اصدارات الكتب

كتاب النظم الاقتصادية المقارنة

    لم تحظ دراسة النظم الاقتصادية بأهمية تذكر في الأدب الاقتصادي الكلاسيكي، فلم يكن هناك سوى النظام الرأسمالي، وحتى بالنسبة للماركسية بوصفها نظرية ناقدة للرأسمالية ومتنبئة بقيام الاشتراكية لم تكن بمثابة نظرية لنظام مغاير للرأسمالية – ونعني النظام الاشتراكي – فلم تتضمن أعمال كارل ماركس انجاز مبادئ محددة عن كيفية عمل نظامه المستقبلي وإنما تضمنت إشارات استلهمها المنظرون الأوائل للاشتراكية أوائل القرن العشرين. وأصبحت مادة النظم الاقتصادية المقارنة تحتل موقعاً مقبولاً بوصفه حقلاً من حقول علم الاقتصاد المعاصر.

مع ذلك، فإن النظم الاقتصادية المقارنة ما تزال تعد حقلاً من علم الاقتصاد الحديث يصعب توصيفه كما في حقول علم الاقتصاد الأخرى: الاقتصاد الجزئي، الاقتصاد الكلي، اقتصاد العمل، المالية العامة… الخ، والتي حظيت باتفاق أكبر على تعريفها وتحديد مجالات البحث فيها.

        ومنذ ظهور الاتحاد السوفيتي (السابق) والنظم الاشتراكية في أوروبا والصين برزت بشكل واضح الاختلافات بين النظم الاقتصادية العديدة رغم وجود جملة من التشابهات فيما بينها.. وظهرت عدد من الأعمال المهمة التي أبرزت الاختلافات بين النظم الاقتصادية المختلفة وشرح كيفية عملها. حاولنا في كتابنا هذا أن نقدم توصيفات شاملة للعناصر الأساسية في دراسة النظم الاقتصادية المقارنة مشددين على أهمية دراسة المادة التي ما تزال بحاجة إلى رفدها بأفكار جديدة ودراسات جادة لتعزيز المعرفة الاقتصادية وتأسيس فرع مستقل يُعنى بدراسة النظم الاقتصادية وتحليل دورها يقوم على أسس الاقتصاد السياسي وأدوات علم الاقتصاد.

        يسعى هذا الكتاب إلى تقديم الأسس النظرية لدراسة النظم الاقتصادية، وتطابق خطة الكتاب المقرر الدراسي للمادة التي تدرس في صفوف المرحلة الرابعة في أقسام الاقتصاد، مع إضافة فصل عن الاقتصاد الإسلامي، وتعديل بعض مكونات الخطة المقترحة منذ منتصف التسعينات بما يتلائم مع التطورات الفكرية منذ ذلك الحين وبما له علاقة بالنظم الاقتصادية.

ويتكون الكتاب من سبعة فصول، تناول الأول منها مفهوم النظم الاقتصادية، ورصد تعريفها والاتجاهات الفكرية المختلفة في الكتابات الخاصة بها، ثم علاقة النظام الاقتصادي بالنظام السياسي، وأخيرا النظم الاقتصادية في عالم الواقع.

أما الفصل الثاني فقد انصرف إلى تحليل مكونات النظام الاقتصادي، والتي تشمل وظائف النظم الاقتصادية وخصائصها ومعايير النجاح التي تستخدم للحكم على كفاءة النظم المختلفة. لذا يقدم هذا الفصل تشكيلة ثرية من المفاهيم النظرية التي تستخدم لفهم كيفية عمل النظم الاقتصادية وتحليلها.

وتناول الفصل الثالث مفهوم النظام الرأسمالي، مبتدئاً بتعريفه ونشأته ومراحل تطوره المختلفة، والعناصر الديناميكية له، وعناصر القوة والضعف فيه.

وركز الفصل الرابع على النظام الاشتراكي، فتعرض للتيارات الرئيسة في الاشتراكية، والبدائل النظرية المتنافسة: الاشتراكية الماركسية والاشتراكية الديمقراطية واشتراكية السوق.

أما الفصل الخامس، فقد انصرف إلى تقديم مفهوم النظام الاقتصادي في الإسلام، من خلال تحديد أسسه ومبادئه وعناصر القوة في هذا النظام.

وحلل الفصل السادس تجارب البناء الرأسمالي في ثلاثة بلدان هي: الولايات المتحدة واليابان وألمانيا. واختص الفصل السابع بتحليل تجربتي البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي السابق والصين.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى