قراءة في كتاب الجهادية العربية: اندماج الأبعاد – النكاية والتمكين بين الدولة الإسلامية وقاعدة الجهاد

بقلم نهلة عبد المنعم –  مركز دراسات الشرق الأوسط

صاغت أحداث الحادي عشر من سبتمبر مفهومًا جديدًا للإرهاب الدولي العابر للقارات، كما أسهمت في تغيير خريطة العلاقات الجيوسياسية والأيديولوجية في منطقة الشرق الأوسط، وللمقاربة نحو المفردات الجديدة قدم الباحث الأردني في شؤون الحركات الإسلاموية، حسن أبوهنية كتابه المعنون بـ(الجهادية العربية: اندماج الأبعاد_النكاية والتمكين بين الدولة الإسلامية وقاعدة الجهاد).

«القاعدة»  بين النشأة والتحولات 

يدفع الكاتب بأن التحول نحو الجماعات الإرهابية ذات الطبيعة الدولية، والتي تبلورت مع تبني القاعدة لهجوم الحادي عشر من سبتمبر، والذي تم التخطيط له من أفغانستان لضرب الولايات المتحدة الأمريكية، كان موجهًا بعوامل اجتماعية وسياسية واقتصادية ارتبطت بزوال العثمانية واتجاه الجماعات الإسلاموية للخطاب الرامي إلى ضرورة إنشاء دولة إسلامية جديدة ومهاجمة أعدائها.

بينما تحول التنظيم الارهابي عن مهاجمة العدو البعيد وارتكن إلى ضرب العدو القريب وفقًا لإستراتيجياته المتغيرة حديثًا وما انبثق عنها من تنظيمات أخرى أبرزها «داعش» نتجت، وفقًا للكاتب، لاستبداد الأنظمة العربية وارتهانها للأوامر الخارجية.

أكذوبة الارهابيين

 ولكن هذا الرأي يبدو متسقًا فقط مع الخطاب الإعلامي الذي روجته الجماعات الإرهابية نفسها بما فيها جماعة الإخوان عن الساسة العرب، ما قبل الربيع العربي، وكان ذلك وفق خطة هدم المنطقة وإعادة تشكيلها بما يتناسب أصلًا مع الأنظمة الغربية التي تنتهك سوريا والعراق حاليًا.

أي أن التحولات التي طرأت على متغيرات الهجوم عند الجماعات الإرهابية، وتبدلها من البعيد للقريب، بدعوى إسقاط الأنظمة العربية، لأنها لا تساند قضايا المسلمين، كانت مجرد أكذوبة لبداية هدم وتفتيت المنطقة وإضعاف جيوشها الوطنية، هذا الوضع الذي لم يستفد منه سوى الدول الغربية.

فشل المواجهة الدولية

يتبنى الكاتب رؤية مفادها أن واشنطن فشلت بقوة في مواجهة تنظيمات التطرف الإسلاموي ، إذ بدأت الولايات المتحدة الأمريكية حروبًا واسعة ضد تيارات الإرهاب في المنطقة، دفعت من خلالها الكثير من الأموال والقوة البشرية، وبدأت الحرب بالهجوم على معاقل طالبان في أفغانستان لأنها بحسب الرواية الأمريكية قدمت تسهيلات كبرى لتنظيم القاعدة لتنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

ويظهر بعض من الصواب في هذه الرؤية، فبعد سنوات من الحرب بين واشنطن وطالبان والقاعدة، أبرمت الولايات المتحدة في فبراير 2020 اتفاق سلام تاريخيًّا مع قيادات طالبان، وافقت من خلاله على الانسحاب العسكري من البلاد، والإفراج عن معتقلي الحركة، والعديد من البنود التي اعتبرها الساسة تنازلات جمة من الإدارة الأمريكية.

وأما المقابل الأهم؛ والذي بدأت من أجله الحرب، وهو وأد القاعدة، فكان البند المتعلق بعدم استخدام الأراضي الأفغانية كمركز للجماعات الإرهابية والتدريبات المسلحة، وأن تقطع «طالبان» علاقتها بالتنظيمات المتطرفة وأبرزها القاعدة، ويبقى الشاهد على فداحة السقوط لهذا البند هو ما نشره تنظيم القاعدة من إحصائيات حول عملياته الأخيرة، خلال النصف الأول من عام 2020، والتي أظهرت ارتفاع معدل العمليات في البلاد بشكل كبير، كما أن تنظيم داعش قد عاد أيضًا إلى الواجهة.

أهداف واشنطن

ولكن الأبرز في التحقق في ما إذا كانت الولايات المتحدة قد فشلت في مواجهة الإرهاب من عدمه لا يقاس أصلًا بمدى هدوء المنطقة التي بدأت فيها الحرب بل بتحقق أهداف واشنطن فما نشبت من أجله الحروب كان تأمين مصالح الإدارة الأمريكية داخليًّا وخارجيًّا، فهل واشنطن لا تزال تواجه ذات التهديد من الجماعات الإرهابية أم شغلتها في دوائر إقليمية تستفيد هي من إرباكها وزعزعة استقرارها.

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button