دليل قاطع عن حالات وقعت في الصحراء الجزائرية، لكن بعض الشواهد ترجح هذه الفرضية، حيث يقول بعض مقتفي الأثر إن جثث تائهين في الصحراء بعد كشفها كانت مختلفة عن جثث تائهين آخرين. يقول السيد ميوز عبد الحاكم، قصاص أثر من غرداية: “شاهدنا في عام 1989 أثناء البحث عن تائهين في صحراء جانت أن جثتي شخصين تاها في الصحراء كانت مفككة، أي أن الجمجمة كانت في جهة والبطن في جهة والأقدام في جهة ثانية، بينما كانت جثث زملائهما وهم 3 متماسكة، ما رجح فرضية أن التائهين وكانوا مواطنين من ليبيا، ضلوا الطريق في الصحراء الجزائرية، أكلوا لحوم بعضهم البعض.

وتبدأ النهاية وتتسارع أحداثها، يشرع التائه في الصحراء في استهلاك كل الماء الموجود عنده، بطريقة جنونية دون تفكير أو منطق، عندما يكون التائهون جماعة (أكثر من 3)، فإن كل القصص تؤكد أن التائهين دخلوا في خلافات بلغت حد الاشتباك والاقتتال، خاصة على الماء والطعام، لكن سرعان ما يستسلم الجميع لمصيره. يبدأ التائهون في الصراخ والبكاء، وحتى إذا تحلى أحدهم بالشجاعة والحنكة، فإن الرعب هو حالة نفسية معدية، تمر أمام عيني التائه الهالك شريط حياته وذكرياته بسرعة، ويتكرر المشهد كل مرة، كما تقول روايات أشخاص نجوا من الموت بأعجوبة، وتزيد حالة القلق والخوف حتى يفقد التائه صوابه. الأمنية الأكثر أهمية في هذه الظروف هي مشاهدة الأهل والأقارب قبل الوفاة، قد يغلب النوم التائه، لكنه لا يستطيع النوم، لأن الكوابيس تداهمه وتجعله مرهقا بشدة لكن دون قدرة على النوم، لهذا من المهم هنا تلاوة ما تيسر من القرآن وتكرار الشهادتين في كل وقت والدعاء .

عند العطش والجوع الشديدين يضعف البصر، وتبدأ بعض الهلاوس البصرية وتنمل الأطراف، وترتفع حرارة الجسم، ويبدأ الصداع، وجفاف الفم، وانخفاض ضغط الدم، وبعدها قد يبدأ الهذيان، وعدم القدرة على الوقوف فضلاً عن المشي، ثم يبدأ التائه في تعرية جسمه تماما والزحف على الأرض لعشرات الأمتار، قبلها، ينقطع صوته تماما فلا يستطيع الكلام قبل الوفاة وهو مستلقٍ على الأرض، وحتى قبل الوفاة تبدأ بعض الحشرات في التواجد فوق جلد التائه وقد يشعر بها، ثم يبدأ عقله بالضعف تماما وتبدأ أعراض الغيبوبة البسيطة ثم العميقة، وإن أخذ الله أمانته.

تكون حالة أغلب الجثث منكفئة على وجوهها، قد تأكله الحيوانات البرية كالأفناك والضباع والكلاب التي تكتشف أماكن وجود الجيف والجثث، ثم تدفنه الرمال، أو يتفسخ جلده، وتبقى عظامه شاهدة ماثلة لمن يبحث عن التائه، في كثير من الحالات يكتشف أشخاص بالصدفة جثث تائهين في الصحراء.

يقول بعض الفقهاء إنه من الضروري إذا كان التائهون جماعة ومات الأول، يجوز شرعاً أكل لحم الميت من أجل النجاة، الأمر هنا لا يحتاج فتوى لأن الجوع الشديد والعطش لا يختلفان والضرورات تبيح المحظورات، والله تعالى يقول: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، وقال تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). 

الخطأ الأول.. عدم تقديم معلومات

عندما تتنقل في الصحراء، سواء بسيارة أو على قدميك، تذكر دائما أنه من الضروري إخبار الأشخاص المقربين منك أنك انطلقت من المكان كذا وأنك متجه إلى المكان كذا، بل وتحديد مدة الرحلة، لأنه في 99 بالمائة من الحالات كان تأخر انطلاق رحلات البحث عن المفقودين السبب الرئيسي في الوفاة، لأن الباحثين لم ينطلقوا في رحلات البحث إلا بعد أيام من الفقدان، وكانت عمليات البحث عشوائية.

الخطأ الثاني.. التسرع

90 بالمائة من حالات التيه والموت عطشا في الصحراء وقعت بسبب أن الأشخاص المفقودين اعتقدوا بالخطأ أنهم تاهوا أو فقدوا الطريق، وغادروا بالتالي المكان الصحيح إلى الموقع الخطأ، وتسرّعوا في التحرك من آخر مكان أو أقرب مكان للمدينة أو القرية، وكان الأجدر بهم الثبات في الموقع أو المكان وعدم التسرع في التحرك، لأن مغادرة آخر موقع يشعر فيه التائه أو الضائع بأنه ضاع في الصحراء، يعني بالنتيجة الهلاك في حالة عدم توفر وسائل وأدوات النجاة.

الخطأ الثالث.. عدم حمل وسائل النجاة

الماء ضروري للبقاء على قيد الحياة، بل أكثر من ضروري في الصحراء، لكن مهما كانت كمية الماء الذي تحمله معك كبيرا سينفد، بعض الأدوات البسيطة لها أهمية أكبر بكثير من الماء، قد يعتقد البعض أن الأدوات الأهم للبقاء على قيد الحياة هي خريطة + بوصلة، الخريطة بالنسبة للشخص غير المدرب على استعمالها غير ملائمة خاصة إذا كانت غير دقيقة، لكن البوصلة مهمة جدا، لكن حتى إن لم تتوفر خريطة وبوصلة، فإن أدوات البقاء على قيد الحياة في الصحراء هي أولا رفش أو أداة حفر، في أي سيارة من المهم أن تتوفر أداة حفر حتى ولو كانت صغيرة لأنها قد تنقذ حياة الضحية، وستكتشف أهمية أداة الحفر لاحقا، الوسيلة الثانية هي كمية من وسائل إشعال النار لأنه من المهم أن تتوفر السيارة أو الشخص على أكثر من وسيلة إشعال النار الكبريت والولاعات 3 أو 4، الوسيلة الثالثة قلم وأوراق، الوسيلة الرابعة سكين أو أكثر، الوسيلة الخامسة مرآة أو أكثر، الوسيلة السادسة عصا، الوسيلة السابعة العمامة أو قطعة قماش طويلة يمكن استعمالها كعمامة، والوسيلة الثامنة حبل طويل، والوسيلة الأخيرة وبالغة الأهمية هي المصباح اليدوي الذي يمكن استعماله عدة أيام دون شحن هذه الوسائل التي قد يعتقد البعض أنها غير مهمة، لكنها هي التي يمكن لأي شخص الصمود بها في الظروف الصعبة.

أدوات الحفر

بالنسبة للرفش أو أداة الحفر، فإنها من الأهمية بحيث يمكنها أن تساهم في إنقاذ حياة التائه في الصحراء، إذ من الضروري أن يصنع التائه حفرة يختبئ فيها تحت السيارة أو الشاحنة، لأن مثل هذه الحفر تكون باردة وقادرة على الحفاظ على الرطوبة في الجسم، وهذه التقنية قد تطيل عمر التائه في الصحراء عدة أيام حتى مع عدم توفر الماء، خاصة في فصل الصيف.

المرآة

قد يتساءل الكثير من غير العارفين بالصحراء وحتى في المناطق غير المأهولة (البحار والغابات والجبال) عن أهمية وجود مرآة، الجواب هو أن المرآة التي تعكس ضوء الشمس هي أفضل وسيلة يمكن من خلالها للطائرة التي تبحث عن تائهين في الصحراء أو البحر أو الغابات لكشف مكان تواجد الأشخاص أو الشخص التائه، عبر عكس ضوء الشمس عدة مرات متقطعة على الطائرة أو توجيهه إلى طائرة الهيلكوبتر، ومن المهم عدم تركيز أشعة الشمس المنعكسة بل توجيهه بشكل متقطع، الطائرة لا تسمع الصوت وأحيانا لا تشاهد الإشارة، لكنها قد تكتشف أشعة الشمس المنعكسة من مواقع بعيدة جدا.

السكين والعصا

الأهم في رحلة الصمود والبقاء على قيد الحياة في الصحراء وقبل كل شيء هو السكين، لأن الشخص التائه يحتاج السكين أو السكاكين أكثر من أي شيء آخر للتقطيع وتكسير الأخشاب إن وجدت وإشعال النار التي تساهم في كشف موقعه ليلا، كما أن السكين أكثر من ضروري لتفكيك بعض أجزاء السيارة وتحويلها إلى مخبأ. العصا لها أهمية قصوى وفوق مستوى التصور، لأنها يمكن أن تنقذ حياة التائه في الصحراء. بالرغم من أن الصحراء قد تكون خالية من الحياة، إلا أنها تتوفر على بعض الضواري كالذئاب والضباع التي قد تهاجم الأشخاص، ولا يمكن صدها إلا بالعصا، وقد تساهم في إنقاذ حياة التائه في حالة التمكن من قتل أحد هذه الضواري واستعماله كطعام.

العمامة أو “اللحفاية” والحبل

من أكثر الأشياء المهمة التي حرص سكان الصحراء القدامى على ارتدائها هي العمامة، فمن المهم بالنسبة لكل شخص يتواجد في الصحراء حمل عمامة معه، لأنها لا تساهم فقط في الحماية من أشعة الشمس بل يجب على الشخص في حالة التيه في الصحراء ارتداؤها كلثام يخفي معظم الوجه، حتى لا يتبخر العرق ويبقى لتبريد الجسم ويساهم هذا فوق كل تصور في إنقاذ الحياة في حالة توفر كمية قليلة من الماء. العمامة أيضا تستخدم لاحقا لتنقية بعض الماء في حالة اكتشافه، بشكل خاص ماء مبرد السيارة وحتى البول، لأن كل من تاه في الصحراء شرب بوله – للأسف – دون اعتماد طريقة لتصفيته، أما الحبل لأنه مهم جدا ويستعمل في أكثر من مكان، أبسطها صناعة شبه خيمة في حالة توفر الفراش مع الشخص التائه في الصحراء.

المصباح اليدوي

قد يساهم المصباح اليدوي الذي يمكن استعماله لعدة أيام دون الحاجة لإعادة الشحن أكثر من أي وسيلة ثانية في إنقاذ حياة الشخص التائه في الصحراء، المصباح الكهربائي يستعمل لإرسال إشارات ضوئية متقطعة من موقع عال في الصحراء. فكما يعرف كل من عاش في الصحراء المفتوحة، فإن ضوء المصباح يمكن أن يصل إلى 50 أو 70 كلم في الليالي الصافية، لكن الأهم عند استعماله هو أن يصعد حامله إلى موقع مرتفع لإرسال الإشارات الضوئية، من فوق الموقع في الساعات الأولى من الليل وقبل الفجر بقليل.

وسائل إشعال النار

يعرف الجميع أن وسيلة أو وسائل إشعال النار لها أهمية فوق التصور في البقاء على قيد الحياة، ليس فقط لإعداد طعام في حال توفره، بل لطهي حشرات أو أي حيوانات قد يعثر عليها التائه في الصحراء، وإشعال النار هو أهم حتى يعثر الآخرون على الشخص التائه، ومن المهم أن يتواصل اشتعال النار عدة أيام بشكل خاص ليلا، وهذا ما سنراه لاحقا.

الأوراق والقلم

قد يبدو الأمر غريبا لكنه طبيعي، من المهم بالنسبة للتائه في الصحراء أن يكتب رسالة الوداع الأخيرة والوصية مباشرة بعد التيه، وأن يذكر فيها ما يريد قوله للأحياء، لأن لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور. الأوراق والقلم مهمة جدا، لأن التائه في الصحراء يمكنه أن يكتب بعض تفاصيل تحركاته في أوراق ويتركها في مواقع يجب أن تكون ظاهرة للعيان، لأنها تساعد كثيرا الباحثين عنه ولا تعقد مهمتهم في حالة تحركه راجلا أو بواسطة السيارة.

الساعات الأخيرة من عمر المفقودين في الصحراء

يقول الباحثون عن المفقودين في الصحراء إنهم فوجئوا في أغلب عمليات البحث عن المفقودين من خلال عملية تقفي الأثر، وأنهم كانوا يلاحظون أن المفقود أو مجموعة المفقودين، يتحركون بسرعة كبيرة في أول 6 إلى 10 ساعات.. تحركات المفقودين تكون في شكل دائرة كبيرة، قد يصل قطرها إلى 100 كلم في حالة التحرك بسيارة، وإلى 25 كلم في حالة السير مشيا على الأقدام.

الساعات الست أو العشر الأولى من بداية التيه تلعب الدور الأكبر في النهاية المأساوية، وهنا يقول السيد بن جنة ميلود، خبير تقفي أثر من ولاية غرداية، عمل في أكثر من 20 عملية تقفي أثر عن مفقودين طيلة 40 سنة: “يتحرك المفقودون في دوائر مغلقة، معتقدين أنهم يتقدمون إلى الأمام”. ويضيف السيد ميلود بن جنة: “نسمي هذه الحركة في الصحراء الروندة. وتتغير حركة سير المفقودين من البداية إلى النهاية من السرعة القصوى وتضييع الطاقة البدنية أو البنزين في أول 3 ساعات، إلى سرعة أقل ثم سرعة ضعيفة جدا في الساعة الأخيرة، وأخيرا التوقف وانتظار الموت.. القدر المحتوم”.

ويضيف المتحدث ذاته “في بعض الأحيان، يواصل المفقود السير لليوم الثاني لكن لم أر في حياتي شخصا سار أكثر من يومين”. ويضيف السيد ميلود بن جنة: “ينهار أغلب المفقودين في اليوم الثاني، ويتموقعون في مكان ما وهم في حالة رعب في انتظار الموت المحقق، وفي آخر اليوم الثالث وفي حالات قليلة جدا الرابع أو الخامس تحدث الوفاة تسبقها حالة غيبوبة غريبة. أغلب المفقودين يشربون بولهم، وبعضهم يقطع أوردته من أجل شرب دمه، وينزعون ثيابهم، البعض يموت جالسا ثم يسقط لاحقا في مشهد مرعب، والبعض يموت مستلقيا على بطنه”.

ويفسر السيد ميلود بن جنة هذه الحالة بأن الصحراء بطبيعتها تتشابه من حيث الشكل المشاهد في كل منطقة 100 كلم مربع، إنها تستدرج ضحاياها من عديمي الخبرة لتقتلهم تماما مثل البحر. ويحكي ميلود قصص أغلب المفقودين، سواء الذين تمكن من إنقاذهم أو الذين وجد رفاتهم، قائلا: “هناك عدة أسباب للتيه والموت في الصحراء، أبرزها وأهمها على الإطلاق ليس الابتعاد عن الطريق، سواء كان معبدا أو غير معبد، بل الزوابع الرملية التي تخفي معالم الطريق تماما بشكل خاص إذا كان غير معبد، الزوابع الرملية قد تؤدي أيضا إلى غرق عجلات السيارة أو الشاحنة في الرمال المتحركة. في بعض الأحيان، يكون التيه بسبب خروج بعض البدو للبحث عن مواشٍ تائهة أو إبل مفقودة، وينتهي بهم الأمر مفقودين وموتى، وفي حالات قليلة يكون بسبب خروج من أجل الصيد، لكن هذه الحالات قليلة نسبيا بسبب كون مربي الإبل والمواشي من الخبراء في الصحراء، حالات أخرى نادرة هي أن المفقود يكون قد قرر التنقل من مكان إلى آخر سيرا على الأقدام”.

“الغرق” في الصحراء

في البحر، من لا يعرف السباحة يموت غرقا، وفي الصحراء، من لا يعرف طرقها وكيفية السير والصمود فيها يموت عطشا وجوعا، الفرق الوحيد هو أن الصحراء تخدع على عكس البحر. العدو الأول لضحايا الموت والتيه في الصحراء ليس فقط نقص الماء أو الطعام، بل عدم الخبرة والخوف والرعب الذي ينتاب الشخص التائه في الصحراء، لدرجة تجعله غير قادر على اتخاذ القرار السليم والصحيح في الوقت المناسب. الأخطر، كما يقول بعض الناجين من الموت في الصحراء، هو أن الشخص الذي يتيه في الصحراء يشاهد خيالات وصورا غير حقيقية حتى في النهار، ولا يتعلق الأمر هنا بالسراب بل بمشاهد وهلاوس يسببها الخوف والرعب الشديد، وبالقرارات الخاطئة التي يتخذها التائهون، والتي تعجّل بالموت عطشا وجوعا، ولا يتعلق الأمر هنا فقط بالاستعمال السريع لكمية الماء المتوفرة واستهلاكها في يوم واحد أو في ساعات ثم الموت لاحقا بالعطش، بل بعدم الإدراك بطبيعة الأرض والدوران في دوائر مغلقة، تنتهي حياة صاحبها بسرعة أكبر ممّا كان متوقعا، لهذا من المهم جدا استجماع القوى العقلية والإيمان بالله من البداية.

من المهم، هنا، تقديم أهم النصائح التي تسمح لأي شخص بالصمود والنجاة بعد التيه في الصحراء، أن يتبع مجموعة من النصائح يمكنها إنقاذ حياته أو إنقاذ حياة مرافقيه من الموت.

فنون “الملاحة” في الصحراء

رغم أن الصحراء أرض تتشابه مشاهدها كثيرا، إلا أن خبراء الصحراء يعرفون كيفية السير فيها، أهم طرق الملاحة في الصحراء دون وجود بوصلة أو خريطة هي الاهتداء بالنجوم. ورغم أن هذه التقنية ليست في متنناول الجميع لأنها تحتاج لتدريب خاص، فإن الاهتداء بالشمس أسهل  بكثير لأن الجميع يعرف أن الشمس تشرق من الشرق وتغيب في الغرب، وبالتالي يمكن لمن يرغب في التوجه غربا أن يهتدي بموقع الغروب، لكن المشكلة دائما هي أنه أثناء المسير يفقد أي شخص أو مجموعة أشخاص معالم الطريق، ويقعون في فخ السير في دائرة، لهذا من المهم جدا السير اتجاه نقطة محددة يتم تحديدها في الأفق، وبمجرد الوصول إليها، تحدد نقطة ثانية في الأفق، المهم أيضا معرفة الاتجاه، أي إلى الشرق أو الغرب حسب موقعك في الصحراء، وإذا رغب شخص في السير، يقول خبراء الطبوغرافيا العسكرية إن تحديد الشمال والجنوب ممكن في ساعتي شروق وغرب الشمس، وهو أن يقف الرجل معطيا ظهره للشمس في ساعة الشروق، في هذه الساعة يكون الشمال على يمينه والجنوب على يساره، فإذا توجه بوجهه نحو الشمس في ساعة شروقها يكون الشمال على يساره والجنوب على يمينه. قد يقع المتنقلون في الصحراء أو في مواقع فسيحة مثل البحار أو الغابات الكبيرة، في أخطاء في تقييم الاتجاهات، لأن موضوع تحديد الشمال والجنوب صعب بعض الشيء بالنسبة للناس غير المدربين.

القرار بالتحرك وترك المكان

يكون القرار بالتحرك وترك المكان القرار الأخطر والأشد صعوبة، لأنه الفارق بين الحياة والموت، الخبراء ينصحون الأشخاص غير المدربين على الملاحة في الصحراء بعدم التحرك أبدا. فإذا كان التائهون مجموعة، يمكن تقسيم الأدوار دون أن تتفرق الجماعة، لكن يمكن أن يذهب الأقوى والأقدر على السير لطلب النجدة في حالة واحدة هي ترجيح الاتجاه الصحيح، على أن يسير في طريق مستقيم ويتم الاتفاق على ترك علامة معيّنة بعد كل ساعة من المسير، حتى يمكن الاهتداء لموقع الشخص الذي تحرك لطلب المساعدة والنجدة وإمكانية قطع المسافة، وكفاية الزاد، ومن الأفضل عدم تفرق الجماعة وأن لا يبرحوا مكانهم فذلك أسلم وأحكم.

وبينما تتجه بعض الآراء إلى أن البقاء في الموقع أو في السيارة أفضل، لأنه قد يكون بينه وبين مورد ماء من مزرعة أو راعٍ أو مكان للبدو مسيرة ساعة أو نحوها، لكن وطالما لم يتأكد وجود أحد بالقرب منه، فالأفضل البقاء عند سيارته، حفاظاً على طاقته وزاده، حتى تأتيه النجدة، فلربما كانت فرص النجاة أكبر بمشيئة الله، بينما لو سار تائهاً ومترنحاً ومنّجِماً في الصحراء قد تنقطع به السبل ويهلك قبل مجيء النجدة. وبعض القصص الواقعية تُثبت أن من مكث عند سيارته وصلته النجدة، ومن فارقها فارق الحياة. وفي كثير من حالات تيه عدد من الأشخاص تقع خلافات قد تصل إلى حد الاقتتال، ويقول كل من عرف قصص التيه في الصحراء أن يخضع الجميع لشخص واحد وتتخذ القرارات بالمشورة، لأن يد الله مع الجماعة

تتبع الأصوات

في الصحراء، تتحسن بسرعة كبيرة حاسة السمع لدى كل الكائنات الحيّة كما الإنسان، الأصوات في الليل في الصحراء تبدو واضحة، لكن الأمر يحتاج لتحسين السمع أكثر لالتقاط أصوات على بعد عدة كيلومترات، من المهم جدا هنا عدم تتبع الصوت إلا في حالة كان واضحا ولا داعي لتتبع صوت السيارات لأنها تتحرك إلا إذا تكرر عدة مرات، لأن هذا سيكون مؤشرا قويا على وجود طريق معبد أو مسلك صحراوي قريب. ولهذا، يمكن صنع رادار بدائي لسماع الأصوات من بعيد، فإذا توفر صحن أو قطعة معدنية دائرية مثل عبوات الطعام المعلب الفارغة، أو من أي جزء من السيارة الصحن أو العبوة الدائرية، يتم ثقبها من الوسط ثم يتم تسليطه على الجهة المستهدفة وذلك في مكان بارز، وتوضع الأذن في الثقب الأوسط، ثم يتم التصنت على مسافات بعيدة.

الاستطلاع والاستكشاف

أبسط حيلة يعمل بها قصاصو الأثر هي البحث عن مجرى واد، أو شعبة صغيرة، خبراء الطوبوغرافيا يعرفون أن أي مجرى مائي صغير بشكل خاص في الصحراء الصخرية، يقود إلى مجرى ماء أكبر. في كل مجرى ماء تتوفر فرصتان، الأولى الوصول بسرعة إلى بعض الآبار، والثانية الوصول إلى مواقع تمركز بدو رحل أو حتى إلى المدن والقرى، اكتشاف الهضاب سهل في الصحراء الصخرية في حالة وجود مجموعة من الهضاب والجبال والمرتفعات، في الصحراء المفتوحة يمكن أن تشاهد الكثير من الأدلة على وجود الحياة، فاستغلال الأرض في أي موقع توجد أماكن مرتفعة، من المهم جدا الصعود إلى أعلى نقطة، ومراقبة المحيط لوقت طويل، أضواء المدن والقرى، وفي حالة صفاء الأجواء يمكن مشاهدة القرى على بعد يصل لنحو 50كم، بينما المدن يمكن أن تشاهد على بعد يصل إلى نحو 100كم. وهنا، يجب كتابة بعض المعالم في حالة مشاهدتها لأن الذهن يكون مشوّشا في مثل هذه الظروف، وهنا تبرز دائما قيمة الأوراق والقلم، لأن التائه في الصحراء يمكنه رسم خريطة بدائية لموقعه الحالي وكيف كان يسير، حتى يستنتج مكانه وإن كان قريبا من الهدف أم بعيد، كما أن مشاهدة الأرض المحيطة من موقع عال قد يقود التائه إلى طريق فرعي في حالة تكرار مشاهدة مرور أضواء سيارات في موقع ما، الأكثر أهمية هنا تقفي الأثر. فإذا صادف وجود آثار حوافر حيوانات برية كلاب أو ذئاب، فإن وجدها من المؤكد أنه قريب من مصادر مياه سطحية أو واحات أو حتى قرى ومدن صغيرة، وفي حالة رؤية آثار ماشية أو إبل، من المهم تتبعها فالماء والنجدة هناك، كما أن آثار سيارة الشخص التائه في الصحراء المتعطلة قد تقود لبر الأمان في حالة بقائها مطبوعة بالأرض، ومعرفة مورد قد مررت عليه وتستطيع الوصول إليه مشياً.

المسير في الصحراء

عند المسير، يجب أن يكون المشي معتدلاً مع عدم الجري أبدا، وإن اضطر الشخص للمشي في النهار عليه تغطية كل جسمه عدا عينيه، مع أهمية عدم المشي نهاراً وقت الصيف، لأن هذا يعني نهاية وفقدان مزن الماء بسرعة كبيرة. عند المسير، يجب تحديد هدف بارز في الأفق والسير نحوه باستقامة ما أمكن، حتى لا ينحرف المسير، وهذا يعني خسارة المزيد من الوقت والجهد. العصا هنا مهمة جدا، لأن التوكؤ عليها يساهم في اقتصاد القوة، وهي أيضا تحمي بها نفسك من الضواري والزواحف. أثناء المسير، قد يقطع السائر ما بين 3 إلى 4 كم في الساعة مشياً على الرمل المستوي، وفي ليلة واحدة قد يقطع ما بين 25 إلى 35 كم، وهنا يمكن النجاة في حالة تحديد الهدف بدقة في غضون يومين أو ثلاثة فقط.

طلب النجدة

في الصحراء، من الطبيعي أن لا تتوفر تغطية بالهاتف النقال العادي، لهذا يكون من المستحيل طلب النجدة، لكن هذا ممكن بطرق أخرى غير الهاتف.

أولا: المرايا

 إذا لم تتوفر لدى التائه في الصحراء مرايا، يجب عليه في أول يوم كسر المرايا من السيارة لتكون إشارة (SIGNAL)، ثم يراقب السماء ويرسل إشارات متقطعة وسريعة للطائرات المحلقة فوقه، الطيارون يرون بوضوح عبر عكس أشعة الشمس، مع مراعاة أن تكون الإشارة متقطعة وسريعة حتى لا تؤذي الطيار. هذه الطريقة استعملت من قبل عسكريين تائهين عبر العالم، ويتم تدريب القوات الخاصة عليها، بشرط أن تكون الطائرة صديقة أي لا تنتمي للعدو.

ثانيا: الإشارات الظاهرة من الأرض

 إذا كان حول التائه أحجار، فليكتب بخط يُرى من الطائرة SOS أو النجدة أو اسمه بحجم كبير 10 متر مثلا أو أكثر، وإذا لم تتوفر الحجارة، يقوم التائه بخطها بالرمل بشكل عميق بعرض مناسب وطول لا يقل عن 6 متر على الأقل.

ثالثا: طلب النجدة بالنار والإشارات الضوئية

عندما تتوفر سيارة للأشخاص التائهين أو الشخص التائه، يجب عليه فورا تفكيك عجلات السيارة الأربعة مع العجلة الخامسة الاحتياطية، ويجب أن يبدأ في إشعال العجلة الأولى في اليوم الثاني، لأن البحث عن أي تائه يبدأ بعد 24 إلى 48 ساعة من الفقدان. ميزة النار المشتعلة في العجلات أنها تطلق سحابة تصعد إلى السماء، يمكن مشاهدتها من مسافة تصل إلى 40 أو 50 كلم. في كل يوم يقوم بإشعال عجلة نهاراً، وذلك بعد تفريغ الهواء منعاً للانفجار، فأعمدة الدخان الأسود تصعد إلى أعلى، وتشاهد من مسافة بعيدة. إذا استمر التائه في الحياة، يمكنه في اليوم السادس إشعال النار في السيارة ذاتها، وإذا توفر مصباح يدوي يجب أن يصعد التائه إلى موقع مرتفع ليلا ويرسل إشارات متقطعة من المصباح في الساعات بين 20 ليلا إلى غاية منتصف الليل، كل هذا إذا قرر التائه البقاء في مكانه وعدم الحركة وهذا هو الإجراء الأنسب، لأن اكتشاف الشخص التائه في الصحراء إذا واصل الحركة دون أن تتوفر لديه خبرة الملاحة في الصحراء، سيعقّد مهمة البحث عنه.

وسائل البقاء على قيد الحياة في الصحراء

من البداية، يجب على التائه في الصحراء أن يؤمن إيمانا كاملا، أولا بالله وثانيا بأن بوسعه الصمود لفترة طويلة جدا إذا عرف الكيفية التي يمكن بها الصمود.

1/ يقع التائهون في الصحراء في خطأ خطير جدا، فيقومون بتعرية أجسادهم معتقدين أن هذا يجلب البرودة، لكن هذا خطأ قاتل، لأن تعرض جلد الإنسان للهواء الساخن أو الشمس يعني تبخر العرق القليل وبالتالي الجفاف السريع. من المهم جدا تغطية كل الجسم نهارا، والتلثم على طريقة التوارڤ على ألا تظهر سوى العينين حتى لا يتبخر العرق ويفقد التائه الماء من جسمه عبر آلية التعرق المستمرة.

2/ التحكم في التنفس، من المهم جدا غلق الفم تماما والتنفس فقط من الأنف، وإبقاء الفم مغلقاً حفاظاً على رطوبة الفم والجسم، واستخدام اللثام طول الوقت.
3/ إذا توفر زيت الطعام، من المفيد جدا وضع بعضه في الشفاه منعا للعطش الشديد.

4/ استخدام حيل بعض الزواحف التي لا تتحرك إلا ليلاً وذلك عند الحاجة، في الصحراء تتحرك الكائنات الموجودة في الليل فقط، لأن الحركة في النهار بالغة الخطورة، فهي تساهم في فقدان كمية الماء الموجودة، سواء في الجسم أو المخزنة.

5/ إذا توفرت كمية من الماء دون طعام، فلا داعي للقلق لأن التائه قد يعيش بضعة أيام دون طعام، وقد يكون في ذلك فرصة لنجاته.

6/ يجب جمع أكبر كمية متوفرة من الماء وتخزينها والاستهلاك بكميات قليلة جدا، ففي السيارة ماء صالح موجود في قربة المساحات، وآخر غير صالح في الراديتير، وعند الحاجة إليه يمكن تصفيته وتنقيته، وذلك عبر قطعة قماش أو ببعض الملابس الداخلية على طبقات، إذا توفرت وسيلة تسخين يمكن تسخينه لتطهيره.
7/ الأرض بطبيعتها تحتوي على كميات قليلة من الماء، فإذا كانت الأرض رطبة يمكن جمع قطرات قليلة من الماء عبر عملية التبخير فالتكثيف بواسطة قطعة بلاستيك.

8/ عندما تكون في معركة حياة أو موت، فإنك ستكون مجبرا على جمع الحشرات، كل أنواع الحشرات، لأنها تحتوي بدورها على كميات من الماء، يمكن تناولها مباشرة أو تسخينها قليلا. وقد تناولها بعض الجنود التائهين والفارين عاشوا أياما عدة وهم يقتاتون بالحشرات، وهنا يبرز دور المصباح اليدوي الذي يساعد في الليل في اصطياد كميات كبيرة من هذه الحشرات.

9/ في شدة الحر إن لم يتوفر الظل، يجب منذ اليوم الأول حفر مخبئ صغير تحت الأرض وتسقيفه بقطع قماش، فإذا لم يتوفر القماش تكون الحفرة تحت السيارة، وقضاء كل ساعات الحر ممددا بلا أي حركة في الحفرة، حتى لا تضيع كمية الماء القليلة في الجسم.

10/ بعض أغصان وأوراق الشجر قد تعطيك رطوبة في الفم، مع الحذر من بعضها فهو سام، يمكن معرفة أوراق النباتات والأشجار السامة من عصارتها، فإذا كانت مائية فهي عادية، وإذا كانت لبنية في لون الحليب فهي سيئة جدا، أما من حيث المذاق أو سامة، إذا تمكن التائه من جمع كمية كبيرة من أوراق الأشجار، فليقم بوضعها في كيس بلاستيكي، ويضع بداخله الأوراق والشجيرات الخضراء ثم يغلق بإحكام ويضعها تحت الشمس بعض الوقت، ثم إذا خفت الحرارة مساء سيبدأ البخار يتكثف داخل الكيس، عندها قد توجد قطرات ماء تبلل منها ريقك.
11/ جمع البول وتخزينه من الساعات الأولى، لأنه سيكون مهما في مراحل لاحقة، القاعدة تقول إن كل قطرة ماء ستساهم في إنقاذ الحياة، ولتقليل ملوحته، يتم خلط البول مع كمية من الماء وتخزينه.

 الصحراء كائن لا يرحم، وهي مساحة قتل واسعة قتل فيها الآلاف وماتوا عطشا وجوعا، لكن الكثيرين نجوا من الموت، أولا بفضل وتوفيق الله تعالى وثانيا بفضل تسيير الأزمة والقدرة على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى