دراسات تاريخيةدراسات مغاربية

واقع التعليم في الجزائر 1962-1978: دراسة تاريخية

مشتاق طالب الخفاجي، حسنين فلاح ماجد
مجلة مركز بابل للدراسات الانسانية
2020, المجلد 10, العدد 4, الصفحات 437-458

الملخص

ورثت الجزائر عن الاحتلال الفرنسي كل مظاهر التخلف وفي مختلف الجوانب الاجتماعية ومن بينها الجانب التعليمي, إذ قام الفرنسيون بمصادرة أراضي الشعب الجزائري وأملاكه، ومنها الأوقاف التي كانت تعد المورد الأساسي للمؤسسات التعليمية، وذلك من خلال تحويل المساجد والكتاتيب والزوايا إلى كنائس وثكنات عسكرية ودور للمعمرين ومتاجر وغيرها، وكان الهدف من ذلك هو القضاء على الشخصية الوطنية الجزائرية والعمل على تجهيل المجتمع الجزائري، اضافةً إلى محاولاتهم لفرنسة المجتمع الجزائري في مجالات التعليم والإدارة والمحيط الاجتماعي. وبعد النجاح في تحقيق الاستقلال في عام 1962 كان على الحكام الجزائريين العمل بكل الوسائل الممكنة للتخلص من مخلفات الاستعمار الفرنسي التي غرسها في المجتمع الجزائري، فاتجهت الحكومة الجزائرية الأولى بعد الاستقلال برئاسة احمد بن بله (1962-1965) الى العمل على بناء دولة جزائرية حديثة ومستقلة في اطار انتمائها العربي الاسلامي فأقرت حكومته ديمقراطية التعليم وبشكل مجاني للجميع, وقامت ببناء المدارس والثانويات ودور الثقافة في جميع انحاء البلاد، وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها حكومة احمد بن بلة وقُصر مدة حكمه، إلا أنها استطاعت أن تحقق تحولات كبيرة في البلاد وفي مختلف جوانب الحياة خاصةً الجوانب التعليمية والثقافية . وفي عهد الرئيس هواري بومدين(1965-1978) اهتمت الحكومة الجزائرية ايضاً بالجانب التعليمي اهتماماً كبيراً, وخصص لقطاع التعليم مبالغ كبيرة ضمن المخططات التنموية الجزائرية، وتمكنت الجزائر في عهد بومدين من النجاح في تحسين وتطوير العملية التربوية بشكل كبير، كما ازدادت اعداد المدارس ومراكز التعليم والجامعات، نتيجةً للزيادة الحاصلة في أعداد الطلبة الجزائريين، وبلغ عدد المدارس في الجزائر في عام 1978 حوالي (8380) مدرسة، وأصبح عدد الجامعات ثلاث وهي (جامعة الجزائر، جامعة وهران، جامعة قسنطينة) بعد أن كانت في الجزائر جامعة واحدة فقط في عام 1962، وهذا يدل على نجاح البرامج والمخططات التنموية التي اتبعتها حكومة هواري بومدين، وبالرغم من اهتمام كلا الرئيسين بقطاع التعليم، لكن النتائج كانت أكثر وضوحاً في عهد الرئيس هواري بومدين، نظراً لطول مدة حكمه .

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى