مبدأ التضامن الدولي خلال الازمة الوبائية العالمية

اعداد : محمد وراشي –  باحث في سلك الدكتوراه، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية فاس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله.

  • المركز الديمقراطي العربي

ملخص:

عرف العالم انتشار جائحة فيروس كورونا الذي شكل خطرا كبيرا على البشرية، والذي ادى الى ارتفاع كبير في عدد الاصابات، ووفاة اعداد هائلة من سكان العالم بداية من ووهان الصينية، وصولا الى اوروبا وافريقيا، لكن بالرغم من كل التدابير التي وضعتها الدول، وخاصة الاعتماد على الذات والانغلاق الشبه الكلي، ووقف دوران عجلة الاقتصاد، اضحى يشكل خطورة كبيرة على دول العالم، والذي اصبح معه الزامية تضامن الدول من اجل القضاء على الفيروس بشكل جماعي، بالرغم من الاتهامات الامريكية-الصينية في زرع الوباء عن طريق مختبرات عالمية بالدولتين.

واجهت المجتمعات الإنسانية –عبر التاريخ-بعض الأوبئة التي انتشرت على نطاق واسع، وأصابت أعدادًا هائلة من البشر، وأودت بحياة الملايين في فترة زمنية قصيرة، وقد أثّرت هذه الأزمات على الأفراد الذين عاشوا هذه الخبرة الاستثنائية، إذ غيّرت جانبًا من اتجاهاتهم القِيمية، وأثارت لديهم العديد من الأسئلة الوجودية التي لا إجابات لها، بل وتركت في بعض الحالات تأثيرات على التركيبة النفسية لأجيال كاملة، والتي وإن استطاعت النجاة البدنية من الوباء، فإنها لم تتعافَى من آثاره النفسية والاجتماعية[2].

وتظل هذه الخبرة عالقة في الضمير الجمعي للمجتمعات ومكوِّنًا أساسيًّا لتاريخه، مثلما ترسخ وباء الطاعون، أو “الموت الأسود” في التاريخ الأوروبي، وعكست العديد من الأعمال الأدبية الخبرة الإنسانية للمجتمع الأوروبي خلال هذه الفترة، والتي لا تزال قائمة في المجال العام الأوروبي حتى بعد مرور مئات السنوات، فالأوبئة مثلها مثل خبرة الحروب ( فهنا يمكن الحديث عن الحربين العالميتين، ففي اعقاب الحرب العالمية الأولى والتي ذهب ضحيتها 10 ملايين قتيل و20 مليون جريح، ومعوق، وبلغت كلفتها
المادية 833 مليار دولار، اما الحرب العالمية الثانية فقد بلغ عدد الضحايا البشرية ما بين 45 و50 مليون قتيل، وعدد الجرحى والمشوهين ما لا يقل عن 100 مليون شخص، والتي بلغت كلفتها المادية
4 ترليون دولار)[3]، بالنسبة للمجتمعات، حيث تشهد تغيرات جذرية في نمط حياتها اليومية، وتتبدل ملامح الحياة، وتنتهي التجربة بخلق معانٍ وقيم وأفكار وأنماط مختلفة للحياة الإنسانية[4].

فكل الدراسات المستقبلية للقرن العشرين، والتي ترسم ما سيأتي انطلاقا من معطيات الحاضر، اهتزّت قيمتها، فما زلنا نتنبأ بما سيأتي سنة 2025 و2050 في حين نعجز عن فهم 2020. إن وعينا لم يستوعب الطفرات غير المتوقعة في حركة التاريخ، والحقيقة أن أهم ما يجب توقعه هو غير المتوقع، ومن هنا كانت مسلمتي الشهيرة ” انتظر نفسك في غير المنتظر”.[5]

اما الآن، فيشهد العالم أحد أخطر الأوبئة على الانسان، وهو ما سمي بكوفيد-19، والذي يعرف معه في ظل ما تخلفه وما سوف تخلفه هذه الأزمة من انعكاسات وتدهور على حساب منظومة التعاون الدولي الممثلة للنظام الدولي القائم، باعتبارها آلية من الآليات التي يعتمدها المجتمع الدولي في تكريس مهمة العمل المشترك فيما بين الدول لمواجهة التحديات العالمية بمنطق جماعي، وتشاركي، وليس بمنطق الدولة القومية المغلقة[6]. ولقد عبر عن ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم الدولي لتعددية الأطراف والدبلوماسية من أجل السلام يوم 24 أبريل 2020،  حين أكد على “أن جائحة كوفيد-19 تذكرة مأساوية بمدى ارتباطنا العميق، وأن الفيروس لا يعرف حدودا ويمثل في جوهره تحديا عالميا، ولا بد للتصدي له، وأن نعمل معا كأسرة إنسانية واحدة، وضرورة بذل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح والتخفيف من الدمار الاقتصادي والاجتماعي، ومن الأهمية بمكان أن نستخلص من هذه التجربة الدروس المناسبة بشأن أوجه الضعف وأوجه عدم المساواة التي كشف عنها الفيروس، وأن نحشد الاستثمارات في مجالات التعليم، والنظم الصحية، والحماية الاجتماعية، والقدرة على الصمود، وهذا هو أكبر تحدي دولي منذ الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، فحتى قبل هذا الاختبار، كان العالم يواجه مخاطر كبيرة أخرى عابرة لحدود الدول الوطنية – على رأسها تغير المناخ”[7].

وفي نفس الاطار، نذكر ما عبر عنه كذلك مستشاره الخاص السيد “فابريزيو هوتشيلد” بنفس المناسبة حين قال “علينا التغلب على هذا الانقسام الخاطئ بين خياري إما أنك قومي او عالمي، إما أن تهتم ببلدك أو أنك أممي..، إذا كنت قوميا ووطنيا حقا، يجب أن تكون أمميا كذلك، لأن هذه الطريقة هي التي يعمل بها العالم، فهذه العبارات والكلمات تكتسي أهمية بالغة في إعلان نوع من القلق وخيبة الأمل، وعدم الاقتناع بمجهود التعاون الدولي الذي يعتبر من أسس العمل الدولي الذي تفتخر به المجموعة الدولية قبل أزمة كورونا، فما الذي يحصل حتى تنبه المنظمة العالمية عبر مسؤوليها من الشعبوية المفرطة، ومن الاتجاه المفاجئ للدول نحو الانكفاء بدلا من تفعيل آليات التعاون التي راكمتها الممارسة الدولية”، وبالتالي فإن منظومة التعاون الدولي والمنظمات الدولية الممثلة لها، بالإضافة إلى المبادئ، والمقاصد التي تأسست عليها توجد اليوم أمام محك حقيقي، بخصوص التدبير العالمي لجائحة كورونا، حيث يلاحظ منذ بداية الوباء أن العالم بالفعل يمر من أزمة غير مسبوقة[8]،
ولكن رغم ذلك، يبدو أن العالم ما يزال حتى الآن متعاضدا ومتعاونا لمنع انتشار هذا الوباء وتفادي الكارثة، نظرا لأن هذا الوباء لا جنسية له، ولا يبالي بالحدود الجغرافية ولا الإنتماءات الطائفية، ويمثل ما يشبه عدوا مشتركا لجميع الدول والأمم، يهدد أمنها الجماعي، وسيدفعها لا محالة إلى التعاون لمواجهته. وإذا تفاقم الوباء أكثر فسنشهد بالتأكيد تعاونا فعليا ومباشرا بين بعض الدول التي توجد بينها عداوات طويلة، وقد تنشأ فيما بينها آليات مشتركة لمواجهة هذا الوباء وتفادي تكراره مستقبلا[9]، لأن أحوال التعاون الدولي تتواصل وتتعمق على الرغم من الانقطاعات التي تتسبب فيها الازمات الفجائية والغير المتوقعة[10].

أهمية الموضوع:

   إن لكل موضوع أهميته بناءا على قراءات متعددة للباحثين، وبما أننا نشكل جزءا ولو يسيرا في مجال البحث العلمي، فقد ارتأينا تسليط الضوء على الصعوبات التي تعتري العالم، وخاصة الفاعليين الدوليين في التصدي للأزمة الوبائية المتمثلة في كوفيد- 19، الذي شكل شللا في كل الأنشطة العالمية التي تقتضي تضافر الجهود بين كل الفاعليين، سواء كانوا دولا، أو منظمات إقليمية أو عالمية للتعاون الدولي، والتضامن للتصدي للجائحة التي اعترت كل بقاع العالم دون استثناء، ما جعل كل دول المعمور في مواجهة للوباء التاجي مما يصعب معه الانغلاق والاعتماد على الذات.

دوافع اختيار الموضوع

ان العالم يمر بعدة أزمات وصعوبات من خلال الحروب، والتغيرات المناخية، وظاهرة الإرهاب، والسباق نحو التسلح، تساهم في التدمير عوض بناء الانسان والاوطان. فلقد أصبحت لدينا اوبئة عالمية تظهر بشكل فجائي دون علم بها من خلال بعض الأمثلة (كالطاعون، الأنفلونزا الاسبانية، أنفلونزا الطيور،  أنفلونزا الخنازير، الإيبولا، والسارس 1…) وصولا الى الكوفيد-19، مما يدعو معه العالم للعمل بشكل مشترك وبآليات تعاونية من أجل الحفاظ على المشترك الإنساني، ومحاولة وضع برامج وخطط تساهم في التصدي للأوبئة عبر الوطنية، دون الاعتماد على ما هو داخلي فقط.

إشكالية الموضوع

   من خلال خوض الباحث غمار البحث عن المعلومة او تلقيها، تراوده مجموعة من النقط يصعب تفكيكها، وبالتالي تتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات، وأمام هذا الموضوع المتواضع الذي يشكل أكثر من علامة استفهام بخصوص ما يقع، ولمحاولة فهم ما يجري على الساحة الدولية والوطنية تتم الإجابة عن عدة إشكاليات وأسئلة كالتالي:

ما هو واقع التضامن الدولي في مواجهة الأزمة الوبائية العالمية؟ وماهي اهم التكتلات التي عملت على التصدي لفيروس كوفيد-19؟

الصعوبات المتعلقة بإنجاز الموضوع

ان انجاز اي موضوع كان، لابد من نقط قوة ونقط ضعف، ولا محيد من تلقي الملاحظات، وأخدها بعين الاعتبار تجويدا للبحث المراد العمل عليه، فمن بين اهم الصعوبات التي اعترت هذا الموضوع هو الصعوبة في الحصول على المراجع نظرا لقلتها أولا، ثم الاعتماد على بعض المراجع الالكترونية، بالإضافة الى طبيعة الموضوع وراهنيته مما شكل لنا صعوبة في الحصول على كل المراجع المتنوعة في علاقتها بالوباء “كوفيد-19”.

منهجية الموضوع

لتحليل كل الافكار والمعطيات، اعتمدنا على عدة مناهج علمية ليكون هذا العمل في المستوى المطلوب، ومن بين المناهج المعتمدة، نجد المنهج التحليلي بحيث اعتمدنا على وثائق متعددة في تحليلنا لموضوعنا قيد الدراسة، وكذا المنهج التاريخي من خلال الوقوف على الاحداث التي عرفها العالم سابقا من خلال الأوبئة السابقة نظرا لفتكها بحياة البشرية.

خطة الموضوع
   من خلال المنطلقات السابقة، واعتمادا على المناهج المذكورة، ارتأينا اتباع وضع خطة بحث متكاملة ومنظمة، مما أدى بنا الى الوقوف على التصميم التالي:

_ المحور الأول: التضامن الدولي بين التعطيل والتفعيل خلال الجائحة.

_ المحور الثاني: دور التكتلات الكبرى في مواجهة الازمة الوبائية.

 المحور الأول: التضامن الدولي بين التفعيل والتعطيل خلال الجائحة

إن العالم يشهد أزمة من نوع آخر بسبب تفشي فيروسات وأوبئة، والتي تهدد حياة الانسان بصفة عامة وتؤدي إلى وقف كل الأنشطة التي تساهم في تنمية الانسان، فأزمة كورونا، باعتقاد تشومسكي، هي مجرد جزء واحد من كابوس رهيب مقبل، وإن لم يشرع الناس على الفور في تنظيم أنفسهم ويتضامنوا في ما بينهم لتحقيق عالم أفضل بكثير من العالم الذي يعيشون فيه، فهم سيواجهون مصاعب هائلة لطالما أعاقت طريق الحق والعدالة، كما الاستعداد للتعامل مع الخطرين الوجوديين للحرب النووية، والتغيرات المناخية، والكوارث، التي سيتسبب بها الاحتباس الحراري، والتي “لن نتعافى منها ما لم نكن حازمين في مواجهتها حين نصل إلى تلك المرحلة، وهي باتت وشيكة الحدوث” [11]، فبسبب فيروس ظهر في ووهان اجبرت على الحجر الصحي في منزلي بالفقيه بن صالح، وهذا ما نشهده اليوم من خلال فيروس كورونا، فهنا تتبادر الى الذهن عدة أسئلة مترابطة مما يحتم معها رحلة ذهنية لفك هذه الإشكالات العالقة، فكيف تعاملت معه دول العالم؟ هل اخدت الأمور بشكل فردي في التعامل مع الوباء أم أن ألامر شكل شكلا آخر في التطوع ودعم الدول التي تضررت بفعل الجائحة؟

  أولا: _الصين بين مواجهة الوباء، والعمل الإنساني الكبير

   أبلغ مركز منظمة الصحة العالمية في الصين بتاريخ 31 كانون الأول 2019م بوجود 27 حالة في مقاطعة هوبي في الصين مشتبه بإصابتها بالالتهاب الرئوي والأسباب في ذلك غير معروفة، وفي 1 كانون الثاني 2020 تم اغلاق سوق المأكولات البحرية بعد التأكد من ارتباطه الوثيق بالمرضى، واستبعد الأطباء والمختصين من أن يكون الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) أو أنفلونزا الطيور سبباً للمرض. ومن ناحية أخرى أبلغت هونغ كونغ عن حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس اضافة الى حالاتٍ أُخرى مؤكدة فضلاً عن تسجيل حالات وفاة، لذا تم تشخيص المرض على أَنه نوع جديد من الفيروسات التاجية، وعملت الصين على حجر مدينة ووهان بالكامل، وقد أفادت منظمة الصحة العالمية بأن العالم يجب أن يستعد لانتشار العدوى من انسانٍ لآخر حول العالم، وأطلقت على فيروس كورونا الجديد إسم “COVID-19. وفي تاريخ 16 كانون الثاني 2020 تم التأكد من أَن رجلاً من طوكيو عاصمة اليابان كان مصاباً بهذا المرض وذلك بعد سفره الى ووهان الصينية، واعلنت تايلند اكتشافها حالة لسيدة كانت تسكن في ووهان، لذا بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول بفحص القادمين من ووهان عبر المطارات. وفي ذلك الوقت أخذ الفيروس يتفشى في جميع أنحاء الصين، وعلى الرغم من الاجراءات المشددة التي اتخذتها بعض الدول إلاَّ أَنَّ الفيروس أخذ ينتشر في غالبية دول العالم، وتم تأكيد إصابة أول أمريكي، وهو رجل في الثلاثينيات من عمره بفيروس كورونا المستجد في ولاية واشنطن، وسجلت إيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وايران، والولايات المتحدة، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، المراتب الأولى في قائمة أكثر الدول في عدد الإصابات، وقد قال الرئيس الصيني (شي جين بينغ) إن إنقاذ الأرواح على رأس الأولويات وإن المعلومات حول المرض يتم نشرها في “الوقت المناسب”[12].

بعد بدء الفايروس إنتشاره مباشرة، تداولت وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام، عدة صفحات من رواية “عيون الظلامThe Eyes of Darkness”، والتي ألفها الكاتب الأمريكي المشهور “دين كونتز” عام 1981، والتي تتحدث عن ظهور تعديل الجيش الصيني لفيروس صيني خطير في مدينة ووهان في الصين سنة 2020، اي قبل 39 سنة من ظهور الفايروس بشكل حقيقي وإنتشاره في العالم، إلا ان أولى الإتهامات بذلك صدرت عن الجانب الأمريكي، وذلك عندما أتهم السيناتور الأجمهوري من على قناة فوكس نيوز في فبراير الماضي، بأن الجيش الصيني هو وراء الفايروس كسلاح حرب بايلوجي. في المقابل تتهم الصين مباشرة الولايات المتحدة بالوقوف وراء نشر الفايروس، وهناك رواية رائجة كثيراً، هي استغلال الألعاب العسكرية العالمية في ووهان خلال أكتوبر من السنة الماضية، حيث قام ضابط ضمن الجيش الأمريكي بنشر الفايروس بطريقة صامتة لأن أولى الحالات التي تم تسجيلها يوم 17 نوفمبر من العام الماضي، بعد اسبوعين من إنتهاء الألعاب، وهي مدة حضانة الفايروس في الجسم وبدء ظهور أعراضه[13]،

فالتطبيق الصيني أظهر سلوكاً مغايراً، فكل إمكانات الدولة الصحية والعلمية والتكنولوجية سُخرت من أجل حماية حياة الصينيين عبر تقديم خدمة صحية “كفؤ”، استطاعت أن تحاصر الوباء وأن تجد له علاجاً في مدى زمني قصير، وتجتهد بحماس كبير لإنتاج لقاح يحمي الناس ويحافظ على حياتهم.[14]

اما على المستوى الدولي، فقد استطاعت الصين أن تتضامن مع دول العالم للتصدي للجائحة الوبائية، كما نجحت في احتواء الوباء، وحصلت على اعتراف دولي بتفادي الكارثة، وقدرة إدارتها على الاستجابة لمطالب بقية دول العالم، بتقديم المساعدة لها عبر مجموعة من الخدمات الطبية، والتقنية لمواجهة الوباء.

وفي هذا الصدد استطاعت الصين الاستجابة لنداءات إيطاليا، وإيران، ودول أخرى بإرسال العديد من أجهزة التنفس الاصطناعي، والأقنعة الواقية، والمعدات الطبية، إضافة إلى الأطقم الطبية، وتصريف تجربتها الناجحة في التعامل مع الوباء في محاولة لكسب ود هذه الدول، في ظل تقاعس وعجز الاتحاد الأوربي عن الاستجابة لمطالب الدول الأعضاء المتضررة من الفيروس بالسرعة والفعالية المطلوبة (إيطاليا وإسبانيا)، مما قد تكون له انعكاسات خطيرة على تحديد مستقبل الكيان ما بعد الأزمة، وهو ما عبرا عنه بشكل واضح كل من رئيس وزراء إيطاليا، ووزير خارجية إسبانيا[15].

لكن وارتباطا بالموضوع هناك من قال ان الصين من خلال مساعداتها الطبية الكبيرة تحاول ان تكفر عن كونها المصدر الأول لفيروس كورونا… .[16] ، ومع ذلك يمكن الاعتراف بأنها تغلبت على انتشار الوباء دون دعم دولي، وهزمته بواسطة العزل والحجر الصحي ومنع الاختلاط بين مواطنيها، ولم تعد تسجل حالات بالإصابة ولا بالوفيات، وبدأت في تنفيذ برنامج العودة إلى الحياة العادية بالتدرج[17].

  ثانيا: النبوغ الكوبي

تعتبر كوبا الجزيرة الكاريبية الغارقة في حصارٍ مُمتد منذ ستّين عاماً، فرضته عليها الولايات المتحدّة الأميركية عقاباً على انتصار الثورة الاشتراكية بقيادة فيدال كاسترو، ولرفضها أن تكون «حديقةً خلفية» لواشنطن، نجحت آلة الدعاية الأميركية في شيطنتها وتشويه الحقائق حولها، ولكن في مقابل أزمات الدول “الكُبرى”، أمثال الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، ووقوفها عاجزة عن مواجهة كورونا، برزت كوبا شريكةً أساسية في مكافحة انتشاره[18]، وقد تسائل نعوم تشومسكي كيف لدولة مثل كوبا ان تقوم بعرض مساعداتها لأوروبا، فهذا شيء صادم ومثير للدهشة، ففي حين تجد المانيا ترفض مساعداتها لليونان، نجد كوبا تقدم المساعدة الى أوروبا في محنتها لمواجهة الفيروس التاجي[19].

   بدأ الدور الكوبي في 25 كانون الثاني، حين اختارت الصين دواء الـB Interferon alpha»2، المُنتج في الدولة الكوبية، ليكون واحداً من حوالى 30 دواءً تمّ اختيارها من قبل «لجنة الصحة الوطنية الصينية» لعلاج الجهاز التنفسي، والدواء هو أحد مُنتجات التكنولوجيا الحيوية الكوبية، وقد استُخدم أيضًا ضد الالتهابات الفيروسية مثل نقص المناعة البشرية، والورم الحليمي البشري، والتهاب الكبد B و C، ثمّ انطلقت البعثات الدبلوماسية الكوبية في معظم البلدان التي أصابها الفيروس، تعرض وضع خبراتها وإمكاناتها الطبية، بتصرّف الدول المحتاجة[20].

ويوضح الكوبي أرتورو لوبيز-ليفي- أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هولي نايمز الأميركية أنه “منذ مطلع القرن، هناك حديث عن احتمال تفشي وباء عالمي، وقد حضّرت كوبا جيشها من أصحاب القمصان البيضاء، وهذه إستراتيجية معدّة من قبل، في بلد جعل من الصحة والتعليم ركيزتي ثورته الاشتراكية، ويذكّر بأنه في “نهاية الحرب الباردة، طوّرت كوبا هذه القدرة، وبالتالي منطقياً أصبحت أداة رئيسية في سياستها الخارجية، وتؤتي هذه السياسة اليوم ثمارها، منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19، حيث أرسلت هافانا 593 خبيراً صحياً إلى 14 دولة، بينها إيطاليا الدولة الأوروبية الأكثر تضرراً من المرض مع تسجيلها أكثر من 15 ألف وفاة، وأندورا التي أبلغت عن حوالي 12 وفاة.[21]

يمكن القول بأن كوبا كانت احدى أبرز اللاعبين الدوليين في المساهمة الى جانب عدة دول، كالصين، والمغرب في تضامنهم الكبير مع بقية دول العالم المتضررة جراء تفشي الوباء بسرعة خيالية، وهذا ما شكل دهشة عند مجموعة باحثين ومحللين، ولكن كيف ستتعامل بقية دول العالم مع هذا الفيروس في علاقتها بالكتلة الدولية؟

  ثالثا: _الانسحاب الأمريكي من الشأن الدولي (من خلال الازمات الدولية)  

فهم كانوا يعرفون منذ تفشي فيروس السارس بوباء كورونا المحتمل، وقد تم القيام بأبحاث منذ فيروس السارس، وتم تحديد التسلسل الجيني لسلالة سارس التي ينتمي إليها فيروس كورونا كتطور جيني محتمل للسلالة تم التأكد منه، ماذا حدث؟ لم تعمد الحكومات وشركات الأدوية العملاقة على الانكباب لتصنيع العلاجات أو اللقاحات لحماية الناس”.[22]

وضعت جائحة «كورونا» الولايات المتحدة كقطب دولي وازن، تحت محكّ حقيقي لتجريب قوّتها، وعلى عكس المتوقع، بدت مرتبكة في تدبيرها، ما أتاح تفشي الوباء داخل عدد من الولايات، مخلفاً أكبر حصيلة دولية على مستوى الإصابات، والوفيات، فيما ذهبت بعض الدراسات إلى أن الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية، أو من أمريكا اللاتينية، باتوا أكثر عرضة للإصابة والتضرّر من الوباء، مع ضعف التأمينات الصحية، وفقدان كثير منهم لعمله.[23]

وهكذا، بدت الولايات المتحدة التي لطالما تم التسويق لإمكاناتها البشرية، والتكنولوجية، والعلمية، والصناعية، ضعيفة أمام الوباء الذي يبدو أن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية ستكون أشدّ وأكثر خطورة في المستقبل، مع فرض حالة الطوارئ الصحّي في عدد من الولايات، وما رافقه من إيقاف العمل في عدد من الشركات والمصالح، ويتوقّع الكثير من التقارير أن الأزمة الاقتصادية ستتعمّق بشكل كبير في البلاد، بشكل سيتجاوز التداعيات التي خلفتها أزمة 1929، بل إن هناك من حذّر من إمكانية تنامي الاحتجاجات التي قد تصل إلى حدّ العصيان المدني، تحت ضغط المعضلات الاجتماعية، وستتعقد الأوضاع أكثر، مع اندلاع احتجاجات واسعة في عدد من الولايات، جرّاء مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية “جورج فلويد”[24].

فمن خلال الازمة، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، ومن شراكتها ودعمها المادي لها، وأيضا، فقد انسحبت من كل الاتفاقيات الدولية، ومن المؤسسات العالمية المساهمة في التعاون الدولي، والإنساني، فقررت الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ الموقعة سنة 2015 من قبل 195 دولة، بدعوى تعارضها مع المصالح الاقتصادية لأمريكا، وفي السنة نفسها انسحبت الإدارة الأمريكية من اتفاقية الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادي،

وانسحبت كذلك من “الميثاق العالمي للهجرة”، أو إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين؛ الهادف إلى تحسين إدارة وضعية اللاجئين في العالم، واعتبرت أن هذا الميثاق “لا يتوافق مع السيادة الأمريكية”، وانسحبت أيضا من أهم منظمة ثقافية وعلمية عالمية، وهي اليونسكو، بتهمة تعارض قرارات اليونيسكو مع السياسة الخارجية الأمريكية، على إثر قبول عضوية دولة فلسطين الكاملة في المنظمة، وقد اعتبرت إدارة الرئيس ترامب أن قبول عضوية فلسطين في اليونسكو يعادي إسرائيل، وسياسة أمريكا في الشرق الأوسط، وبعد حوالي شهرين من انسحاب ترامب من مجلس حقوق الإنسان، (يونيو 2018) قرر ايقاف أي تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، البالغ آنذاك 368 مليون دولار، بدعوى سوء تسيير تلك الأموال، غير أن الكثير من الملاحظين رأوا أن القرار كان تمهيدا عمليا لتطبيق ما يسمى “صفقة القرن”، وقد تبين ذلك بوضوح لاحقا في 2019، حين طلب ترامب من الفلسطينيين قبول الصفقة مقابل ضمان مصالح معيشية لهم، شعارها 50 مليار دولار على مدى 5 سنوات.[25]

ومن “إنجازات” الرئيس ترامب مؤخرا (15 – 4 – 2020)، لتحقيق شعاره “أمريكا أولا”،

تعليق مساهمة بلاده المالية في ميزانية منظمة الصحة العالمية، المقدرة بــ 300 مليون دولار سنويا، بدعوى أن تلك المنظمة، انحازت إلى الصين، بدل خدمة أكبر ممول لها، وقد حدث ذلك في عز جائحة كورونا، لكن، نعتقد بأن تعليق المساهمة المالية، يتماشى ومواقف ترامب من المنظمات، والمعاهدات، والاتفاقات الدولية، التي يرى فيها أنها لا تلبي مطامحه غير القابلة للنقاش، وذلك منذ التحاقه بالبيت الأبيض في 20 من يناير2017[26].

هذه الجائحة العالمية فجّرت عندنا ـ بل عمّقت بشكل خطير ـ أزمة صحية حتّمت انغلاقا خنق الاقتصاد، وحوّل نمط عيش الناس المنفتح على الخارج إلى ارتداد إلى الداخل، وهو وضع جعل العولمة في أزمة خانقة، والتي خلقت (العولمة) أشكالا من الارتباط المتبادل، ولكنه ارتباط لا موقع فيه للتضامن بين البشر، والأسوأ أنها أثارت ـ في شكل ردود أفعال ـ أشكال انعزال عرقي، وديني، وقومي، مثلت سمة العشرية الأولى من هذا القرن، وفي غياب مؤسسات دولية قادرة على حماية النشاطات التضامنية بين الدول، فقد انقلبت الدول القومية على بعضها البعض، اختطفت كما تعلمون جمهورية التشيك شحنة كمّامات واقية في طريقها إلى إيطاليا، وحولت الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى وجهة شحنة موجهة إلى فرنسا[27]، فالولايات المتحدة الأمريكية دفعت أضعاف السعر ثلاث مرات حسب المصادر الفرنسية للجهة المصنعة في الصين؛ مما جعل الشحنة تغير مسارها نحو الولايات المتحدة الأمريكية، ونفس الموقف حدث مع ألمانيا التي اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها استولت على طلبيتها من تايلاند، بالرغم من نفي الولايات المتحدة الأمريكية ذلك، وبالتالي نجد أن هذه القرصنة التي تقوم على مبدأ أساسي ألا وهو من يدفع أكثر ومن يملك المال نقدًا يستطيع أن يحسم الصفقة مع الطرف الصيني[28].

من هنا وجب التمعن أيضا في العقوبات الامريكية على إيران في عز الازمة، بالإضافة الى بعض المساهمات اتجاه الدول المتضررة التي تظل باهتة، وبالتالي يمكن القول بأن الأزمة التي يمر بها العالم الآن، أثبتت أن المعطيات التي بني عليها النظام الدولي الحالي، لم تعد قائمة مثل العدالة الدولية، والتكامل، والاندماج، وهذا ما سيجعل المبادئ الحالية تتغير إلى أطر جديدة تقوم على القوة، والتصارع، والمصلحة، وتراجع استخدام القانون الدولي[29].

رابعا: الدبلوماسية المغربية الناعمة في تقديم المساعدات الدولية اتجاه أوروبا وامريكا وافريقيا

     أكد السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان سباقا، قبل فترة طويلة من نشوب الأزمة العالمية التي سببتها جائحة كوفيد-19، إلى الدعوة لعالم متضامن قائم على مبادئ التعايش، وتقبل الآخر، والتعددية، والغيرية. وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن الزعماء الدينيين، وعلى غرار باقي الأطراف المعنية على المستوى الدولي، “يمكنهم المساهمة في انبثاق +حلقة فاضلة+ وتسخير قوتهم في الإقناع، وعملهم الجماعي ليس فقط لمواجهة العواقب الوخيمة لهذا الوباء، بل، قبل كل شيء، للتفكر سويا في العالم الجديد الذي نود أن نتركه للأجيال القادمة”.[30]

   وأعرب السيد هلال عن دعم المملكة المغربية للدور القيادي للأمين العام للأمم المتحدة في مكافحة جائحة كوفيد-19، وقال مخاطبا إياه: “إن مبادراتك الوجيهة للغاية، وكذا نداءاتك المتعددة جعلت من الممكن توحيد المجتمع الدولي في هذه الأوقات العصيبة، ولقد أثبتتم بذلك أن تعددية الأطراف، وفي صلبها الأمم المتحدة، شرط لا غنى عنه لتجاوز هذه الأزمة”.[31]

وفي اطار انخراط المغرب في المنتظم الدولي، تمكن في ظرف قياسي من أن يصبح ثاني أكبر منتج للكمامات في العالم، بعد الصين الشعبية، حيث قام بإنتاج أزيد من 100 مليون كمامة طبية في وقت وجيز، وفي تدوينة للصحافي الفرنسي المقيم بالولايات المتحدة “ألان بولوماك”، على حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”، فإن بلدية نيويورك توصلت بأول شحنات الكمامات المغربية، تضم 25.000 كمامة طبية، هذا بالإضافة إلى 450 جهاز تنفس مغربي الصنع[32].

اما على المستوى الأوربي، وفي الوقت الذي تعاني فيه دول كبرى كفرنسا، وروسيا، لإيجاد الكمامات الطبية اللازمة للخروج من الحجر الصحي، ومواجهة فيروس كورونا، استطاعت المملكة المغربية أن تكتفي ذاتيًا من صناعة الأقنعة الطبية، حيث فرضت إلزامية ارتدائها على جميع المواطنين، وباتت المصانع  المغربية جاهزة لتصدير أولى شحنات الكمامات خارج البلاد، وشدد عدة سياسيين فرنسيين في انتقاد حكومتهم بسبب نقص الكمامات الطبية، وباتوا يضربون المثل بالمملكة المغربية، وقبل هذا نوه الاتحاد الأوروبي، وأشاد بالتدابير التي اتخذها المغرب في مواجهة فيروس كورونا.[33]

اما بخصوص القارة الافريقية، وفي اطار علاقة المغرب بجيرانه الأفارقة، وسياسة جنوب-جنوب، فلقد فتحت أزمة تفشي فيروس كورونا مجموعة من الفرص أمام المغرب لتعزيز موقعه الأفريقي على نحو لافت، إذ سارعت المملكة المغربية، إلى الاستفادة من إمكاناتها المتوفرة في الجهاز الصحي، وقطاع الصناعات الوطنية، لإرسال مساعدات ومستلزمات طبية وقائية إلى 15 دولة أفريقية  لدعم جهودها في مكافحة هذه الجائحة، وفيما يبدو أن المملكة المغربية أصبحت أكثر من أي وقت مضى تركز على دبلوماسية جديدة ناعمة، من أجل اختراق العمق الأفريقي، فإن سؤالاً يُطرح اليوم عن إمكان نجاح “دبلوماسية الكمّامات” في دعم الحركة الدبلوماسية المغربية التي تدمج الجانبين الاقتصادي والديني، في مواجهة التحديات التي يطرحها التفاوت بين محدودية إمكاناتها وطموحاتها الكبيرة فوق الرمال المتحركة لأفريقيا[34].

وبدا جلياً، من خلال الثناء والإشادة اللذين تلقاهما المغرب على مبادراته الإنسانية، خلال الأيام الماضية، من قبل قادة الدول الأفريقية ومنظمة الصحة العالمية، أن الرباط لم تفوّت فرصة الظروف الاستثنائية، لبعث رسائل إلى العمق الأفريقي عن طريق تقديم ملايين الكمّامات والأجهزة الطبية، التي باتت إحدى أهم الوسائل للتعبير عن “التضامن السياسي” بين الدول في زمن كورونا[35].

في المقابل فإن المغرب لم يستطع أن يدبر إحدى القضايا الجد مهمة والأكثر إنسانية (في إطار التضامن والعلاقات بين الدول إزاء فتح الحدود)، والأمر يتعلق بقضية المغاربة العالقين بالخارج ومعاناتهم، لكنه تدارك الأمر مؤخرا، وأصبح يقوم بجلبهم على شكل دفعات من كل بقاع العالم، دون أن ننسى اقتراح جلالة الملك محمد السادس إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الافريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الافريقية في مختلف مراحل تدبيرها لجائحة كورونا. ولعـل أحسـن درس للمغـرب، مـن هـذه التجربـة هو محاولة التحـرر مـن التبعيـة للخارج فيما يتعلق بالأمن الدوائي والصحي، وسـينعكس ذلك على السياسات العامة المرتبطة بالقطاع الصحي سواء فيما يتعلق بالبنيات التحتية، أو تكوين العنصر البشري الكاف، أو البحـث العلمي، أو إنشاء صناعة أدوية متطورة، وقادرة على الاستجابة للحاجيات الوطنية في حالة الطوارئ الصحية. كما يجب عليــه أيضــا أن يعــزز في المســتقبل التعــاون الطبــي مــع الــدول المتقدمــة قصـد الاســـتفادة مـــن خبراتهم في مجـــال البحـــث العلمـــي، لتحقيـــق أقصى ما يمكن من الاكتفاء الذاتي في مجال الدواء والصناعة الطبية[36].

المحور الثاني: التكتلات الإقليمية في مواجهة الوباء التاجي (كوفيد-19)

شكل غياب التعاون مع بداية الأزمة العالمية الصحية، والمتمثلة في انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والتي مست كل دول العالم، فلا بد من التضامن العالمي لمنع المزيد من المراضة والوفيات، ويجب الاحتفاء بأمثلة في القيادة والتعاون[37]، واتضح أن هذا الفيروس لم يعط فرصة للأنظمة الصحية العالمية أن ترتب أوراقها وأنظمتها لمواجهة هذا الفيروس الذي يتميز بسرعة انتشاره، وعدم وجود أي علاج أو لقاح له في الوقت الراهن[38]، وخاصة الدول المنضوية تحت قوة التكتلات الإقليمية، وأخص بالذكر: الاتحاد الأوربي، ومجموعة البريكس… وآخرون، بحيث شكلت هذه التكتلات قوة واحدة، وتم إعطاء مكانة بارزة للتضامن والتعاون بين هذه الدول كقوة في شتى المجالات، وفي مجموعة من القضايا كالمتعلقة بالهجرة، وحقوق الانسان، والبيئة…، في حين شهدت هذه التكتلات ارتباكات واضحة خلال الازمة الوبائية، وهذا ما سنراه من خلال الخوض في أدوارها.

  أولا: غياب التضامن الدولي داخل الاتحاد الاوربي                           

بدأت دول العالم في التعاون ولو بشكل نسبي، خاصة مع الحالة الإيطالية (أرسلت النمسا 1.5 مليون قناع طبي إلى إيطاليا، وأرسلت الدنمارك أجهزة تهوية، ومعدات المستشفيات الميدانية إلى إيطاليا، وأرسلت التشيك 20 ألف بدلة واقية إلى إيطاليا)[39]، التي عرفت تزايد في عدد الإصابات والوفيات، حيث بدأت بعض الدول ترسل كميات متوسطة من المساعدات الطبية، وعلى رأسها الكمامات الطبية، وهنا بدأ الصراع مع تسارع انتشار الوباء، خاصة في أوروبا ودخول دول الاتحاد الأوروبي في سباق نحو الانغلاق على نفسها، بدلًا من التعاون؛ مما أحدث هزة في العلاقات فيما بينها، وهنا بدأت الأمور تنحرف عن مسارها من التعاون إلى القرصنة، أي قرصنة هذه الكمامات الطبية[40]،

فقد أبان الاتحاد الأوروبي عن هشاشة مبدأ التضامن لدى الدول الأعضاء، وكذا انقسامات بين دول الاتحاد، بحيث شكلت أزمة كورونا، وخصوصا التأخر في إدارة الأزمة ومرافقة الدول المتضررة منها، وهذا راجع بالأساس إلى تنامي الأنانية الوطنية بين الدول الأعضاء، مما سيكون له انعكاسات على روابط وتماسك الاتحاد، ومن جهة أخرى هناك انقسامات بين دول الشمال، ودول الجنوب، فقد رفضت دول الشمال كألمانيا، وهولندا، طلب الاستعانة الجماعية الذي تقدمت به كل من إيطاليا، وإسبانيا، بدعم من فرنسا، وبلجيكا، وغيرها من دول الجنوب، هذه التفاعلات جعلت الخبراء والباحثين يرجحون فرضية تفكك الاتحاد مستقبلا، خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية المتوقعة بعد هذا الوباء العالمي.[41]

أوضح وزير الخارجية الإيطالي السابق فرانكو فراتاني الخطأ الذي وقعت فيه معظم الدول الأوروبية في التعامل مع فيروس كورونا، حيث أكد أن الكثير من قادة الدول الأوروبية أساؤوا في البداية تقدير خطورة انتشار الفيروس، وإن إيطاليا بعد اكتشاف حجم تفشي الوباء، قامت بإغلاق حدودها، بينما رفضت فرنسا اتباع نفس الإجراء، فيما اعتبرت إسبانيا أن الأمر “مشكلة إيطالية” وسمحت بالاحتفال بعيد المرأة في العاصمة مدريد في 8 مارس/آذار.

وأضاف الوزير أن العديد من الدول الأوروبية لم تتعلم من الدرس الإيطالي، ولم تكن متحدة، ليصل الفيروس إلى رئيس الوزراء البريطاني الذي دفع بنفسه الضريبة إثر إصابته به، وذلك بعد أن أنكر في بداية الأزمة وجود أي خطر يهدد المملكة المتحدة، وترك الحياة اليومية تسير دون أي تغيير أو إجراءات وقائية خاصة.[42]

من جانبه، أكد وزير الثقافة التونسي السابق المهدي المبروك أن أزمة كورونا أعادت رسم الحدود الوطنية داخل أوروبا، مما خذل بعض الدول الأعضاء مثل إيطاليا وإسبانيا، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي لم يتصرف باعتباره جماعة ووحدة إقليمية، وإنما ترك هامشا واسعا للمبادرات الوطنية التي شكلت حماية “قاسية” لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الجارة.

ونبه أيضا إلى أن فيروس كورونا كان أسرع من التحرك الأوروبي لتدارك الأخطاء الذي جاء متأخرا، وأن “الجراح الرمزية” ستظل تلاحق هذه الوحدة خلال السنوات القادمة، متوقعا حصول تغيرات جيوسياسية في المنطقة ذات علاقة بالدروس المستخلصة من أزمة الجائحة.[43]

أما بخصوص إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية عن خطة “المئة مليار يورو” لمساعدة دول الاتحاد، اعتبر فراتاني أن رد رئيس الوزراء الإيطالي على المبادرة “غير كافية” صحيح، لأنها خطوة أولى تحتاج لدعمها، وأشار إلى أن فيروس كورونا بصدد تدمير العولمة التي تم تأسيسها قبل سنوات، وأن أوروبا تنادي الآن من أجل صحوة حقيقية لمواجهة مشتركة للمخاطر المحدقة.

وعبر فراتاني عن قناعته بأن الأوروبيين لم يتعلموا من دورس سابقة كترك إيطاليا، والبرتغال، وإسبانيا، تواجه أزمة الهجرة غير النظامية وحيدة، مشددا على ضرورة عمل القادة الأوروبيين على ترجمة نداءاتهم إلى أفعال، وتحويل الإعلانات إلى مشاريع ملموسة، محذرا من تغير كبير للاتحاد الأوروبي بعد أزمة كورونا أمام “موجة الأنانية والقومية” التي عرفتها عدة دول أعضاء، ووصلت إلى ممارسة غير مسبوقة مثل إعاقة وصول المساعدات إلى دول جارة[44].

بلا شك، إنّ المتغيرات الأخيرة في “الاتّحاد الأوروبي”، وطريقة التعاطي “الفردي” بدلاً من “العمل الجماعي”، في مواجهة فيروس كورونا، أفقد “التكتّل الأوروبي” جاذبيته، وبالتالي فهو يخلق مرحلة جديدة وقناعات جديدة، تميل إلى “التفكّك” بدلا من “التشبث” بهذا النموذج غير القادر على إدارة الأزمات، والتعاطي معها، بالعمل الجماعي، وبالتالي سيفرض هذا التفكّك على بعض الدول السير في الطريق البريطاني، وخاصة تلك التي ترى أنّها “خذلت” أوروبيّاً، كإيطاليا، ما يعني أنّ “المشروع الأوروبي بات في أيامه الأخيرة”[45].

وفي تصريح نادر، كسر جاك ديلور(jacques Delors)، رئيس المفوضية الأوروبية السابق الذي ساعد في بناء الاتحاد الأوروبي الحديث صمته، للتحذير من أن عدم التضامن يشكل “خطراً قاتلاً على الاتحاد الأوروبي”.

وفي نفس السياق، قال إنريكو ليتا، رئيس وزراء إيطاليا السابق، إن الاتحاد الأوروبي يواجه “خطراً مميتاً” جراء الوباء العالمي، ثم عبر على “إن الروح الجماعية لأوروبا أضعف اليوم مما كانت عليه قبل عشر سنوات”، مضيفاً أن أكبر خطر على الاتحاد الأوروبي هو “فيروس ترامب”، حسب تعبيره.

وقد حذر أيضا من أنه إذا اتخذ الجميع استراتيجية “إيطاليا أولاً” أو “بلجيكا أولاً” أو “ألمانيا أولاً”، “فسنغوص جميعاً تماما[46].

وتشير ماري دي سوم رئيسة برنامج الهجرة في مركز السياسة الأوروبية، وهو مركز أبحاث مقره بروكسيل، الى أن “نظام شنغن في حالة سيئة للغاية ومثيرة للمشاكل”، وأن استعادته لكامل وظائفة يتوقف على ” تغيير قواعد اللجوء والهجرة داخل دول الكتلة”[47].

وبالتالي فإن تأثيرات تفكّك الاتّحاد الأوروبي، وفشل المشروع الأوروبي في الحفاظ على جاذبيته، وهو الذي كان مثالاً ونموذجاً، سيكون له انعكاسات على تكتلات أخرى، وسوف تدفع بعض الدول الى أن تتحاشى في الدخول في تكتلات جديدة بعدما شاهدت عدم فاعليته في إدارة الأزمات.[48]

  ثانيا: جهود الاتحاد الإفريقي

في مقابل تفكك الاتحاد الأوروبي في مواجهة انتشار فيروس كورونا، عمل الاتحاد الإفريقي على إرساء استراتيجية واضحة تستهدف ملاحقة الفيروس واحتواء انتشاره، وتخفيف آثاره الاجتماعية والاقتصادية؛ من خلال التضامن والتنسيق بين الدول الإفريقية إلى جانب التعاون مع القطاع الخاص، والمؤسسات العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية؛ من أجل دعم الدول الإفريقية في تعاطيها مع الفيروس، وتقديم الخبرة والدعم الفني اللازم،

   وفي ضوء سعي الاتحاد الإفريقي نحو تحقيق مبادئ التضامن، وحماية الدول الإفريقية جرَّاء انتشار فيروس كورونا؛ اتجه إلى تعبئة القطاعات الصحية المختلفة بالدول الإفريقية، إلى جانب التنسيق مع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها(CDC)، وفرق العمل المعنية بفيروس نقص المناعة البشرية في إفريقيا (AFTCOR)، للحصول على الخبرات اللازمة للتعامل مع الفيروس؛ وذلك من خلال مبادرة [49]PACT:  

   وفي ضوء ما سبَّبه انتشار فيروس كورونا من آثار سلبية على جميع القطاعات الاقتصادية في العالم، والتي طالت الاقتصادات الإفريقية على مختلف مجالاتها، ومحاولةً لتدارك الآثار السلبية التي خلفها فيروس كورونا على الاقتصاد الإفريقي، تضافرت جهود وزراء المالية الأفارقة في احتواء الأزمة، وتخفيف الآثار الاقتصادية والاجتماعية من خلال عدة مبادرات على سبيل المثال:

  • إنشاء صندوق الاستجابة الإفريقي؛ بهدف تعبئة الموارد اللازمة لمواجهة تحدي فيروس كورونا، وتقديم الدعم الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات الأكثر احتياجًا، والقدرة على تغطية الاحتياجات الطبية المطلوبة، وتعزيز قدرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا لدعم الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العامة في جميع أنحاء القارة، وخصص الاتحاد الإفريقي 25 مليون دولار من ميزانيته الخاصة لدعم الصندوق.[50]

لكن الاصح، يكمن في عدم قدرة الاتحاد الافريقي على تدبير الازمة بالشكل الصحيح، مما سيؤثر على مجموعة من الدول الافريقية الفقيرة، ناهيك عن ضعف المنح والدعم المخصص للدول الافريقية من قبل الدول المانحة، والمؤسسات العالمية، ما سيترتب عنه نقص في المواد الأساسية ومواد التطبيب لمعالجة الإصابات الهائلة المصابة بفيروس كورونا المستجد.

ثالثا-دور مجموعة البريكس والأسيان في مواجهة كورونا

مع انتشار وباء كورونا بالصين، سارع بنك التنمية الجديد التابع للتكتل الاقتصادي المعروف باسم البريكس والذي يضم كلا من البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا (بحيث تشترك هذه الدول في تطبيق الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية، والنمو الاقتصادي الفردي الذي تحقق على مدى العقد الماضي واستراتيجيات التنمية التي جاءت كخيارات معبرة عن كيفية الاندماج في الاقتصاد العالمي)[51]، إلى منح قرض للصين بقيمة 7 مليار يوان في إطار برنامج بنك التنمية الجديد للمساعدة الطارئة في مكافحة كورونا.[52]

وفي هذا السياق، لن يكون التزام بنك التنمية الوطني فقط بمساعدة الصين من خلال برنامج المساعدة لتعزيز التنمية المستدامة للبلدان الأعضاء فيه، ولكن الأهم توفر الدعم الطارئ الذي يحتاجه البلد العضو الذي يواجه تحديات اقتصادية خطيرة ومعاناة إنسانية.

وفي نفس السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن البلدان الأعضاء في تجمع بريكس مطالبة اليوم بتقديم جملة من المبادرات في مواجهة العواقب التي يخلفها انتشار وباء كورونا موضحا أن روسيا ستقدم جملة مبادرات بما فيها المجال الاجتماعي والاقتصادي، ولفت لافروف إلى أن المهمة الرئيسة الماثلة أمام بلدان المجموعة هي التصدي لجائحة كورونا، ومن ثم صياغة الإجابة عن التحديات العامة المعاصرة، كالدفاع عن مبدأ تعدد الأطراف، والاعتماد على القانون الدولي، وعبر من خلاله على “إن صوت التضامن لبلدان بريكس مطلوب اليوم حسب قناعتنا أكثر من أي وقت مضى في دعم النظام العالمي متعدد الأقطاب الذي يتشكل اليوم بصورة ديمقراطية، والمبني أساسا على الاحترام القانوني لمصالح كل البلدان، واحترام جميع قواعد ومبادئ ميثاق منظمة الأمم المتحدة “[53].

في حين ناد “قنغ شوانغ” المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في بيان صحفي إلكتروني، إن الصين تقدر بشدة، البيان الذي أصدرته رئاسة بريكس لدعم الصين في حربها ضد فيروس كورونا الجديد، ووصف قنغ الدول الأخرى الأعضاء بمجموعة بريكس، بأنهم شركاء مهمون بالنسبة للصين، قائلا إن هذا البيان نقل رسائل إيجابية وبناءة، وأعرب عن دعمه لجهود الصين، وحث على تعاون دولي أعظم في حماية أمن الصحة العامة، وأضاف أن “هذا يثبت روح بريكس في مساعدة بعضنا البعض في أوقات الأزمات، ويجسد أيضا الدعم الذي حصلت عليه الصين من المجتمع الدولي.[54]”

بعيدا عن نموذج التعاون المالي الخاص بمجموعة البريكس، تم تطوير التعاون فيما يخص تبادل المعلومات داخل التكتل الاقتصادي الآسيان أو المنظمة الحكومية الدولية الإقليمية التي تضم عشرة بلدان في جنوب شرق آسيا.

فمنذ أن تبادل مسؤولو الصحة من الصين المعلومات الأولى عن المرض، كانت شبكة مركز عمليات الطوارئ التابعة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا لحالات الطوارئ الصحية العامة بقيادة ماليزيا، وبدعم من أمانة رابطة أمم جنوب شرق آسيا، تتبادل تحديثات الحالة اليومية، كما أنها توفر معلومات حول تدابير الوقاية، والكشف، والاستجابة لكبار المسؤولين في الآسيان، من أجل التنمية الصحية في الآسيان، والصين، واليابان، وكوريا، ويضاف إلى ذلك تبادل المعلومات في الوقت الحقيقي للتدريب على الوبائيات، من خلال تبادل الرسائل الفورية عبر الهاتف المحمول داخل الشبكة التي تتكون من مسؤولي الوقاية من الأمراض ومكافحتها في الدول الأعضاء.[55]

كما تبادلت الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا، إجراءات الاستعداد، والاستجابة للمختبرات، من خلال الشبكة الإقليمية لمختبرات الصحة العامة بقيادة تايلاند، كما استفادت إجراءات الاتصال الوطنية الحالية بشأن المخاطر لنشر التدابير الوقائية والسيطرة، بما في ذلك مكافحة الأخبار والمعلومات الكاذبة التي يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي، من برامج التأهب وبناء القدرات لمركز تقييم المخاطر واتصالات المخاطر في الآسيان.

من خلال نموذجي البريكس والآسيان، يتبين لنا أن الإرادة السياسية للتضامن موجودة بين الدول الأعضاء في محاولة إيجاد حلول لأزمة انتشار فيروس كورونا بهذه الدول، غير أن الجانب الاقتصادي لا يزال مسيطرا على الجانب الإنساني، حيث أن الدعم بخصوص دول البريكس كان عبارة عن قرض فقط، في غياب للمساعدات الطبية. نفس الأمر بالنسبة للآسيان التي ركز قادتها في بيان رسمي على تكثيف الجهود من أجل إنقاذ الاقتصاد، حيث لم يتم إغلاق شامل للحدود بين الدول الأعضاء، وقد حال ذلك دون إعطاء الأولوية للجانب الإنساني، حيث قد ثبت بأن التنقل بين الدول من أهم أسباب تفشي الوباء بالعالم، وقد اكتفى التعاون إذن بين دول الآسيان بتبادل المعلومات، بل وقد قدمت حكومة الولايات المتحدة حوالي 18.3 مليون دولار في حالات الطوارئ الصحية، والمساعدات الإنسانية للدول الأعضاء في الآسيان، مما يدل على ان دور المنظمة لا زال محدودا في كيفية إدارة الأزمات ماديا واقتصاديا.[56]

  على سبيل الختم، أبان العالم خلال جائحة كورونا عن عدة تباينات، وإختلافات، من حيث تدبير الجائحة، حيث ظلت الدول، والتكتلات عاجزة عن فهم انتشار الوباء أولا، وكيفية وضع استراتيجية ناجحة على غرار بعض الدول، كالصين نموذج، بالإضافة الى غياب آليات التعاون الدولي، والتضامن الإنساني، مما شكل من اتساع الهوة بين مجموعة من التكتلات، أبرزها الاتحاد الأوربي الذي أبان من خلال بعض أعضائه، كإيطاليا من سخطها العارم، وإنعزاليتها في مواجهة الوباء، مما أطاح بعديد الإصابات والوفيات جراء الانتشار السريع للوباء، الذي دعا الى إزالة علم الاتحاد الأوربي كتعبير عن غياب أي دعم او تضامن من هذا الأخير، بالرغم من الاستفاقة المتأخرة. لكن رغم ذلك اختلفت بعض الدول داخل الاتحاد الأوربي في وضع استراتيجية لمواجهة الازمة، كل هذه الأمور ساهمت بل عجلت في إزالة علم الاتحاد الأوربي داخل إيطاليا، ورفع العلم الصيني كعربون على تضامنها، وربط علاقات قوية مستقبلا، على عكس تخلي سياسة “أمريكا أولا” عن الحلفاء القدماء، كالاتحاد الأوربي مما قد يشكل ضربة لأمريكا ودعم للتنين الصيني الصاعد بشكل تابث ومتزن.

خلصت الدراسة الى مجموعة استنتاجات، فعلى سبيل الذكر:

  • أبان العالم على وحشيته وأنانيته في التعامل من الجائحة.
  • غياب آليات التعاون الدولي المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
  • تصرف الصين بشكل ذكي مما أثار حفيظة الولايات المتحدة الامريكية.
  • تشكيل علاقات صينية أوروبية بشكل اقوى مستقبلا.
  • بروز دول قادرة على التعامل مع الجائحة بشكل إيجابي دون دول أخرى.

ومن هنا يمكن أن نطرح سؤال لفتح دراسات مستقبلية: كيف سيصبح العالم بعد هذه الجائحة؟ وهل سيستمر نظام الأحادية القطبية تحت زعامة الولايات المتحدة الامريكية أم أن موازين القوى ستعرف تغيرا لصالح الصين؟ وأين هي أدوار الأمم المتحدة؟ وهل بالفعل حان الوقت لوضع إصلاحات شاملة للقيام بعملها المنوط لمواجهة الأزمات المستقبلية؟

لائحة المراجع المعتمدة:

الكتب

– باسكال ريغو، البريكس: القوى الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، مؤسسة الفكر العربي، لبنان، الطبعة الأولى، 2015.

– غيوم ديغان، عالم أوحد: تطور التعاون الدولي، مؤسسة الفكر العربي، لبنان، الطبعة الأولى 2016.

– سعيد الصديقي، أي تأثير لوباء “كوفيد 19” على السياسات الدولية؟ مقال ضمن كتاب جماعي، عالم ما بعد الجائحة “قراءات في تحولات الفرد والمجتمع والأمة والعلاقات الدولية”، منشورات جمعية النبراس للثقافة والتنمية فاس، الطبعة الأولى، ماي 2020،.على الموقع الالكتروني،

https://drive.google.com/file/d/1q6XJ6DvYQ2ICIHAGjSP7Kk50aXUZ8ip_/view?fbclid=IwAR3mnhzqhllnHArMXcRVv0QiNL92LBUfL4iSTgznhhODEtINq6kOMfUD4J

_المقالات الالكترونية

– ادريس الكريني، الزعامة الامريكية وضغط الازمات، مقال منشور على الموقع الالكتروني http://www.alkhaleej.ae

– ادغار موران، حول جائحة الكورونا والعزل الصحي والعلم والعولمة ومستقبل الإنسانية، على الموقع الالكتروني، https://couua.com

 المصطفى بوكرين، كورونا ومسار تحولات النظام الدولي، مقال منشور على الموقع الالكتروني بناصا               https://banassa.com

– بتول سليمان، كوبا المحاصرة… شريكة إيطاليا والعالم في مكافحة كورونا، مقال منشور على الموقع الا لكتروني،https://al-akhbar.com/World/285732

 جاد مصطفى البستاني، محمد السيد، مستقبل النموذج الليبرالي في عالم ما بعد كورونا، دراسة بحثية على موقع المركز الديمقراطي العربي  https://democraticac.de

 خالد الزعتر، فيروس كورونا..وفشل التكتلات، دراسة على الموقع الالكتروني  https://thelevantnews.com

 سعيد الصديقي، العالم ما بعد كورونا: تعاون دولي أكثر والدولة الوطنية تستعيد مجدها، مقال منشور على موقع بناصا، https://banassa.com

 سمر الخمليشي، رهانات التعاون الدولي في ظل أزمة كورونا، مقال على الموقع الالكتروني https://eipss-eg.org

 صبري الحو، اجتماع مجلس الامن فرصة للتضامن الدولي لمواجهة انتشار كورونا؟ او بداية زعامة الصين للعالم؟ مقال منشور على موقع بناصا  https://banassa.com

 ضحى مهند علي، الكورونا بين الاتهامات الامريكية- الصينية والواقع، دراسة بحثية على موقع المركز الديمقراطي العربي،  https://democraticac.de

– عادل نجدي، “دبلوماسية الكمامات” في خدمة اهداف المغرب الافريقية، مقال على الموقع العربي الجديد، https://www.alaraby.co.uk

 عبد الله بوصوف، هل تغير كورونا خارطة العلاقات الدولية  مستقبلا، مقال منشور على موقع لبلاد http://lblad.com

– علاء الدين بونجار، المملكة المغربية توفر الكمامات الطبية لأوروبا، مقال على موقع مونت كارلو الدولية،https://www.mc-doualiya.com

 علي الادريسي، المنظمات والاتفاقيات الدولية بشعار ” أمريكا أولا” على الموقع الالكتروني، بناصا https://banassa.com

 علي عبد الخضر محمد المعموري، عالم ما بعد الكورونا..الحاجة الى قيادة جديدة، دراسة بحثية على موقع المركز الديمقراطي العربي  https://democraticac.de

 فؤاد جدو، حرب الكمامات الطبية.. الوجه الجديد للقرصنة، مقال منشور على الموقع الالكتروني، https://www.sasapost.com

 لافروف، دول بريكس مطالبة بمبادرات لمواجهة عواقب وباء كورونا، مقال على الموقع الالكتروني https://www.sana.sy/?p=1142734

– محمد الشرقاوي، الاستشراف الجيوستراتيجي النقدي عقب الجائحة: قراءة الطالع لعالم 2070 بكرة كورونا البلورية، مقالة على الموقع الالكتروني،           https://staticalayam24.mcdn.ma

 محمد وراشي، الأمم المتحدة بين الفعالية والاكراه، “الحماية الإنسانية نموذج”، مقال ضمن مجلة القانون الدولي للدراسات البحثية، العدد الثالث، اذار-مارس، 2020، منشور على موقع المركز الديمقراطي العربي،https://democraticac.de

– نعوم تشومسكي، ما بعد كورونا أخطر من الوضع الراهن، مقال منشور على الموقع الالكتروني

https://www.independentarabia.com

زينب مصطفى رويحة، استجابة محدودة: دور الاتحاد الافريقي في ظل أزمة كورونا، دراسة على

الموقع الالكتروني، الصحراوي  https://www.saharawi.net

عبد الفتاح البلعمشي، كوفيد 19 وأزمة منظومة التعاون الدولي… ما البديل امام دول الجنوب؟، مقال منشور على موقع بناصا  https://banassa.com

هالة الحفناوي، سيكولوجية الأوبئة: ماذا يحدث للمجتمعات عند تعرضها لوباء مفاجئ، مقال منشور على موقع المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة،https://futureuae.com

_المواقع الرسمية

– أنطونيو غوتيريش، اليوم الدولي لتعددية الأطراف، والدبلوماسية من اجل السلام، 24 نيسان، ابريل 2020، على الموقع الرسمي للأمم المتحدة  https://www.un.org

– عمر هلال، جلالة الملك كان سباقا الى الدعوة لعالم متضامن قبل جائحة كوفيد-19، مقال على موقع وكالة المغرب العربي للأنباء،http ://www.mapexpress.ma

_المراجع الأجنبية

Dominique Vervoort, Xiya Ma, Jessica G Y Luc ” COVID-19 Pandemic: A Time for Collaboration and A Unified Global Health Front ” , Oxford University Press in association with the International Society for Quality in Health Care, mzaa065,27 June 2020 .

– “European solidarity in action” مقال منشور على الموقع الرسمي للاتحاد الأوربي

https://www.consilium.europa.eu/en/policies/coronavirus/european-solidarity-in-action/?fbclid=IwAR0Lyo7C3pgtUDYdvS100ttfGZaRtiuV93MCoI-yHN3cSpoudDjYlV5Q6Os

[1] – طالب باحث في سلك الدكتوراه، تخصص الدراسات السياسية والقانون العام، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله-فاس.

[2]-هالة الحفناوي، سيكولوجية الأوبئة: ماذا يحدث للمجتمعات عند تعرضها لوباء مفاجئ، مقال منشور على موقع المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، تاريخ الزيارة 1.06.2020 على الساعة 17 مساءا.                                                       https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/5379?fbclid=IwAR1i4fS_-zBvv2MlI7H-6175g9CsQG10aBQgatXxfN4J_uMR-NzkHxyg9U4

[3] – محمد وراشي، الأمم المتحدة بين الفعالية والاكراه، “الحماية الإنسانية نموذج”، مقال ضمن مجلة القانون الدولي للدراسات البحثية، العدد الثالث، اذار- مارس، 2020، منشور على موقع المركز الديمقراطي العربي، https://democraticac.de/?p=65746&fbclid=IwAR2UjEHLEUWtSMzQFWHwHQIt4axSEg0R_AQSO2NKQ80k227Btl8WfNXBVF4، تاريخ الزيارة يوم 2.06.2020 على الساعة 9 صباحا.

[4]-هالة الحفناوي، مرجع سابق.

[5] – ادغار موران، حول جائحة الكورونا والعزل الصحي والعلم والعولمة ومستقبل الإنسانية، على الموقع الالكتروني، https://couua.com/2020/04/26/%d8%a5%d8%af%d8%ba%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84/?fbclid=IwAR0zzmdIWFgnsjEgazQFgtrNPOVQS_sCdqDsa0Hqlpx8eYf-a35ZGyOiBJI تاريخ الزيارة: يوم 15.6.2020 على الساعة 14.30 مساءا.

[6] – عبد الفتاح البلعمشي، كوفيد 19 وأزمة منظومة التعاون الدولي… ما البديل امام دول الجنوب؟، مقال منشور على موقع بناصا https://banassa.com/orbites/20729.html?fbclid=IwAR0BZiKgd8r5scJErvL9nM2kmplicPgP_LuQWbMBQXL74z7fy_iS_5M_ayA تاريخ الزيارة يوم 2.6.2020، على الساعة 15 مساءا.

[7]  أنطونيو غوتيريش، اليوم الدولي لتعددية الأطراف، والدبلوماسية من اجل السلام، 24 نيسان. ابريل 2020، على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، https://www.un.org/ar/observances/Multilateralism-for-Peace-day#:~:text=%D9%81%D8%B6%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%81%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9,12%20%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%2F%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1%202018. تاريخ الزيارة يوم 3.6.2020 على الساعة 10.

[8]  عبد الفتاح البلعمشي، مرجع سابق.

 [9]- سعيد الصديقي، العالم ما بعد كورونا: تعاون دولي أكثر والدولة الوطنية تستعيد مجدها، مقال منشور على موقع بناصا، https://banassa.com/home/13660.html?fbclid=IwAR2vFN2B632YlpLv9wMLeK0TtLHfZCIfe9tpStQmdsm3ZSUJDeF5mhvyu70 تاريخ الزيارة يوم 4.6.2020 على الساعة 17.

[10] -غيوم ديغان، عالم أوحد: تطور التعاون الدولي، مؤسسة الفكر العربي، لبنان، الطبعة الأولى 2016 ، الصفحة 39.

[11] – نعوم تشومسكي، ما بعد كورونا اخطر من الوضع الراهن، مقال منشور على موقع

https://www.independentarabia.com/node/111151/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85-%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86?fbclid=IwAR0JNIAR3zogXpEwKLKMr2-OYwzGR-bZ4assZQJk_6c4-6uRHgzf2jHqFYE#.XpWkgbJpaCE.facebook تاريخ الزيارة يوم 4.06.2020 على الساعة 21.00 مساءا.

[12]  – ضحى مهند علي، الكورونا بين الاتهامات الامريكية- الصينية والواقع، دراسة بحثية على موقع المركز الديمقراطي العربي، https://democraticac.de/?p=65453&fbclid=IwAR2Df6qRn4e9bdWJBdTQqEdXOT1wnuLayciz7sOf-IuxhXvc58UWLopnSPc تاريخ الزيارة: يوم 5.06.2020 على الساعة 12 ظهرا.

[13] – علي عبد الخضر محمد المعموري، عالم ما بعد الكورونا..الحاجة الى قيادة جديدة، دراسة بحثية على موقع المركز الديمقراطي العربي https://democraticac.de/?p=65975&fbclid=IwAR1OyNWGaksfFR3JuRWs9blqVw_U5YJG9wE9zJLvPiy36SAhnRc1K3LRaZU تاريخ الزيارة يوم 5.06.2020 على الساعة 15 زوالا.

[14]–  جاد مصطفى البستاني، محمد السيد، مستقبل النموذج الليبرالي في عالم ما بعد كورونا، دراسة بحثية على موقع المركز الديمقراطي العربي، https://democraticac.de/?p=66230&fbclid=IwAR0vmPk-T1iw4YNPq817r2tk_NX58PmXc43ouMoIUONiW9oGjoSeY5BTL5o تاريخ الزيارة: يوم 5.06.2020 على الساعة 20 مساءا.

[15] – المصطفى بوكرين، كورونا ومسار تحولات النظام الدولي، مقال منشور على موقع بناصا https://banassa.com/opinions/18428.html?fbclid=IwAR3tDKeBo-s_vO3ghsyCRpA5DvKK4krTb5rS6O0xY7lxps61tGsoyNPkYwc تاريخ الزيارة يوم 6.06.2020 على الساعة 10 صباحا.

[16] – عبد الله بوصوف، هل تغير كورونا خارطة العلاقات الدولية مستقبلا، مقال منشور على موقع لبلاد http://lblad.com/%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%81-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84/?fbclid=IwAR0BZiKgd8r5scJErvL9nM2kmplicPgP_LuQWbMBQXL74z7fy_iS_5M_ayA  تاريخ الزيارة، 6.06.2020  على الساعة 16.00 زوالا.

[17] – صبري الحو، اجتماع مجلس الامن فرصة للتضامن الدولي لمواجهة انتشار كورونا؟ او بداية زعامة الصين للعالم؟ مقال منشور على موقع بناصا https://banassa.com/orbites/17659.html?fbclid=IwAR2DkJpHLMhz7ZabSpXdHLTlVAxBiStAHyDD2QlgnM6qfKN4lLi5kVq1SVA ، تاريخ الزيارة 7.06.2020 على الساعة 11.00 صباحا.

[18] – بتول سليمان، كوبا المحاصرة… شريكة إيطاليا والعالم في مكافحة كورونا، مقال منشور على https://al-akhbar.com/World/285732 تاريخ الزيارة: يوم 07.6.2020 على الساعة 18.00 مساءا.

[19] – نعوم تشومسكي، ما بعد كورونا اخطر من الوضع الراهن، مقال منشور على موقع

https://www.independentarabia.com/node/111151/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85-%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86?fbclid=IwAR0JNIAR3zogXpEwKLKMr2-OYwzGR-bZ4assZQJk_6c4-6uRHgzf2jHqFYE#.XpWkgbJpaCE.facebook تاريخ الزيارة يوم 7.06.2020 على الساعة 21.00 مساءا.

[20] – بتول سليمان، كوبا المحاصرة… شريكة إيطاليا والعالم في مكافحة كورونا، مقال منشور على https://al-akhbar.com/World/285732 تاريخ الزيارة: يوم 8.06.2020 على الساعة 13.00 ظهرا.

[21] – مقال على موقع الجزيرة https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/4/5/%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%83%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF تاريخ الزيارة: يوم 08.06.2020 على الساعة 19.00 مساءا.

[22] – نعوم تشومسكي، ما بعد كورونا أخطر من الوضع الراهن، مرجع سابق.

[23] – ادريس الكريني، الزعامة الامريكية وضغط الازمات، مقال منشور على http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/A5DED717-E7FC-41B4-947A-F5583E5A6AFD  تاريخ الزيارة يوم 8.06.2020 على الساعة 23.00 مساءا.

[24] – نفس المرجع السابق.

[25] – علي الادريسي، المنظمات والاتفاقيات الدولية بشعار ” أمريكا أولا” على الموقع بناصا https://banassa.com/orbites/20309.html?fbclid=IwAR3OtyCoz9apLNcbD9RtCRtwo1YCEN8EN7gE8– sMX0de8c0Z7vTHbmPMXw تاريخ الزيارة 09.06.2020 على الساعة 22.00 مساءا.

[26] – نفس المرجع السابق.

[27] – إدغار موران، حول جائحة الكورونا  والعزل الصحي والعلم والعولمة ومستقبل الإنسانية، مقال منشور على الموقع https://couua.com/2020/04/26/%d8%a5%d8%af%d8%ba%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%84/?fbclid=IwAR0zzmdIWFgnsjEgazQFgtrNPOVQS_sCdqDsa0Hqlpx8eYf-a35ZGyOiBJI  تاريخ الزيارة: يوم 10.06.2020 على الساعة 11.30 صباحا.

[28] – فؤاد جدو، حرب الكمامات الطبية.. الوجه الجديد للقرصنة، مقال منشور على موقع https://www.sasapost.com/opinion/war-of-medical-gags/?fbclid=IwAR3piWQPEB9rP_NmhLJeoPjEWHpdPfE21IJkqiOpWzPErpIk7to_9u7vMw8 تاريخ الزيارة: يوم 11.06.2020 على الساعة 16.38 مساءا.

[29] – نفس المرجع السابق,

[30] -عمر هلال، جلالة الملك كان سباقا الى الدعوة لعالم متضامن قبل جائحة كوفيد-19، مقال على موقع وكالة المغرب العربي للأنباء، http://www.mapexpress.ma/ar/actualite/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/?fbclid=IwAR0XPBmhF2izQIaEdt_Wlok6AUOqxudVdC-1HNPAvqciFJtAABvg-4Wvwis تاريخ الزيارة: يوم 11.06.2020 على الساعة 22.45 مساءا.

[31]– نفس المرجع السابق.

[32] – الان بولماك، مقال على الموقع الالكتروني عبر،  https://aabbir.com/10-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%AC%D9%87%D8%B2%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B3-%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%B9/ تاريخ الزيارة: يوم  11.06.2020 على الساعة 00.00 .

[33] -علاء الدين بونجار، المملكة المغربية توفر الكمامات الطبية لأوروبا، مقال على موقع مونت كارلو الدولية، https://www.mc-doualiya.com/articles/20200502-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D9%81%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7 تاريخ الزيارة: يوم 12.06.2020 على الساعة 10.45 صباحا.

[34] – عادل نجدي، “دبلوماسية الكمامات” في خدمة اهداف المغرب الافريقية، مقال على الموقع العربي الجديد، https://www.alaraby.co.uk/politics/2020/6/21/%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9 تاريخ الزيارة: يوم 12.06.2020 على الساعة 15.45 مساءا.

[35] – نفس المرجع السابق.

[36]-سعيد الصديقي، أي تأثير لوباء “كوفيد 19” على السياسات الدولية؟ مقال ضمن كتاب جماعي، عالم ما بعد الجائحة “قراءات في تحولات الفرد والمجتمع والأمة والعلاقات الدولية”، الطبعة الأولى، ماي 2020، الصفحة 273-274.

[37] – Dominique Vervoort, Xiya Ma, Jessica G Y Luc ” COVID-19 Pandemic: A Time for Collaboration and A Unified Global Health Front ” , Oxford University Press in association with the International Society for Quality in Health Care, mzaa065,27 June 2020 . على الموقع الالكتروني، https://academic.oup.com/intqhc/article/doi/10.1093/intqhc/mzaa065/5863924?searchresult=1&fbclid=IwAR2fGwbQd1G_xK0ICW0EK0jhOhq4nyhN30y7HtPbSeOWKskjxtw8d-vsQv4

[38] -فؤاد جدو، حرب الكمامات الطبية.. الوجه الجديد للقرصنة، على موقع ساسة بوست، https://www.sasapost.com/opinion/war-of-medical-gags/?fbclid=IwAR3piWQPEB9rP_NmhLJeoPjEWHpdPfE21IJkqiOpWzPErpIk7to_9u7vMw8  تاريخ الزيارة: يوم 13.06.2020 على الساعة 11.45 صباحا.

[39] – European solidarity in action، منشور على الموقع الرسمي للاتحاد الأوربي،

https://www.consilium.europa.eu/en/policies/coronavirus/european-solidarity-in-action/?fbclid=IwAR0Lyo7C3pgtUDYdvS100ttfGZaRtiuV93MCoI-yHN3cSpoudDjYlV5Q6Os ، تاريخ الزيارة: يوم 29.06.2020 على الساعة 17.00.

[40] – فؤاد جدو، مرجع سابق.

[41] – سمر الخمليشي، رهانات التعاون الدولي في ظل أزمة كورونا، مقال على الموقع الالكتروني https://eipss-eg.org/%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7/ تاريخ الزيارة: يوم 12.06.2020 على الساعة 23.45مساءا.

[42] -“برنامج للقصة بقية” على الموقع الالكتروني الجزيرة https://www.aljazeera.net/programs/rest-of-the-story/2020/4/7/%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9 تاريخ الزيارة: يوم 13.06.2020 على الساعة 10.45 صباحا.

[43] – نفس المرجع السابق.

[44] – نفس المرجع السابق.

[45] -خالد الزعتر، فيروس كورونا..وفشل التكتلات، دراسة على الموقع الالكتروني  https://thelevantnews.com/2020/05/%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%AA/

[46] – تحليلات، شماليون أغنياء وجنوبيون مسرفون.. كورونا كشف انقساما أوربيا عمره 2000 عام، فهل ينهار الاتحاد الأوربي بسببه؟ على الموقع الالكتروني، عربي بوست، https://arabicpost.me/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%AD%D8%A9/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/2020/04/02/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7/?utm_medium=advert&utm_source=Facebook.com&utm_campaign=dp&utm_term=hk&utm_content=link&fbclid=IwAR2Q7P_WYlmQsYHdzeiQbltdbuuTrgN0ZOb0J7Sm9dkAupgBSwfeqspicSE تاريخ الزيارة: يوم 13.06.2020 على الساعة 13.45 مساءا.

[47] – محمد الشرقاوي، الاستشراف الجيوستراتيجي النقدي عقب الجائحة: قراءة الطالع لعالم 2070 بكرة كورونا البلورية، مقالة على الموقع https://staticalayam24.mcdn.ma/uploads/2020/06/alayam_904_VF.pdf?fbclid=IwAR2yntJmYpDYP5Tk17NKYR5rgGXa_j9htISE5wOBEq9gisKXMmstlwR1iIM تاريخ الزيارة: يوم 25.06.2020 على الساعة 23.55 مساءا.

[48] -خالد الزعتر، مرجع سابق.

[49] -إن مبادرة PACT ، التي ترتكز على الاستراتيجية القارية المشتركة للاتحاد الأفريقي بشأن COVID-19 التي أقرها وزراء الصحة الأفريقيون ومكتب رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي ، هي مبادرة للمساعدة في منع انتقال العدوى والوفيات وتقليل الضرر الاجتماعي والاقتصادي الناجم عن ذلك إلى COVID-19. وتسعى إلى تنفيذ إجراءات جيدة التنسيق وشراكات قوية لتعزيز فعالية الاستجابة عبر أفريقيا، على الموقع الالكتروني https://www.africa-newsroom.com/press/coronavirus-african-union-rolls-out-partnership-to-accelerate-covid19-testing?lang=ar تاريخ الزيارة: يوم 6-07-2020 على الساعة 22.10.

[50] -زينب مصطفى رويحة، استجابة محدودة: دور الاتحاد الافريقي في ظل أزمة كورونا (دراسة)، دراسة على الموقع الالكتروني، الصحراوي https://www.saharawi.net/?p=46340 تاريخ الزيارة: يوم 15.06.2020 على الساعة 11.40 صباحا.

[51] – باسكال ريغو، البريكس، القوى الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين، مؤسسة الفكر العربي، الطبعة الأولى، 2015، الصفحة 13-14.

[52] – سمر الخمليشي ، مرجع سابق.

[53] -لافروف، دول بريكس مطالبة بمبادرات لمواجهة عواقب وباء كورونا، مقال على الموقع الالكتروني https://www.sana.sy/?p=1142734 تاريخ الزيارة: يوم 17.6.2020 على الساعة 20.30 مساءا.

[54] -متحدث باسم الخارجية: الصين تقدر بيان بريكس الذي يدعم جهودها في مكافحة فيروس كورونا الجديد، بيان على الموقع الالكتروني http://arabic.people.com.cn/n3/2020/0213/c31664-9657275.html تاريخ الزيارة: يوم 16.06.2020 على الساعة 13.00 مساءا.

[55] – سمر الخمليشي، مرجع سابق.

[56] – سمر الخمليشي، مرجع سابق.

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button