دراسات شرق أوسطية

من هنا تنبع قوتنا – أحمد طه الغندور

  تُرى هل لأحد من العقلاء أن يُفسر لنا؛ لماذا يزداد التهجم، وكيل الاتهامات ضد الفلسطينيين وقياداتهم على الرغم من الفرحة الطاغية، والمزعومة لدى أطراف “اتفاق أبراهام” في الولايات المتحدة، أو “تل أبيب” أو في “الخليج الفارسي” ـ كما يطلق عليه أغلبهم ـ، هل هم مشغولون بالسلام، أم هم مشغولون بـ ” فلسطين ” التي لا يريدونها على الخريطة؟!

هل من المعقول أن إنجازات السلام فاقت التوقعات لديهم، لذلك يعتصر الألم قلوبهم على ” الشعب الفلسطيني ” الذي كعادته “أضاع الفرصة” في المشاركة في اقتسام “كعكة السلام”؟!

أم هم يدركون أن كل خططهم مآلها إلى الفشل، لذلك جن جنونهم من هذا ” الشعب الضعيف “؟!

لذلك أطلقوا “صبيانهم” يصرخون ويشتمون ” الكبار ” في كل محفل؟!

فيطل علينا “أحدهم” من مشاهير “الدبلوماسية الهابطة”، ذو تاريخٍ معروف بالفساد المهني والأخلاقي ـ فلا شيء يمكن إخفائه في هذا العصر ـ عبر التلفاز “الخاص” ليكيل الاتهامات ضد فلسطين وقادتها، ولماذا لأنهم لم يقبلوا التفريط بوطنهم أو بالمقدسات، التي فرطَ بها بعضاً من الحكام العرب!

في رأي البعض، أنه قام بذلك لتمرير “التطبيع” على الأحرار في ” الجزيرة العربية “، وقسم أخر يعتبر ذلك تحريضاً للفلسطينيين من أجل استبدال قيادتهم، لكن في رأيي المتواضع؛ أنه خوفاً من الابتزاز والتهديد الذي يتعرض له من أكثر من جهة، لذا فهو يناصر “المطبعين” في ” جزيرة العرب ” ضد الحكماء الذين يرفضون هذا “الهوان” لمخالفته الشرع الحنيف، ومحافظةً على المقدسات في ” مكة المكرمة ” و ” المدينة المنورة “، وتمسكاً بالمبادئ السياسية والسيادية للحكم في تلك البلاد، التي يُخشى على شعبها وحكمائها من هذا الشر المستطير!

وهنا لا بد من طرح هذا السؤال الواقعي؛ هل هذا “الشخص” وأمثاله من عشاق “الديانة الإبراهيمية” التي ابتدعتها “المسيحية ـ الصهيونية” قابل أن يعيد لـ “إخوانه” ـ المشار إليهم سابقاً ـ أملاكاً يدّعونها في “خيبر”، و “بني قريظة”، وخلافه، وأن يدفع لهم التعويضات المناسبة عن غزوات الرسول ﷺ كما بدأت تعلو أصواتهم مطالبة به؟!

أم أنه يرغب بأن تكون قيادة المنطقة الموسومة بـ “مسار إبراهيم” بقيادة “المستوطنين الصهاينة”، يمتلكوا ما فيها من ثروات وخيرات، دون أصحاب البلاد الشرعيين!

هل نسيّ هذا “المُتباكي” ما جنت يداه في ” العراق “، و ” سوريا ” نتيجة “عمالته” مع “الأمريكان” في تلك البلاد حتى أضحت نهباً لكل سالب، وحتى أصبح الشعب لا يجد مياه الشرب التي كانت تجري بها الأنهار!

إذن، لا داعي لهذا “العويل” و “البكاء” على شعبنا وعلى ضعفنا الذي هو مكمن قوتنا، وهو أمر لا يمكن لك أن تدركه!

نعم لسنا ” كاملين “، لنا نصيب مما يلحق بالبشر من العيوب، ولكن ـ بفضل المولى ﷻ ـ لم نُبتلَ بالخيانة والتفريط بالوطن والمقدسات، لذلك تجد قوافل الشهداء منذ قرن من الزمن وحتى التحرير الكامل بإذن الله، تواصل الدفاع عن حقنا المشروع في هذا الوطن رغم بشاعة المؤامرة!

هلا نظرت إلى المعتقلات الإسرائيلية ـ المعروفة بجرائمها ـ هل فرغت يوماً من الأسرى الفلسطينيين؟!

أخيراً، وبعيداً عن العاطفة؛ لن يستقر الحكم لـ “الاحتلال” على هذه الأرض مهما طال الزمن، ومهما كانت شراسته، ورغم معاضدة “المتخاذلين” له، ومهما كانت وجهة نظركم في ” ضعفنا “، لإنه كما يقولون “بقاء الحال من المحال”!

أو كما أحببت أن تقول بلهجتك ـ التي أحترمها ـ “القراد يثور الجمل، ولكن يبقى القراد قراد، ويبقى الجمل جمل”، ونحن ” الجمل ” بصبره وقدرته على الاحتمال، فمن أنتم؟!

أكثروا من الشتائم، لا نبالي!

ضيّقوا الحصار، لن ننكسر!

ضاعفوا التهديد، نزداد قوة وصلابة!

أرسلوا الوفود ما شئتم، فنحن وفقاً لأعراف العرب ” الأحرار “، وعملاً بالدبلوماسية الراقية؛ نستقبلهم باحترام، ونجلّهم ـ لا خوفاً ولا طمعاً ـ ونسمع طرحهم، ونثق بحكمة قيادتنا التي طالما أمنا بها وبإخلاصها للوطن والمقدسات، في توصيل الرد المناسب!

فهل تعود إلى رشدك؛ وتتعلم وفاءًا لشموخ شعبك وعروبته!

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى