دراسات أمريكا الشمالية و اللاتينية

هل لا تزال أمريكا “الأولى”؟

مقال مترجم للكاتب: شآي عطياس

المصدر: مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية

تاريخ النشر: 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019.

موقع توازن للأبحاث والدراسات

  • مؤشر فوربس لأقوى الأشخاص في العالم لعام 2019:

على عكس أوباما خلال فترة ولايته الأولى في 2009، تم تصنيف دونالد ترامب من قبل مؤشر فوربس في المرتبة الثالثة فقط من بين أقوى القادة في العالم، وحصلت الصّين على المركز الأول مع شي جين بينغ، وذهب المركز الثاني إلى فلاديمير بوتين، بينما لم يحقق ترامب أي تقدم على هذا المؤشر منذ عام 2017.

فيما أظهر تصنيف مؤشر “إندكس” العالمي للقيادة الأمريكية لعام 2019 الرئيس ترامب عند أدنى مستوى لأي من الرؤساء الأمريكيين الثلاثة السابقين، وقد يكون لتصنيفه المنخفض آثار واضحة على القوة الناعمة للولايات المتحدة وتكلفة تُقدَّر بمليارات الدولارات على التجارة الأمريكية في جميع أنحاء العالم، في حين أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت سياسة ترامب الخارجية “أمريكا أولاً” ناجحة أم فاشلة، إلا أنها ربما فتحت الباب أمام الصين وروسيا لزيادة نفوذهما العالمي، في عام 2019 سجّل تصنيف القيادة الأمريكية مستوى قياسي منخفض بلغ 30 ٪.

  • مؤشر غالوب لتصنيف قادة العالم لعام 2019:

صنف المواطنون في 133 دولة “أداء القيادة الأمريكية” بنسبة 31٪ مقارنة مع القيادات الأخرى في العالم، حيث قام المواطنون في أكثر من 130 دولة ومنطقة بتقييم سلوك القيادة الأمريكية خلال السنة الثانية لترامب مقارنةً بألمانيا والصين وروسيا، وأظهر المؤشر انخفاضاً مستمراً في مواقع ترامب العالمية حول العالم.

  • مؤشر السلام العالمي لعام 2019: “الثقة في قيادة الولايات المتحدة ونفوذ الولايات المتحدة”

أظهر مؤشر السلام العالمي لعام 2019 أن الثقة في ترامب كقائد قد تراجعت، وأن هناك ثقة أكبر في القيادة الروسية والصينية والألمانية مقارنةً بالقيادة الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك فقد أظهر “مؤشر السلام” أنَّ “الولايات المتحدة أصبحت أقل سلمية على مدار العام الماضي (انخفضت إلى المرتبة 128 من 163).

يرى عدد متزايد من الناس في جميع أنحاء العالم أن “قوة الولايات المتحدة ونفوذها يشكلان تهديداً كبيراً” لبلدانهم، وهذا الأمر مرتبط بالمواقف السلبية تجاه ترامب والولايات المتحدة ككل، ووفقاً للمسوحات التي أجريت في 22 دولة منذ عام 2013 فإن 45% من الدول التي شملها الاستطلاع “ترى أن قوة الولايات المتحدة ونفوذها يشكلان تهديداً رئيساً لها، فبحسب هذا الاستطلاع فإن نسبة المؤيدين لذلك قد شهدت ارتفاعاً بنسبة 38 % (بينما كان المؤشر يظهر عند 25 %في عام 2013 خلال إدارة أوباما).

 إن الزيادة في الأشخاص الذين يرون أمريكا تهديداً “حدثت جنباً إلى جنب مع انخفاض عدد الأشخاص الذين يقولون إن لديهم ثقة في الولايات المتحدة”، ورغم ذلك لا تزال الولايات المتحدة تحتل مرتبة أقل من حيث التهديد العالمي مقارنة ًمع تغير المناخ والذي تشكل نسبته 67% وتنظيم داعش 62٪ والهجمات الإلكترونية 61%.

  • الدور النسبي للولايات المتحدة في العالم:

في مؤشر غالوب لعام 2019، طُلِب من المشاركين ترتيب سبع دول رئيسة حول ما إذا كانوا “يلعبون دوراً أكثر أهمية وأقل أهمية أو دوراً مهماً في العالم مقارنة بعشرة سنوات مضت”، وقد فازت الصين بنسبة 70٪ في 25 دولة شملها الاستطلاع، والذي جاء فيه أيضاً “أن الصين تلعب دوراً عالمياً أكثر أهمية مما كانت عليه قبل عقد من الزمان، فيما تقع الولايات المتحدة في المنتصف بنسبة (50%).

  • مؤشر الصورة العالمية للولايات المتحدة (2019):

تتحول صورة أمريكا العالمية من “معقدة” إلى “سلبية للغاية”،  في حين تفضّل دول أخرى الولايات المتحدة باعتبارها القوة الرائدة في العالم على الصين، لكن في الوقت نفسه يشعر الكثير من الناس بالإحباط من دور أمريكا في العالم ويقولون “إن لديهم ثقةً ضئيلة في الرئيس دونالد ترامب لفعل الشيء الصَّحيح في الشُّؤون العالمية” (وفقاً لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث في 25 دولة) منها دول أوروبية غربية لا تقبل ترامب” ولديها “آراء سلبية لافتة للنظر”.

 وفقاً للمسح أيضاً لم يكن لدى بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا ثقةٌ كبيرة في الرئيس جورج بوش ولكن لديها ثقة أقل في ترامب، ويقول المزيد من الأوروبيين الغربيين أن “الحكومة الأمريكية لا تحترم الحريات الشخصية لشعبها” (متوسط 57 ٪) وفقاً للمؤشر، وقد بدأ التراجع في الحريات الشخصية “بعد جدل التجسس الذي أجرته وكالة الأمن القومي أثناء إدارة أوباما”.

  • التصويت الخاص بالصورة العالمية للدول الصّادر عن مركز بيو (2019-2018):

لا تزال الصورة الدولية للولايات المتحدة متدنية للغاية، ويقول المزيد من الناس أن “العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة قد ساءت، بدلاً من أن تتحسن خلال العام الماضي، وهناك تصور واسع الانتشار بأن إدارة ترامب “لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الأخرى عند اتخاذ قرارات السياسة الخارجية”.

خاتمة:

  • في نظر معظم أنحاء العالم تحولت صورة أمريكا من “البلد الشريف في العالم” إلى “تهديد كبير”، علاوةً على ذلك هناك فجوة كبيرة بين ما يعتقده الأمريكيون حول بلدهم والواقع.
  • اُنتقدَت سياسات ترامب المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية وحربه التجارية مع الصين، في حين أن ترامب يواصل انتقاده لحلفاء الناتو كما أنه فتح دبلوماسية مباشرة مع كوريا الشمالية، وهي سياسات وضعها موضع التنفيذ على الرغم من أنه كان على دراية تامة بأن تلك السياسات ستؤدي إلى تفاقم الصورة السلبية لواشنطن حول العالم.
  • يُنظر إلى السياسة الخارجية لترامب بشكل إيجابي في الدول غير الديمقراطية، كونها تزيد من المرونة الدبلوماسية وتؤثر على المساحة المتوفرة للولايات المتحدة للمناورة على الساحة الدولية.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى