قراءة في كتاب داعش برؤية الجزيرة عبر فيس بوك

بقلم نهلة عبد المنعم – مركز دراسات الشرق الأوسط

يقدم الباحث «صابر سعيد بقور» في كتابه المعنون «داعش برؤية الجزيرة عبر فيس بوك»، تحليلًا لتغطية القناة القطرية لجماعات التطرف بالمنطقة ملقيًا الضوء على الإشكاليات المثارة حول المهنية في التناول سواء لقضايا المجموعات المتشددة أو للداخل القطري ذاته.

يرى الباحث أن القناة تأسست في المنطقة العربية ليس لكونها عربية أو تنتمي للإقليم، ولكنها موجهة لخدمة الأجندة الخارجية لقطر، وما أرادت الإمارة أن ترسمه لنفسها من دور بالمنطقة، إذ يدفع الكاتب بأن القناة ليست عربية ولكنها فقط ناطقة بالعربية لمخاطبة الجمهور المستهدف.

دور الجزيرة الموجه لخدمة السياسة الخارجية لقطر

يدفع صابر سعيد بأن «الجزيرة» استمدت شهرتها الحالية من مواكبتها لأحداث عالمية التأثير وقعت منذ انطلاقها في 1996 منها الحرب في أفغانستان وحرب العراق وتفجيرات 11 سبتمبر وما عرف بثورات الربيع العربي وغيرهم، فضلًا عن التغطية الإعلامية بطريقة موسعة تشابهت مع القنوات الدولية ولكن كانت التغطية تهدف إلى تغليب مصلحة طرف سياسي على آخر.

ومن وجهة نظر المؤلف اعتمدت القناة على انتقاد أنظمة عربية بشكل مركز على قضايا وملفات تتغاضى عن مناقشتها في الداخل القطري، ما يؤشر على أنها موجهة لخدمة السياسة الخارجية للإمارة الخليجية وتلعب دورًا في الضغط على خصوم الدوحة.

ارتباط الجزيرة بالإخوان يؤثر على متابعتها بمصر

يرى الباحث أن علاقة المصالح والأجندة الأيديولوجية الموحدة بين قناة الجزيرة القطرية وبين جماعة الإخوان تؤثر على مشاهدة القناة بمصر وبالأخص بعد التغطية السيئة للأحداث التي وقعت عقب ثورة 30 يونيو الشعبية وإقصاء الرئيس الإخوانى محمد مرسي عن الحكم فى العام 2013، فالتغطية الأحادية للأحداث أفقدت الجزيرة المتابعين لها في مصر لأن الجمهور كان ثائرًا على الجماعة واحتشد لإقصائها من المشهد السياسي، ما جعل دفاع القناة عنها بطريقة غير متوازنة يبدو وكأنه تحديًا لإرادة المصريين.

توظيف الإرهاب لخدمة الأجندة

يشير الكاتب عبر رصده لتغطية القناة للجماعات المتطرفة منذ تطور تنظيم «القاعدة» في أفغانستان وتحولها لجماعة دولية إلى أن المنصة اعتمدت في سياستها على صبغ رسالتها المعلنة بأهداف أخرى خفية، فعلى عكس ما تدعيه من دعم لفلسطين والقضية العربية فهى أول من حاول الربط بين المقاومة الفلسطينية والتطرف عبر تقديمات مغلوطة لجنسية المتطرفين في أوقات دقيقة من عمر القضية الفلسطينية كرسائل مبطنة لا تخدم قضية القدس.

واستشهد بفيديو لأحد المتهمين بتنفيذ أحداث 11 سبتمبر وهو «الحزنوي» عندما ظهر على القناة متحدثًا عن تنظيم القاعدة وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية كرمز للقضية، ما اعتبره «صابر سعيد بقور» إسقاطًا سياسيًّا مقصودًا لعبت من خلاله القناة دورًا خبيثًا ليس في صالح القدس.

كما أن تغطيتها لأحاديث وخطابات مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كانت تبث، بحسب الباحث، دون وجود أي رأي يشكك في ماهية هذه الجماعات ومن يقف وراءها ومن يمولها، بمعنى أن المعالجة لم تكن بها آراء سياسية لتفنيد الإصدارات المتطرفة، ما ساعد في تضخيم صورة معاكسة لدى الغرب جعلته يعزز الخلط الخاطئ بين الإسلام والتطرف.

ونتج عن استفحال تنظيم «القاعدة» بالمنطقة دون توضيح للخطوط المتطرفة للقضية إلى ظهور تنظيم «داعش» من رحم التفكير ذاته ومن جهتها كانت قناة «الجزيرة» من أبرز القنوات الفضائية التي كانت تنشر إصدارات تبني العمليات الإرهابية وغيرها من المقاطع المصورة للحوادث فور وقوعها، وذلك في وقت بات ظهور مواقع التواصل الاجتماعي أمرًا ضاغطًا لضرورة تفنيد الادعاءات المزيفة لهذه الجماعات.

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button