المكتبة السياسيةدراسات سياسيةدراسات شرق أوسطية

كتاب أزمة النظام السياسي في العراق: حوارات القيادات السياسية والنخب العراقية

حوارات القيادات والنخب السياسية

أزمة النظام السياسي في العراق – احمد الامين

بغداد

وضع الدكتور ابراهيم محمد بحر العلوم بين يدين الباحثين حزمة كبيرة من وثائق وملفات حقبة ساخنة من التاريخ العراقي تقع بين 2018-2003 وهي حقبة ذات اهمية سياسية واجتماعية واقتصادية ألقت بظلالها على مجمل المشهد العراقي ومارافقه من تداعيات واضطرابات وتقاطعات وتراجع امني ولا سيما في العام 2014 حيث شهدت محافظات عدة سيطرة تنظيم داعش ونزوح ملايين المواطنين وتفاقم الاوضاع الصحية والمعيشية المرافقة.

والكتاب الجديد الذي اصدره بحر العلوم بعنوان (ازمة النظام السياسي في العراق- حوارات القيادات السياسية والنخب العراقية)، هو حصيلة جلسات ملتقى الثلاثاء الشهري وما تضمنها من طروحات تهدف الى فتح باب الحوار مع صناع القرار والنخب لتسليط الاضواء على القضايا الجوهرية التي تخص بنية النظام السياسي في العراق وتشخيص المعضلات التي تواجه  بناء مؤسسات الدولة الوطنية. وميزة هذه الحوارات انها لم تكن احادية بل هي تشمل الطيف العراقي ممثلا بنخبه وقياداته ، سواء كانوا ممسكين بمفاتيح السلطة او نأوا بأنفسهم عن الانخراط في معضلاتها السياسية والاخلاقية .

وبرغم تنوع وتقاطع الرؤى والبرامج فان هذه الحوارات اخذت شكل معالجات نظرية تصلح لنجاح اي جهد وطني يسعى الى تجنيب البلاد مزيدا من الازمات والويلات .ويلاحظ ان هذه الرؤى اتسمت بالجدية والود برغم ما عرف عن بعض القوى انخراطها بالفوضى السياسية والتلاعب الاعلامي والانحياز الى هذا المكون او ذاك. ولعل عامل الحميمية الذي ساد اجواء جلسات الملتقى وطبيعة الرعاية له اسهما في تنظيم الاراء وتجنيبها حالة اللااتفاق الكلي الذي قد يدفع بها نحو الرفض الشامل وعدم التصالح مع الآخر.وكشف الكتاب عبر حواراته ووثائقه وجود رأيين او قناعتين بشأن الحالة القائمة الاولى ترى وجود خلل بنيوي في النظام تسبب بحصول مولدات ذاتية للازمات ، وهذا يتطلب ، كما يقول بحر العلوم في مقـــدمة الكتاب الذي يقـع في 620 صفحة ويتضمن ملحقين للصور والترجمة الى الانكليزية ، النظر بشكل جاد بركائز واسس النظام السياسي حيث تمظهر هذه الازمات كأفراز لوجود ركائز هشة غير قادرة على تهيئة الاستقرار لنمو النظام وتطوره. اما الثاني فيقف بالجهة المقابلة ويرى ان الازمات التي يعيشها العراق ماهي الا نتاج لغياب الدولة طوال العقود  الماضية وان ماتشهده البلاد من منعطفات تبدو شبه طبيعية تتطلبها سيرورة المجتمعات المتحولة من الانظمة الدكتاتوية الى واقع اخر.

وتكمن اهمية هذه الثروة من الوثائق في الكتاب ، في آراء النخب والقيادات البارزة التي كشفت عن رؤاها وقالت ما عندها دون مواربة او خوف بحيث حللت جانبا من المأزق واكدت ان التوافقية مأزق النظام السياسي وان الائتلافات الانتخابية كسيحة وان المحاصصة فاقمت الخلافات بين اللاعبين الاساسيين في المشهد العراقي.

وبهدف تعميم الفائدة وجعل عملية الوصول الى الوثيقة سهلة فأن بحر العلوم اعاد الحوارات التي تضمنها الكتاب الى سنوات اجرائها منذ عام      2012 ولخص تفكير القيادات السياسية حول الازمة في نقاط اساسية وهي منهجية خففت من وطأة مؤلفات من هذا النوع قد يختلط فيها الحابل بالنابل مع اختلاط الاراء واختلافها تبعا للمنهج السياسي والانعطاف الفكري او الانحياز الطائفي والقومي. وبذلك فان بحر العلوم الذي يتصف بعقله العلمي وسلوكه التنظيمي قدم المضامين الغنية كمادة سياسية ليس فقط للمعنيين بها والمتصدين لاثارها حسب ، بل للباحثين الذين سيرون في ثناياها مساحات التقارب والابتعاد كما تقدم مداخلات اولئك الذين كانوا شهودا بعيدين او قريبين لرسم خلفياتهم وتوجهاتهم والمشاريع التي يتأثرون او يؤثرون بها داخل العراق وخارجه. وهو ما رأيناه من حضور دبلوماسيين يمثلون بلدانهم في بغداد او ضيوفا يهمهم الاطلاع على مآل تجربة تستحق الدراسة والافادة.

تحميل الكتاب

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى