كتابة:
الامن الطاقوي أو أمن الطاقة هو مصطلح يعبر عن توفر الطاقة بأشكالها (الطاقة التقليدية – الطاقة الغير تقليدية) بشكل مستمر في بلد ما ، وتوافرها بشكل كافي ، وسعر معقول يكون في متناول المواطنين ، ما يتسبب في محدودية الاستيراد لأشكال الطاقة المختلفة.
وكذلك فإن امن الطاقة يشير إلى توافر الموارد محلية الصنع ، او الموارد المستوردة من خارج بسبب تزايد الطلب على الطاقة ، لتلبية احتياجات المواطنين ، بأسعار معقولة.
وجدير بالذكر أنه في السابق ، وبالتحديد في سبعينيات القرن الحالي ، كان الأمن الطاقوي يعني تقليل الاعتماد على استهلاك البترول (النفط) ومشتقاته ، ولكن أسواق النفط وغيره من أشكال الطاقة عملت على تغيير هذا الرأي ، حيث زاد عدد الموردون للنفط ، وثبت احتياطي الدول منه ، كما أصبحت الاسعار شفافة ومرنة ، تحددها قوى السوق ، وفي مقالنا اليوم سوف نستطرد ابرز التحديات التي تواجه امن الطاقة ، والتي يمكن تلخيصها في : [1]
- زيادة استخدام الوقود الاحفوري ، ما ادى الى استنفاد مصادره من نفط ، وفحم.
- الجغرافيا السياسية المتمثلة في زيادة الحركات الارهابية ، ودعم الديكتاتوريات ، واستقرار الدول المصدرة للطاقة والتي تمتلك مصدرا دائما لها ، مثل دول الخليج.
- الاعتماد على مصادر الطاقة الاجنبية.
- زيادة مطالب الدول النامية على الطاقة ، مع احتياجات الدول الفقيرة لها.
- الكفاءة الاقتصادية مقابل مشكلة الزيادة السكانية.
- القضايا والمشكلات البيئية ، وافضل مثال لها مشكلة تغير المناخ.
- مصادر الطاقة المتجددة مقابل مصادر الطاق البديلة.
- انعدام أمن الطاقة وسط القضايا العالم ية ، ما يؤدي الى ظهور وتكرار الاخطاء السابقة.
تحديات أمن الطاقة
مع الاستعدادات والإجراءات التي يتخذها القائمون على حكم الدول ، إلا أن هناك بعض التهديدات والتحديات التي تواجه الأمن الطاقوي ، والمتمثلة في :[1]
- نقص الطاقة الاقليمي
حيث ان زيادة النقص الإقليمي للطاقة ، مع احتمالية انعدام الأمن في الإمدادات بها من المصادر الأخرى ، تعتبر واحدة من التحديات التي تواجه الدول في امن اطاقة ، والذي حدث نتيجة لاكثر من سبب مثل:
- تضخم سكان العالم.
- انحفاض التجارة.
- نقص في الاحتياطيات الاستراتيجية نتيجة للصراعات الأخيرة.
- تزايد التصنيع في الدول النامية.
ويستهلك البشر أكثر من نصف الطاقة التي يحتاج إليها من الوقود الاحفوري ، الذي يمثل مصادر الطاقة الغير متجددة ، والذي يرتبط ارتباطا قويا بارتفاع مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ، وتغير المناخ وصولا إلى الأحتباس الحراري ، لذلك يجب التوقف عن الوقود الاحفوري منعا لحدوث كارثة.
- ارتفاع الطلب على الطاقة
قد يكون هذا هو التحدي الأكثر ذكراً من العلماء ، وخبراء السياسات ، حيث اشاروا إلى وجود عدد كبير من الاشخاص حول العالم لا يستطيعون الوصول الى خدمات الطاقة الحديثة ؛ حيث يستخدمون المواقد البسيطة في تسخين طعامهم ، وتدفئة منازلهم ، فعندما تصبح الدول النامية أكثر تصنيعًا ، فستحتاج إلى الحصول على إمدادات كهربائية وسوف يرتفع استخدام الطاقة ؛ الامر الذي سيؤدي إلى الطلب المتزايد على الطاقة من اجزاء كثيرة من افريقيا ، واسيا ، واكريكا اللاتينية.
- الزيادة السكانية
ان احتياجات الدول ومتطلبات النامية مثل الهند والصين للطاقة تمثل تحديا لامن الطاقة العالمي ، فبالرغم من ان الدول الغربية تمثل نسبة قليلة من سكان العالم ، الا انها تستهلك موارد الطاقة بشكل كبير جدا ، لذلك فإن المشكلات مثل تغير المناخ ، وقلة الطاقة تكون ناتجة بسبب هذه الدول.
بالاضافة إلى ما سبق فإن النمو السكاني السريع للدول النامية يؤثر بشكل ملحوظ على على الطاقة ومواردها ، فقريباً جداً سوف يتم تجريد الارض من مواردها الطبيعية ، حيث انه لا يوجد متسع من الوقت للكوكب لتجديد نفسه ، ومصادر الطاقة التقليدية فيه.
- التبريد
فمع زيادة استخدام الوقود الاحفوري ، وكبر ثقب الاوزون الذي يحدث نتيجة لتلوث الهواء ، فإن المناخ في تغير مستمر تجاه الحرارة لا البرودة ، وبالتالي فإن اتبريد يعتبر اكبر تحديات امن الطاقة العالمية ، حيث اصدرت الهيئة العامة لتغير المناخ اخبارا عن انه بحلول منتصف القرن الحالي ، سيتجاوز الطلب على التبريد الطلب على التدفئة ، وبذلك فإن استهلاك الطاقة عالميا سيزيد بنسبة 50% تقريبا.
كيف يمكن تعزيز أمن الطاقة
أمن الطاقة من الأمور التي قد تتسبب في التأثير على الحياة بأكثر من شكل في الاتجاه الذي يدعو للخطر ، وابسط هذه التأثيرات هي ؛ التأثير على اقتصاد الدول ، مرورا بأزمات غذائية ، وصحية ، وتعليمية ، الى التأثير على الحياة على كوكب الارض بسبب تغييرات المناخ ، لذلك فإن العديد من البلدان تعمل على طرق لتعزيز امن الطاقة مع الحفاظ على النظم الجيولوجية للكرة الارضية ، بالرغم من التحديات التي تواجهها.
فمع التحديات التي واجهتها العديد من الدول ، وبالأخص تلك الدول التي ليس لديها مصادر ثرية للنفط ، أو احتياطي نقدي لاستيراده من الدول الغنية به ، والتوترات الاقتصادية التي تحدث هذه الفترة ، فيجب دراسة الأمور وتعزيز أمن الطاقة الذي من الممكن أن يتم من خلال ما يلي : [1]
- قدرة الدولة ، أو حيتان سوق الطاقة على الاعتماد على الطاقة الأجنبية التي تتمثل في ؛ المنتجات والموارد التي يسهل استيرادها بدون قيود من خلال الموانئ ، أو غيرها من شبكات الطاقة العابرة للحدود مثل شبكات الكهرباء ، ويحدث ذلك عن طريق اتفاقيات التجارة والاستثمار ، ومعاهدات الطاقة.
- التوجه إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة ، والنظيفة مثل ، طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
- الاحتياطي الاستراتيجي الوطني أو الإقليمي ،الذي يجب أن يكون كافيا لمواجهة أي من الظروف المحتملة والغير متوقعة للطلب من ارتفاع أو نقص أو انقطاع.
- توافر الموارد المالية ، والتكنولوجية ، والمعرفة اللازمة من أجل تطوير مصادر الطاقة المتجددة ، ومرافق توليد الطاقة المحلية لتلبية جزء من الطلب المحلي على الطاقة ، ويتم ذلك عن طريق العمال المحليين.
- إعطاء الاهتمام للتحديات البيئية والتي تكون خارجة عن الإرادة.
- الحرص على التنوع في اختيار المصادر التي يتم الاستيراد منها ، وكذلك أنواع الوقود المستوردة.
- الحفاظ على الطاقة وفعالية إجراءات الكفاءة ، حيث أن التقليل من كثافة الطاقة سوف يؤدي إلى قلة الاعتماد عليها.