قليلة هي النصوص التي عالجت الأحداث الدولية الراهنة، وفي هذا الكتاب الذي يدشن دخول أحد كبار مثقفي عصرنا حقل العلاقات الدولية.
هنا، يقدم لنا تزفيتان تودوروف، رجل النهضة درساً نموذجياً، فيشرح لنا ماينبغي أن تكون عليه السياسة الخارجية لدولة ديمقراطية ليبرالية في عالمنا الراهن.
ويحذرنا من غواية الإحساس بكلية القدرة وتفضيل اللجوء الى القوة، ويدعو لتبني التعددية ونبذ النزعة الرسولية وأوهام تصدير الديمقراطية.
وهو يفعل ذلك عبر لغة جديرة بمونتيسكيو وتوكفيل في خدمة فكر يلتقي مع فكرة البير كامو القائلة بأن الوسائل المتبعة لاتقل أهمية عن الغايات المعلنة.
كما ينبّهنا “تودوروف” إلى الخطر الذي تمثله القوة غير المسيطر عليها داخليًا والمنفلتة من عقالها على الصعيد الخارجي، فيوجه في هذا السياق نقدًا للاستراتيجية الدولية الجديدة للولايات المتحدة أكثر إقناعًا بكثير من الاكتفاء بصب اللعنات وترديد الأحكام المسبقة الشائعة.