تهريب المهاجرين الأفارقة والاتجار بهم
د غادة حلمي دكتوراه القانون الدولي العام .. جامعة القاهرة
برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاتجار بالبشر من جديد امتدادا للرق والعبودية لتنتهك بشكل صارخ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وهي ظاهرة تعود بالإنسانية خطوات للوراء، فأصبح ازدياد حجم الاتجار بالمهاجرين يمثل خطرا يهدد أمن واستقرار المجتمع والفرد وخاصة الفئات المستضعفة من النساء والأطفال في مناطق كثيرة من دول العالم، فضلا عن اختلاف النظم القانونية بين الدول أو ن ماذج تجريم الصور المختلفة للاتجار بالبشر بها وتهريبهم، وعدم وجود قواعد موحدة للتعاون الأمني والقضائي بين الدول، حيث تستغل الجماعات الإجرامية المنظمة الثغرات القانونية للنفاذ إلى البلدان وممارسة أنشطتها الآثمة.
وقد أصبحت ظاهرة تهريب المهاجرين والاتجار بهم على الساحة الدولية مشكلة تواجه الدول والمجتمعات البشرية وتهدد كيانها وأمنها واستقرارها، كما شكلت عائقا أمام سياسات الدول وخططها التنموية في جميع القطاعات، وفي شتى مناحي الحياة وخاصة التنمية المستدامة.
ويسعى هذا البحث إلى هدف رئيسي وهو إثارة الاهتمام وتعزيز الوعي وإيقاظ الرأي العام وتنبيهه بخطورة تلك الظاهرة، ومعرفة مسبباتها ودوافعها ومخاطرها وضحاياها والمستفيدين منها، وكيفية مكافحتها ووسائل منعها وطرق كشفها، ويهدف أيضا لبيان التطور التاريخي للرق، ويسلط الضوء على علاقته بالجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية .