مستقبل العلاقات الاقتصادية الصينية – الأمريكية
الخلاصة: تتجه العلاقات الاقتصادية الدولية صوب الابتعاد عن المبدأ الأساسي الذي استندت اليه في حرية التجارة وتغليب العولمة، مما ينذر بولادة حقبة جديدة، تعد في واقعها ارتدادا عن مرحلة النصف الثاني من القرن العشرين، اذ تشكلت مؤسسات اقتصادية دولية قادت العالم باندفاع نحو تحرير التجارة العالمية وتطبيق مبادئ حرية السوق.
وتشير التوقعات الحالية إلى أنه من المحتمل أن تدخل العلاقات التجارية الصينية الامريكية في ازمة تصل إلى حد التصادم في التيارات الاقتصادية والسياسية، فنتيجة للضغوط الناتجة عن فقدان الوظائف في القطاع الانتاجي الأمريكي والتي دفعت الادارة الامريكية بفرض رسوم کمركية واجراءات حماية اخرى على الصادرات الصينية، وشمول سلع اخرى في الحصص النسبية اكثر مما هو منصوص عليه في اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وفي سبيل التعويض عن سلع اخرى مثل قطع السيارات والادوات المنزلية، والأشد من ذلك هو اذعان الادارة الاميركية إلى المطالبة بإتباع نفس الطرق المتبعة في الصين في سبيل جعل السلع الأمريكية أكثر قدرة على المنافسة مع مثيلتها الصينية، وفي حقيقة الأمر ستكون لهذه الإجراءات التجارية الأميركية أثر كبير في الاقتصاد الصيني الذي تربطه علاقات وثيقة مع الاقتصاد الأميركي.