منهجية التحليل السياسي

مفهوم البحث العلمي، وأهميته وخصائصه وأنواعه

الأستاذ: شريفي ياسين         المحاضرة: 02         بتاريخ: 19 جانفي 2021

عنوان المحاضرة: مفهوم البحث العلمي، وأهميته وخصائصه وأنواعه

مقرر السداسي الأول:

  • المحاضرة الأولى: مفهوم البحث العلمي
  • تعريف كل من البحث، العلم، البحث العلمي
  • أهمية البحث العلمي وخصائصه
  • أنواع البحوث
  • المحاضرة الثانية: خطوات البحث العلمي ومستوياته، وأخلاقيات الباحث
  • خطوات البحث العلمي
  • مستويات البحث العلمي
  • أخلاقيات البحث العلمي
  • مواصفات الباحث
  • حدود البحث العلمي
  • المحاضرة الثالثة: المفاهيم والتعاريف
  • تعريف المفهوم والمصطلح
  • أهمية المفاهيم
  • التحليل المفهومي وعلاقته بخطوات البحث العلمي
  • أنواع التعاريف
  • شروط التعريف

 

  • المحاضرة الرابعة: النطريات
  • مفهوم النظرية
  • بنية النظرية ووظائفها
  • محددات الفدرة التفسيرية للنظرية
  • تصنيف النظريات

 

  • المحاضرة الخامسة: الإشكالية البحثية
  • مفهوم الإشكالية وأهميتها
  • شروط ومعايير صياغة الإشكالية
  • مصادر الإشكالية والعوامل المؤثرة في صياغتها

 

  • المحاضرة السادسة: الفرضيات
  • تعريف الفرضية وأهميتها
  • أنواع الفرضيات
  • شروط صياغة الفرضية

 

  • المحاضرة السابعة: المقاييس والمؤشرات

 

  • مفهوم البحث العلمي:
  • البحث: هو الطلب، التفتيش، التقصي، التتبع، التحري، التساؤل، الإثارة، الفحص
  • العلم: يعرفه قاموس أكسفورد المختصر على أنه ذلك الغرع من الدراسة الذي يتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة، والتي تحكمها قوانين عامة وتحتوي على طرق ومناهج موثوق بها لاكتشاف حقائق جديدة في نطاق هذه الدراسة.

فالعلم هو بمثابة ميتافيزيقا البحث، يفرق بين الحقيقة والظاهر، وبين المعرفة الحقيقية والمعرفة الزائفة عن طريق الشك كمنهج.

أهداف العلم: الفهم والتفسير/ صياغة التعميمات / اكتشاف القوانين العامة التي تربط بين الأحداث المتفرقة / الضبط والتحكم في عوامل الظاهرة / التنبؤ والتوقع

الفرق بين العلم والمعرفة:  المعرفة أشمل من العلم، ذلك أن المعرفة تتضمن معارف علمية وأخرى غير علمية، ونستطيع التمييز بين النوعين على أساس قواعد المنهج وأساليب التفكير والبحث التي تتبع في فهم الظواهر وأسبابها، فإذا اتبع الباحث قواعد المنهج العلمي وخطواته في التعرف على الظواهر والكشف عن الحقائق فإنه يصل بذلك إلى مستوى العلم أو المعرفة العلمية، التي هي في الأخير عبارة عن فهم كنه الظاهرة وإدراك حقيقتها وأسبابها، وخلاف ذلك هو معرفة غير علمية.

ج- البحث العلمي: هو الاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة، بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعلا، على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام خطوات المنهج العلمي واختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات، فالبحث العلمي هو طريقة ومنهج قبل أن يكون مادة ونتائج، عبر جملة من الخطوات والإجراءات الموضوعية والمنسقة والمنظمة، بغية تأكيد فكرة ما أو دحضها، أو تفسير ظاهرة وفهمها، من خلال النظر وإعادة النظر، والتفكير والتفتيش والفحص والتحليل مرات عديدة.

  • أهمية البحث العلمي وخصائصه

أ- أهمية البحث العلمي:

اكتشاف نتائج جديدة غير معروفة / تطوير الإنتاج المادي أو الفكري للإنسانية / تصحيح رؤى وتصورات خاطئة في الفكر والمجتمع وكل مناحي الحياة/ اكتشاف القوانين بغية التحكم والتنبؤ

ب – خصائص البحث العلمي:

الموضوعية: البقاء في إطار موضوع البحث / تجرد الباحث من الأفكار والأحكام المسبقة، والحفاظ على نزاهة البحث، ولا تعني الموضوعية تجرد الباحث من نماذجه المعرفية المرجعية (البرادايمات)، بل لكل باحث تحيزاته ( يمكن في هذا الصدد مراجعة مفهوم التحيز عند المسيري، وكذا بنية الثورات العلمية عند توماس كوهن  )

المنهجية: فن التنظيم الصحيح والمنطقي لسلسلة الأفكار والمعلومات والحقائق بغية التوصل إلى تفسير وفهم الظاهرة الدراسة.

إمكانية التحقق: سواء ما تعلق بسلامة الخطوات والأدوات، أو ما تعلق بصدقية النتائج المتوصل إليها.

  • أنواع البحوث:

هنالك عدة مداخل لتصنيف البحوث، ويمكن أن نقتصر على تصنيفها إلى نوعين: البحوث الأساسية (التأسيسية، النظرية، المعيارية)، والبحوث التطبيقية (التجريبية والميدانية)

  • البحوث الأساسية: وتسمى أيضا بالبحوث التأسيسية أو النظرية أو المعيارية، ويقصد بها مختلف أنواع النشاط العلمي الذي يزودنا بالمعارف النظرية والحقائق العلمية والنظريات، فهذا النوع من البحوث يهدف إلى إيجاد نظام معين من الحقائق والمفاهيم والعلاقات والنظريات العلمية، ويكون هذا النوع من البحوث منطلقا للبحوث التطبيقية.
  • البحوث التطبيقية: وتسمى أيضا بالتجريبية أو الميدانية، ويعنى هذا النوع من البحوث بتطبيق ما توصلت إليه البحوث النظرية من معرفة علمية، والتأكد من قيمتها وفائدتها العملية، كما أنها تكون سببا في تصويبها أو تأكيدها أو تنقيحها، أو بلورة نظريات جديدة.
  • خطوات البحث العلمي:

القلق المعرفي واختيار الموضوع / الاطلاع الأولي / تحديد المفاهيم وضبط المشكلة البحثية وصياغتها/ فرض الفروض / اختيار المنهج أو المناهج المناسبة أو النظريات والاقترابات/ تصميم البحث وتحديد أدوات جمع البيانات / جمع المادة العلمية / تحرير البحث والوصول إلى نتائج.

  • مستويات البحث العلمي:

الوصف: ماذا ؟ أي محاولة التعرف على مكونات الظاهرة وأبعادها وسياقها والعلاقة بين جزئياتها

التصنيف: يحدد العناصر المشتركة التي تمكن من تنظيم المعرفة من أجل استيعاب جزئيات الظاهرة

التفسير: كيف ولماذا ؟ فهم أسباب الظاهرة مع ربطها بنتائجها / التفسير الوظيفي، والتفسير السببي.

التوقع: من خلال النظريات والقوانين التي تحكم الظاهرة ويمكن استخدام عدة طرق كالإسقاطات الخطية والسيناريوهات

ملاحظة: يمكن تشبيه مستويات البحث العلمي بما يقوم به الطبيب في تعامله مع الحالات المرضية من وصف وتصنيف وتفسير وتوقع

  • مواصفات الباحث وأخلاقيات البحث العلمي:

هي مجموعة من المبادئ والواجبات الأخلاقية المرتبطة بشخصية الباحث، أو بسير نشاط البحث وتطبيق نتائجه، والتي تضمن تحقيق العلم أهدافه في رقي المجتمع وسعادة الإنسان، والتي تضبطها المنطلقات الفكرية المعرفية والتربوية والمهنية والقانونية، ويمكن حصر أهمها في الآتي:

– حسن النية والمقصد، والصدق والانتصار للحقيقة العلمية.

– التأهيل العلمي سواء من حيث المنهج أو موضوع البحث.

– التمتع بالفضول العلمي والقلق المعرفي ” سؤال الأزمة “.

– التواضع العلمي: وعدم التعالم

– التزام الأمانة العلمية، والموضوعية والإنصاف ونسبة الأفكار إلى أصحابها.

– التحلي بالصبر والتأني والروية من أجل تأسيس أحكام صحيحة

– البناء المعرفي، والانطلاق من حيث انتهى السابقون.

– التمكن المعرفي والمنهجي، وتجنب الغموض والإطالة والحشو، فما كل من كدس معلومات بعد باحثا، كما لا يعد من كدس مواد بناء مهندسا.

– البعد عن استعمال البحث العلمي لأهداف غير علمية كالأهداف السياسية البحتة والدعاية الشخصية أو المجاملة لأي فرد أو هيئة أو مؤسسة مهما كان شأنه

– احترام شخصية المبحوثين: سرية المعلومات، الإعلام بحيثيات البحث، مراعاة شعورهم وسلامتهم…

– نشر النتائج والتعاون مع الباحثين والعمل ضمن جماعة علمية.

  • إشكاليات البحث العلمي وحدوده:

– محدودية المنهج العلمي في الوصول إلى حقيقة الظاهرة الإنسانية مما يجعله مفتوحا للتطوير والتنقيح. / مثال: مصنع السيارات

– إشكالية الموضوعية والذاتية في البحث العلمي، وبلورة مفهوم التحيز للمسيري.

– مشكلة الالتزام بمبدأي السببية ووحدة ظواهر الطبيعة، ومنه محدودية التوقع للمستقبل.

اشكالية التخصص وتجزيء المعرفة والحدود الفاصلة بين العلوم، مما أدى إلى بلورة مفهوم الجماعة العلمية.

– المشكلات الأخلاقية المرتبطة بتطبيق المنهج العلمي على الإنسان على حساب إنسانيته.

– اشكاليات النموذج المادي في البحث العلمي: مثل: الاستنساخ، الترشيد ومنطق التعامل مع العجزة والضعاف…

  • تعريف المفهوم والمصطلح

يعرف المفهوم على أنه جملة الصفات المجردة التي تشترك فيها الأشياء والوقائع دون أن تعني واقعة بعينها، إلا أنها تدل عليها في مستوى مجرد، فالمفاهيم هي رموز نعبر بها عن أفكار أو ظواهر تجمعها خصائص مشتركة، فهي ليست الظواهر ذاتها، ولكنها التصورات والتجريدات لأوصاف تلك الظواهر وخصائصها المشتركة.

بينما المصطلح فهو تلك الكلمة الدالة على المفهوم

  • أهمية المفاهيم

المفاهيم هي اللبنة الأساسية لأي علم من العلوم، وعليها تقوم النظريات، ويرتكز عليها الباحث عند صياغته للإشكالية، فهي تنقل الباحث من حالة القلق المعرفي اتجاه الظاهرة إلى إدخالها إلى مختبر البحث بما يجعلها قابلة للبحث والتحليل والخروج بنتائج علمية حولها، فالمفاهيم ترفع الظاهرة من إطارها الإمبريقي إلى المستوى المجرد بما يجعلها قابلة للتداول المعرفي والبناء النظري فيتطور العلم من خلالها، وتمكن الباحث من الاستناد عليها من أجل التفسير الإمبريقي للظواهر.

تعتبر المصطلحات هي لغة التخاطب بين أهل الاختصاص، بينما مفهوم المصطلح يختلف باختلاف البردايم والسياق المؤسس له والمستعمل ضمنه، حيث تخضع أبعاد المفهوم ومؤشراته لمقتضيات وخصوصيات البرادايم والنموذج المعرفي الذي يستعمل المصطلح ضمنه، فعلى الباحث ضبط المفهوم الذي سيستند عليه في دراسته.

  • التحليل المفهومي وعلاقته بخطوات البحث العلمي

يقصد بالتحليل المفهومي عملية تفكيك المفهوم إلى أبعاده المكونة له والدالة عليه في المستوى الإمبريقي، وتختلف مستويات التحليل المفهومي ومراحله تبعا للدرجة التجريدية للمفهوم، إلى غاية الوصول إلى أبعاد قابلة للملاحظة والقياس، وهو ما يصطلح عليه بالمؤشرات التي هي الأبعاد الإمبريقية للمفهوم والمحصلة النهائية للتحليل المفهومي.

ويعتبر التحليل المفهومي خطوة رئيسة في انتقال الباحث من الإشكالية البحثية إلى التساؤلات الفرعية والفرضيات، كما أنها تمكن الباحث من ضبط حدود بحثه واختيار أدوات جمع البيانات المناسبة والمقاييس التي تمكنه من تتبع الظاهرة ودراستها. (مفهوم التنمية البشرية كمثال)

  • أنواع التعاريف
  • التعريف الاسمي (اللغوي): يعني استعمال ألفاظ دالة ومرادفة للمصطلح، مع الإحالة إلى الجذر اللغوي للمصطلح ودلالاته
  • التعريف الاصطلاحي: أن يعرف المصطلح تبعا للمجال أو البيئة التي يطبق فيها

ج- التعريف الإجرائي: أن يعرف المصطلح تبعا للبحث وسياقه المعرفي الذي سيوظف فيه، ويكون ضابطا ومحددا وموجها للبحث.

  • شروط التعريف
  • أن يكون موفيا بالغرض الذي صيغ من أجله
  • أن يكون واضحا ومفهوما
  • أن لا يصاغ صياغة مجازية أو رمزية
  • أن يكون مفسرا لمعنى اللفظ أو المصطلح
  • أن يبرز الخصائص الجوهرية في الشيء أو المصطلح المعرف
  • أن لا يصاغ صياغة سلبية أو بضده
  • الفرق بين المفهوم والتعريف

الفرق بين التعريف والمفهوم هو أن كلا منهما يحمل صفة التجريد ويرفع الظاهرة من مستواها الإمبريقي الى المستوى المجرد بما يجعلها قابلة للتداول المعرفي، إلا أن التعريف هو أكثر تفصيلا وتحديدا للخصائص الأمبريقية للمصطلح بينما المفهوم فيمتاز بالشمول والاختصار.

  • مفهوم النظرية

هي مجموعة مترابطة من المفاهيم والقضايا والمتغيرات التي تكوّن رؤية منظمة للظواهر عن طريق تحديد نمط العلاقة التي تربط المتغيرات بهدف تفسير الظواهر والتنبؤ بها، وهي تساعد الباحث على ضبط إشكاليته، وتوجيه بحثه واختيار متغيرات الدراسة وفرضياتها تبعا لها. فالنظرية لها قدرة تفسيرية تتحدد تبعا لتعدد السياقات المستخدمة فيها، فالنظرية عبارة عن فرضية تم إثباتها والتأكد منها ولها قدرة تفسيرية في سياقات مختلفة

  • وظائف النظرية

لها خمس وظائف رئيسة في البحث العلمي تتمثل في الآتي:

  • الوظيفة المفاهيمية: التنظيم الجيد لمجموعة المفاهيم والعلاقات بينها
  • الوظيفة التنظيرية: تقديم مجموعة الفروض التي يمكن إخضاعها للاختبار الإمبريقي
  • تحديد قواعد التفسير ووحدات التحليل
  • تحديد المشكلات النظرية والإمبريقية التي تستحق الدراسة، واستبعاد غيرها
  • التنبؤ: الوظيفة المعرفية أي أن الاقتراب أو النظرية تمكن الباحث من التنبؤ بمسارات الظاهرة واحتمالاتها

بعض المراجع التي يمكن للطالب الاعتماد عليها: (متوفرة في الأنترنت)

* محمد شلبي، المنهجية في التحليل السياسي، (الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 1997)

* موريس أنجرس، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية، (الجزائر: دار القصبة للنشر، 2006)

* عبد النور ناجي، منهجية البحث السياسي، (عمان: دار اليازوري العلمية، 2011)

* نصر محمد عارف، أبستمولوجيا السياسة المقارنة، (بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات، 2002)

* أحمد بدر، أصول البحث العلمي ومناهجه، (القاهرة: المكتبة ا|لأكاديمية، ط9، 1996)

* كارل بوبر، منطق البحث العلمي، (المنظمة العربية للترجمة، ط10، 1994)

* عبد الوهاب المسيري، إشكالية التحيز، (و م أ: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1996)

* توماس كوهن، بنية الثورات العلمية، (بيروت: المنظمة العربية للترجمة، ط1، 2007)

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى