, المجلد , العدد 3, الصفحات 23-66
الخلاصة
تصدرت الديمقراطية أبجديات الاجتماع السياسي المدني، وغدت المقياس الحضاري لأنظمة الشعوب، فهي المعادل الموضوعي لسؤال الكينونة الإنسانية (الحرية). وبعد المخاض العسير لولادتها في أوربا من رحم الاستبداد، ونجاح حركة التنوير والعقلانية السياسية في إيصال الديمقراطية إلى شكلها الحالي في تداول السلطة وبناء مؤسسات الحكم، سعى نخبة من العالم الإسلامي إلى ﭐستلهام التجربة وغرسها في بيئتهم الحضارية؛ لبناء مؤسساتهم السياسية خارج منظومة الاستبداد. ولم يكن التحديث في العالم الإسلامي- العربي بعيدًا عن طروحات رجال الدين؛ لذا لم يكن أمامهم سوى تقديمهم حَلًّا إسلاميًّا مقبولًا إزاء موضوعها. تتبعت الدراسة مسار ومتغيرات الخطاب الإسلامي الشيعي الحركي لمفهوم الديمقراطية، من خلال التحقيب الزمني لذلك المسار؛ لفهم السياق التاريخي والاجتماعي لذلك التغيير- التطور، وأسباب الانتقال من حقبة إلى أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار العلاقة بين نضج الفكر ونضج التجربة. ومع ذلك، لا يمكن عدَّها دراسةً شاملةً لكل أفكار الإسلاميين الحركيين في هذا الخصوص، فهي لا تستطيع ذلك لاعتبارات الهدف المحدود والانتقاء والحجم.