دراسات عسكرية

مركبة “Avangard-أفانغارد” الأسرع من الصوت… والمنظومة الصاروخية الروسية الإستراتيجية

“أفانغارد” ومعناها في اللغة الروسية الطليعة وهو سلاح ثوري يعتبر فتحاً جديداً في عالم الأسلحة الأسرع من الصوت ظهر مؤخراً ضمن ترسانة القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية التي تشكل عنصرًا مهمًا في استراتيجية موسكو العسكرية الكثير من تفاصيله الدقيقة

لا تزال غير معروفة ولذلك تصفه وسائل الإعلام الأمريكية “بالكابوس النووي” , وشبهه الصينيون بـ”كابوس الغرب الطائر” ووصفوه بأنه “تحفة من روائع الجيش الروسي” وقيموه بأنه “أفضع من السلاح النووي”, كما وصفته وسائل الإعلام البريطانية بأنه نيزك لا يقهر وفو في اعتقادي مزيج من كل ذلك ويستحق أن يسمى هذا السلاح المثير للإعجاب بـ “سلاح العصر”.

نظرة عامة :

البداية كانت في عام 1985م عندما بدأ الأمر كرد فعل على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأمريكية (SDI) التي تعزز الدفاع الصاروخي الأمريكي المضاد للصواريخ الباليستية إلى جانب الصواريخ الهجومية ذات الرؤوس النووية المنتشرة على نطاق واسع لتعزيز القدرة القتالية الأمريكية عندها أنزعجت قيادة الاتحاد السوفيتي المتمثلة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي ومجلس وزراء الاتحاد السوفياتي من تلك المبادرة وأصدرت بدورها قرارًا يطلب من شركات الدفاع تقديم مقترحات بشأن الإجراءات المضادة استجابة لبرنامج SDI الأمريكي وكان هذا الأمر شرارة البدء في تصنيع منظومة جديدة بمواصفات خارقة لكل ما يعرف في علم المقذوفات

وكانت الولايات المتحدة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية قد وقعتا العام 1972م على معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية وفي نفس الوقت معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لكن الأولى لم تلتزم بها.

التصميم والبناء :

تولت جمعية البحث والإنتاج لبناء الآلات وهي الآن جزء من “شركة الصواريخ التكتيكية” في روسيا المشروع وعهد بالبرنامج الطموح إلى أحد أكبر مهندسيها السيد غربرت يفريموف مع فريق عمله للعمل على تصميم نظام صواريخ فرط صوتي فائق السرعة, وهكذا بدأت رحلة تصميمه وإنتاجه وكان ذلك منذ أكثر من 30 سنة وخلال تلك الفترة مر العمل بالعديد من الإخفاقات وواجه الفريق الكثير من المصاعب وخاصة التمويل ما أدى توقف إلى العمل وكان ذلك في وقت قريب من تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ثم تولت شركة NPO Mashinostroeniya لصناعات الدفاع الروسية العمل في المشروع في منتصف التسعينيات تحت اسمProject 4202  مع مشاركة العديد من مؤسسات صناعة السلاح الروسية في البرنامج

تواصل العمل ووصل لمرحلة الإختبارات سواء على الأرض أو اختبارات الطيران وذلك على مدى فترات من الزمن حتى أعلن في فبراير 2004 عن إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات UR-100N UTTH في موقع اختبار بايكونور حمل نوع من الأجهزة التي تحلق أسرع من الصوت والقادرة على المناورة أثناء الطيران وتوصل المحللون الأجانب إلى افتراض حول اختبار وحدة قتالية أطلق عليها 15 يو 70 يعتقد أنها مرتبطة ببرنامج الأسلحة الأسرع من الصوت.

لم يعرف العالم ما هو الجهاز الطائر الذي اختبر في 2004، ولكن الأحداث التالية شككت بأن هذه الاختبارات قد تكون في إطار مشروع  “4202”لكن سرعان ما تبددت تلك الشكوك حين أعلنت وسائل الإعلام الروسية في عام 2010 عن إجراء اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات بوحدة قتالية جديدة تماماً على الرغم من عدم وجود تفاصيل للخبر كالعادة.

في منتصف عام 2011 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نظام التسلح الجديد الذي سيدخل ضمن قوات الصواريخ الاستراتيجية ولأول مرة ذكر إسم “أفانغارد” ومنذ ذلك الحين أثيرت العديد من التساؤلات حول ماهية هذا النظام الجديد ؟

وفي أواخرعام 2011 أجري إختبار جديد للوحدة وحينها أرسل صاروخ يو إر-100إن أو تي تي خي من حقل التدريب بايكونور حمولة إلى حقل التدريب في كورا وتبلغ المسافة بينهما أكثر من 7 آلاف كلم وكان هدف الإطلاق الرسمي هو التحقق من المعدات القتالية الجديدة القادرة على التغلب على نظام الدفاع الصاروخي وفي سبتمبر 2013 تم إطلاق صاروخ أخر بنفس الأهداف.

في نهاية عام 2018 أجري الاختبار الثالث للوحدة “أفانغارد” وتم خلاله إطلاق صاروخ “SS-19 Stiletto” بحسب تعيين الناتو مزود بوحدة قتالية مجنحة ، وذلك من منطقة دومباروفسكي في مقاطعة أورينبورغ (جنوب وسط روسيا) باتجاه هدف يقع في شبه جزيرة كامتشاتكا على بعد حوالي 6 آلاف كيلومتر عن موقع الإطلاق وإصابته.

تبين لاحقاً ووفقا للمصادر المحلية ووسائل الإعلام الأجنبية بأنه كانت هناك ما يقرب من 14 رحلة إختبار تم الإبلاغ عنها لاختبار Avangard بين عامي 1990 و 2018م.

نجاح أفانغارد :

في ديسمبر 2018 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إجراء تجربة الإطلاق النهائية، وبنجاحها تم تأكيد الخصائص الفنية للسلاح الجديد وفي الأول من مارس من عام 2019 كشف الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة رسميًا عن معلومات حول عدة نماذج واعدة للأسلحة ومن بين هذه النماذج كان نظام “أفانغارد” وهكذا، فإن أحد أكثر المشاريع جرأة والأكثر طموحا خلال سنين العقود الماضية أعلن عن نجاحه وظهوره بإسمه الرسمي Авангард وتم اعتماد المنظومة في الخدمة وفي الوقت نفسه تم توقيع عقد الإنتاج التسلسلي لمنظومة أفغانارد.

ووفقًا لتصريح نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف ، طورت سرعة الرأس الحربي لتصل حوالي 27 ماخ لتبدأ بعدها التجارب العملية الإضافية التي تضمنت نظامًا قتاليًا تحت السيطرة المباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليكتمل النجاح للمنظومة الجديدة بإعلان الرئيس الروسي بوتين في الذكرى السنوية لصانع السلاح الروسي عن منح وسام القديس أندرو الرسول الأول بالسيوف إلى السيد غربرت يفريموف لتطويره نظام صواريخ Avangard الفرط صوتية.

أفانغارد الأسرع من الصوت :

نجح افانغارد في التحليق بسرعة بلغت سبعة وعشرين ضعف سرعة الصوت لأول مرة في العالم وتبين لاحقاً بأن إسم Avangard أفغانارد الذي أختلف العالم أختلف في ماهيته هو مركبة انزلاقية معززة تفوق سرعتها سرعة الصوت قادرة على حمل السلاح النووي قيد التطوير من قبل الاتحاد الروسي وهي واحدة من ستة أسلحة من “الجيل التالي” وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال خطاب ألقاه في مارس 2018.

وهناك من يصنفها كنظام صاروخ كروز مجنح متطور فائق السرعة عابر للقارات يحمل العديد من المزايا والقدرات الخاصة بشكل يسمح له بإنجاز المهام الهجومية بشكل أكثر فعالية ودون الخوف من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي المعادية وهذه الميزات ستجعل أفانغارد وسيلة فريدة للردع الاستراتيجي أو ربما وسيلة للانتقام الإستراتيجي غير المسبوق.

يعتبر أفانغارد بداية لعصر جديد من منظومات التسلح الإستراتيجية التي تميزها السرعة الخارقة اذ يمكن للوحدة “أفانغارد” المزودة بالرأس القتالية الفوق صوتية التحليق بسرعة تزيد عن سرعة الصوت بـ 27 ضعفًا، وأكثر من 32.000 ألف كيلومتر في الساعة، كما أنه يمكنه التحليق على ارتفاع 9 كيلومترات، فضلا عن قدرته على المناورة الفائقة والتحليق في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي ، وتغيير الاتجاه والارتفاع لمنع وسائل الدفاع المعادية من تحديد مساره واعتراضه , يحمل أفغانارد حمولة نووية أو ربما تقليدية بوزن 2 طن متري “2000كجم” ووفقًا لخبراء وزارة الدفاع الروسية ، يلزم ما لا يقل عن 50 صاروخًا اعتراضيًا للتصدي لـAvangard  .

تعتمد نظرية عمل أفانغارد على نظرية “الانزلاق المعزز” في بداية رحلته تنقل “المركبة الانزلاقية” على صاروخ باليستي وبعد تسارع الصاروخ وبمجرد وصول المركبة إلى نقطة الذروة شبه المدارية التي يبلغ إرتفاعها حوالي 100-150 كيلومتر تنفصل المركبة الانزلاقية عن صاروخها ثم تطير نحو هدفها معتمدة على الجاذبية وخصائصها الإيروديناميكية عبر الغلاف الجوي بسرعات فائقة تصل إلى أكثر من 20 ماخ (6.28 كم / ثانية) ويمكنها المناورة خلال طيرانها نحو هدفها وهذه القدرة على المناورة تجعل مسار Avangard غير متوقع ، مما يعقد محاولات اعتراضه بعد مرحلة التعزيز.

وبمجرد وصول المركبة إلى “خط كارمن” حيث نقطة الذروة شبه المدارية التي تبلغ حوالي 100-150 كيلومتر ، تنفصل المركبة الانزلاقية عن صاروخها ثم تبحر نحو هدفها عبر الغلاف الجوي بسرعات جوية فائقة تصل إلى 20 ماخ (6.28 كم / ثانية) ويمكنها المناورة. وقد تجعل هذه القدرة على المناورة مسار Avangard غير متوقع ، مما يعقد محاولات الاعتراض بعد مرحلة التعزيز.

خلال مرحلة الإختبارات تم نقل Avangard على متن صاروخ باليستي ناقل وهو SS-19 “Stiletto” UR-100NUTTH وكان من المخطط أن ينقل على الطائرة SS-X-31 أو الصاروخ RS-26 “Rubezh” لكن بسبب القيود المالية أستبدل الناقل لاحقًا بالصاروخ الأحدثR-28 “Sarmat” .

يصنف أفانغارد كسلاح جديد شكل تفوقاً حاسماً لروسيا في هذا المجال اذ ليس من المحتمل أن يملك أي بلد في العالم مثل هذا السلاح في السنوات المقبلة وهو يمثل نجاحاً حقيقيًا في تكنولوجيا الصواريخ فقد تم إستخدام مواد مركبة جديدة لتحمل درجات الحرارة القصوى التي تصل لـ 2000 درجة مئوية والناتجة عن السرعة العالية فوق الصوتية للوحدة.

حتى الآن لا توجد صور حقيقية متاحة لمركبة Avangard HGV وما تناقلته وسائل الإعلام هي رسوم حاسوبية تشبيهية ومع ذلك وفقًا لأحد التقارير من المحتمل أن يكون شكلها قصيرًا على شكل إسفين ، أو مكوك بأجنحة موازنة صغيرة.

أفانغارد يغير المواقف :

في سؤال للمحرر العسكري Peter Suciu  العامل فيThe National Interest  عن “إمكانية أن يشكل Avangard تهديدًا خطيرًا؟” ، فأجاب إلى أن الجمع بين القدرة على تطوير سرعات تبلغ 27 ضعفًا لسرعة الصوت والقدرة على المناورة وتجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي ، يجعل مواجهة مثل هذه الكتل صعبة للغاية, وخلص سوسيو إلى أن “تطوير مثل هذه الأسلحة من غير المرجح أن يمنح منافسي أمريكا ميزة كبيرة” ، لأنه إذا تم تعطيل الصواريخ الباليستية الأمريكية العابرة للقارات والقاذفات الاستراتيجية ، فستظل لدى الولايات المتحدة خيارات متاحة للرد ، بما في ذلك الإجراءات باستخدام الغواصات النووية أو زوارق البحرية الأمريكية المزودة بصواريخ باليستية.

وفي المقابل صرح خبراء أمريكيون بأن نظام الصواريخ أفانغارد سيعزز إمكانات روسيا النووية القوية بالفعل وفي سياق هذا الحدث، تحتاج الولايات المتحدة إلى التفكير في تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي، حيث إنها لا تستطيع أن تتعامل مع مثل هذه الأسلحة فبرنامج دفاع الولايات المتحدة يركز حتى الآن على اعتراض عدة صواريخ باليستية تطلقها قوة صغيرة، مثل كوريا الشمالية مثلاً كرد فعل إنتقامي وهذه لا تمتلك المزايا التقنية للمنظومة الروسية الأسرع من الصوت والتي لم يكن احد يقدر بان سرعتها قد تصل لهذا الحد

وفي تقديري أعتقد بأن كل ما ذكره ذلك المحرر لا يعدو كونه تشكيكاً في فعالية نظام أفغانارد فمن المستحيل رصده خلال فترة طيرانه أو التكهن بمكان وجوده لتوجيه الصواريخ المضادة إليه ولهذا فإن جهود التصدي له تذهب سدى خاصة وأنه سريع للغاية ويغير مكانه باستمرار وهكذا فلا وجود حتى الآن لسلاح ردع قادرعلى التصدي لهدف قد يأتي من أي إتجاه في العالم، والتغلب عليه في حين تناسى بأن من يحقق السبق تكون فرصته في تدميرعدوه أكبر ونجاحه أكمل وتناسى بأن الإرباك والتخبط الذي سيحصل جراء الهجوم سيجعل الرد بوسائط أخرى أقل فعالية وهذه ميزة كبيرة حققها الروس في برنامجهم الأحدث عالمياً.

على مستوى حلف الناتو قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في ختام اجتماع للحلف في مقر الحلف مطلع ديسمبر2018، إن هذه الصواريخ قادرة على ضرب مدن أوروبية خلال دقائق بعد إطلاقها من أراض روسية، كما أنه يمكن تحميلها رؤوسا نووية وهدف روسيا من إنشاء هذه المنظومة الصاروخية الجديدة مزدوج من الناحية الإستراتيجية، إذ يستهدف بث الفرقة بين الولايات المتحدة والأوروبيين والتسبب بانقسام الأوروبيين بشأن كيفية الرد على هذه المنظومة، حسب ما أفادت مصادر الأطلسي.

ولذلك وجه الحلف الأطلسي (الناتو) إنذارا مدته 60 يوما إلى روسيا لكي تلتزم ببنود معاهدة العام 1987 حول الحد من الأسلحة النووية المتوسطة، وأصدر بيانا اتهم فيه روسيا بخرق المعاهدة بإقامة وتطوير منظومة صاروخية جديدة وبالمسؤولية عن التسبب بمخاطر كبيرة على أمن الدول الأوروبية في حلف الأطلسي.

يجمع الخبراء العسكريون على احتكار روسيا اليوم صناعة “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية”، ومن المتوقع أن يستمر هذه الاحتكار حتى السنوات الثلاث المقبلة على الأقل إذا لم تُحرز الولايات المتحدة خطوات متقدمة في هذا الصدد.

وإلى اليوم كل تلك الادانات والإنذارات ذهبت وستذهب غيرها أدراج الرياح لأن لغة القوة التي أعلن عنها الروس بإعلان دخول منظومة أفانغارد المناوبة القتالية عززت بشكل فعلي قوة الصواريخ الإستراتيجية لتصبح اليد الطولى للدب الروسي الذي بات في مأمن من الهجمات المعادية بإمتلاكه أسلحة لا يملكها أحد في العالم حتى الآن.

وفي رأي يائس يعتقد بعض الخبراء الأمريكيين بان أفانغارد لا يعالج شيئًا سوى جنون العظمة لدى موسكو ومع ذلك يعترفون بإنه إنجاز تقني مثير للإعجاب ولكنه يحل مشكلة غير موجودة بالفعل.

أفانغارد يدخل للمناوبة للقتالية :

دخلت منظومة أفانغارد الخدمة القتالية عملياً في ديسمبر من العام 2019م ضمن الفوج الثالث عشر من فرقة الصواريخ دومباروفسكي (الراية الحمراء) التابعة لقوات الصواريخ الاستراتيجية (منطقة أورينبورغ) ، حيث تم تشكيل أول فوج صاروخي استراتيجي مسلح بأنظمة صواريخ أفانغارد التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ولا يعرف حتى الآن طريقة نشرها هل ستكون ضمن صوامع ثابتة تحت الأرض أو منصات متحركة وهكذا تظل روسيا تفتخر كونها تملك تقنيات متقدمة طورت من خلالها منظومات الصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت بدقة.

الآثار الاستراتيجية لأفانغارد :

يعتبر Avangard سلاح ذو قيمة إستراتيجية لممتلكه لسببين رئيسيين الأول قدرته على المناورة وتعدد استخداماته. فهو يتميز بمناورة فائقة خلال مرحلة طيرانه وانقضاضه على هدفه وله القدرة على نشر إجراءات مضادة أثناء الطيران مما يسمح له باختراق الهواء ودفاعات الصواريخ غير مكتشفة عمليًا مما يجعله هدفاً صعباً لأي نظام دفاع صاروخي.

والثاني تعدد استخداماته فيمكن تزويد أفغانارد Avangard بحمولات نووية وتقليدية على حد سواء حسب الحالة علاوة على ذلك ، حتى بدون حمولة متفجرة ، يُعتقد أن دقة السلاح وسرعته لديها قوة كافية لتدمير الأهداف الأصغر ، مما يجعله سلاحًا لا يقدر بثمن في الترسانة الروسية.

تجمع “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” بين سرعة الصواريخ البالستية ودقة صواريخ كروز مع القدرة على المناورة حتى بلوغ هدفه وتدميره دون أي محاولة للتصدي له وعرقلة مساره خاصة فهو يصل حتى خط كارمن* الذي يبعد عن مستوى سطح البحر بـ 100 كم وبذلك يكون محمياً من اعتراض دفاعات الصواريخ الباليستية الأمريكية لإسقاط الرؤوس الحربية النووية القادمة من الفضاء خيث أن افغاتارد مصممة لتعمل تحت مظلة درع الصواريخ البالستية أي تحت نطاق الإشتباك المفترض وهذا كما ذكرنا آنفاً يمنح الروس القدرة على التدمير السريع لصواريخ منظومة الإعتراض الأوسط الأمريكية .

قوة افانغارد وتفوقه التقني تعزز مكانه كسلاح إستراتيجي فاعل ومؤثر ليس فقط في موازين القوى العسكرية بل إنه يتعدى ذلك ليكون وسيلة ضغط سياسي فعالة ومؤثرة لممتلكه لتغيير قواعد اللعبة لصالحه.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

*خط كارمن : هو خط يقع على ارتفاع 100 كيلومتر (62 ميل) فوق الأرض من منسوب سطح البحر، وعادة يستخدم للتفرقة بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي هذا هو التعريف الذي يقره الاتحاد الدولي للملاحة الجوية سمي هذا الخط باسم الفيزيائي والمهندس المجري-الأمريكي “تيودور فون كارمان” 1881-1963

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى