نظريات نفسية في تفسير نمو الجريمة (علم نفس)

تبحث هذه النظريات في علم الجريمة criminology. إذ يصب المتخصصون في علم الجريمة Criminologists اهتمامهم في عمليات يتبين من خلالها أن بعض السلوكيات في الطفولة أو الحداثة childhood قد تزداد حدتها إلى أن تصل إلى الجنوح delinquency والجريمة crime، ويسعون أيضا وراء اكتشاف العوامل التي تمكن أطفالا غير اجتماعيين من تبني اسلوب حياة life-style مرسوما على وفق الأعراف والتقاليد ليمارسوه أثناء فترة المراهقة .

وهناك مختلف الأعمال المعتمدة على التجربة empirical والمعتمدة على التنظير theoretical ساهمت في تطوير علم الجريمة. وسوف نركز على اثنتين هما:

أولا: نظرية موفت Moffitt بفرعين، وثانيا: النظرية التفاعلية لثورنبري Thornberry.

أولا: نظرية موفت (1993): التي قدم من خلالها تصنيفا تطوريا يساعد على شرح سلوك ما غير اجتماعي. آخذا منحنى عمر الجريمة age-crime curve ومناقشا إياه آخذاً بالاعتبار أمرين، فقد بين أن هناك نوعين من الجانحين delinquents هما:

أ. الذين يتحدد سلوكهم الجانح بفترة المراهقة فقط.

ب. الذين يتواصل عملهم الجانح طوال الحياة.

بالنسبة للذين يقتصر نشاطهم الإجرامي criminal activity على سنوات المراهقة، فإن العوامل المسببة لذلك النشاط قد تكون ذات صلة بفترة المراهقة ونمو المراهق، فالنظرية يجب أن خذ بالاعتبار وتتجه نحو الانقطاع في حياته، وعلى النقيض بالنسبة للأشخاص الذين يكون جنوحهم المراهق تصريفا inflection متواصلا للسلوك غير الاجتماعي متواصلا مدى الحياة . فالنظرية التي توضع بخصوص السلوك غير الاجتماعي تبحث عن العوامل المسببة في الطفولة المبكرة وضرورة مواصلة البحث عن الأشياء المزعجة في أوجه حياته المختلفة فيما بعد .

وبالمقارنة بين الجنوح المتواصل والمحدد بفترة المراهقة يجب أن يؤخذ بالاعتبار السلوك الذي يقتصر ظهوره بفترة المراهقة، ويعد هذا ضروريا لأن النوع الآخر من الجانحين الذين يواصلون السلوك الجانح مدى الحياة يبدؤون سلوكياتهم المزعجة منذ طفولتهم المبكرة ، في حين أن السلوك غير الاجتماعي بالنسبة للنوع الأول يظهر أول مرة في فترة المراهقة. وسوف تتمثل السلوكيات الجانحة بالنسبة للنوع المتواصل في أشكال متعددة للسلوك غير الاجتماعي. مثل المشاكل الناتجة من قصور في الجانب العصبي النفسي neuropsychological التي تكوّن فيما بعد مع التأثيرات البيئية تركيبة من الأسباب التي تسبب تواصلا لسلوك غير اجتماعي. وتؤكد هذه النظرية – أي نظرية تواصل السلوك غير الاجتماعي مدى الحياة – عملية الثبات في التفاعل المتبادل بين سمات الشخص وردود الأفعال البيئية عليه. وهكذا تدرس الأسباب الأصلية أثناء النمو، لتصبح متلازمة a syndrome وتبقى ثابتة المفاهيم. وقد تنتج سلوكيات مركبة من خلال تلك العملية، إذ أن عدم صحة الطفل النفسية والعصبية قد تتحول الى اسلوب غير اجتماعي يعم كل حياة المراهق وسلوكه عند البلوغ. وهذا الاتجاه غير الاجتماعي قد يتغلغل في كل مجالات حياته، وهذا مما يقلل من احتمالات التغيير.

وعلى العكس من ذوي السلوك الجانح المتواصل مدى الحياة هم ذوو السلوك المقتصر على فترة المراهقة. فإن لهذا النوع من الجنوح تواصلا قليلا في السلوك غير الاجتماعي، على أن المراهقين الذين يقتصر سلوكهم الجانح على فترة المراهقة قد يقومون أيضا بجرائم قتل في غمرة الفترة القليلة لممارستهم السلوكيات الجانحة، وكذلك على عكس الجانحين ذوي السلوك الجانح المتواصل مدى الحياة فإن المراهقين الذين يقتصر سلوكهم الجانح على فترة المراهقة ينقصهم الثبات على السلوك الجانح في كل المواقف.

يبدأ الميل للجنوح لدى المراهقين ذوي الجنوح الذي يقتصر على فترة المراهقة من خلال عمليات التنكر البيئي. أما النوع الثاني، فلديهم مسبقا تاريخ حافل بالسلوكيات غير الاجتماعية. ويعتقد Moffitt أنهم يعملون وكأن عملهم مخطط له مسبقا. ووفقا لموفت فإن المراهقين الذين يقتصر جنوحهم على فترة المراهقة يبقون معتمدين ماليا واجتماعيا على أسرهم غير أنهم يتخذون بعض القرارات المتعلقة بشؤونهم الخاصة حتى أنهم يبدون مفرطي الحاجة لأن يوطدوا علاقات مع الجنس الآخر تبدو وكأنها نوع من العبودية أو الخضوع. ويريدون الحصول على ممتلكاتهم المادية، ويريدون أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم، ويريدون أن يحترمهم البالغون على أنهم ذوو شأن. وليس من السهل على الفرد في هذا العمر أن يتعامل بين الجوانب الفيزيائية والاجتماعية بشكل متوافق.

وأخيرا يرى موفت أن ليس جميع المراهقين هم متورطون في الجنوح، فأخذ ذلك بالاعتبار في نظريته. إذ بيّن أن هناك عددا من الإمكانات لذلك نذكر منها الآتي:

  1. قد يكون للمراهقين الإمكانية لان يتخذوا دورا يحترمه البالغون.
  2. قد يكون المراهقون يعيشون في بيئة اجتماعية لا تتوافر بها فرصة لتعلم الأفعال الجانحة أو أساليب الجنوح.
  3. قد تكون الخصائص الشخصية للمراهق تستثنيه من النظر أو الدخول في شبكة الأفعال غير الاجتماعية.
  4. وقد تكون مع هذه الأسباب أسباب أخرى مجتمعة بعضها مع بعض.

ثانياً: نظرية التفاعل لثورنمبري Thornberry’s Interactional Theory:

قدم( Thornberry 1987) نظريته التفاعلية للجنوح. ولا تعد مفاهيم هذه النظرية جديدة. فحاول أن يوحد مفاهيمها من عدد من النظريات ليزودنا بتفسير شامل للجنوح. وقد صمم مخططا ديناميكيا للجنوح، وهو عبارة عن عدد من العوامل قد يكون لها تأثيرات مختلفة في سلوك المراهق خلال فترات حياته المختلفة. وقدم فيه ثلاثة نماذج من الجنوح: الأول للمراهقة المبكرة، وآخر للمراهقة الوسطى، والثاني للمراهقة المتأخرة.

أ . في نموذج ثورنمبري الأول (المراهقة المبكرة عمر 11-13): تبرز في هذا الأنموذج ثلاثة عوامل مهمة لها التأثير الواضح في سلوك المراهق في هذه المرحلة من العمر وذلك لما يأتي:

أولا: التأثير الوالدي، فان الوالدين اللذين لهم تأثير قوي على أطفالهما، واللذين على اتصال متواصل بهم، ويمارسان مهارات والدية مناسبة معهم، وما إلى ذلك ، من المحتمل أن يقودا أطفالهما نحو الأفعال المقبولة اجتماعيا، ونحو الإيمان بالقيم والأمان والثقة، وقد يبعدانهم عن الأصدقاء الجانحين والأفعال الجانحة.

ثانياً. الإيمان بالقيم والتقاليد، كذلك له تأثير في السلوك. وتأثيرها يظهر في المدرسة، وتُعزز أكثر إذا كان هناك إبداع في المدرسة. وتؤثر هذه المعتقدات أيضا في الصلة مع جماعات الجانحين، فإن قلة التعلق بالمدرسة لا يؤدي بشكل مباشر الى تشكيل قيم الجنوح لدى الفرد، غير أن ذلك سيحصل بشكل غير مباشر، إذ أن عدم المواظبة في المدرسة سيجعل الفرد على صلة مباشرة مع بيئة الجانحين ومع السلوك الجانح. وإذن فان المراهقين الذين على صلة ويتأثرون بالوالدين ويواصلون الذهاب الى المدرسة ويؤمنون بالقيم والاعراف الاجتماعية يكونون أقل احتمالا للتورط في الجنوح من أولئك الذين لا يتمتعون بالصلة مع ذويهم ولا يواصلون الذهاب الى المدرسة ولا يتمتعون بالإيمان بالمبادئ والقيم الاجتماعية. ومن المهم أن نتذكر، وفقا لثورنمبري إن الاتصال بالوالدين، والذهاب الى المدرسة والايمان بالمعتقدات والقيم هي غير ثابتة دائما. فقد يتفاعل بعضها مع بعض بشكل متواصل، وهكذا قد تضعف أو قد تقوى خلال عمليات النمو. ووجد ثورنمبري أيضا أن القيود المختلفة تؤدي الى الجنوح وقد تكون سببا مؤثرا يتفاعل مع مجموعة أسباب فتؤدي إلى السلوك الجانح.

ب . نموذج ثورنمبري الثاني في المراهقة الوسطى: يبدأ نموذج ثورنبيري يتغير في هذه المرحلة. فينصب الاهتمام هنا على صلة الطفل بالوالدين التي قد تصل نسبيا إلى درجة المبالغة في قوة العلاقة. فعند هذه النقطة في دورة الحياة – أي فترة المراهقة الوسطى – قد يتخذ المراهق بشكل ما طريق الجنوح لغرض الامتداد خارج المنزل، وذلك قد يتم من خلال ارتباطه بنشاطات الشباب في المدرسة وفي محيط الأقران.

والقيد الذي كان بينه وبين والديه حيث كان طفلا يبدأ اليوم يوهن لأنه قد اكتشف اليوم مثيرات أو حوافز إضافية. والتغيير الأساس الآخر، وفقا لثورنبيري هو في ازدياد أهمية قيم الجنوح delinquent values، وعندما يكون الجنوح في ذروته، فان تلك القيم تكون اكثر وضوحا ولها تأثيرات أقوى من المتغيرات الأخرى. ومثل هذه القيم تعزز الجنوح ومشاركات الجانح في هذا الاتجاه، فضلا عن أن بعض المؤشرات تشير إلى أن الشباب الذين يحملون تلك القيم، أقل احتمالاُ من أن يكونوا مرتبطين بوالديهم أو أنهم مواظبون على الدراسة.

ج. وفي المراهقة المتأخرة، يرى ثورنمبري أن متغيرات جديدة تطرأ على الأنموذج. وأهم تلك المتغيرات؛ المواظبة على نشاطات عادية تتضمن الوظيفة، والالتحاق بالجامعة، والخدمة العسكرية. وعلى مدى الانتقال إلى العالم أو العمل هناك انتقال مماثل من العائلة الأصلية إلى عائلة الشخص الخاصة. إن دعائم الشخص في المواصلة تزداد بتطرف أثناء هذه المرحلة. ويصبح بعض التواصل في الأصل استجابة للنجاح المالي وسعادة الشخص. وكما يبين ثورنمبري، فان ظروف حياة الفرد في هذه المرحلة تتغير، ويصادف أحداثا مهمة متطورة، وتتعين عليه أدوار اجتماعية جديدة، وتنشأ اهتمامات وشبكات اتصال جديدة.

وأخيرا، نوه ثورنمبري إلى الدور المهم للطبقة الاجتماعية. إذ يعتقد أن الطفل الذي ينحدر من طبقة ضعيفة سوف يكون أقل ارتباطا بالمجتمع الاعتيادي ويكون معرضا أكثر لقيم الجانح، والأصدقاء الجانحين، والسلوكيات الجانحة. وهذا يعود إلى حقيقة هي أن الأطفال ذوي الخلفية الاجتماعية الضعيفة هم اكثر احتمالا لأن يكون لديهم أسر ممزقة. ويكونون كسولين في المدرسة، وتكون معتقداتهم تقليدية متأثرة بالبيئة التي ينحدرون منها: فأولئك يكون معدل انتشار الجريمة بينهم عاليا .

نظريات السيطرة في علم الجريمة

CONTROL THEORIES IN CRIMINOLOGY

تأخذ نظريات السيطرة الاتجاه المعاكس من النظريات الأخرى في علم الجريمة. فبدلا من البحث عن الدوافع التي تدفع الناس الى ارتكاب الجريمة، يسأل أصحاب هذا الاتجاه لماذا لا يرتكب معظم الناس الجرائم. انهم يركزون على العوامل المحطمة أو الضائعة في داخل شخصيات المجرمين personalities of criminals. وإذ ثبت اعتقادهم بأن عوامل التحطيم تلك لها صلة بالمجتمع بشكل أو بآخر، فانه يمكن أن تدعى نظريتهم بنظرية سيطرة “المجتمع”، “social” control theory التي تأسست أصلاً على فكرة دوركيم Durkheim حول طبيعة الانسان التي قوامها الميول الفطرية غير المحدودة. ومعظم نظريات السيطرة مزيج من الأفكار المتعلقة بالطب النفسي psychiatric وعلم النفس psychological وعلم الاجتماع sociological . واكثر شخص معروف في نظرية السيطرة هو Travis Hirschi. وقد وضع Reiss نظرية السيطرة أول مرة عام 1951 الذي بين أن الجنوح هو نتيجة لفشل السيطرة الشخصية والاجتماعية. وتتأتى مشاكل السيطرة الشخصية من عدم قدرة الحدث على مواجهة حاجاته (بالمعنى السيكتري). وقد قاس Reiss مشاكل السيطرة الشخصية بالدرجة التي تقرها المدرسة رسميا والتي تحدد مشاكل السلوك للحدث. ودعمت هذه النظرية بالعديد من الدراسات في العوامل التي تعزل الفرد عن الجنوح أو تجعله يتجه نحوه كما في أعمال ريكلس Reckless ودينتز Dinitz في الستينيات التي جعلت النظرية معروفة بنظرية الحصر أو منع الانتشار containment theory. والنظرية المبكرة الأخرى في مجموعة نظريات السيطرة هي التي قدم توبي Toby عام 1957 من خلالها مفهوم “مدعمات الإذعان” stakes in conformity وبين فيها كم يخسر الإنسان عندما يخرج عن القانون، وأن بعض الشباب يكونون مغامرين اكثر من غيرهم لانهم لا يعيرون اهتماما للمخاطر

(Pacer Center, 1996, Paper).

في عام 1958 نشر Nye دراسة جعل فيها العائلة المصدر الأهم للسيطرة الاجتماعية. ووجد أن الجانحين من المحتمل اكثر أن يأتوا من أسر إما يتمتع أفرادها بالحرية المطلقة أو عدمها. وقد اصبح الارتباط الأسري مهماً في تاريخ نظرية السيطرة لأنها مناسبة لتفسير كلا الشكلين من السيطرة الشخصية والاجتماعية. وأعد Nye استبيانات لسؤال الجانحين يسأل من خلالها الجانحين انفسهم حول السلوكيات التي ينشغلون بها (Pacer Center, 1996, Paper).

أما نظرية السيطرة المعاصرة فقد قدمها 1964 Matza مع framework وسميت أفكاره بنظرية الانحراف Drift Theory، وفكرتها أنّ المراهقين ينحرفون نحو الجريمة أو بعيدا عنها على أساس وسبب مناسب. وإن معظم المشاغبين ممن هم “دون السن القانوني” الذي يعدهم مجرمين في حال ارتكابهم جريمة، هم مؤهلون لإطاعة قوانين الحياة. وإذا تورطوا أحيانا في عمل اجرامي فيعود ذلك الى أنهم محايدون neutralizing غير رافضين المعايير الاجتماعية. ويتسبب الجنوح أيضا عن المعنى الشامل للظلم injustice لديهم، ومعنى عدم المسؤولية، وكلاهما يُعزّز بمفاهيم الجانح التي يملكها مسبقا عن المعايير التقليدية الشرعية للعدالة justice. ومن أكثر المنظرين الذين انسجم عملهم تماما مع نظرية السيطرة Hirschi (1969) وبحثه أسباب الجنوح Causes of Delinquency بحث متكامل استخدم فيه معلومات عن طريق التقارير الذاتية، فضلا عن الأفكار المهيمنة بخصوص السيطرة الاجتماعية لعدة سنوات. وفيما يأتي جدول مستخلص مما أسماه Hirschi بالقيد الاجتماعي “social bond” يعتقد أنه يقي الناس من التورط في الأعمال الإجرامية.

جدول (4) القيد الاجتماعي

انتماء Attachment وجدان وحساسية تجاه الآخرين

التزام Commitment الاندماج في المجتمع التقليدي

انهماك Involvement الانشغال المستمر، التقييد المناسب للجنوح

اعتقاد Belief درجة اعتقاد الشخص بان الآخرين مطيعين للقانون

وقد أصبحت عناصر نظرية القيد الاجتماعي لـ Hirschi تلقى عناية كبيرة من قبل المتخصصين بعلم الجريمة. فمثلا ارتبط مفهوم الانتماء Attachment بالبحوث حول عوامل الأسرة family factors. وارتبط مفهوم الالتزام Commitmentبالأبحاث المتعلقة بالعلاقات مع الآخرين، وفي مجال الاتصالات communication. وتنصب أبحاث الانهماك Involvement في العوامل المدرسية، وعادات الدراسة، والعمل، وقضاء الوقت بمتابعة التلفزيون. وفيما يأتي أنموذج من مفردات مقياس بسيط لنظرية السيطرة الاجتماعية:

Attachment

  1. يوجد هناك دائما شخص ما يلتفت إلينا وقت الحاجة.

2 . لدي عدد من الأصدقاء الحميمين close friends.

3 . لا أرغب بالرحيل عن والدي.

  1. يعد والداي نماذج جيدة لدور الآباء.

Commitment

  1. لا أدخن
  2. لا أشرب
  3. لا أنقطع عن المدرسة
  4. لا أتجنب الذهاب الى أماكن العبادة.
  5. قليلا ما أدون الوقائع.
  6. كثيرا ما أشارك في نشاطات المدرسة.

Involvement

  1. ليس لدي وقت فراغ.
  2. أحب قضاء وقتي مع الأسرة.
  3. أشارك في نشاطات لا صفية في المدرسة.
  4. أنا دائما مشغول.

Belief

  1. من الضروري أن يكون للإنسان موطن خاص.
  2. من الضروري احترام نظام الدولة.
  3. المعلمون هم أناس جيدون.
  4. عموما، يجب أن يطاع القانون.

نماذج من أسئلة التقرير الذاتي لكشف الجنوح

  1. هل سبق لك أن أخذت شيئا بسيطا بقيمة تقل عن دولارين لا يعود إليك.
  2. هل سبق لك أن أخذت شيئا ذو قيمة تزيد على الخمسين دولار لا يعود اليك؟
  3. هل سبق لك وان قدت سيارة في الطريق بدون ترخيص؟
  4. هل سبق لك كسر شيء ما لا يعود اليك بقصد؟

5 . لا تأخذ بالاعتبار الشجار الذي قد يحصل مع اخوتك أو أخواتك، هل سبق لك وان هزمت شخصا ما أو تسببت في أذى شخص ما عن قصد؟

وتركز نظريات السيطرة على دور الأسرة ، حيث يؤثر بناء الأسرة ووظيفتها بشكل حاسم في التنشئة الاجتماعية socialization. إذ تعد الأسرة البذرة الأولى للتنشئة الاجتماعية، وهكذا تعد العامل المباشر الذي يقود إلى الجريمة.

وان عددا من نظريات علم الإجرام مثلا (فساد النظام الاجتماعي social disorganization، والتعلم الاجتماعي social learning، والسيطرة الاجتماعية social control) جعلت من الأسرة السبب الأكثر أهمية للجنوح. والأعمال الكثيرة المعتمدة على التجربة أظهرت بوضوح أن العلاقة السببية بين بيئة العائلة وارتكاب كل من الحدث والبالغ للجريمة هي علاقة ذات دلالة إحصائية. وهناك بحوث لكل من Dugdale and Goddard عن الوالدين في السجون (وهما واضعا نظريات تعتمد على الأصل الجيني) حيث بيّنا أن هناك نقلا جينيا للجريمة. فوجد Dugdale أن 14% من معدل انتشار جرائم معينة تنحدر من اصل عائلة معينة تدعى Juke family. ووجد Goddardأن 9 % من جرائم العنف موجودة في Kallikaks. ونسبة اكبر حصل عليها Gluecks (1974) الذي وجد ان 40% من الأولاد الجانحين قد ورثوا الجريمة من آبائهم. ووجدت دراسات الوراثة أيضا معدلات ذات أهمية لنقل جينات للكحولية alcoholism من الآباء إلى الأبناء ، وكذلك نقل جينات لها علاقة بالاعتماد على العقاقير drug dependence، والانحراف الجنسي sexual deviance. ونظرت بعض الدراسات في كيفية توافق الأطفال مع النسب المجرم (Gluecks, 1974, paper).

وقد وازن Moerk (1973) بين اثر الآباء المسجونين وأثر الآباء المطلقين وأثر غياب الآباء المتوفين على تحطيم البيوت. وتبين أن الطلاق هو أعظم سبب لتحطيم الأسرة وأقل الأسباب هو موت الآباء (Moerk, 1973, Paper).

وتبين من نتائج الدراسات الطولية حول الجنوح في الأسر المحطمة بالطلاق divorce، أو الهجر desertion، أو الانفصال separation لسبب ما، لكل من ( West & Farringto1973) و

(1979 Wadsworth) أن مثل هذه البيوت هي أكثر احتمالا لإنتاج الجنوح مقارنة بالبيوت المحطمة بالموت. ويشير Wadsworth إلى أن التأثير يكون في عظمته عندما يكون الطفل صغيرا. في حين يرى Needle et al (1990) أن التأثير الأقوى قد يكون في سنين المراهقة. مع أنه يرجح أن العمر الذي يحدث أثناءه تحطيم البيت ليس مهما على الإطلاق، لأن أثر الطلاق سيكون غالبا سببا مباشرا في كل الأحوال للتوجه الى جرائم خاصة (Berger & Simon 1974; Belson 1975).

ويبدو أن طلاق الآباء ليس له صلة قوية بالكحولية لدى الأبناء Saucier & Ambert 1983; Rankin 1983)). غير أن دراسة أخرى وجدت أن هناك علاقة قوية بين طلاق الآباء والتهور في قيادة السيارات عند الابناء الذكور Byram & Fly (1984) ). وكشف تحليل الأدبيات بخصوص الطلاق، أن هناك علاقة ذات دلالة احصائية بين غياب الآباء والجنوح، وتعلل هذه النتيجة بنقص المراقبة والإشراف (Loeber & Stouthamer-Loeber 1986; Wells & Rankin 1986).

وينتشر السلوك الجانح بين المراهقين والأحداث في الأسر التي يوجد فيها أزواج أمهات أو زوجات آباء، وتَبيَّن أن الإناث البيض على الأخص، اللواتي هن بنات الزوج أو الزوجة stepchildren معرضات للتورط بالأعمال الإجرامية أكثر من أمثالهن في الأنواع الأخرى من البيوت المحطمة Johnson ,1986, p)). إن تأثير زوج الأم stepfather المعتمد على العقاقير في الإناث البيض هو أيضا مشار اليه في الأدبيات (Blechman, Berberian & Thompson 1977). ووجدت دراسات كثيرة أن هناك علاقة عظيمة بين الاعتماد على العقاقير في البيوت التي فيها زوج أم أو زوجة أب وظاهرة الجنوح لدى أبنائهم (McCarthy et al. 1982; Flewelling & Bauman 1990).

وقد وجدت دراسات أجريت على بيوت محطمة لأفارقة وأمريكان أن هناك علاقة قوية تربط بين تحطيم بيوتهم والاعتماد على العقاقير إلا أن ذلك لم ينطبق على الأسر الأسبانية (Dembo et al. 1979). وتبين أيضا أن تأثير الأسر المحطمة في الفرد وفي احتمال ارتكابه لجرائم معينة يظهر أكثر لدى السود منه لدى البيض (Matsueda & Heimer 1987). ويبدو من خلال الدراسات أن نوع الطبقة الاجتماعية يؤدي دورا كبيرا في سلسلة الجرائم المرتبطة بالطلاق

(Gove & Crutchfield 1982).

وحول تأثير نوع الجنس في الجريمة بينت بعض الدراسات أن الإناث يتجهن نحو الجنوح ذي الدرجات البسيطة نسبيا قياسا بالذكور الذين لديهم نزعة للأعمال الجنائية (Datesman & Scarpitti 1975; Canter 1982). وتشير دراسة Austin (1978) إلى أن الإناث البيض يتأثرن أكثر بالبيوت المحطمة من غيرهن (Austin 1978, p15).

وربطت دراسات بين اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع والاعتماد على العقاقير وبالتالي السلوك الجانح والطبقة الاجتماعية إذ بينت أن انتشاره بين الطبقة الدنيا أكثر منه بين أبناء الطبقة الوسطى (Steinberg 1987).

ووجدت إحدى الدراسات أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين التبني adoption وسلسلة جرائم معينة (Johnson, 1986)، إلا أنه ليس هناك في الأدبيات أي دراسة أخرى تدعم هذه النتيجة.

ووجدت بعض الدراسات أن هناك علاقة قوية تربط بين الجنوح والإدمان على الكحول (Fishbein, 1990, Paper) وبينه وبين الامراض العقلية mental illness حيث ظهر لدى نسبة ذات دلالة من الاناث الجانحات زيادة الاضطرابات في التفكير (Tec, 1974, Article).

واتفق معظم العلماء في مجال الجريمة أن هناك علاقة ذات دلالة بين قسوة الآباء في قصاصهم للأبناء وبين اتجاه الأبناء للجنوح، وبينت إحدى الدراسات أن الأولاد السود الذين عاقبهم آباؤهم بقسوة يميلون الى الأعمال الإجرامية، في حين أن الإناث البيض اللواتي مررن بظروف مشابهة يصبن باضطرابات عقلية (Bryer et al. 1987, p.10).

ووجدت دراسات أن الأب غير الكفء Incompetent، أو العاجز ineffective، أو المتناقض مع نفسه inconsistent له علاقة قوية بجنوح السرقة (Wilson & Herrnstein 1985, p. .

وصنفت دراسات بعض السمات السيكوباتية sociopathy على أنها علامة على اضطراب الشخصية غير الاجتماعية antisocial personality disorder التي تكون عادة نتيجة لتحطيم البيت، هيكليا structural أو وظيفيا (Rutter 1972, Article).

نظرية ضعف السيطرة الذاتية LOW SELF CONTROL THEORY

يعتقد Gottfredson و Hirschi (1990) أن النظريات الكلاسيكية هي نظريات سيطرة وكذلك هي

نظريات عامة. وتعد عامة لأنها تميل الى وصف متغيرات الجريمة مثل (الشارع، والمجموعة، والإناث، والاحداث..الخ)، ووصف الوقائع مثل (الحرائق، والحوادث، وحركة المرور ..الخ). في حين أن نظرية ضعف السيطرة الذاتية (LSC) تحاول أن تقوم بذلك من خلال ما هو الصواب وما هو الخطأ في مجال علم الجريمة. وقد حدد المنظران ثلاثة مستويات لتعليل الجريمة:

– افتراضات الالتزام الاجتماعي Social contract assumptions

– أسباب مباشرة / وغير مباشرة the proximate/ distal cause

– مناقشة البناء المنطقي للجريمة “logical structure of crime”

ويقترح المنظران أن الأفراد يمتلكون ثلاث فئات من السمات هي:

  1. سمات تتضمن ضعف السيطرة الذاتية Traits composing low self-control.
  2. سمات تُنبئ بالتورط بالجريمة Traits predicting involvement in crime.
  3. سمات أخرى ناتجة عن التنشئة الاجتماعية Traits that are the result of socialization.

وتظهر سمات ضعف السيطرة الذاتية في السنوات الست أو الثماني الأولى من عمر الفرد. ويتضمن النوع الثاني من السمات انخفاض الذكاء، ومستوى عاليا من النشاط، ومقدرة بدنية، وحب المغامرة. ويتضمن النوع الثالث؛ الاندفاع impulsivity، وتبلد الشعور insensitivity ، وعدم القدرة على تأجيل الإشباع.

وسنعرض بإيجاز الفئات الثلاث بشكل عكسي في الآتي:

  1. السمات الناتجة عن التنشئة الاجتماعية

يعرف أحيانا الاندفاع على أنه فعل تأسس على النزوة impulse بدون تفكير بالعواقب. ويتضمن الاندفاع اللاعقلانية irrationality وعدم القدرة على الاستفادة من الخبرة. وإن تبلد الشعور، أو عدم الشعور بالذنب lack of guilt يرتبط بقوة بالسيكوباتية ويكون متضمنا في المقاييس التي تقيس السيطرة الاجتماعية. ويكون الشعور بالذنب هنا مؤلما وعدمه سارا. واهتم المنظران بعواقب فقدان الشعور بالذنب من الفرد. وبيّنا أن الخطأ في التقدير miscalculate أو التقليل من ألم الشعور بالذنب فيه شيء مكتسب من الوالدين. وان الإشباع الحالي Immediate gratification هو أيضا مرتبط بالسيكوباتية ويعني استغراق الذات self-absorption في الحاجات الخاصة التي تتطلب الإشباع الآني. وتتعامل نظرية ضعف السيطرة الذاتية مع تلك الحالة على أنها عملية قرار فرد. وهناك بعض الدعم لهذا في عمل Mischel 1976 الذي وازن بين سيطرة الذات self-control مع تنظيم الذات self-regulation خلال فترة الانتظار عندما تؤجل المكافآت. ويقول الباحث هنا أن قدرة الفرد على حفظ نفسه من الإحباط المحتمل يعد من المهارات التي تتطلبها السيطرة الذاتية.

  1. السمات التي تنبئ بالتورط بالجريمة

يعرف المغامرون Adventuresomeness على أن لديهم روح المبادرة في سلوك ما، قد يقومون به وليس بالضرورة وجود مثير خارجي لتحفيزه. انه العامل البيولوجي غير المعروف في هذه الفئة الثانية من السمات في نظرية ضعف السيطرة الذاتية. إذ انها سمات شخصية تفرق بين الجانحين delinquents وغير الجانحين nondelinquents. غير أنه يمكن للشخص أن يكون مغامرا ومع ذلك يبقى بدون ضعف السيطرة الذاتية طالما هو يأخذ بالاعتبار احترام الذات self-esteem، ويهتم بالصورة الموجبة عن نفسه positive image.

  1. سمات ضعف السيطرة الذاتية

قدم Gottfredson و Hirschi (1990) مفهوم قصر النظر shortsightedness لسمة ضعف السيطرة الذاتية الذي ينسجم مع فهم عملية اتخاذ القرار في فترة الانتظار لإشباع الحاجات. ويشير المفهوم إلى الافتقار إلى البصيرة foresight، وضعف الحكم poor judgment وضعف التخطيط planning. ويبدو أن من أسباب ذلك أن هناك خللا ما في مستهل الحياة. وسمات ضعف السيطرة الذاتية الأخرى هي: عدم القدرة على الاستفادة من الخبرات؛ وضعف الحكم وعدم احترام الوقت، وعدم التقدير الصحيح لعواقب الأمور. ونظرية ضعف السيطرة الذاتية ترى أن تعلم الاستفادة من الخبرات لم يظهر بشكل متكامل لدى معظم الناس، وتقول ضمنا ان الجميع غير متساوين اجتماعيا social أو أخلاقيا moral. وتفيد هذه النظرية في فهم قابليات الفرد للنظر في مستقبله. وفي تطبيقات النظرية عموما، ليكون هناك نشاط ذاتي self-activity خلال وقت الفراغ، ليبقى الفرد منشغلا، أو كابحا، ليكون هذا مانعا واضحا للجريمة. إلا أنه يبدو أن هناك شخصيات معينة لديهم صعوبات في مسألة الانشغال بعمل ما يمكنهم من التعبير عن الذات self-expression. ويرى Hirschi أن هناك علاقة ذات دلالة بين الخطأ في تقدير العواقب والاعتقاد بالمصداقية الأخلاقية للمعايير. وتنظر النظرية إلى التحسس بالعقاب الذي تؤدي إليه المخاطر على أنه رادع للجريمة، على الرغم من أن المنظّر غير متفائل بخصوص الردع deterrence. وان النظرية عموما هي متضمنة الحماية الذاتية self-protection، وليس الشعور بالذنب ولكن الخوف هو الانفعال البارز. فيبدو أن بعض الأفراد لا يحسبون من مجازفتهم في الظلم حسابا لرد فعل الضحية أو من له علاقة بها. وبعد ذلك يمكن تصور شكل الشخصية ضعيفة السيطرة الذاتية، هادئا في المقاصد الذاتية، وفي التعبير عن الذات، وفي حماية الذات. انها تمثل صورة للجانح المتوقع عند أي فرصة سانحة تضعه في مواجهة مع من هم حوله. وقد ميز Hirschi (1986) هذه الصورة على أنها صورة الشخص الخاسر loser، وهو الذي يختار طريقا إجراميا لا يأخذه لأي مكان سوى السقوط إلى الهاوية (Hirschi, 1986, Paper).

. النظريات البيولوجية والنفسية للجنوح

Biological and Psychological Theories of Deviance

أ. الفلسفة الوضعية البيولوجية (النظريات المبنية على أساس الأمراض)

Biological Positivism (Pathological Theories) : هذه الأفكار مبنية على مبدأ الحتمية (Deterministic). والبحوث هنا في المتغيرات التي تسبب الانحراف. ومما بينته أن هناك ثلاث مناطق في الدماغ مرتبطة في تحديد سلوك الآتي:

  1. الانفتاح – التكتم openness-secretiveness
  2. البخل – الكرم acquisitiveness-generosity.
  3. الإثارة الجنسية eroticism

وترى هذه النظريات أيضا أن عدم التوازن يؤدي إلى الانحراف

Imbalance==> deviance(Agnew, 2000, Paper).

ب. في جانب الطب النفسي يقول Benjamin Rush (1812): أن الاضطرابات العقلية تؤدي الى مرض في الدماغ وهذا يسبب الآتي:

  1. الكذب Lying
  2. الجريمة Crime
  3. الثورة “Revolutiona”

ج. يشير لمبروز Cesare Lombroso 1876 إلى أن؛

  1. هناك ارتداد إلى الأصل البيولوجي.
  2. المنحرف هو الفرد الذي لا يستطيع أن يتكيف مع الحياة في المجتمع المعاصر.
  3. الإنسان مقدر سلوكه بالأسباب البيولوجية (إذ وجد أن 43% من المسجونين يشتركون في نفس الخصائص البيولوجية) .

د. وضح وليم شولدن 1949: William Sheldon العلاقة بين الميل لسلوك ما وشكل الجسم وطبيعة البنية البيولوجية للفرد، مثل شكل العضلات، والبشرة، وقوة العظام ، وتبين أن الوضع السوي بيولوجيا يؤدي الى نمو التوازن وبالتالي يؤدي الى شخصية سوية ، وبالعكس فان عدم التوازن يعني المشاكل ويؤدي الى شخصية غير سوية :

هـ. الوراثة Heredity: بيّن Dugdale (1877): أن 180 من 700 عضو في عائلة هم صالحون، و140 منهم مجرمون .

و. الذكاء IQ : إن الذكاء المنخفض يكون من أسباب الجريمة، فلا يمكن للأحمق Feebleminded أن ينسجم مع حالات المجتمع المعقدة. ففي مقارنة بين مجموعة متطوعين أحرار ومجموعة من نزلاء السجون تبين أن 47% من المجموعة الأولى أذكياء مقابل 20% من المجموعة الثانية. ويرتبط الجنوح بقوة مع الطبقة الاجتماعية وفرصة الدراسة. وهناك دراسات تربط الذكاء والأداء المدرسي بالسلوك الجانح .

ز. الجينات Genetics: ويولي هذا الاتجاه عناية فائقة بنقل صفات السلوك الجانح من الآباء الى الأبناء وبالتحديد من الاب . في حين أن الاهتمام قليل بسلوك الأم .

ح. بالنسبة للكروموسومات XYY Chromosomes لا توجد أدبيات تثبت علاقتها بالجنوح بشكل مباشر وأكيد .

ط. النظرية البيولوجية – الاجتماعية Bio-Social Theory: تتضمن أسبابا مختلفة للجنوح مثل الآتي؛

  1. الهرمونات Hormones، والدماغ، الخ..
  2. عوامل بيئية تثير الاستجابة

ك. النظريات النفسية Psychological Theories

  1. نظرية داينميات النفس Psychodynamic (فرويد) : وقد ربط الانحراف بـما يأتي:

أولا: مشكلة اللاتوازن imbalance في الهي – الأنا – الأنا الأعلى.

ثانيا: التثبيت على المراحل الفمية Oral ، والشرجية Anal ، والقضيبية Phallic.

ثالثا: الكبت

  1. نظرية تنمية الطفل Child development لإرك أركسن Erik Erikson: وقد ربط الجنوح بما يأتي:

أولا: التطابق مقابل الفوضى — المراهقة

ثانيا: الإسهاب في التطابق Identity diffusion: الخجل المفرط، والانشغال أكثر مما ينبغي بالنشاط الجنسي sexuality.

ثالثا: مشكلة عدم تنفيذ ما متوقع منه .

رابعا: التطابق السلبي Negative identity: عندما يعارضه الآخرون. يتمرد لكي يُلاحظ .

  1. المدرسة السلوكية Behaviorism : وترى أن الجنوح يتعلق بما يأتي:

أولا: التعزيز البيئي Environmental reinforcement

ثانيا: المثير / والاستجابة Stimulus/response

4 . آيزنك Eysenck: ويرى أن الجنوح يرتبط بمشكلة خلفية الطفل .

  1. البرت باندورة : نظرية التعلم الاجتماعي

ويعزو الجنوح إلى الآتي:

أولا: توقع الاستجابة الموجبة Anticipation of positive responses.

ثانيا: يبدل السلوك لغرض أن يبدو مقبولا .

ثالثا: التخطيط Modeling .

رابعا: التلفزيون والعنف Television and violence

خامسا: النمو الخلقي Moral Development .

  1. (كولبرج وبياجيه ) : ويربطان الجنوح بمراحل النمو

المراهقة السوية

إن من الصعب تحديد معنى عبارة “المراهقة السوية”، لأن المراهقة بحد ذاتها هي عبارة عن فترة اعتراضيه لنمو متئد نسبيا. والمحافظة على موازنة مستقرة خلال هذه الفترة هي بحد ذاتها غير سوية. فإنه من السوي للمراهق أن يتصرف لمدة طويلة الى حد ما بطريقة غير متوقعة ومتغيرة، فقد يرضى بدوافعه وقد يثور عليها، وقد يتغلب على هذه الدوافع وقد تجرفه بتيارها، وقد يحب والديه وقد يكرههما، قد يكون معتمدا عليهما وقد يتمرد عليهما، وقد يتوق لأحاديث القلب للقلب مع أحد والديه وقد يشعر بالخجل العميق إذا أراد أن يشكره أمام الآخرين، وقد يشتد في البحث عن ذاتيته في نفس الوقت الذي يسعى فيه الى التشبه بالآخرين ومحاكاتهم، وقد يكون أنانيا نرجسيا يتصف بالأثرة والغرور، وفي الوقت نفسه يكون مثاليا مبدعا يتصف بالإيثار والكرم. فتعد هذه التقلبات الكبيرة غير سوية فيما إذا حدثت في مراحل الحياة الأخرى، إلا أنها في فترة المراهقة قد تعني بأن الفرد يمر في مرحلة انتقالية وان تكوين الشخصية البالغة قد يأخذ وقتا طويلا لاكتمالها وان المراهق لا زال يختبر مختلف الاحتمالات. وإذا اقتنعنا بحقيقة التنافر ضمن الكيان الداخلي للمراهق التي تعني وجود صراع بين دوافعه البدائية وأوامر ضميره وذاته وقدرنا المعارك التي تحتدم بينها، لأدركنا أنها محاولات نافعة لإعادة السلام والتوافق. وعلى ذلك، بدأت الطرائق التي يستخدمها المراهقون للتغلب على الدوافع الداخلية والعلاقات الخارجية تبدو سوية. وحتى إذا أصبحت هذه الوسائل مَرَضيَّة، فإن ذلك يعود إلى كثرة في استخدامها أو التركيز عليها وليس لأنها خبيثة في طبيعتها. إن هذه الأنماط الشاذة في نمو المراهقين تمثل في الواقع طرقا مفيدة لاستعادة الاستقرار الذهني إذا ما استخدمت باعتدال. مثال على ذلك، أن المراهق قد يرغب في أن يحرر نفسه من القيود العائلية عن طريق الهرب، وبدلا من أن يقلل من ارتباطاته العائلية تدريجيا، يختفي بصورة مفاجئة ملتحقا بمنظمة للشباب أو منظما إلى عصابة إرهابية، وقد لا يهرب ولكنه يقوقع نفسه داخل البيت متصرفا كأنه نزيل غريب. وفي الوقت الذي قد يكون فيه تقليل الروابط العائلية ضروريا قبل أن يستطيع المراهق إقامة علاقات مع أحد أفراد الجنس الآخر خارج نطاق العائلة، فإن درجة انفعاله بهذا الخصوص قد تكون مَرَضيّة، أو قد يكون تحليقا موقتا مَرَضياً في الظاهر، على الطريق نحو الوضع السوي.

وعودا إلى أن المحافظة على موازنة مستمرة خلال فترة المراهقة هي بحد ذاتها أمر غير سوي. هناك بالطبع بعض المراهقين الذين لا يبدو عليهم أية علامة لاضطراب داخلي حتى إلى سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، وهؤلاء يستمرون – كما كانوا من قبل – أطفالا مهذبين مؤدبين مطيعين لوالديهم ومعلميهم، مرتبطين بالعائلة وخاضعين لمثلها وتقاليدها، غير أن ذلك يعني تأخرا في نموهم السوي ويجب أن لا يكون سلوكهم هذا مبعثا للارتياح. وهناك أيضا بعض المراهقين الذين يتخذون سبيلا وسطا، إلا أنهم في الواقع ليسوا خير من يوضح مشكلة المراهقة.

وكما أن المراهق يعاني من استقطابات عديدة في مشاعره، هناك استقطابات لانفعالات مقولبة في المجتمع تجاه المراهق أيضا. فالمجتمع قد يُعد المراهق شخصا خطرا أو معرضا للخطر، ضحية أو معتديا، طيب القلب بريئا أو شاذا عاطفيا وهو بحاجة ماسة الى العلاج، وقد يحسده المجتمع ويرى أن على البالغين أن يحدوا من نزواته أو يعدوه مستودعا لطموحات البالغين غير المحققة وبذلك يكون بحاجة ماسة إلى الرعاية والعناية. وهكذا نرى أن البالغين يتفاوتون بين الذين يدفعون بالمراهق خارج نطاق العائلة في أسرع وقت تسمح به الآداب العامة وبين أولئك الذين يحزنون لفراقه. وقد يُعد غير ناضج جنسيا ويجب أن يشجع في هذا الطريق، وقد يُعد متحررا من الناحية الجنسية أكثر مما ينبغي ويحتاج إلى الحد من حريته. وذلك يعني، أن النظر إلى المراهق بمفاهيم جامدة (مقولبة) يعني إهماله شخصيا. فما الذي يُكوّن هذه المقولبات؟ لأن معظم البالغين يجدون صعوبة في تذكر مشاعرهم المتعلقة بفترة مراهقتهم، انهم غالبا ما يستطيعون أن يربطوا الأحداث على أنها حقائق مجردة عن المشاعر التي كانت ترافقها. والبالغ لا يستطيع أن يعيد الى ذاكرته الجو الذي كان يعيش فيه مراهقا بما فيه من القلق والهموم، وقمم السعادة وأعماق اليأس، والقنوط المطلق والحماسيات المتهيجة، والتأملات الفلسفية والفكرية، وأحاسيس الاضطهاد من البالغين، وسورات الغضب والكراهية تجاه البالغين، والشعور بالوحدة، والخواطر الانتحارية .

إن المراهقة السوية تتصف بدرجة كبيرة من الاضطراب، ولذلك نجد لدى البالغين نوعا من الرغبة الطبيعية في استذكار مشاعر المراهقة التي أصبحوا يستنكرونها بعدئذٍ. ومحاولة احياء هذه المشاعر لدى البالغين يخلق نوعا من المشاركة الوجدانية مع المراهقين وخاصة استذكار الاندفاعات المؤدية إلى اتخاذ قرارات مغلوطة وأعمال استوجبت الاعتذار عنها فيما بعد، وكذلك مشاعر الألم والشقاء التي قد تطغ أحيانا على فترة المراهقة. فبالنسبة للبالغين، فإن ذلك يمثل الماضي الذي من الأفضل أن ينسى. فالبالغ الذي يملك “علاقة سيئة مع فترة مراهقته هو”، يفضل أن يتجنب المراهقين، وإذا ارتبط بهم، فإنه غالبا ما يستخدم اندماجه معهم لتحقيق احتياجاته اللاشعورية. انه قد يحتاج لأن ينقذ المراهق، أو يصحح الموقف، أو يكبح رغبات المراهق التي فشل هو في تحقيقها خلال فترة مراهقته. غير أن البالغ عندما يمتلك القدرة على فهم المراهق، يكون أكثر قدرة على حل مشاكل المراهق بأسلوب أرق من الآخرين .

وخلاصة القول، إن الاتصال بين المراهقين والبالغين صعب إلى الحد الذي يشك كثير من المهنيين المسؤولين بإمكانية إقامة الجسور بين الجيلين في مثل هذا المجتمع السريع الحركة، وكل ما يأملونه هو التسامح المتبادل والتعايش السلمي. وعلى الرغم من أن ايجاد علاقة تعاطفية حقيقية بين البالغين والمراهقين من الصعوبة بمكان، فإن من المأمول بأن إدراك بعض القوى المؤثرة في دور المراهقة قد يساعد على فهم أفضل لهذه الفترة من حياة الإنسان وقد يؤدي إلى علاقات واقعية وبناءة وتسامح أكبر بين البالغين والمراهقين على حد السواء.

المصادر …..

References

Adina Barcutean, psychologist, Non-governmental association (2000)

“Save the children ” Nicolae Dumitrascu, psychologist, “Titu Maiorescu” University, Bucharest, Paper.

American Academy, (1997): Child and Adolescent Psychiatry. (P.O. Box 96106, Washington, D.C. 20090).

Breckenridge, M. E. (1960): Child Development: Physical and Psychological Growth through Adolescence. (4th Ed.). Philadelphia: Saunders.

Gottfredson & Hirschi (1990): Low self control theory. internet: htt:// www. Snet.net/ featurs/ bios/bethbruno.shm1.

Hall, G. Stanley. (1890): A adolescence. International Encyclopedia of the Social Science, The Macmillan company and the Free Press, Vol (1).

John.A. Chernak: (1956):Criminal, Notes & Comments. The Journal of Criminal Law, Criminology & police Science Vol.40-46-1955-1956.

Milto, Bonnell: The childhood & adolescence . e-mail Milto Bonnell@wazoo.com. Internet: http://www.geocities.com/Athens/Oracle/ 1580/listall.html.

Moffitt, Terrie E. (1993) Adolescence-limited and life-course-persistent antisocial behavior: A developmental approach. Psychological Review 100: 674 – 701.

Thornberry, Terence P. (1987): Toward an interactional theory of delinquency. Criminology 25: 863 -891.

Urla, Jacqueline and Jennifer Terry. (1995) Introduction: Mapping Embodied Deviance. in Deviant Bodies: Critical Perspectives on Difference in Science and Popular Culture. Bloomington: Indiana University Press. 1-18.

WHO/ UNFPA/ UNICEF (1999): PROGRAMMING FOR ADOLESCENT HEALTH AND DEVELOPMENT. Study Group on Programming for Adolescent Health. Geneva; World Health Organization.[/b]

نورية العبيدي –منتدى (( الـنـُـخـبــَـة ))

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button