أخبار ومعلومات

وهران: وضعية وباء “كوفيد-19” خرجت عن السيطرة

بقلم ل. بوربيع – جريدة الخبر

استعانت إدارة مستشفى حي “النجمة” ببلدية سيدي الشحمي، أمس الأول، بمصالح الحماية المدنية لولاية وهران، التي أوفدت فرقة نصبت خيمتين على مستوى مدخل هذه المؤسسة الصحية للمساعدة على توفير أسرة للمرضى المحتاجين للأوكسيجين، بعد أن امتلأ هذا المستشفى عن آخره قبل يوم العيد بالمرضى المصابين بوباء “كوفيد 19”.

 لا أحد في وهران يستطيع أن يقدم رقما، ولو تقريبيا، عن عدد المصابين بوباء “كوفيد 19″، ولا عدد المتوفين بسبب الإصابة به، رغم الأعداد الكبيرة للجنائز في مقبرة عين البيضاء، منذ أكثر من أسبوع. فقد ذكر أهالي مرضى أن مستشفى “النجمة” سجل وحده ست وفيات يوم الإثنين الماضي، عشية عيد الأضحى. وهو اليوم الذي شهد فيه تزايد توافد المرضى، الذين يتم استقبال الحالات الاستعجالية منهم في الطابقين الأول والثاني، فيما يخصص الطابقان الآخران الثالث والرابع للحالات الحرجة.

فقد شهد المستشفى المذكور الذي يضم 200 سريرا، وهو ملحقة للمؤسسة الاستشفائية 1 نوفمبر لوهران، خصص منذ السنة الماضية لاستقبال وعلاج مرضى كوفيد، حالة اضطراب في تدفق الأوكسيجين إلى الطوابق العلوية، في اليوم الذي سبق عيد الأضحى. وهو اليوم الذي سجلت فيه تلك الوفيات. علما أن المستشفى يتوفر على خزانين للأوكسيجين سعتهما 8 آلاف لتر. ليتم ملأهما في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم الإثنين. ما فرض على إدارته توجيه نداء للمحسنين ولأهالي المرضى لجلب قارورات الأوكسيجين.

وفي غضون ذلك تعقدت حالات العديد من المرضى، في الوقت الذي واصلت فيه مؤسسات الصحة العمومية توجيه المرضى الوافدين عليها إلى مستشفى النجمة، الذي لم يعد في مقدور الأطباء والممرضين والتقنيين العاملين فيه على أداء مهامهم.

وخلافا لما تم الإعلان عنه قبل أسبوعين من طرف الإدارة المحلية لولاية وهران، بخصوص فتح مصالح جديدة، 120 سرير في مستشفى وادي تليلات الجديد و60 سريرا في مستشفى الكرمة الجديد هو الآخر، و240 سريرا في مستشفى قديل. فإن هذه المستشفيات لم تشرع في استقبال المرضى لعدم انتهاء تهيئتها وتجهيزها لهذه المهمة إلى غاية نهار اليوم الأربعاء. بينما لم تعد المصالح المفتوحة في المستشفيات الأخرى قادرة على استقبال مزيد من المرضى بسبب تشبع كل الأسرة التي يقارب عددها الـ 800.

ومنها تلك المخصصة لاستقبال مرضى “كوفيد” في المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بمدينة وهران. وبالنظر إلى التوافد الكبير للمرضى على ملحقة مستشفى 1 نوفمبر، بحي النجمة (شطيبو)، تقرر الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية، التي أنهت تنصيب خيمتين على الثامنة مساء يوم العيد (الثلاثاء)، لتخفيف الضغط على مصالح هذا المستشفى. حيث يقوم الفريق الطبي العامل فيه بتوجيه المرضى المحتاجين للأوكسيجين إليهما.

وفي ظل عدم توفر أرقام رسمية عن عدد المصابين بالداء في ولاية وهران، فإن عدد المرضى الذي يوجدون في المستشفيات يفوق الألف، في حين يعالج عدد غير معلوم في منازلهم، يتنقل الذين تتضاعف حالاتهم إلى المستشفيات في حالات حرجة.

ولا أحد يستطيع أن يقدم رقما حقيقيا أو تقريبيا عن الوضع السائد في الولاية، في ظل استمرار الاستهتار بالتدابير الوقائية من استمرار فتح المقاهي وإقامة الحفلات وعدم القدرة على فرض تطبيق القانون على أصحاب الحافلات في مجال تحديد عدد الركاب، وكذا عدم فرض أية رقابة طيلة أسبوع على الأسواق ومنها أسواق المواشي التي فاق عددها الثلاثمائة. خاصة وأنه لوحظ أن عددا معتبرا من المصابين كانوا قد خضعوا للتلقيحات. ما دفع سكان ولاية وهران إلى رفع نداءات استغاثة لفتح المستشفيات الجديدة المعلن عنها، علما أن اللجنة الولائية لمواجهة وباء كوفيد 19، لم تتخذ أية إجراءات باستثناء تقليص توقيف الحجز بساعة واحدة فقط من منتصف الليل إلى الـ 11 ليلا.

ومن جهة أخرى وجه مدير مستشفى “إيريس”، التابع للقطاع الخاص، نداء إلى السلطات المحلية لولاية وهران، أعرب فيه عن استعداد مؤسسته لاستقبال وعلاج مرضى كوفيد. ومن جهته وجه البروفيسور عبد المجيد صنوبر، المدير السابق لمعهد الطب بوهران ورئيس وحدة الأمراض التنفسية في مستشفى الدكتور بن زرجب، نداء للمؤسسات الصحية التابعة للقطاع الخاص في الولاية لمساعدة مستشفيات القطاع العمومي في مواجهة هذه الموجة الثالثة لوباء “كوفيد 19”. ما يوحي أن القطاع العمومي لم يعد قادرا وحده على السيطرة على الوضع والاستجابة للطلب المتزايد للعلاج فيه من هذا الداء. وهي نفس الأوضاع التي تعيشها ولاية تلمسان، التي شهدت المصالح المخصصة لعلاج المصابين بهذا الداء تشبعا منقطع النظير. ولم تعد قادرة على استقبال مزيد من المرضى، في الوقت الذي تعرف فيه مدينة مغنية توسعا رهيبا للمصابين وهو نفس حال دائرة الرمشي، كما تفيد الأخبار الواردة من هناك.

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى