دراسات استراتيجيةدراسات جيوسياسيةدراسات شرق أوسطيةنظرية العلاقات الدولية

الأبعاد الإقليمية للسياسات التركية – الإيرانية: جدلية التعاون والتنافس على النفوذ والقيادة

مقدمة

شهدت التوجهات التركية – الإيرانية في السنوات الأخيرة تحركات واسعة النطاق في دوائر خارجية مختلفة في إطار تصور كل من تركيا و إيران لدورها الإقليمي أو دورها العابر للأقاليم في بعض الأحيان، حيث اتسمت علاقات تركيا و إيران بالتنافس، ومحاولة كل منهما موازنة نفوذ الأخرى وارتباطاتها الإقليمية والدولية حيث تساعد الوثائق السياسية التركية والتي نجد التعبير المكثف عن مضامينها في كتابات داود أوغلو Davutoglu ، ووثائق مجلس الأمن القومي الإيراني (Supreme National Security Council (SNSC، على إدراك حجم التنافس التركي الإيراني على موقع الدولة المركز في الإقليم، حيث تقوم كل دولة بتوظيف المعطيات الحضارية والجغرافية والثقافية و الاقتصادية للنفوذ وتحرص كلتا الدولتين على تقديم نفسيهما كنموذج يحتذى به و تكشف عن إستراتيجية متكاملة في هذا الجانب الذي قد يصل إلى حد التصادم.

وتستند هذه التصورات الجيو استراتيجية على بعض الفرضيات مثل القلق التركي من البرنامج النووي الإيراني، وتأثيرات الإرث التاريخي الصفوي۔ العثماني، والتنافس التركي الإيراني في آسيا الوسطى والقوقاز ، والقلق الإيراني من تنامي النزوع التركي نحو تركيا الكبرى العالم التركي)، إلى جانب التنافس على العراق ، غير أن هذا التنافس لا يعني غياب أسس موضوعية للتعاون و التكامل، حيث تحول العديد من العوامل دون صعود مستوى التنافس إلى الصراع في الوقت الحاضر بين الطرفين، وأهمها وجود توازن في ميزان القوي بين الطرفين في مختلف المجالات، إضافة إلى مصلحة البلدين في الجم النزعات الانفصالية الكردية التي شكلت عامل ثقة وتكامل بينهما، وهو الأمر الذي فتنته الاتفاقيات الأمنية بين الجانبين والتي تقضي بعدم السماح للمعارضة في البلدين من استخدام أراضي الطرف الأخر و تعمل كلا الدولتين بثبات على إقامة روابط اقتصادية متينة و تعزيز التجارب السابقة للتنسيق والتعاون الاقتصادي والسياسي إضافة إلى القواسم الثقافية والتاريخية لشعوب المنطقة في إطار ما يسمى الحضارة التركية – الفارسية

وتتوقف سياسات الدولتين في أقاليم آسيا الوسطى و الشرق الأوسط و الخليج على عوامل عديدة، أهمها حل التناقضات الداخلية، والقدرة على التأثير في دول هذه الأقاليم الفرعية ، ومواجهة نفوذ القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة و روسيا اللتان لا تزالان المحدد الأبرز لسياسات في المنطقة.

تحميل الرسالة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى