دراسات سياسيةمذكرات وأطروحات

الدولة في المجال السياسي العربي: نقاش حول الخلفيات والأسس

مقدمة:

يندرج موضوع الدولة ضمن أهم المواضيع التي حظيت بكير اهتمام من قبل فلاسفة الفكر السياسي القدم وكذا من قبل المفكرين والأساتذة والباحثين المختصين في حقل السياسات المقارنة ضمن سياقه الغري، وهو ما انعكس في كثافة الكم المعرفي وفي تعدد وتنوع الأدبيات التنظيرية للظاهرة، التي ظلت مواكبة لواقع المسار التطوري هذا النمط من الدولة، ومعالجة الأزمانها و مصححة لانحرافاتها عبر مراحل تطورها المختلفة.

وهو المنطق الذي ظل غاليا ضمن الأدبيات التنظيرية لذات الظاهرة ضمن المحال السياسي العربي، التي ورغم تبنيها لذات القضية إلا أنها ظلت تنظر لظاهرة السلطة دون الدولة، حيث يغيب مفهوم النظرية التفسيرية للدولة ضمن سياقها العربي والإسلامي وتعوض يحملة الاجتهادات الفكرية، التي وعلى الرغم من تعدد تیار اقا إلا أنها لم ترق إلى مستوى النظرية، وظلت بعيدة وغير مستحيية الثنائية واقع تنظير

ولعل هذا ما يبرر حجم التناقضات والإشكالات التي تنطويها الدولة في المجال السياسي العربي وذلك منذ نشأها، والتي تصل إلى حد التناقض مع المفهوم الطبيعي للدولة الذي تطور في الغرب وذلك على المستويين الفكري والممارسان، حيث استطاعت الدولة العربية أن تؤسس لخصوصيات سياسية واقتصادية واجتماعية وشفافية استثنائية تصل إلى حد التناقض مع تلك التي أسست لها الدولة الغربية ذات المضامين الليبرالية

والمتتبع للتطور التاريخي للدولة العربية يلاحظ أن التراكم في ممارساتها ذات المنطق التسلطي والاستبدادي، قد أصبح يشكل ضمانا لقوتها المادية على حساب ضعف محتمعانا و على حساب تشكل مفهوم الدولة / المؤسسات أو الدولة / القيمة، أكثر من ذلك أصبحت هذه الممارسات بمثابة الضمانات التي تكفل لها بقاءها واستمرارها، بل والحفاظ على استقرارها حتى في ظل بيئات رافضة لها. : أهمية الموضوع

يحوز موضوع “الدولة” أهمية كبرى باعتباره السورة التي تحدد علم السياسة، وهي الأهمية التي تشتد عند أقصى حدودها عند دراسة هذه الظاهرة ضمن المجال السياسي العربي، على اعتبار أن ذلك من شانه أن يؤدي إلى إيجاد تفسير لحالة التأزم والاضطراب السياسي المزمن الذي يشهده هذا المجال

وهو المحال الذي استطاع أن يفرز لنا نمطا جديدا من الدولة خاصا بالحالة العربية، أين يضعف مفهوم الدولة الرمزي و المجرد ويقوى في المقابل منه مفهوم السلطة المادية، وبقدر ما تضع الأولى تقوى الثانية ليتشكل لدينا مفهوم جديد هو الدولة / السلطة وليس الدولة الدولة أو الدولة / القيمة.

وهو المفهوم الذي كان ضاعنا لاستمرار افتراض قوة الدولة العربية” في مقابل تراجع افتراض “ضعفها ومالات تفکیکها وسقوطها”، وهي القوة التي تستمدها هذه الدولة من ضعف محتمعاقا على المستوى الداخلي من جهة، ومن ضعفها السيادي مقارنة بمثيلاتها من الدول الغربية على المستوى الدولي من جهة أخرى.

تحميل الرسالة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى