أخبار ومعلومات

مفاتيح…تحقيق الانتصارات والانجازات!

الجزائر، مصر، نيجيريا وجنوب إفريقيا، هي الركائز الأربع الأهم التي تقف عليها جغرافية القارة الإفريقية، أربع دول افريقية، تعتبر الأكثر سكانا والأهم اقتصاديا والأكثر نفوذا ومن الأكبر مساحة، أربع دول وجدت نفسها خارج مونديال كرة القدم في قطر …ليس لأنها لا تملك لاعبين وتقاليد رياضية أو لأنها، على عكس غيرها، لا تريد الاستثمار في الفوز الرياضي لتحسين صورتها من خلال الكرة التي تعتبر معشوقة الجماهير ، وإنما لأن الكرة يحكمها منطق فريد من نوعه غير منطق الكبير والصغير أو الغني والفقير ،لذلك يسمونها الساحرة المستديرة ،  فقد تكون عملاق اقتصادي عالمي على شاكلة الصين ، بأكثر من مليار نسمة وبلايين الدولارات ولا تتأهل الى كأس العالم ،وقد تكون من أفقر الدول مثل السنغال ، أو من أصغر الشعوب كقطر بأقل من ثلاثة ملايين نسمة ، وصاحب العرس الكروي المونديالي .

قد تكون مثل كندا التي تعود إلى المشاركة في المونديال بعد 36 سنة من الغياب المتكرر ، وقد يعاكسك الحظ ، مثل ايطاليا بطلة أوربا في نسخة 2021 ، لكنها تغيب عن المونديال منذ عام 2018 ، وهي التي نالت كأس العالم أكثر من مرة ، أو الشيلي التي تغيب هي الأخرى للمرة الثانية تواليا ، وهي الفائزة  بلقب كأس كوبا أميركا مرتين متتاليتين. كان يمكن أن يكون حزن الجزائريين أكبر لو كانت مشاركة الجزائر الضائعة في مونديال قطر ، ستخطف الكأس هذه المرة ، بعد أربع مشاركات سابقة ” فيها وعليها “، لكن القدر أراد غير ذلك ، لأن منطق الكرة هكذا فيه الحظ والمناورة والأخطاء وسوء الطالع ، وفيه الكولسة والرشاوي والصعلكة ، فلا يجب جلد الذات وتهديم كل ما تم بناءه ، ونحن على مشارف الاحتفال بالذكرى الـ 60 لاسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال .

نحن لسنا ، انجلترا موطن ميلاد كرة القدم ، ومع ذلك منذ متى لم تتحصل لندن عن أي لقب أوربي أو عالمي ، رغم أنها تملك بطولة وطنية لكرة القدم ، تعد الأغلى والأجمل والأكثر مشاهدة في العالم ، وتتوفر على لاعبين في قمة التصنيف الدولي للفيفا ، ولها ملاعب قمة في الجودة والجمال ، وهي مميزات وامكانيات يفترض أنها تجلد لاعبييها لعدم التتويج بالتاج العالمي ، بالرغم من أنها المرشح في كل مرة لتحقيق النجمة الغالية . نحن لسنا ألمانيا ولا البرازيل ، نحن مازلنا نتعلم ، وهذا ليس عيبا ، لأن نقائصنا في الميدان الرياضي لا تعد ولا تحصى ، ويجب أن نستمر في التعلم من أخطائنا واخفاقاتنا ، لأن ذلك هو الطريق الصحيح للوصول الى الهدف ذات يوم .

قلت يجب أن نتعلم من السقوط  في كيفية النهوض والقفز الى الأمام ، ولن يكون ذلك بتغطية الشمس بالغربال أو بتعليق اللوم والإخفاق على الغير ..على الحكم أو على جهاز ” الفار” أو على الطقس والعشب ، لأنها تبريرات تعني أننا لم نقم بقراءة صحيحة لأسباب الهزيمة أو مسببات النجاح . لقد بقينا نعيش على أمجاد الماضي أكثر من اللازم ، على الفوز على ألمانيا في مونديال اسبانيا في عام 82 ، وعلى الفضيحة التي تبعتها بين النمسا وألمانيا لاخراجنا من اللعبة ، وسكنت فينا مؤامرة الحكم كوفي كوجيا الى حد تحول الى نوع من التوجس الذي يشدنا دوما للرؤية نحو الوراء وليس التطلع للاستشراف والتقدم للأمام …

التطلع للأمام ، يعني الشروع من لحظة اعلان صفارة الحكم غاساما ،نهاية مباراة الجزائر الكاميرون في البليدة ، للتحضير للمونديال القادم في 2026 بالقارة الأمريكية وفي كأس افريقيا في كوت ديفوار العام المقبل ، وطي صفحة مونديال قطر بأسرع وقت ، والاقتناع بأننا ، بغض النظر عن كل الاشياء ، لم نكن جيدين على أكثر من مستوى ، وهو وراء سقوطنا دون تحقيق الهدف ، والانتقال لمرحلة جديدة من التخطيط الصحيح لواقع رياضتنا الوطنية من القاعدة للقمة ، خصوصا بعدما سقطت “شجرة ” المنتخب الوطني لكرة القدم التي كانت تغطي على المشاكل والفضائح والنقائص والضعف والبريكولاج الجاثم على صدر قطاع الشباب والرياضة منذ عقود دون أن تمتد اليه رياح الاصلاح والتغيير والمحاسبة والعقاب والجزاء والشكور … لا توجد مفاتيح أخرى لتحقيق الانتصارات والانجازات في الكرة أو في غيرها سوى في مواجهة الحقيقة عيني عينك ، والخروج من الزبائنية والوصولية والتأييد الأعمى والشيتة ، وهي العدو الأول للنجاح .

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى