لماذا لم تغير الأسلحة الغربية موازين القوى في حرب أوكرانيا؟

إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في فبراير الماضي، طالبت الحكومة الأوكرانية حلفاءها الغربيين بدعمها في مواجهة القوات الروسية، وتعلَّق جانب رئيسي من تلك المطالبات بالدعم التسليحي الغربي للقوات الأوكرانية. ورغم أهمية المساعدات العسكرية الغربية، والدور الذي لعبته في تدعيم الجيش الأوكراني أمام العملية العسكرية الروسية، فإن مطالبة كييف حلفاءها بالمزيد من الأسلحة النوعية والثقيلة الحديثة، تصطدم بما تثيره الدول الغربية عن أزمة عدم تدريب القوات الأوكرانية على تلك الأسلحة؛ حيث تقف “مُعضلة التدريب” حائلاً دون تطوير الدعم التسليحي الغربي إلى مستويات أكثر قوة وحسماً، كما تقف أيضاً حائلاً دون تحقيق الاستفادة الكلية من الأسلحة والأنظمة التي تم توريدها بالفعل.

دورات سابقة

أثارت قدرة الجيش الأوكراني على الصمود النسبي أمام العملية العسكرية الروسية، والمقاومة العسكرية التي حالت دون السقوط السريع للعاصمة على نحو ما كان يتوقع كثيرون، التساؤلات حول عوامل قدرة الجيش الأوكراني على الصمود أمام نظيره الروسي، رغم اختلاف موازين القوة بينهما، وهو ما يرجع – في جانب مهم منه – إلى الدورات التدريبية التي خضع لها الجيش الأوكراني خلال السنوات الثمانية الماضية من قِبَل دول في حلف الناتو؛ حيث تشير تقارير صحفية إلى مشاركة ما لا يقل عن 10 آلاف جندي سنوياً في تلك التدريبات منذ عام 2014؛ ما ساعد على التحوُّل من هياكل قيادة جامدة على الطراز السوفييتي، إلى المعايير الغربية، والتدرُّب على حرب المدن، والتكتيكات الميدانية، والمعالجة الطبية في ساحة المعركة، وتعليم الجنود التفكير أثناء التنقُّل. وقد أكد وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاجورودنيوك، أن تلك التدريبات أحدثت فرقاً كبيراً جداً، مشيراً إلى أن “إصلاح ضابط الصف وقيادة المهمة، يرفعان فاعلية قواتك عدة مرات”.

وأوضح مستشارون أوكرانيون وغربيون أن القوات الأوكرانية تعلَّمت شن الحرب وفقاً لقواعد الناتو، وهي تُظهر ذلك بنجاحات في ساحة المعركة. وأدخل مستشارو الناتو مفاهيم جديدة للقوة في الجيش الأوكراني، بما في ذلك السيطرة المدنية على الجيش والمفتشين المحترفين والمدققين الخارجيين والمتخصصين باللوجستيات، فضلاً عن غرس مستشاري الناتو مفهومَ بناء القدرات؛ حيث يضع القادة الأهداف، ويتأكَّدون من أن لديهم القوات والأسلحة اللازمة لتحقيقها. وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، على أن هذا الجهد التدريبي كان عاملاً أساسياً في دفاع أوكرانيا القوي عن عاصمتها كييف، والمعركة التي تخوضها في دونباس، مشيراً إلى أن هذا التدريب ساعد على تحويل أوكرانيا من جيش على الطراز السوفييتي إلى قوة أكثر رشاقةً وفتكاً، ومكَّنه من القيادة والسيطرة على نحو أفضل.

ولكن ومع أهمية هذه النوعية من التدريبات، والدور الذي لعبته في تطوير هياكل وفكر ونظام الجيش الأوكراني، وتكتيكات القتال على النحو الذي مكَّن كييف من الصمود أمام القدرات النوعية والكبيرة لموسكو، فإنه على الجانب الآخر من التدريبات التي ركَّزت على المفاهيم والتكتيكات والنظم والهياكل والفكر، ثمة فجوة تدريبية تتعلق بقدرة الجيش الأوكراني على التكيُّف مع الأسلحة والأنظمة التسليحية الغربية المتطورة؛ الأمر الذي شكَّل عائقاً هاماً أمام توريد بعض المعدات المتطورة إلى الجيش الأوكراني من جهة، وحال دون استخدام القوات الأوكرانية تلك المعدات الغربية المتطورة من جهةٍ أخرى؛ حيث كشفت الحرب الأوكرانية عن قصور وفجوة في برامج التدريب فيما يتعلق بقدرة الجنود الأوكرانيين على استخدام وصيانة الأسلحة الغربية الحديثة بكفاءة وفاعلية.

فجوة التدريب

رغم تدفُّق الدعم الغربي على كييف بأسلحة حديثة ومتطورة، فإن تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام تلك الأسلحة الحديثة، أصبح عقبة رئيسية تحد من فاعلية هذا الدعم؛ وذلك على النحو الآتي:

1– عدم مراعاة التدريبات السابقة التطوُّرَ التسليحي: وفَّرت الولايات المتحدة وشركاؤها في حلف الناتو، خلال السنوات الماضية، تدريبات مكثفة للجيش الأوكراني؛ فعلى سبيل المثال، تشير تقارير صحفية إلى قيام خبراء أمريكيين بتدريب أكثر من 27 ألف جندي أوكراني في مركز “يافوريف” للتدريب القتالي بالقرب من “لفيف” منذ عام 2015 حتى أوائل عام 2022. وحتى ما قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، كان يُوجَد في البلاد ما يُقدَّر بنحو 150 مستشاراً عسكرياً أمريكياً. ولكن رغم ذلك، لم تشمل تلك التدريبات، تدريب الجنود الأوكرانيين على الأسلحة الحديثة التي يدعم بها الحلفاء الغربيون كييف الآن.

2– شكاوى الجنود الأوكرانيين من نقص المعرفة: عبَّر الجنود الأوكرانيون عن استيائهم وشكواهم من عدم قدرتهم على استخدام وتشغيل الأجهزة المتطورة التي حصلوا عليها؛ فعلى سبيل المثال، أشار الرقيب بالجيش الأوكراني دميترو بيسانكا، إلى أن وحدته المدفعية، رغم حصولها على جهاز غربي متطور لتحديد الأهداف بالليزر، لكن المشكلة هي أنه لا أحد يتمكن من تشغيل الجهاز؛ ما دعاه إلى تشبيه تلك المقاربة بإعطاء هاتف متطور جداً لشخص لا يستطيع استخدامه سوى لإجراء المكالمات الهاتفية فقط.

3– اعتماد القوات الأوكرانية على التعلُّم الذاتي: في ظل نقص المعرفة العسكرية للقوات الأوكرانية بالأسلحة الغربية الحديثة، وعدم التدرب عليها، لجأت القوات الأوكرانية – وفق ما ذكرته تقارير صحفية نقلاً عن عسكريين أوكرانيين – إلى التعلم الذاتي؛ فعلى سبيل المثال، ذكر الرقيب بالجيش الأوكراني دميترو بيسانكا، أن القوات الأوكرانية تستخدم ترجمة “جوجل” لقراءة الدليل الخاص ببعض الأسلحة، الذي عادةً ما يكون باللغة الإنجليزية، فيما أشار الرقيب بالجيش الأوكراني أندري ميكيتا، إلى أن بعض الجنود يتعلَّمون كيفية استخدام الأسلحة عبر مقاطع الفيديو على الإنترنت.

4– تجنُّب واشنطن إرسال مستشارين عسكريين: لتجنُّب مواجهة مباشرة مع روسيا، رفضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إرسال مستشارين عسكريين إلى أوكرانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية على استخدام أنظمة أسلحة جديدة، واعتمدت بدلاً من ذلك على تنفيذ برامج تدريب أضيق نطاقاً خارج البلاد.

5– القلق من عدم القدرة على التعامل مع الأعطال: لا تتوقف إشكالية نقص التدريب على عملية التشغيل فقط، بل تمتد إلى ما يتعلق بالتعامل مع الأعطال والمشكلات الفنية؛ حيث تشير التقارير إلى أن عدم قدرة الجيش الأوكراني على التعامل مع الأسلحة غير المعتادة، يشمل مسألة القدرة على إجراء إصلاحات، وتوافر قطع الغيار؛ إذ لا تمتلك كييف قطع الغيار اللازمة، إذا تعرضت المركبات أو الأنظمة والأسلحة الجديدة لأعطال أو مشاكل فنية، كما لا تمتلك فنيين قادرين على إصلاح الأعطال؛ ما يعني الحاجة إلى خط لوجستي لتزويد أوكرانيا بقطع الغيار، وتدريب الفنيين.

6– تعطيل أزمات التدريب توريدَ الأسلحة النوعية: رغم تدفُّق الدعم التسليحي الغربي على الجيش الأوكراني، فإن ثمة تقارير تُجادل بأن أنظمة الأسلحة التي يمكن أن تفرض تكاليف معقولة قادرة على تغيير حسابات روسيا، مثل صواريخ أرض جو، والطائرات المقاتلة؛ من غير المُرجِّح أن توفرها الولايات المتحدة للأوكرانيين، حتى لو وفرتها لا يمكن تسليمها وتشغيلها؛ حيث تُثار في هذا الإطار إشكالية تدريب القوات الأوكرانية على استخدام هذه الأنظمة المتطورة، والوقت اللازم لإجراء تلك التدريبات من أجل ضمان فاعلية هذه الأسلحة في الحرب؛ حيث تتطلب الأنظمة الكبيرة والحديثة تدريباً مكثفاً.

7– تبرير الناتو تأخُّر إرسال الأسلحة الثقيلة بالتدريب: مقابل انتقادات الرئيس الأوكراني لحلفاء الناتو بسبب تأخر إرسال الأسلحة المتطورة والثقيلة، فإن حلف الناتو يبرر ذلك بمعضلة التدريب والوقت اللازم لتدريب الجنود الأوكرانيين على تلك الأسلحة. وقد أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، في 15 يونيو الجاري، أن دول الحلف ستزود أوكرانيا بأسلحة ثقيلة حديثة، لكنه أشار إلى أن هذا يتطلب وقتاً؛ لأنه يتعيَّن تدريب الجيش الأوكراني على استخدامها، موضحاً أن الانتقال من معدات الحقبة السوفييتية إلى معدات الحلف الحديثة، يتطلب استعداد الأوكرانيين لاستخدامها، واصفاً تلك العملية بالانتقال الصعب.

تدخلات غربية

ثمَّة محاولات وتدخلات تقوم بها الدول الغربية من أجل التغلب على معضلة التدريب، ومساعدة الجنود الأوكرانيين على اكتساب المعرفة التسليحية اللازمة لاستخدام وتشغيل الأسلحة الجديدة، أو توريد أسلحة يستطيع الأوكرانيون التعامل معها بكفاءة. وتتبلور أهم هذه المحاولات فيما يأتي:

1– اضطرار حلفاء الناتو إلى توريد أسلحة قديمة إلى أوكرانيا: فرضت اعتبارات التدريب الأوكراني، ونظام ومستوى التسليح المُتعارَف عليه في القوات المسلحة الأوكرانية، على الدول الحليفة، تزويد أوكرانيا بمعدات معينة وغير متطورة؛ لتجنُّب إشكالية نقص المعارف التسليحية والتدريب قدر الإمكان. وعلى سبيل المثال، زوَّد حلفاء الناتو حتى الآن أوكرانيا بأسلحة ثقيلة تعود إلى الحقبة السوفييتية من مخزونهم؛ لأن الأوكرانيين مُدرَّبون على استخدامها.

2– اتباع آلية “التبادل بين الشركاء” لمراعاة نوع السلاح: في محاولة للتغلُّب على إشكالية نقص الخبرة المعرفية للجنود الأوكرانيين فيما يتعلق بالمعدات والأنظمة الغربية المتطورة، وطول مدة التدريب اللازمة لبعض الأنظمة المُعقَّدة؛ عملت بعض الدول على المشاركة فيما يسمى “التبادل بين الشركاء”، وهو نوع من التعاون في الدعم التسليحي، يقوم على توريد أسلحة نوعية متطورة إلى دول شرق أوروبا بدلاً من الأسلحة التقليدية ذات النظم القديمة التي يتم تسليمها إلى أوكرانيا كنوع من الاستبدال أو المقايضة.

فعلى سبيل المثال، تستعيض ألمانيا عن دبابات القتال وناقلات الجنود المدرعة من الطراز السوفييتي المملوكة للتشيك وسلوفينيا واليونان بمدرعات “ماردر” ودبابات “ليوبارد 2” من مخزونات الجيش الألماني؛ بحيث يتم تسليم الأسلحة الألمانية إلى تلك الدول مقابل تسليمها الأسلحة ذات الطراز السوفييتي لأوكرانيا؛ فقد أعلنت وزارة الدفاع الألمانية، الشهر الماضي، أنها ستزود جمهورية التشيك بـ15دبابة من طراز “ليوبارد 2″، كجزء من تبادل دائري، مقابل أن تُزوِّد براج كييف بدبابات سوفييتية الصنع.

3– تدريب بريطانيا الأوكرانيين على أنظمة الصواريخ: في الوقت الذي تعتزم فيه المملكة المتحدة إرسال عدد غير محدود من قاذفات (إم 270)، التي يمكنها إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه يصل مداها إلى 80 كيلومتراً – وهو مدى يعتبر أطول من أي تقنية صاروخية تُستخدَم حالياً في الحرب الأوكرانية – فإن وزير الدفاع البريطاني “بن والاس” أعلن مطلع الشهر الجاري، أن قوات أوكرانية سوف تتدرب في المملكة المتحدة على استخدام هذه المعدات، كما أعلنت الحكومة البريطانية أنها سلمت عدداً من أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا، ومنها صواريخ موجهة محمولة، مثل “جافلين” و”ستينجر” اللذين يمكن استخدامهما ضد الأهداف الجوية والبرية؛ وذلك بعد شرح قصير للأوكرانيين حول كيفية استخدامها.

4– تدريب إسبانيا قوات أوكرانية على دبابات “ليوبارد”: من المنتظر – وفق ما ذكرته وسائل إعلامية إسبانية وعالمية مطلع الشعر الجاري – أن تُزوِّد مدريد كييف بصواريخ مضادة للطائرات، ودبابات من طراز “ليوبارد”، كما ستُقدِّم إسبانيا التدريب الضروري للجيش الأوكراني على كيفية استخدام الدبابات؛ حيث من المقرر أن يُجرَى هذا التدريب في “لاتفيا” التي نشر فيها الجيش الإسباني 500 جندي في إطار عملية لحلف الناتو، على أن تكون المرحلة الثانية من التدريب داخل إسبانيا.

5– ربط الحكومة الألمانية توريدَ الأسلحة بالتدرب عليها: رغم أن ألمانيا تتعرض لانتقادات شديدة على نحو متزايد بسبب اتهام أوكرانيا لها بالتأخر في إرسال الأسلحة التي تحتاجها كييف لمواجهة القوات الروسية، فإن برلين تنفي تلك الاتهامات، وتبرر تأخر الإمدادات بربط عمليات التوريد بعمليات التدريب؛ فقد أكد المستشار الألماني “أولاف شولتس”، في 13 يونيو الجاري، أنه من الصواب التأكد من تلقي الجيش الأوكراني تدريباً كاملاً على استخدام الأسلحة المتطورة، مثل المدفعية المتنقلة “بانزرهابيتز 2000” قبل تسليمه ذلك العتاد، مشيراً إلى أن الأطقم الأوكرانية تتلقى حالياً تدريباً على استخدام “إحدى أكثر المنظومات العسكرية تقدماً في العالم”، وأنه لم يكن من المنطقي تسليمها قبل أن تكون أطقم أوكرانيا في وضع يُمكِّنها من الاستفادة منها.

6– تدريب كندا الأوكرانيين على مدافع “الهاوتزر”: بالتوازي مع توريد كندا مدافع هاوتزر (إم 777) والذخيرة والبراميل اللازمة لاستخدام تلك المدافع؛ أعلنت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، أن الجيش الكندي يدرب الأوكرانيين على مدافع الهاوتزر في أوروبا. وقالت كيربي إن “هذا الجهد التدريبي دعم مباشر لحزم المساعدة الأمنية الأمريكية الأخيرة المُصمَّمة لمُساعَدة أوكرانيا في كسب معاركها اليوم وبناء قوتها للغد”.

7– تنفيذ تدريبات أمريكية متنوعة للقوات الأوكرانية: تُجري الولايات المتحدة تدريبات متنوعة للقوات الأوكرانية على الأسلحة التي توردها إلى أوكرانيا؛ فعلى سبيل المثال، سبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، في 11 أبريل الماضي، عن الانتهاء من تدريب جنود أوكرانيين على استخدام طائرات من دون طيار من طراز “سويتش بلايد”، تُزود بها أوكرانيا، مشيرةً إلى أنه بعد انتهاء تدريب المجموعة في واشنطن، حصلت على تدريب إضافي على أنظمة الأسلحة والتكتيكات المتقدمة.

كما تدرب الولايات المتحدة جنوداً أوكرانيين في ألمانيا وأماكن أخرى على كيفية استخدام المعدات العسكرية؛ حيث أوضح المتحدث باسم وزير الدفاع الأمريكي “جون كيربي” في واشنطن، في 29 أبريل الماضي، أن التدريب على الأراضي الألمانية قد بدأ بالفعل للتعامل مع مدافع الهاوتزر وأنظمة الأسلحة الأخرى التي تحصل عليها كييف لدعم الحرب ضد روسيا، فيما ذكرت تقارير صحفية، مطلع الشهر الماضي، أن السلطات الأمريكية تُكثِّف وتيرة تدريب الجيش الأوكراني على استخدام الأسلحة الغربية، بما في ذلك مدافع الهاوتزر والطائرات الهجومية من دون طيار، فيما بدأ الجيش الأمريكي، مطلع الشهر الجاري، تدريب قوات أوكرانية على أنظمة صاروخية متطورة وافقت إدارة الرئيس “جو بايدن” على توفيرها.

صعوبات قائمة

ختاماً.. فإنه مع بذل الدول الغربية العديد من الجهود السريعة لتدريب القوات الأوكرانية على الأسلحة والأنظمة الغربية الثقيلة والمتطورة، فإن ثمة صعوبات قائمة تواجه هذه المساعي الغربية، ومنها على سبيل المثال ما يتعلق بالقدرة على تأمين عمليات التدريب داخل الأراضي الأوكرانية؛ فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 4 يونيو الجاري، عن استهدافها مركز تدريب للمدفعية تابعاً للجيش الأوكراني في مقاطعة “سومي” بصواريخ جوية عالية الدقة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية “إيجور كوناشينكوف”، أن هذا المركز كان تُنفَّذ به تدريبات لعسكريين أوكرانيين على يد مدربين أجانب؛ وذلك على استخدام مدافع الهاوتزر (إم 777) عيار 155 ملم الأمريكية الصنع.

كما أن هناك إشكالية أخرى تتعلق بالقدرة على التوفيق بين العمليات القتالية والتدريبية؛ حيث تقف القوات الأوكرانية أمام تحدي التدريب على الأسلحة والأنظمة الحديثة، دون أن يؤثر ذلك على استعداداتها وتركيزها في مواجهة الهجمات الروسية؛ حيث تفكر الحكومة الأوكرانية في كيفية تدريب بعض ألوية الجيش، في وقت ينخرط فيه كل جنودها تقريباً في الدفاع عن البلاد، فلا تملك كييف القوة البشرية اللازمة لسحب قواتها المدربة التي تقاتل الآن بعيداً عن الجبهة وإرسالها إلى أماكن أخرى لتلقي التدريب، فيما يبدو تشكيل قوات جديدة وتدريبها من الصفر مهمة أكثر صعوبةً، وتحتاج وقتاً أطول، فضلاً عن أن ضيق الوقت واستمرار المعارك يجعلان من تقليص الجوانب التدريبية وتسريعها خياراً اضطرارياً.

المصدر إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button