اصدارات الكتب

كتاب الخدمة الاجتماعية في الوطن العربي بين إشكالية الاعتراف وواقع الممارسة

مقدمة : 

تعتبر الخدمة الاجتماعية إحدى أهم المهن الإنسانية الضرورية في وجداننا الحياتي، فهي مهنة كوكبية، تستهدف الارتقاء بحياة الأفراد والجماعات والمجتمعات وتحسين الأداءات والوظائف الاجتماعية، كما أن نشأة المهنة في خطواتها الأولى كان بمثابة رد فعل لما كان يعيشه هذا الإنسان من حياة متموجة بالعديد من مظاهر الإفقار والمعاناة والحرمان، كما أن الممارسة المهنية كانت تسعى دوما إلى تلطيف عيش الأفراد والجماعات والوصول بهم إلى أقصى مستويات التكيف والاندماج.

فمع ظهور الاهتمامات الأولى بالقضايا الاجتماعية للناس مع نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في إنجلترا، انتقل التفكير البشري من مجرد تقديم المساعدة الاجتماعية بشكل منظم( جمعيات تنظيم الإحسان) إلى جوهرية تقديم المساعدة في من خلال متراتبات علمية منهجية، يقوم بها أخصائيون اجتماعيون مدربون ومكونون في فنون  ومهارات المهنة، ما ساهم في ظهور المحلات الاجتماعية في إنجلترا ثم الولايات المتحدة الأمريكية، ما ممهد في ظهور الخدمة الاجتماعية في أمركا كثمرة علمية لكل تلك التطورات الحاصلة، حتى أصبح يطلق عليها المهنة الجديدة new profession

وللحديث عن واقع المهنة في مجتمعاتنا العربية، فيمكن أن نرجع نشأتها إلى بدايات الثلاثينات من القرن الماضي، ولمجهودات لجان الأمم المتحدة المهتمة بالعمل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية في مواجهة مشكلات ومعوقات التخلف في دول العالم الثالث، غير أن تشخيص واقع الممارسة للخدمة الاجتماعية في الوطن العربي بحاجة إلى مدارسة جادة، خاصة مع تعاظم نزعة النكران الأخلاقي والعلمي لكل ما هو اجتماعي في مجتمعاتنا العربية، واعتباره في أحسن حالاته مجرد تطعيمات شخصانية وبروتوكولات معرفية ساذجة لا غير، وهذا ما يسحبنا لجدلية الاعتراف بالمهنة في الوطن العربي وتأثيراتها الايجابية على القضايا والمشكلات المعاصرة التي يعيشها مثل الأمن، البيئة، التعليم، الجريمة، الهجرة.

وليبقى التساؤل في حاجة ماسة إلى إجابات مقنعة،إذا كانت الخدمة الاجتماعية كمهنة وعلم تتعامل مع المشكلات الاجتماعية للأفراد والجماعات، فما هي مستويات الممارسة الحقيقية لها في مجتمعاتنا العربية، ثم ماهي مستويات الاعتراف والتمثل الاجتماعي والمهني والأكاديمي بمهنة الخدمة الاجتماعية باعتبارها شكلا متميزا للآصرة الاجتماعية وتخفيف الآلام الإنسانية التي يتجرعها الأفراد  في يوميات حياتهم، وكل هذه الأسئلة وغيرها نرغب بشغف علمي حقيقي الإجابة عليها من خلال مخرجات هذا المؤتمر والاستفادة من مختلف الأطروحات والدراسات التي يشارك بها الأساتذة والخبراء المهتمون بهذا المجال .

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى