منذ سنة 1995 سعت قطر بقيادتها الجديدة إلى إعادة توجيه دفة سياستها الخارجية نحو البحث عن استقلالية في محيطها العربي و الطموح لدور خارجي أكبر من حجمها الجغرافي و السكاني و هذا بالاستثمار في القوة الناعمة نظرا لافتقادها لمقومات القوة الصلبة وعليه ستسلط الورقة الضوء على سياقات الصعود القطري على المستوى الإقليمي و مصادر القوة الناعمة التي استطاعت من خلالها الدولة البروز كفاعل مؤثر في المنطقة دون إغفالها لهواجسها الأمنية باعتبارها دولة صغيرة وكيف ساهمت الانتفاضات العربية لسنة 2011 في خلق فرصة تاريخية للسياسة الخارجية القطرية لتضخيم دورها الإقليمي و تحقيق أهدافها في ضوء المعطيات التي أفرزها الحراك العربي و السقوط المتوالي للأنظمة السلطوية و الفوضى التي أتبعت ذلك.