دراسات سياسية

مباديء التحليل السياسي: مقتطفات من كتاب التحليل السياسي

مباديء التحليل السياسي *مقتطفات من كتاب التحليل السياسي تأليف الخبير الاستراتيجي الدكتور مهند العزاوي – 11‏ تشرين الأول‏، 2014.

أصبح التحليل السياسي من الضروريات في الحياة السياسية المعاصرة , سواء لرجل الدولة الذي مجال عمله السياسة أو المهتمين عامة بالشأن السياسي , أو المفكرين من ذوي الدراية وسعه الأفق بما يؤهلهم لفهم ما يدور في العالم من أحداث مختلفة تستحق العناية والبحث والمعالجة ,أو المحللين السياسيين عبر الإعلام أو في مراكز الدراسات المعنية , ويعد التحليل بمثابة الوقاية من جهة والتحسب للظواهر السلبية الزاحفة وبيان المخرجات الخاصة بها لتامين وقاية طوعية تعتمد مفردات تطبيقية واقعية لحصر وتفتيت الأزمة أو الظاهرة موضوع البحث  وعلى سبيل المثال عندما تطرح أزمة اقتصادية تتعلق بالفساد فان ظاهرها اقتصادي إداري ولكن مضاعفاتها سياسية اجتماعية وعندما توضع هذه الأزمة وتحدد أسبابها والفاعلين فيها ويجري التحسب لمعالجتها بتفتيت عناصرها فان هذا التحليل منع تفاقم الأزمة إلى ظاهرة وحدد الخلل وتمكن من حصر وتطويق الأزمة ومعالجتها وبذلك حقق الوقاية الكبرى للدولة والمجتمع وبالتالي يكون عائداتها ومردودها سياسي بالدرجة الأولى , وكعلاج من جهة أخرى , ومعالجة الأسباب المشابهة التي تؤدي إلى وصول الأحداث المضطربة إلى مسرح الحراك السياسي في حالة عدم تحليلها إلى عواملها الأولية ومعرفة مخرجاتها ولعل من ابرز فوائد التحليل السياسي هي :

1.حصر الأزمات المتفاعلة  ومعالجتها وتحقيق عنصر الوقاية الشاملة في الواقع السياسي موضوع الأزمة.
2.تكوين قاعدة بيانات منظمة تعتمد في اقسمها معلومات دقيقة تتعلق بالأحداث موضوع التحليل وتربطه بالوقائع التاريخية وتحدد طرق معالجتها التطبيقية مما يتيح هذه المعلومات في كل وقت وخصوصا عند ظهور أحداث وأزمات مماثلة .
3.البعد عن الأحكام المطلقة ، والبحث  في كافة الاحتمالات الممكنة ، ودرجة القوة في هذه الاحتمالات ومدى تأثيرها ، ومن ثم ترك المجال لتعدد وجهات النظر وقبول الرأى الأخر.
4.معالجة القضايا والمواقف بشكل أكثر وعياً وعمقاً ، والبعد عن المعالجة العاطفية أو التي لا تستند إلي أدلة واضحة يمكن أن يقبل بها الطرف الأخر.
5.عدم الوقوف عند رأى واحد وإغلاق الباب أمام آراء الآخرين حتى وإن كانت أكثر قناعة أو موضوعية ، وبالتالي القدرة علي مناقشة الآراء وتفنيدها ، ومراجعة النفس إن وجدت الصواب أكثر في رأى غيرها ، والتعود علي احترام الرأي الآخر.
6.المشاركة في صناعة القرار السياسي المتعلق برسم السياسات
7.المشاركة في تكوين رأي عام بخصوص قضية ما
8.التحدث للرأي العام والتوعية عند الأزمات المتفاعلة والخطيرة
9. طرح منظومات بحث متعددة مقتدرة ذات خبرة في معالجة الأحداث وتحليلها .

ماهية التحليل السياسي:

يمكننا أن نعرف التحليل السياسي بأنه الإدراك الفكري العميق بجذور السياسة ومخرجاتها والفكر الاستراتيجي وعناصره وطبيعة الأحداث ومساراتها وشكل الدوافع وعناصرها المسئولة عن صنع الأحداث والأزمات والإلمام المتقن بالشواهد التاريخية المماثلة وهو “الفهم الدقيق والعميق لمسار الأحداث السياسية وإدراك  الدوافع المتعلقة بها والإلمام بجذور الأحداث ومخرجاتها  والتنبوء. بالتطورات والنتائج المترتبة عليها ووضع التوصيات المعنية بالحدث “.
متى نقوم بالتحليل السياسي:
1.عندما ندرك المتغيرات ونستطيع التفكير بعناصر تلك المتغيرات
2.عند وجود امرا غامضا يتعلق بالواقع السياسي يتطلب الدراسة والتحليل
3.عندما تكلف خلية  الأزمة بمعالجة مشكلة ما
4.عندما يكلف شخص معني  باتجاه معين بتحليل حدث أو أزمة أو ظاهرة سياسية ما تتعلق بتخصصه
5. عندما تستشعر مؤسسات الدولة بمخاطر سياسية ما
6. عندما يكلف قسم الدراسات والبحوث في الجامعات أو المؤسسات بمهمة التحليل
7.عند وجود حدث سياسي مفاجئ
8.عند الخشية من تطور أزمة ما
9.عند بروز ظاهرة اجتماعية تتعلق بالواقع السياسي
10.عند التوقع تعرض البلد لتهديد خارجي ما تشكل خلية أزمة
11.عند القيام بمهام المتابعة الدورية للواقع السياسي الداخلي والخارجي
12.عند حضور المؤتمرات الدولية والإقليمية
13.عندما يكون هناك قرار استراتيجي يتطلب البحث والتحليل
14. عند نشوب صراع إقليمي متاخم
15.عند نشوب حرب  غير متوقعة
16. عند ورود تقارير تفيد بوجود ضغط سياسي ما

أدوات التحليل السياسي
1.تبعد فلسفة التحليل السياسي عن التضخيم والتبسيط والمبالغة في ضرب الأمثلة لتأكيد الرأى ، كما تبتعد عن اللغة العاطفية ، كما تبتعد عن التوجيه المباشر أو الخطابة أو الإقناع بالتخويف أو إطلاق الاتهامات دون بحث ومعلومات كما يستخدم التحليل السياسي المصطلحات السياسية المبسطة والمتداولة التي لها مدلولات محددة في ذهن الرأي العام  ويستخدم المحلل او الباحث عدد من أدوات التحليل وهي :-
2.أولا : المخزون المعرفي الذهني
3.ثانيا : معطيات الخارطة السياسية والواقع السياسي
4.ثالثا : مصادر المعلومات الحديثة والمتاحة كالتقارير والنشرات والإحصاءات والتصريحات الرسمية -المسئولين – المفكرين – صانعي الأحداث  –  مسرح الأحداث.
5.رابعا : مصادر المعلومات الخاصة التي يمكن أن يحصل عليها كاتب التحليل السياسي بحكم موقعة أو اتصالاته أو بحثه ، وكذلك مدى عمق خبرته في المجال الذي يكتب فيه
6.خامسا. الاستبيان والإحصاء والمقابلة الشخصية واختيار العينات
7.سادسا .  مصادر التأصيل والإسناد الظرفي  والزمني للأحداث والوقائع
8.سابعا. الاستطلاع الإعلامي والتغطيات الميدانية
9.ثامنا . الطرائق العلمية والنظريات الأكاديمية
10.تاسعا. الحضور الميداني المباشر والإطلاع الشخصي
11.عاشرا. استخدام الوسائل الحديثة وأدوات البحث العلمي

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى